كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لم تستطع أن تبقي نظرها مقابلاً لنظره طويلا فأخفضت نظرها نحو يديها :
- في الحقيقة ليس هناك ما نتكلم عنه.
- أعتقد أنه يوجد.
- إذا كان ذلك بشأن العمل فيجب كما قالت كاي أن تتصل بالسيدة ماسون.
انطلق صوته معبرا عن اشمئزازه و غضبه:
- أنا واع تماماً أنك لست تعملين عندي الآن يا جوان، و إذا طلبت من حارستك أن تغادر الغرفة فسوف أشرح لك سبب حضوري إلى هنا.
نظرت جوان بتردد نحو كاي التي ما زالت تتقد غضباً، وأدركت لشعورها بالخوف و العجز أنها يجب أن تدعه يقول ما يريد قوله
اهتز صوتها عندما تملكتها العواطف المتضاربة:
- كاي هل تمانعين في الانتظار في غرفة النوم؟
خبطت كاي الأرض بقدمها الحافية من شدة غضبها و سخطها، فظنت جوان أن كاي سترفض طلبها، ولكن كاي ألقت على براندت نظرات محرقة محذرة إياه بصمت بأنها ستخرج من غرفة النوم مثل أنثى النسر التي تدافع عن وليدها إذا حاول الاعتداء على جوان.
التفتت جوان نحو براندت، ولكنها لم تستطع الاستمرار بالنظر إليه فقد بدا أنه ليس بمستطاعها النظر إليه من دون أن تفضح مشاعرها،كانت أصابعها ما تزال منقبضة بشدة وقد أصبحت مفاصلها بيضاء اللون ،خطا براندت خطوة واحدة نحو الأمام فنظرت إليه بخوف ، انقبضت أسارير وجهه بالعبوس فيما عيناه ذات اللون الأزرق المعدني تمشطانها من رأسها حتى أخمص قدميها.
- هذا الروب جميل جداً.
تلفظ ملاحظته بلامبالاة، ومع ذلك جعل هذا الثناء شفتي جوان تهتزان من السرور ولكن براندت قضى على هذا الشعور بجملته التالية:
- يجعلك تبدين أكثر عزلة و أصعب منالاً.
مسحت يديها فوق القماش الحريري بعصبية ثم ذكرته بنبرة فيها مسحة من الكبرياء: منتديات ليلاس
- أنت لم تأت لتناقش ما أرتدي من ملابس.
عبر عن اشمئزازه بسرعة و سأل :
- لماذا لم نعد نستطيع أن نتبادل الحديث بسلامة ؟
تمتمت جوان:
- لم يكن أبداً باستطاعتنا ذلك.
فتنهد براندت و فك أزرار معطفه ثم حدق إليها بشراسة:
- بلى كنا نفعل، هل أستطيع خلع معطفي أو ستعتبرين ذلك تصرفاً فاضحاً ضدك؟
جعلها التهكم البارد في نبرة صوته تسدل أهدابها كي تخفي الألم المتقد في عينيها ثم لوحت بيدها إشارة إلى أنها تسمح له بخلع معطفه لأن صوتها خانها.
- إذا لم تنقلبي إل تمثال جامد، هل أستطيع الحصول على فنجان شاي؟
خطا براندت عدة خطوات أوصلته إلى الكرسي الهزاز الذي طرح عليه معطفه وكانت عيناه تتقدان عليها بغضب عارم فيما كانت جوان ترتجف لا إرادياً تحت مطرقة أسئلته القاطعة.
أدارت عيناها البنيتين اليقظتين و المتعبتين نحوه فهنالك مجازفة كبرى في مشاركته أي شيء و سألته :
- لماذا ؟
- لأن الهواء بارد في الخارج و في هذه الغرفة أنا أحتاج لشيء يدفئني، الشاي يكفي لذلك إلا إذا رغبت في التطوع.
أتى كلامه دون دفء أو مزاح، فلم تجب جوان بل هرعت إلى المطبخ حيث كان إبريق الشاي ما يزال يسخن على الموقد.
عندما عادت وجدت براندت جالساً على الكنبة فتجاهلت الطرف الخالي منها و فضلت الجلوس بعيداً عنه على الكرسي الهزاز بعد أن وضعت فنجان الشاي على الطاولة أمامه فجذب تصرفها نظرة مليئة بالتهكم الشديد.
************************
يتبع..
|