كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قد يكون غاي معجبا بها لكنها تعرف جيدا انه ليس مهتما بها بذاتها . كيف يمكن له ذلك . فهو لا يعرف شيئا عنها وليس هناك أي شيء مشترك بينهما فهو غني , وأكثر من مدلل , رجل يعيش في وسط اجتماعي راق ومترف .
ضغطت بقوة علي فمها , وحاولت أن تبعده عن أفكاره. فليس هناك من داع للقلق والخوف فهو مجرد ضيف , شخص سيرحل عما قريب .
وان كان في جزء من قلبها أملت أن تلمحه ولو لنظرة بعد أن عادت إلي الفندق ما أن انتهت من عملها لكنها حصلت علي ما تستحقه بسبب غبائها . لقد كان يسير باتجاه الشاطئ مع امرأة . لم يرها أي واحد منهما فلقد كانا منشغلين جدا ببعضهما .
مجرد التفكير بذلك جعلها تشعر بالغيرة التي مزقتها . اختفى اللون من بشرتها تاركا إياها شاحبة ومتوترة الملامح . كل نفس تأخذه يضغط علي قلبها . علي ذلك أن يتوقف حالا , فذلك مؤلم جدا .
منتدى ليلاس
أخيرا تمكنت من النوم , لكن الأحلام أزعجت نومها ونهضت قبل الفجر في صباح اليوم التالي , وبقيت تلك الأحلام تطارد عقلها المتعب .
فقط ما الذي يجعلها متأثرة به بهذا الشكل ؟ ليس فقط بسبب وسامته , مع انه يوافق تماما ما تعتقده عن الجمال والوسامة . ولا كبرياءه بسبب مركزه المالي والاجتماعي .
لديه سلطة لم ترها من قبل . ثقة كاملة بالنفس . فهو عندما يدخل إلي أي مكان الناس تستدير وتنظر إليه . تلك الصور التي تدافقت علي أفكارها كانت مليئة بالتوتر وسمحت ميكي أن تنجرف في بحر الخيال , ولتعود إلي عالم الحقيقة بسبب اتصال هاتفي .
سألتها موظفة الاستقبال بتوتر :
(( هل يمكنك العمل كدليلة سياحية اليوم ؟ الجميع هنا مشغولون , وهناك زبون يريد رحلة سريعة في كل الجزر . قال هاري أن عليك الذهاب .))
بسرعة تفحصت ميكي برنامج عملها . والذي قررت أن تفعله اليوم باستطاعته الانتظار حتى يوم غد , لذلك
قالت :
((نعم , حسنا . متى سننطلق ؟ ))
(( سيكون بجانب الرصيف عند الساعة الثامنة . سيعد شون القارب ليكون جاهزا للانطلاق , ونولا تحضر سلة الطعام الآن .))
تثاءبت ميكي وقالت :
(( حسنا .))
وأقفلت الخط . بعد مرور نصف ساعة وبينما كانت تهم بالمغادرة سمعت رنين الهاتف .
هذه المرة كان هاري , سألها :
(( هل أرسلت الرسالة إلي انكلترا ؟))
(( نعم , لقد أرسلتها البارحة .))
ليس من عادته أن يقلق .
(( حسنا عزيزتي , سأراك لاحقا .))
رفعت حاجبيها مفاجئة , حملت حقيبتها وخرجت . كان الطقس باردا لكن لم يكن هناك رياح , والسماء صافية جدا , تعدها بيوم رائع .
منتدى ليلاس
علي الرصيف رأت القارب الصغير يتهادى بلطف علي المياه في الخليج . سارت ميكي بخطوات خفيفة إلي القارب.
خرج غاي من غرفة القيادة , طويلا رشيق عريض الكتفين . شعرت ميكي بتوتر بسبب الإحساس القوي به, تساءلت بيأس :
(( ما الذي يحدث معي ؟))
أمرها حس المنطق , أن تهدا . بدا عليه المرح وهو يقول :
(( صباح سعيد , ميكي .))
لكنها شعرت بشيء من العاطفة في صوته .
قالت بصوت هادئ وعملي :
(( فهمت انك تريد القيام بجولة حول الجزر .))
(( نعم , كل الجزر المملوكة لأشخاص معينين .))
رفعت حاجبيها وهي تسير داخل القارب , الزائر في فاروندز هو ملك . وهكذا هي تفكر فيه , هو مجرد زائر وليس أكثر من هذا .
لكن ما أن ابتعدا قليلا عن الرصيف حتى نظرت ميكي من وراء كتفها . إحساس غريب داخلها أنباها أن اليوم هو كنقطة تحول في حياتها . أن ذهبت مع غاي فلن تعود إلي منزلها وهي ذات الإنسانة , ولم يكون هناك مجال للتراجع , ستسير الأمور في حياتها بطريقة لم تعرفها يوما .
|