كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أخيرا نهضت وهي تبتسم قائلة :
(( عمتم مساء , لا , لا تتحركوا , استمتعوا في هذه الامسية .))
تركتهم وغادرت . كان هناك شخص يعزف علي الغيتار واخذ الجميع يطلب منه عزف اغاني من كل اقاصي الأرض .
لم تشعر ميكي مرة بالوحدة كما شعرت بها الآن. في تلك الليلة حلمت أيضا بقبلات غاي , تلك الاحلام جعلتها تشعر أنها لم تعد تعرف نفسها كما كانت تعتقد.
استيقظت قبل الفجر وهي تشعر بتوتر غريب انبهرت من الرطوبة القوية ومن ضوء القمر علي حديقتها , وبدون قصد منها تذكرت اللحظات التي أمضتها مع غاي , شعرت وكأن الحياة تنبثق منها, والشوق والحاجة إليه عاودتها من جديد.
لا يمكن أن تكون هناك مستقبل بينهما , توضح لها ذلك من مساء أمس , لقد تحدث عن مدن ليست إلا أسماء بالنسبة لها, روما , لندن , نيويورك , باريس وكان من الواضح انه يعرفها جيدا , ولديه أصدقاء في كل منها . انه عالمي , عالمي في كل ما للكلمة من معنى , شخص يطوف العالم باستمرار , بينما هي كانت دائما في أوكلاند.
فكرت بسخرية وهي تبتسم بحزن إنها فتاة ريفية ولديها اهتمامات ريفية . قد يكون غاي مهتما لها, لكنه لن يغرم بها. فليس لديها ما تقدمه له. لذلك لن تكون حمقاء وتخسر قلبها لأجله.
بكل الأحوال سيرحل قريبا , وسيأخذ معه شخصيته الرائعة . لكن عندما كانت تسير بسرعة نحو المطبخ بعد ساعة من الوقت , وظهر هو من مكان ما ليقول بهدوء :
(( أريد أن اسهر برفقتك الليلة .))
غابت كل الأفكار المنطقية من رأسها .
علمت ميكي أن فمها مفتوح , فهي تشعر بذلك . وبذلت مجهودا لتضغط شفاهها علي بعضها ثانية , وحتى عندما فعلت ذلك لم تستطع الكلام .
ضحك وعيناه الزرقاوان تضحكان , قال بهدوء :
(( لتناول العشاء معا.))
(( هنا؟))
تجهم وجهه وقال :
(( لا , ليس هنا . سأحضر قاربا وسنذهب إلي مطعم في الأرض الرئيسية .))
عليها أن تقول لا , لكن أكثر من أي شيء في الدنيا تريد أن تمضي الأمسية برفقته , سيكون ذلك , أدركت وهي تشعر بحماسة للمرة الأولى التي تخرج برفقة رجل إلي العشاء . قالت ببساطة :
(( حسنا , أحب ذلك .))
منتدى ليلاس
(( حسنا . يجب أن نذهب الليلة لأني سأغادر غدا .))
قال بلهجة عادية فأدركت إنها لا تعني له شيئا بسرعة ولكي لا يرى كيف انسحق قلبها سألته :
(( في أي وقت يجب أن أكون جاهزة ؟))
(( سأذهب إلي منزلك عند الساعة السابعة .))
من حسن حظها أن عليها العمل لثماني ساعات متواصلة , وهذا ما اشغلها عن التفكير بما سيحدث معها . ومهما حاولت أن تكون عملية , لم تتمكن إلا أن تتساءل ربما هذه لن تكون النهاية , بل البداية .
لاول مرة تمنت لو أن لديها خزانة مليئة بالفساتين الجميلة , لكن الفقير لا يستطيع أن يختار , قالت لنفسها وهي تبتسم بحزن . قررت أن ترتدي جاكيت من الدانتيل فوق تنورة بيضاء اشترتها لاخر مناسبة اجتماعية لها في المدرسة .
لكن عندما ارتدت ثيابها , تساءلت إذا كانت تبدو أنيقة , كان هناك الكثير من بشرتها باديا تحت قماش الدانتيل , وليس هناك ما تستطيع القيام به بشان كتفيها
لكن لتملا تلك المساحة ارتدت عقدا من الفضة كان لوالدتها . شعرت بالراحة وانتعلت حذاءها وهو صندال ابيض ذي كعب عال وهذا ما جعلها تبدو أكثر رشاقة .
وعلي الرغم من الحرارة من الأفضل لها أن ترتدي جوارب حريرية . لكنها لا تمتلكها . نظرت إلي نفسها في المرأة , لاحظت اللون الواضح تحت خديها , وتوترها جعل عينيها تشعان كالنجوم الفضية . احمر الشفاه يجعل اكبر وانعم , لذلك قررت أن لا تضع منه .
|