كاتب الموضوع :
هبـه الفــايد
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
لعيونك يا احلي رهومة المتوحشة
تربت بين ادغال سيراليون بافريقيا تدين لهم بحياتها
اصبحت متوحشة مثلها لم يشفع لها جمالها وحشيتها
هو عرض علية جدها مليار دولار لاعادتها الي لندن ومليار
اخر ان استطاع الزواج بها فهل يقبل
الفصل الاول مهمة مستحيلة
القي جاك ملف مليئ بالاوراق من يدة ومد يدة ليفك ربطة عنقة قليلا شاعرا باختناق ……. نظر الي مكيف الهواء بحنق يبدو انة لا يعمل....... لم يستطع العثور عليها الي الان .......اصبح لة ثلاثة اسابيع وهو بافريقيا..... بسيراليون بالتحديد....... وهو يبحث عن سيرا ريمي موجابي حفيدة المياردير سير سامويل اتكنز
لم يكن جاك يهوي المصاعب والمتاعب لكن ؟؟؟؟!!!!
منذ ان تقابل مع سير سامويل في حفل السفارة البريطانية منذ ثلاثة اشهر وهو لا يتعامل الا مع المتاعب والمصاعب !!!!!
لكن الا يستحق اتفاقهما كل تلك المتاعب ؟؟؟!!! فكر بسخرية وهو يجلس علي كرسي مهترئ داخل حجرة الفندق الصغير بفري تاون عاصمة سيراليون.......... التي اقل ما يقال عنها انها دون المستوي .... كانت نظيفة علي الاقل هو يعترف لهم بهذا ولكنها صغيرة جدا تحوي سرير صغير مفروش بملاءة تبدو نظيفة وان كان لا مجال للتاكد من ذلك!!!! وسجادة مهترئة تبدو مثل البسط الصوفية المشتهرة بافريقيا الشمالية عليها رسومات بالية لبعض الازهار الاستوائية و كرسي و طاولة بالغة الصغر ..... ولا ننسي التكييف الذي لا يعمل !!!!
فتح مغلف الاوراق الذي رماة منذ دقائق علي الطاولة يعيد تصفحة مرة ثانية
سيرا ريمي موجابي او اتكنز كما يحب جدها دعوتها يوجد بالمغلف صورة باهتة لها تبدو علي شيئ من الجمال لكنة لم يكن جمال مميز كما بدا لة من الصورة الباهتة بدا شعرها اشقر لم يتبين لون عينيها من الصورة لكن سير سامويل اخبرة انها بلون زهر البنفسج
تبدو زرقاء للناظرين ........الا انها موشاة بنقاط بنفسيجة فتجمع
بين مزيج غريب من الازرق البنفسجي......... مثل عيني ولدة ريمي رحمة اللة .........
تساءل جاك باستغراب لماذا تريد مليارديرة مثلها العيش في هذا المكان البائس ........المليئ بالحروب الاهلية بين الكريول والموطنين ........فهي الوريثة الوحيدة لاحد اقوي مليارديرات العالم......... يعد الثاني علي قائمة فوربس لاغني اغنياء العالم.....يملك ثلاثون مليار دولار ....... اسمة يرد مع اوبرا ... حفيدة اوناسيس.....ورثة جون كينيدي .... والعديدون من امثالهم فلماذا تجازف بكل تلك الاموال وترفض الاستماع لجدها وتعيش هنا في هذا المستنقع المليئ بالبؤس والموت والدم الذي يراة في كل مكان هو لا يستخف بمعاناة احد لكن !!!!! ما لة ومال افريقيا ؟؟؟!!! ان كانت تريد عمل خيري...... لماذا لا تنشئ جمعية خيرية بلندن ؟؟؟؟!!!!... او تقيم حفلات مترفة لجمع التبرعات وترسلها اليهم وتظل هي بعيدة عن كل هذا البؤس ........!!!!
