كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
خلا المبنى بسرعة من الموظفين عندما أنتشر الخبر بأن على الجميع المغادرة . وفي الساعة الواحدة والنصف أرسل براندت لايل بايتز إلى منزله ،اقتربت الساعة من الثالثة عندما انتهت جوان من طبعة أوراق مناقصة البناء المصححة ،كان يوقع على الأوراق فيما كانت جوان تغطي الآلة الكاتبة وترتب طاولة مكتبها ،ثم وضع الأوراق في مغلف .
منتديات ليلاس
قالت جوان وهي تشاهد برادنت ينظر من النافذة :
- لقد أصبحت العاصفة أسوأ ، أليس كذلك ؟
رمقها بطرف عينه وهي تعقد الشال حول رقبتها ، وكان وجهه متجهماً بجدية ولكنه لم يرد على سؤلها ،كان صمته صارخاً أكثر من أي رد كلامي ومع ذلك طمأنتها حيويته الصارمة بصورة غامضة .
سارا برشاقة عبر الممرات التي تفصل مكتبه الخاص عن الباب الأمامي للمبنى .
كادت قوة الرياح عندما خرجا تظرح جوان أرضاً ، فلف ذراعه حول خصرها كي يسندها وقادها بإتجاة موقف السيارات المجاور ، جعل تساقط الثلج الرؤية سيئة وقد أدركت جوان بحسها الغريزي فقط أنه يقودها نحو سيارته لكنه أنتفض فجأة وتوقف عن السير .
- هذا سخيف !
وفي لحظات أدارها وأخذها عائداً أدراجه إلى المبنى وقد أخذت أسنانه تصطك بسبب انخفاض درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر ،عندما أصبحا داخل المبنى ، ومن دون إرادة منها تلاقت نظراتها بنظراته الحادة وهو يقول لها :
- من الافضل أن تبقى هنا عوضاً عن أن نخاطر وتنقطع السيارة بنا ،على الأقل لدينا هنا الطعام والتدفئة والنور .
استمرت عيناه عالقتين بعينيها للحظة إضافية قبل أن تقطعها جوان وقد أصيبت بالحيرة والخجل ،أوضحت نشرة الأحوال الجوية أن العاصفة ستستمر حتى يوم السبت وكان ذلك يعني أنها وبراندت سيظلان معاً للأربع والعشرين ساعة القادمة
أو ربما أطول من ذلك .
جعلها المنطق السليم توافق فيما كانت تشعل أصابعها التي أرتجفت فجأة بحل عقدة الشال الملفوف حول عنقها .
- بالطبع أنت على حق ، على الرغم من أنك تساءلت يوم تناولت وجبة مطعم الشركة إن كان ما تأكله حقاً طعاماً .
أبتسم بمكر :
- يظهر أن لا شيء يطيح بتوازنك ياآنسة سومرز ، ولاحتى توقع أن تعلقي هنا طوال طوال عطلة نهاية الاسبوع مع رئيسك .
رأت جوان كيف يتحول وجهه إلى الإبتسام قبلاً ، ولكنها نادراًُ أما كانت هي المتلقية ،سرت الإثارة في عروقها مثل الزنبق ولكنها سرعان ما كبحت ذلك عندما تذكرت بأسى الشقراء الصغيرة ،فهي لاتستطيع الإدعاء لنفسها أنها تتطلع لتمضية عطلة الأسبوع حصرياً برفقته ،أن الشعور الوحيد الذي تفضل أن تكنه له هو الإحترام والتقدير .
أدركت جوان أنها لم تعد متمالكة نفسها بما فيه الكفاية ، فآلاف المخاوف بداخلها كانت تطرق على أعصابها ،ثم هزت كتفيها وقالت :
- لا أحد منا مسؤول عن هذه العاصفة ، والتذمر من أشياء لا تستطيع تغييرها لا يجدي نفعاً .
فظهر نوع من السرور في عينيه :
- هذا يعفيني من الإعتذار من عدم إرسالك إلى البيت باكراً .
ردت عليه بالطريقة ذاتها من المرح ولكنها ندمت فوراً لانزلاقها إلى ردود مثل الذي تبادلتها مع أيد الاسبوع الفائت .
- وهذا يعفيني تماماً من تذكيرك بأنك فعلت ذلك .
ابتعدت عنه بسرعة :
- أعذرني قليلاً كي أتصل بصديقتي قبل أن تبدأ بالقلق والتساؤل عن مكان وجودي .
*********************
يتبع..
|