نظر غاي حوله بسرعة في القاعة الصغيرة , وبدت أفكاره واضحة حول المكان مع أن تعابير وجهه لم تتغير أيضا عندما وقفت أمامه , لكنها شعرت بإعجابه علي الفور.
قال بنعومة :
(( تبدين رائعة , وجميلة جدا علي مكان كهذا .))
رفعت ميكي حاجبيها وقالت عن قصد :
(( انه مكان نظيف ورخيص , كما وان هاري نصح به .))
شيء ما لمع في أعماق عينيه , لكن ابتسامته لم تتغير قال :
(( حقا ؟))
قبلها ورفع رأسها ليراقب انزعاجها وقال :
(( لنذهب .))
كان يقود سيارة رياضية من نوع جاغوار . فكرت ميكي , أنها سيارة لشاب يحاول أن يظهر تميزه . كان يقود بمهارة وبسرعة عبر طرقات المدينة نحو الشاطئ , واوقف السيارة في موقف تحت الأرض في مبنى قديم لكن تم تجديده .
سألت بتوتر عندما فتح لها الباب لتخرج :
(( إلي أين سنذهب ؟))
ابتسم وامسك بذراعها :
(( آه , إلي مكان يطل علي البحر , لا أريدك أن تشعري بالحنين إلي فارويندز .))
مصعد صغير ولكن انيق جدا , نقلهم إلي الطابق الخامس حيث القاعة مفروشة بالسجاد . لم يكن هناك من داع للقول أنها قاعة خاصة حتى تفهم ميكي انه احضرها إلي شقته .
منتدى ليلاس
علقت الكلمات في حلقها , ولم تستطع أن تظهر غضبها .
قال وهو يشير إلي النافذة :
(( هناك , المنظر جميل كما هو فارويندز , علي ما اعتقد .))
كان المرفا يلمع تحت اشعة الشمس الغاربة وعلي اليسار بدا الجسر الذي ملأ بالانوار الساطعة أمام التلال الخضراء . كانت مياه المرفا تلمع كالفضة السائلة , وكل انوار المدينة تلمع وكأنها في قصة خيالية . وهناك مركب يسير ببطء تحت الفتاة باتجاه الرصيف .
قالت ميكي بهدوء :
(( انه جميل , لكن لا يمكنك أن تسمع صوت المياه أو تغريد الطيور .))
(( لا, هذه أوكلاند , في النهاية .))
وتبدل صوته قليلا وهو يتابع :
(( هل يمكننا أن ننسى لماذا أنت هنا , ميكي , ونتظاهر قليلا؟ لقد استمتعنا برفقة بعضنا من قبل . فلماذا لا يمكننا أن نفعل ذلك الآن ؟))
قالت بخشونة :
(( إني آسفة , لكن ليس لدي ذاكرة متوافقة . وأنا لست هنا لأننا استمتعنا برفقة بعضنا البعض, لكن بسبب انك قلت أن أتيت ستعمل علي مساعدة هاري وباقي الموظفين . هذا كل شيء .))
ضحك بصوت عال وقال :
(( حسنا , إذا ماذا تحبين أن تشربي ؟))
قالت بسرعة :
(( عصير الليمون .))
(( آه, لدي شراب أفضل .))
رفعت كتفيها بلا مبالاة . راقبته وهو يسير نحو المطبخ ليحضر العصير . كان يبتسم وهو يحضر لها كوبا من الليموناضة , لكنها شعرت بأنه غاضب رغم تظاهرة بعدم الاهتمام .
لا , لم يسامحها علي كلامها القاسي في المكتب , حسنا , لا بأس بذلك , فهي أيضا لم تسامحه .
سال بنعومة :
(( لنشرب من اجل ماذا ؟ أنا اعلم , من اجلنا ليحصل كل منا علي ما يستحقه في الحياة .))
تظاهرت ميكي أن ما قاله عادي , قال يسألها :
(( والآن , إلي أين تحبين الذهاب إلي العشاء ؟))
هزت ميكي رأسها وقالت بقلق :
(( لا اعرف أي مكان هنا.))
وتساءلت ما الذي يفكر فيه .
(( اعتقدت انك قد سمعت بمطعم ما تحبين الذهاب إليه , اعرف مطعما جيدا, اعذريني لحظة لأتمكن من حجز طاولة))
هل احضرها إلي منزله ليريها المنظر ؟ أو انه قرر أن يبدل خطته ؟تظاهرت بالنظر إلي النافذة وهي تكمل العصير .
عضت ميكي علي شفتيها حتى شعرت بالألم , وكانت علي وشك أن تستعيد هدوءها ما أن استدار غاي . تعابير وجهه كانت تراقبها بمرح .
تمنت ميكي لو أنها ارتدت ذلك الثوب القديم . ماذا حصل لها لتقتنع بشراء ثوب رائع كهذا ؟ تفاهة مطلقة وها هي تدفع الثمن الآن . شدت بيدها علي الكوب وهي تنتظر ما الذي سيقوله .
قال بنعومة , من دون أن يبعد عينيه عنها :
(( انهي شرابك , وسنذهب .))
إذا كانت ميكي بحاجة لمعلومات عن مركزه في مجتمع أوكلاند فقد حصلت علي ذلك ما أن دخلا المطعم . كان المطعم صغيرا , أنيقا جدا , كما وانه مليء بالزبائن . كانت تعلم أنها لا تليق بهذا المكان , ومع ذلك أدركت انه من غير الممكن لأي كان أن يتمكن من حجز طاولة في هذا المكان في ذلك الوقت القليل, ألا الذين ينتمون إليه وحيث سار امامهم رئيس الخدم إلي طاولة بعيد وراء ستار صيني رائع .
منتدى ليلاس
واذا لم يكن هذا كافيا فنظرات الزبائن تبوح بذلك . فعلى كل وجه تقريبا كانت هناك علامات من المعرفة لغاي , وقد ابتسم فعلا أو اوما براسه لعدد منهم واجاباتهم كانت فورية وغير حذرة . من الواضح أن غاي لوريمر معروفا جدا ومحترما أيضا . تجاهلت ميكي النظرات المتسائلة الموجهة نحوها . قالت لقلبها المتالم , لديها عدة ساعات فقط لتتخلص مما هي عليه وبعدها يمكنها أن تبدأ بنسيانه .
كان الطعام رائعا . اختارت ميكي لحما مع صلصة التوت البري , وقالت لنفسها انه من المحتمل أن لا تاكل أبدا في مطعم كهذا مرة ثانية , فاجبرت نفسها علي الاستمتاع بالطعام الشهي , وتذوقت بفرح اطعمة متنوعة.
وتقريبا في منتصف الوجبة وجدت نفسها تستمتع بالعشاء . كان عليها أن تكون باردة ومنعزلة من ذلك التصرف المخادع , وبدلا من ذلك , قررت التعامل مع تصرفاتها في الغد . فالليلة امسية خارج الزمن .
الليلة لها , قصة خيالية , فهي السندريلا وكل ما يحيط بها, وهي ستستمتع بذلك . الندم والغضب بامكانهما الانتظار .