فكر بتافف وضيق انها تستحق كل ما يحدث لها تلك الفتاة التافهة المغرورة فهي لا تعرف قيمة ميراثها ....... ياللعنة لوح بيدة وهو يخع قميصة المبلل بالعرق والاتربة فبانت عضلات صدرة القوية التي تدل علي العمل الشاق .... دخل الحمام الضيق الذي لا يكد يتسع لشخص واحد ليغتسل تساقطت المياة علي راسة وظهرة باردة منعشة وهو مستند بيدية.... ووجهة للمياة ..... لم يكن يعرف قيمة المياة حتي اتي لهنا .... فهو ليس معوزا بل هو مليونير بني نفسة بنفسة ..... ليس مثل سير سامويل ولا فتاتة المدللة .... الذين ورثا اللقب والثروة .... بل لقد عمل سني عمرة ال35 ليحقق ما وصل الية وهو مستعد لعمل ما هو اكثر للحصول علي المليار جنية التي عرضها علية سير صامويل مقابل احضارة لسيرا الي لندن !!!!
كان شرط سير سامويل الوحيد لاحضارها كما قال لة وهو ينفس دخان سيجارة بيدة التي لا تتوقف عن الارتعاش ونظراتة التي تبدو وكانها تخترق المرء
يجب ان تاتي بارادتها بلا اجبار!!!! وان تكون مقتنعة باستلامها لميراثها وعدم رغبتها بالعودة مرة ثانية لهذا المستنقع !!!هذا هو كل ما اطلبة منك وفي المقابل لك مليار جنية اذا وافقت و اكمل وعينية تضيقان بدهاء عميق وهو يلقي مفاجاتة الاخري
ومليار اخر اذا قبلت الزواج منك ؟؟؟؟؟!!!!
اللعنة اين هي الان لقد بحث عنها في كافة الاماكن التي قيل لة انها شوهدت بها ........ لقد ارسل مخبرين محليين ليبحثو عنها لكنهم لم ياتوا لة بخبر .........كانت تعرف هنا باسم (سيرا تاي جير) وهو ما فهم منة انة يعني باللغة الكريولية المشتقة اصلا عن اللغة الانجليزية والافريقية ب( روح النمر ) ما ادركة
ورأه ان السكان المحليين يجلونها ويحمونها من الغرباء........ مثلة هو ؟؟؟!!!
لا ينسي عندما اتي وسال عنها كيف نظر الية هؤلاء الافارقة بعيونهم السوداء الواسعة ووجوههم السمراء التي تلتمع من وهج الشمس بتوجس وريبة لم يرد احد اعطائة جواب ؟؟؟!!!
ضرب الحائط بيدة ولازال الماء يجري علي جسدة اوقف الصنبور ومد يدية ليلف وسط بمنشفة صغيرة من القطن المصري الفاخر وهي الحسنة الوحيدة في تلك الغرفة المزرية كما ابتسم مفكرا
ما كانت ماجي لتستطع التحمل لو ليوما واحدا بل لساعة واحدة هنا ...... ابتسم بغرور ........ ماجي بكامل انوثتها واناقتها هنا في هذا الجحيم .... كلا بل مكانها في سريرة ...... فهي تعرفة وتعرف طباعة ومتطلباتة .... ولا تطمح في ابعد من ان تكون بصحبتة ...... وعد نفسة انة عندما ينهي مهمتة هنا سيشتري لها ماسة جميلة من ماسات افريقيا المشهورة لمراضاتها .... وعد نفسة بقضاء اسبوع كامل معها لتدللة اتسعت ابتسامتة لتلك الفكرة
خرج من الحمام وقد انتعش .......بدء في ارتداء ملابسة حينما اشتعلت الدنيا من حولة فجاءة وارتفع اصوت الصراخ والهرج والمرج .....
اهتز الفندق من صوت القنابل فاسرع يرتدي ملابسة والقلق يساورة بشدة .... اخذ يلعن في سرة تلك الفتاة المجنونة التي عرض حياتة للخطر من اجلها ؟؟؟!!!
