كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أدار رأسه نحوها وكأنه شعر بنظراتها ورفع أحد حاجبيه ، شعرت بنبضها يتسارع بصورة غريبة بفعل وقع نظراته المزعجة ، ولتغطية ارتباكها أخذت تقلب صفحات دفتر الأختزال . منتديات ليلاس
- ماذا تفعلين يا آنسة سومرز ؟
أبتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بالتشنج في حلقها :
- إني أراجع هذه الرسائل لأتذكر محتوياتها .
حرك يده في الهواء وكأنه يصرفها :
- دعي ذلك إلى الصباح ، وإذا وجدت صعوبة في فك شيفرة الأختزال أطلبي مني الحل ،ثم أنت تعلمين أنه لا يمكنك قراءة هذه المذكرات من دون أن تضعي نظاراتك الملقاة على حضنك .
انتفضت جوان وأغلقت الدفتر بحدة فيما كانت موجة من الحرارة تخضب وجهها ،وبسبب حركتها الفجائية طار القلم من يديها عبر الغرفة واستقر عند قدميه ،
مشت نحوه لتسترجع القلم من يده الممدودة إليها وكأنها تلميذة في المدرسة ، ولم تكن قادرة على النظر إلى عينيه اللتين أدركت أن الضحكة تملؤهما .
رن جرس الهاتف فيما كانت تتجه نحو الباب الموصل إلى الغرفة الأخرى ،فقال لها وفي نبرة صوته سخرية واضحة :
- سأرد على الهاتف بنفسي يا آنسة سومرز .
لم يغلق الباب الموصل بين الغرفتين تماماً بعد أن خرجت جوان منه ، فانساب إليها صوته بوضوح من الغرفة المجاورة لعدم وجود أي أصوات أخرى في المبنى .
تغيرت نبرة صوته بطف وأصبحت أكثر حميمة بعد أن تبادل مع المتكلم تحيات حارة :
- كان يجب أن أردك أنني لن أستطيع الإلتزام بموعدنا الليلة يا أنجيلا ، وكنت أفضل أن أكون عالقاً في شقتك في عطلة الأسبوع هذه .
تراقصت صورة الشقراء الصغيرة في مخيلة جوان فوراُ فأحست بعضلات معدتها تتقلص ، لاحظت في ضحكته الناعمة التي تلت توقفه عن الكلام شيئاً من الإغواء ،فمشت برشاقة نحو الباب وأغلقته بإحكام قبل أن تستسلم لآلآم الغيرة .
شغلت نفسها بتنظيف أطباق السجائر وإعادة ترتيب طاولتها مراراً حتى شاهدت ضوء جهاز الهاتف ينطفئ معلناًُ إنتهاء المحادثة التي كان يقوم بها براندت وبعد ثوان فتح الباب ودخل براندت ليون .
قال لها وهو يلوّح بيده ساخراً :
- إن مكتبي هو مكتبك يا آنسة سومرز ، ولكن لا يوجد على الكنبة أية مخدة ، لذا يمكنك أن تستعملي معطفك عوضاً عنها .
هزّت رأسها بخجل علامة الموافقة ، ثم دارت حول طاولتها نحو علاقة الثياب والتقطت معطفها الطويل المصنوع من الفرو الإصطناعي ولفته أمامها وكأنه درع على صدرها وأردكت وهي تقوم بذلك أن حركتها هذه سخيفة لأن براندت ليون أوضح لها أن ليس هنالك من سبب لتحمي نفسها منه .
عندما وصلت إلى الباب المفتوح نظرت خلفها فتلاقت نظرات عينيها البنيتين مع نظراته للحظة ثم اتجه نحو طاولتها ليلقي قامته الطويلة على الكرسي المخصص للزائرين .
- ليلة سعيدة يا آنسة سومرز .
قاللها ذلك بجدية وكأنه يكبح أي جدال يمكن أن يتكون في عقلها حول من سينام على الكنبة .
ردت عليه جوان بصوت خاو : ليلة سعيدة .
أغلقت الباب وراءها ومشت بتردد نحو الكنبة الجلدية الطويلة ،أخذت نفساًُ عميقاً وطوت معطفها ووضعته على طرف الكنبة وخلعت حذاءها ثم خلعت سترتها الزيتية اللون وعلقتها على كرسي ثم أنتزعت الدبابيس التي كانت تعقص ضفائر شعرها ،
وأخذت تتثاءب لكثرة الإجهاد.
************************
يتبع..
|