ابتسمت بقسوة وقالت :
(( هذا هو كل الممكن , غاي ؟))
رفع يدها وقبلها , قال :
(( لدي جناح في الفندق , سنتناول العشاء هناك .))
شعر بانزعاجها وبرغبتها في الانسحاب قال :
(( ما المشكلة ؟))
(( ستعرف نولا .....))
تجهم وجهه وقال :
(( لن اقدم علي عمل ما متخفيا .فهذا ليس اسلوبي .))
قالت بسرعة :
(( والتباهي بانني رفيقة لاحد ليس اسلوبي ايضا .))
سالها بسرعة :
(( هل لديك اصدقاء مثلي ميكي ؟))
شعرت بالخطر يحيط بها , قالت :
(( لا يحق لك ان تسالني . لقد ضحكت علي وكنت مرتبطا بفتاة اخرى .))
قال :
(( لا , لم اكن مرتبط بكارولين بعد .))
حدقت بالبحر غير مهتمة بقلبها الجريح :
(( لكنك كنت مقربا جدا منها. لقد مضى عدة اسابيع فقط حتى اعلنت خطبتك عليها . هل كنت علي علاقة بها ؟))
(( نعم .))
صوته الحاد حذرها ان لا تكمل مرارتها وغضبها لم يتركا لها خيار للحذر , قالت وهي تواجهه :
(( هل اخبرتها عني ؟))
(( لا, لم اخبرها.))
قالت وهي تعذب نفسها:
(( لقد عنت لك تلك الليلة القليل جدا, مجرد وقت مع طفلة حمقاء .))
(( لم يكن ذلك هو السبب . فانا لا اكذب , ميكي . انا لم انساك ابدا.))
اخذت نفسا عميقا , وتساءلت من اين اتى كل هذا الغضب ؟ انه يظهر الكثير قالت :
(( الامر غير مهم .))
نظر الي ساعته وتجهم وجهه, قال :
(( اعتقد العكس . ميكي. علي العودة . يمكننا التحدث الليلة , هل ستعودين معي , او انك تريدين البقاء هنا ؟))
(( ساعود معك .))
وفي منتصف الطريق سالته :
(( الي اي ساعة سيبقى اجتماعك بعد الظهر ؟))
امضاء الوقت مع نولا سيعطيها القوة لتتخلص من عواطفها المضطربة . كانت خائفة بان كل الهدوء والكهرباء الذي كانت تعمل جدا عن المراة التي نظمت حياة عملية لها وبكفاءة واضحة .
(( ساكون حرا عن الساعة الخامسة .))
نظرت ميكي الي ما حولها وقالت :
(( يبدو انه لمن المؤسف ان يعمل المرء في محيط بهذا الجمال .))
ابتسم بسخرية وقال :
(( كل شخص علية ان يعمل في محيط جميل . ما الذي ستفعلينه ؟))
ترددت قبل ان تجيب :
(( ساتحدث مع نولا , ما الذي دفعك لاعطائها عملا ؟))
(( عملها , فهي طاهية ماهرة جدا في المعجنات والحلوى , حتى رئيس الطهاة يوافق علي ذلك ولا يستطيع القيام بعملها , وشون رجل غريب لكنه عامل جيد, كل الذي يحتاجه شخص يراقبه ويتاكد من انه قام بعمله .))
كان صوته جافا , كذلك كانت ابتسامتها, تذكرت الليلة التي امضياها معا في القارب . هل في تلك الليلة بدات تخسر قلبها ؟ لا , حدث ذلك عندما نظرت اليه للمرة الاولى
في الفندق قال لها :
(( ساراك فيما بعد, في جناحي عند الساعة الخامسة .))
هزت ميكي راسها , وابعدت عينيها عن نظراته الثاقبة .
قال بنعومة :
(( لا تبدلي رايك , ميكي . ساتي باحثا عنك ان فعلت .))
وقبل ان تتمكن من الاجابة عليه بما ترغب استدار وتركها.
امضت ما تبقى من بعد الظهر مع نولا, تتحدثان وتستمع لاخر اخبار الخليج , مخبئة كل ما تجتاحها من عواطف بالضحك والذكريات .
عندما عاد الاطفال من المدرسة , اخذت تحدثهم وتثير فضولهم باخبارها ,و عندما وصل شون لتناول الشاي عادوا للتحدث ثانية عن الخليج . اخيرا قالت ميكي بتردد : (( من الافضل ان اذهب , علي ما اعتقد .))
(( ساتي معك .))
نظرت ميكي الي ساعتها , فتابعت نولا :
(( قبل ان تذهبي , اكتبي عنوانك ورقم هاتفك في دفتر العناوين . انا لا اجيد كتابة الرسائل , لكن علي الاقل يمكننا ان نرسل لبعضنا بطاقات معايدة. اسرعي , وهكذا تتمكنين من اللحاق بالقارب السريع .))
قالت ميكي :
(( لن اعو الى المنزل بالقارب .))
وامسكت الدفتر الذي قدمته نولا .
رفعت نولا حاجبيها :
(( وكيف ستعودين , اذن ؟))
ابتسمت ميكي , محاولة ان تبدو هادئة :
(( اه, لقد قابلت غاي علي التلة , ودعاني لتناول العشاء معه.))
كانت دهشة نولا واضحة , لكنها انتظرت حتى اصبحتا خارج المنزل قبل ان تقول بلهجة عادية :
(( غاي لطيف جدا , اليس كذلك , عندما عاد منذ سنة لم اكن اعتقد انه قد عرفني , فست سنوات فترة طويلة , لكنه فعل . حتى انه طلب مني ان اناديه غاي , وليس السيد لوريمر , وهذا ما يناديه به كل شخص هنا. اعتقدت انه لم يعد يتصل بك .))
قالت ميكي بتوتر :
(( وهذا ما حصل .))
بعد لحظة تابعت نولا :
(( اه , وكما حدث , لقد سالني ان كنت اعلم اين انت .))