فتح الباب عنوة ودخل ثلاث رجال ملثمون علي طريقة بدو الصحراء يرتدون شالا قطنيا اسود الي جانب ثيابهم السوداء من الراس حتي اخمص القدمين .......بحيث لا يظهر من وجههم سوي عيناهم ... كما المرابطين وهي قبائل مسلمة تنتشر بالمغرب الافريقي علي حدود الصحراء
كان اثنين منهم مسلحون والثالث الذي يبدو قائدهم بدون سلاح وان كان ضئيل الحجم كما فكر جاك بسخرية لا تناسب الموقف !!!! كما تبدو عيناة غريبة اللون الا ان جاك لم يستطع التفكير جيدا في تلك اللحظة بسبب التوتر
تحدث احد الرجلين بانجليزية ركيكة مشيرا لة بالخروج واتباعهم لسلامتة وهو ما شك فية جاك و لم يصدقة للحظة واحدة ؟؟؟؟!!
رفع يدة متاهبا للدفاع عن نفسة مستلا مسدس من تحت وسادتة كان حارسة الامني قد نصحة باخذة معة من لندن........ رافعا اياة في وجهيهما....... تعالي التوتر والصراخ بين الرجال الثلاثةحينما شهر الرجلان الاخران مسدسيهما الا ان قائدهم ضئيل الحجم تحدث معهم بلغة بدت غريبة لجاك لكنة خمن انها ربما تكون اما اللغة السواحيلية او الكريولية فهما اللغتان المحليتين هنا...... هدء الرجلان علي الفور
التفت الية هذا الرجل قائلا بانجليزية سليمة بصوت يبدو مكتوما من خلف اللثام .....من فضلك سيدي اتبعني الموقف خطر والحرب الاهلية علي وشك ان تبدء ....... ثم اكمل عندما لم يجد اي تنازل من قبل جاك نحن مبعوثان من قبل الليدي سيرا تاي جيرا ؟؟!!!
كانت تلك الجملة الاخيرة كفيلة بجعلة يخفض سلاحة الا انة لم يكن غبيا ليذهب معهم هكذا ببساطة فهو يعلم بعمليات الاختطاف المنتشرة هنا وخاصة للاجانب مثلة مقابل فدية كبيرة من المال تدفعها الحكومات لهولاء الميلشيات!!!!!
رفع بصرة لتلتقي عيناة مع تلك العينان ...... مدهشتان كما فكر بشرود ...... اريد اشارة ما علي انكم مبعوثون منها .... ظهرت نظرة حادة علي وجة هذا الشخص الذي لا يدري لة اسم ثم التفت متحدثا بهدوء لاحد الرجلين حدث نقاش بسيط ونظر الية الرجلين بريبة ثم اخرج احدهم المدلاة الملكية لاسرة سير سامويل وقد كان سير سامويل قد ذكر لة ان سيرا يستحيل ان تخلعها من عنقها لانها ارث والدها الوحيد الذي اعطاة لها قبل وفاتة ...........
