كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- لاتنهضي .ابقي مكانك وحافظي على دفئك قدر استطاعتك .
عبست وردت عليه :
- ما الذي تريد ان تفعله .
قرصت برودة الغرفة وجهها وانفها ولكن براندت بدا غير متأثر بها ووقف فوق رأسها مرتدياً سترته المجعدة تحيط به هالة من الحيوية لم يكن من السهل تجاهلها .
رد عليها بصوت آمر :
- على ما اذكر يوجد في عنبر المعدات مدفأة .
نظرت جوان نحو النافذه وشاهدت الصقيع الابيض يغطي الزجاج وسمعت الرياح تزأر بغضب في الخارج ، لقد توقف تساقط الثلوج في الليل ولكن هذه الرياح ما تزال تذري الثلج وتجعل مجال الرؤية شبه مستحيل .
سألته بقلق :
- وهل سنخرج ؟
ابتسم لها متكاسلا , مما جعلها تتنفس بصعوبة :
- سأسير بجانب السياج الى العنبر , لن اضيع .
فكرت جوان يقلق ، كلا انه لن يضيع , فالارجح ان يخرج براندت منتصراً حتى في صراع مع عوامل الطبيعة . ولكنها نشأت في شمال البلاد وكانت تعرف مدى خطورة المجازفة بالخروج خلال عاصفة بهذه القوة فلمعت اعماق عينيها البنفسجيتين من الخوف .
اختفت الابتسامة فوراً عن وجه براندت وعاد اليه التصميم القاسي وقال لها باقتضاب :
- لا تدعي الاوهام تأخذك بعيداً , ساحتاج الى معطفي , وانت ستكتفين بلف معطفك حولك حتى اعود .
- من .. من الافضل ان تأخذ .. تأخذ هذا الشال .
تلعثمت جوان وهي تسحب يدها من تحت المعطف كي تزيح خصلات من شعرها كانت تغطي وجهها .
كان الشال الصوفي الرمادي بارزاً من جيب معطفها . اخذه براندت ثم مد يده ووضع اصبعاً تحت ذقنها ورفع وجهها . منتديات ليلاس
- كفي عن القلق , سوف اعود قبل ان يتسنى لك ان تفتقديني .
لم تطمئن جوان لكلامه , ففي اللحظة التي اغلق فيها باب المكتب وراءه تملكها احساس مخيف بالفقدان والهجر , فزادها هذا الشعور بالوحدة والا نكماش داخل المعطف . مرت الدقائق ببطء واخذت تصغي بتركيز لأدنى صوت يشير الى عودته . راودتها نزوة بان تنهض وتنتظره عند الباب الخلفي للمبنى ولكن طبيعتها منعتها من القيام بذلك . بدأت تشعر بالبرد يتسلل الى جسمها وهي ستقع فريسة البرد القارس اذا ابتعدت عن الكنبة لأن قدميها كانتا عاريتين .
بعد مرور 20 دقيقة سمعت جوان وقع خطواته في الممر الخارجي فأطبقت رموشها مع شعور بالفرح ولكن عينيها اتسعتا عندما دخل المكتب رجل ثلج يسير على قدميه .
اصبح سرواله كتلة من الثلج ولم يظهر من معطفه الصوفي الا بقع صغيرة بنية اللون . وكان شعره البني الكثيف مغطى بالثلج , الذي غطى حاجبيه واهدابه ايضا ولكن عينيه الزرقاوين لمعتا بابتسامة النصر فيما كان يضع المدفأة الصغيرة على الارض .
تمتمت جوان دون صوت وقد وجدت انها لاتستطيع الافصاح عن شعورها بالفرح لعودته سالماً .
حجبت كتفاه العريضتان رؤية المدفأة فيما كان ينحني عليها واحست جوان في خلال دقائق ببداية انبعاث الحرارة . فبدا الثلج يذوب عن ثيابه وانهمرت نقاط الماء على السجادة .
عبرت عن قلقها قائلة :
- سوف تصاب بالتهاب رئوي بسبب هذه الملابس المبتلة .
**********************
يتبع..
|