كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
انتفض قائلاً:
- لم يكن ما قلته طلباً، إنه أمر!
بدا لها وجهه من خلال عدسات نظارتها السميكة شديد الوضوح، وذهلت من الغضب العارم الذي كان على ملامحه، فهي لم تر براندت أبداً غاضباً بهذا الشكل.
تمتمت (كلا) و هي لا تدري إذا كان جوابها اعتراضاً على أمره أم بسبب دهشتها و قد اكتشفت أنه قابل للغضب الشديد.
انتزع نظارتها عن وجهها و رماها دون مبالاة على الطاولة قبل أن تستطيع منعه من ذلك و عندما حاولت استرجاعها امسك بكتفيها و أوقفها بقسوة على قدميها ،لقد ثار الأسد و أخذ يتصرف بعنف بدائي.
زأر براندت:
- سوف تسدلين شعرك و إذا لم تفعلي فسوف أقوم أنا بذلك!
كانت أصابعها ترتجف على صدره، وضعت يديها هناك كي تصده عنها إذا حاول أن يحتويها بذراعيهن كان في أعماقها شيء ما يدفعها إلى عدم إطاعته لكن كان في ذلك مجازفة كبيرة في إمكانية أن تكشف عن حاجتها للتجاوب معه، رفعت يديها بتردد إلى الدبابيس التي تمسك بشعرها الملفوف بأناقة على شكل كعكة، و في ثوان تدلى على ظهرها و التف على الأصابع المغروسة في ذراعيها و بشجاعة رفعت نظرها إلى وجه براندت.
خفت ضراوة انفعالاته و أصبحت ناراً هادئة تنطلق من زرقة عينيه..تنفست جوان بصعوبة و قالت:
- هل أنت راض الآن؟
تقلص فمه و قال :
- كلا.
أحست أن اعترافه جاء لا إرادياً ثم طوقتها يداه بقوة فقاومته و هي ترتجف و لكنها سرعان ما استسلمت لعناقه.
فتح باب غرفتها فجأة فدفعها براندت بخشونة بعيداً عنه،كان لايل بايتز يقف بالباب محدقاً و قد فغر فاه من الدهشة..فلون وجهها احمر من الخجل، فراجع بايتز إلى الممر و أغلق الباب وراءه من دون أن ينبس بكلمة.
لم يفت براندت كتفيها حتى أصبحا بمفردهما فأطبقت أصابعه على ذقنها و أجبرها على رفع رأسها كي تنظر إلى وجهه.
قال لها عابساً:
- لا أملك عذرا يا جوان، ما عدا أنني رغبت في إيذائك و لكنني لم أقصد أبداً أن أنجح بهذه الطريقة.
تلألأت الدموع في عينيها و لكنها واجهت نظراته إليها و قالت في همسة تنم عن العذاب الذي تشعر به :
- من الآن فصاعداً و فر تصرفات إنسان الكهوف البدائية لأنجيلا،فربما تقدرها حق قدرها.
منتديات ليلاس
أجابها براندت و كأنه يدق المسمار الأخير في نعشها :
- لو كنت أعرف أن ضربك بالهراوة سيساعد لكنت فعلت ذلك.
ثم استدار و ابتعد بصورة مفاجئة نحو مكتبه فلو بقي عندها لربما حاول أن ينفذ ما يدور في رأسه.
عند حلول يوم الاثنين من الأسبوع التالي عرف جميع الموظفين في شركة ليون للمقاولات أن جوان ستترك العمل في الشركة و ستبدأ بديلتها العمل في هذا الصباح كي تتأقلم مع روتين العمل في المكتب تحت إشراف جوان وسمع الجميع أيضاً عن المشهد الذي رآه لايل بايتز و كان المكتب يعج بالإشاعات و التكهنات عن السبب الحقيقي لترك جوان العمل.
كانت بديلتها السيدة ماسون امرأة صغيرة الحجم ذات شعر أشيب و ابتسامة لطيفة، و أعطت انطباعاً أنها بخبرتها الواسعة ستتأقلم مع روتين العمل بسرعة و أمنت جوان في سرها أن تستطيع ذلك كي تتمكن من ترك العمل في نهاية الأسبوع.
*****************
يتبع..
|