مد يدة لياخذها الا ان يدي الرجل الضئيل كانت اسرع للقبض عليها بقوة قائلا والان سيدي من فضلك هيا بنا ليس لدينا وقت ان كنت تريد ان تنجو بحياتك احضر اشيائك الضرورية فقط مد يدية ليمسك بالحقيبة الصغيرة التي لم يات بها فهو منظم للغاية ولا ياخذ اي شيئ غير ضروري معة في سفرياتة
نظر الرجل الضئيل الي الحقيبة موافقا ثم شهر الرجلين سلاحهما خارجين
خرجا من الفندق الغير ليريا الساحة الدائرية ملئي بالاجسام المتطايرة والاشلاء والاطفال والنساء الذين يبكون تعالي الصراخ والبكاء ما جعل سيرا تقف لحظة لتنظر حولها بحزن والم سقطت دمعة من عيناها الا انها لم تتوقف اكثر من ذلك...... لقد علمتها الظروف ان تستمر املا في يوم افضل ........ومحاولة انقاذ ما يمكن انقاذة...... امتلات حزنا علي تلك الارض الطيبة الغنية باشخاصها واناسها.... انها تدين لهم بحياتها ومهما فعلت لا تستطيع رد الدين وهذا ما لايفهمة جدها سير سامويل ........ فهمة والدها رحمة اللة لقد قي والدها طيلة حياتة هنا محاول المساعدة ........ اتي شابا صغيرا مع منظمة الامم المتحدة مذ اكثر من ثلاثون عاما ...... تعرف بوالدتها واحبها هنا .....عاشا معا وانجباها هنا ...... عاشت هنا وكبرت ..... عاشت اياما اجمل من هذة ......تجري في دمائها افريقيا .... تجري في دمائها مثل امها..... فقد كانت والدتها من الكريول ..... الطبقة الحاكمة بسيراليون ...... الا ان ذلك لم يمنع جدها من الاعتراض علي هذا الزواج لانها افريقية سوداء البشرة؟؟!!!!فجدها من الجيل القديم ....جيل لوردات الحروب
لن تنسي ما فعلة بها حينما توفي والدها كانت في السادسة عشرمن عمرها.....فاصبحت تحت وصايتة القانونية..... انتشلها من سيراليون بقوة القضاء...... ووضعها في مدرسة داخلية مترفة
يكفي مصروف طالبة واحدة ليوم واحد فيها...... لاطعام اسرة كاملة مكونة من عشرة اشخاص بافريقيا عامة ...... ثارت واحتجت واضربت واعلنت العصيان حتي اتمت الثامنة عشرة وخرجت عن وصايتة القانونية ..... فحزمت امتعتها وقررت العودة لموطنها ... فهي لطالما اعتبرت بريطانيا بلدها اما سيراليون فموطنها وما الموطن الا موطن القلب !!!!!
الا انها اعترافا بفضلة عليها وحبا ولو ضئيلا فية فهو في نهاية الامر جدها وكل من تبقي لها في الدنيا بعد وفاة والديها .....قررت الذهاب الية لتلقي الية بوداع علي امل اللقاء يوما ما .... ذهبت الية في قصرة بنيو كاسل وهو قصر مهيب يشبة قصر الملكة اليزابيث نفسة...... بوابتة ضخمة وكبيرة وحولة الازهارو الاشجار الخضراء من كل جانب.......
دخلت بالتاكسي الذي استاجرتة للداخل لان المسافة كما قال لها حارس الامن يستحيل ان تقطعها علي قدميها فهي تتعدي خمسة اميال !!!!!!ظهرت علي وجهها نظرة فزع فهي لم تعتقد ان جدها علي هذة الدرجة من الثراء الفاحش انها مساحة قرية باكملها في سيراليون او قبيلة كاملة ؟؟!!!!!صار بها التاكسي وسط الحدائق الغناء المليئ بجميع انواع الزهور الا ان ما لفت انتباهها علي مقربة من سلم القصر حديقة صغيرة مليئ بازهار القرنفل الزهري التي تعشقها تحيط بتكعيبة من الخشب الممتد عليها فروع من زهر العنب الاسود بوريقاتة الخضراء المتفتحة
كانت تبدو بغاية الجمال ..... تبدو معدة للراحة والاسترخاء وامامها نافورة ذهبية علي شكل نمرين يتعاركان وهو شعار الاسرة الملكي نفس الشعار الموجود علي مدلاتها
وصلت الي بداية القصرترجلت من التاكسي لتطالعها سلالم رخامية غاية في الاتساع علي جانبيها نفس الشعار لنمرين يتعاركان من الرخام الاسود........ سارت رافعة الراس طرقت علي الباب الضخم...... بمطرقة ضخمة........ لقصر ضخم ......بدا كل ما حولها ضخماااااااا !!!!!
فتح لها باتلر الخادم الخاص للسير حيتة بابتسامة خفيفة قابلها ببرود تام ومفسحا لها الطريق بكل احترام وكبرياء مبديا معرفتة التامة لمن تكون بالرغم من انها المرة الاولي وربما تكون الاخيرة التي تطا فيها قدميها هذا القصر البارد .... سرت الرعشة في جسدها ب القصر المهيب غاية في الروعة وغاية في البرود كان لا روح فية صعدت السلم الدائري كما اشار اليها الخادم لتراة ملئ بصور اجدادها اللوردات وجداتها سيدات المجتمع حاملات لقب اللايدي..... سارت بترو وثقة بالنفس تبدو طبيعة ثانية لها نقرت علي الباب ثم لفت الي الداخل طالعها غرفة كبيرة مظلمة تعبق برائحة السيجار بهاارفف ملئ بالكتب تصل حتي السقف رفعت عينيها تنظر اليها بفضول لطالما احبت القراءة بشتي انواعها ....فالكتب عملة نادرة بسيراليون وذلك بسبب الحرب الاهلية فكرت بحزن ..... عادت عيناها الي المكتب الضخم لتري في تلك الاضاءة الخافة يبدو ضئيلا في هذا المقعد الكبير الا ان عينية كانتا تشعان توقدا وذكاء ربما لا يناسب سنة الهرم فهو يبلغ علي الاقل سبعون عاماحيتة بهزة من راسها قائلة مرحبا جدي
اشار اليها بالجلوس قائلا اهلا ليدي سيرا مرحبا بعودتك
قالت لة بحزم جدي لقد اتيت لتوديعك فانا عائد الي افريقيا
لم تظهر علية المفاجاءة كانة كان يدرك ان تلك خطوتها المنطقية الا ان عينية التمعتا بقسوة واضحة وهو يقول اسمعي عزيزتي لقد عصاني والدك وحرم من الميراث ومات مقتولا في ذلك المستنقع الذي تسمينة وطنك فاذا اردت ان تفعلي مثلة فاعلمي انني ساتبرء منك انت ايضا الي الابد وساهب كل ما املك للموسسات الخيرية
رفعت راسها بتحدي قائلة ببرود ذلك لا يهمني البتة فما لم يحصل علية والدي فانا لااريدة ثم نهضت قائلة الوداع سير سامويل ومضت شامخة الراس ..... وكانت تلك اخر مرة تراة فيها منذ سبع سنوات
ركبا السيارة الجيب البالية الوحيدة التي تملكها .......هي وقبيلتها باكملها لقد اتت هذا المشوار من قلب الصحراء الغربية لتري من يبحث عنها ......حيث كان قد وصلها خبر ببحث رجل انجليزي عنها هي (تاي جيرا) او سيرا ريمي اتكنز كما قيل لها فادركت فورا انة مبعوث اخر من عند جدها ابتسمت بسخرية مليئ بالاندهاش يبدو ان الرجل العجوز لم يياس ؟؟؟!!!
اخذ السيارة تهتز بهما و هي تسير في الطريق الترابية لم يدر جاك كم مضي من الوقت فقد توقف ن النظر الي ساعتة خيم عليهم الظلام وهما مازالا مستمرين لا شيئ امامهما الا الصحراء القاحلة والحيوانات التي تمرق امامها لم ير تلك الحيوانات بفري تاون الا انة الان بدء يري مختلف انواع الحيونات ...... وان لم يكن يصدق انة بافريقيا فالان هو متاكد من ذلك...... لم يوجةالية احد منهم اي كلام منذ ركبا تلك الجيب المهترئة التي يملؤها الصدء
تحدث احد الرجلين مع قائدهم استمع الية بصمت ثم هز راسة فخبط الرجل علي السيارة ويبدو انها كانت اشارة التوقف قال لة الرجل بانجليزية ركيكة سننام هنا الليلة حتي مطلع الفجر هنا امان
ترجل3جاك من السيارة يتمطي غير شاعرا بجسدة الذي اصابة الخدر من كثرة ارتجاج السيارة اعطاة احدهم بعض المياة التي بدت باردة منعشة في هذا الجو الخانق
رع بصرة للسماء مفكرا ما اجملها يبدو القمر كبيرا جدا لا يظن انة راءة هكذا ابدا في سماء لندن الضبابية دوما والنجوم متراصة بالملايين يا لة من منظر بديع اعتدل في وقفتة يبحث عن ركن ملائم ليستقر فية وضع حقيبتة الصغيرة تحت راسة و ما لبث ان غرق في النوم من شدة الارهاق
استيقظت ساري من النوم بنشاط لا حدود لة وجدت اسوكا وتشايماي قد استيقظا قبلها اما هذا الشص الذي لاتدري ما هو اسمة لايزال نائما اشارت اليهم بهدوء ان يتركوة نائما لبعض الوقت الاضافي فهو لم يعلق او يعترض امس علي الرحلة الشاقة التي قد لا يستحملها اشد الرجال قوة وبسا ارتفع في نظرها قليلا الا ان ذلك اوضح تصميمة علي مقابلتها تري ماذا وراءة ؟؟؟!!
ارسلت اسوكا وتشايماي لاحضار بعض الماء العذب من القرية امجاورة ليعدا شاي الصباح ثم عندما يستيقظ ستري ما يريد و عندها تقررما تفعل بة ؟؟؟؟!!!!
نهضت ساري تنوي الاغتسال نادت علي فرسها (ديابو)
الصحراء انها مكانها المفضل منذ الطفولة .. كانت ساري ماسورة بها لانها مولعة بالفضاء والسكون .. وبالسراب الذى يساعد علي نمو خيالات لا تصدق ...
شدت ساري زمام حصانها ليتوقف وراحت تنظر الى الافق الممتد والى المساحات الواسعة الغنية بالازهار الملونة .. اهناك ما يضاهى حديقة وسط الصحراء ؟ ... لا ، لا يمكن ذلك ابدا
كان منظر قمة البانينسيولا (هضبة الاسود) عظيما ، فجدرانه الصخرية الضخمة ترتفع بشكل حاد وسط المنبسطات .. اما شمس النهار ، فتنعكس فوق الصخور الكوارتزية اللامعة .. بدت الان المنحدرات الوعرة ، والممرات المتكسرة الضيقة ، كتلة متراصة من النباتات الريشية الاوراق ، والالوان البنفسجية والقرمزية والخضراء .. فى الاعلى ، على واجهة الجرف الصخرى كهوف جدرانها الناعمة البالية مكسوة ، برسومات عن صيد الفيلة وصيد الحيوانات المتوحشة
ان جمع الماشية الشاردة والمجموعات التائهة اصعب مهمة يقوم بها الرعاة .. ، الرجال مضطرين لامتطاء الخيل للوصول الى المنطقة الجبلية الوعرة
اتخذت ساري طريقا للماشية تفضى الى سلسلة من القمم المسطحة .. فى طفولتها كانت تبدى الذهول عندما تجد بقايا حيوانات بحرية فوق الصخور العتيقة .... انها بلاد غريبة ، مذهلة .. ارض الحرارة والصحراء والصمت ...كانت تشعر انها حرة كالريح وشعرها يتناثر حولها اطلقت يديها تستقبل الريح كانها تحتضنها لطالما كانت تجيد امتطاء الخيل ... فقد وضعت علي ظهر الخيل قبل ان تسطيع الحبو .......
نزلت عن صهوة الفرس ثم سارت الهوين لتصل الي البركة الغربية سرت لمرءها .......كان بها شلال صغير يبدو اتيا من حضن الجبل...... ازاحت اللثام ليظهر وجهها البرونزي الذي لفحتة اشعة شمس افريقيا الحامية .......شعرها الاسود كما الليل بطولة الذي يصل حتي خاصرتيها ... وفي وجهها جوهرتان بنفسجيتان تحت حاجبين اسودين ورموش طويلة حتي انها توشك علي ملامسة خديها الزهريان .. اعتدلت تخلع ما تبقي من ثياب فلا احد يجرؤ علي المجيئ الي هنا او اختلاس النظ اليها فهم يجلونها اكثر من ان يفعلو هذا فتلك بركتها الخاصة نظرت الي البركة بحبور ثم سرعان ما غطست في مياهها المثلجة المنعشة
|