كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وهذا يعني الإقرار بأن وجود براندت يثير أعصابها ، ولهذا اختارت الجلوس إلى جانب أيد .
ترك أيد ذراعها مسترخية على ظهر الصوفا ،أدركت جوان أن الذراع القريبة جداً من كتفها أوحت لبراندت بحميمية معهودة بالرغم من كونها غير موجودة على الإطلاق ، وأحست أن براندت كان يستمد الإرتياح من رؤية الخطوط المشدودة حول فمها والتي تدل بوضوح على الإنزعاج ،كانت خائفة جداً من أن يتلكأ عمداً في شرب الشاي كي يطيل فترة تعذيبها ، ولكنه أنهى فنجانه قبل الجميع .
بدت الإبتسامة التي ظهرت على ملامحه ودودة جداً ، ولكن جوان كانت قد رأت الإبتسامة الحقيقة في السابق وعرفت أن الإبتسامة الحالية تقليد رديء للإبتسامة الدافئة المخلصة ..شكرهم جميعاً على ضيافتهم ونهض عن مقعده ، كانت تتوقع أن يختارها براندت لمرافقته إلى الباب عندما أشار إلى أيد أن يعود للجلوس في مكانه .
لم يوجه إليها إلا ملاحظة واحده .. نطقها بخفة أوحت أن رغبته في مقابلتها خارج المكتب لم تعد موجودة .
- عمت مساء يا آنسة سومرز ، سنلتقي صباح الإثتين .
قامت جوان بطبع رسالة إستقالتها في ذات اليوم الذي مزق فيه براندت استقالتها الأولى ، وقد سرت صباح الأثنين لأنها لم تتلكأ في طبعها فلقد وجدت نفسها مترددة بصورة غريبة في تقديم الإستقالة .
اهتز تأكدها من صواب رأيها فزيارة براندت غير المفهومة أثارت أمالاً لم يكن بالإمكان طرحها جانباً ،أنبت نفسها على حماقتها وتمنت لو أن أيد لم يكن موجوداً عندما جاء براندت ، فقد كانت ترغب بمعرفة الأمر الذي أراد براندت محادثتها بشأنه، وها هي الآن ينتابها شعور بأنها لن تعرف أبداً .
عرفت جوان أن براندت في مكتبه على الرغم من أنها لم تره ، فقد سمعت أصوات خلخلة أوراق ووقع أقدام داخل غرفته عندما وصلت .
وكعادتها كل يوم التقطت دفتر المواعيد اليومي والبريد ودفتر الملاحظات لتدون عليه أي تعليمات ، وضمت إليه في اللحظة الأخيرة المغلف الذي يحتوي رسالة إستقالتها .
عندما دخلت إلى مكتبة ، لم يلق عليها التحية ولم يلمح إلى ما حدث خلال زيارته لها في عطلة الأسبوع ،كانت أول كلمات ينطقها :
- ما هو برنامجي لهذا الصباح ؟
حدد لها براندت في وقت قياسي الرسائل التي يجب الرد عليها فوراً ،ولم يترك لها مزاجه الفظ أي مجال للتعليق أو الأستفهام ، فقد جعلت طريقة التعالي المفرطة ، من الصعب على جوان أن تجد الكلمات للتحدث عن إستقالتها .
وفي النهاية خانتها شجاعتها فنهضت لتخرج دون أن تقدمها وعندما أصبحت قرب الباب قال لها بلطف من دون أن ينظر إليها :
- إنني على إستعداد لقبول إستقالتك يا آنسة سومرز حالما تنتهين من طباعتها ،اتصلي بوكالة التوظيف التي تتعامل معها واطلبي منها أن ترسل لنا طلبات العمل ومراجعها .
- نعم يا سيدي !
تمتمت جوان وهي تحس بالتخدر ومدت يدها إلى قبضة الباب من دون وعي وقد هبطت معنوياتها ، فلقد كانت تتمنى في سرها أن يحاول براندت ثنيها عن الإستقالة .
أكمل براندت ونظراته القاطعة مثل السيف تسمرها على الباب :
- وأيضاً يا آنسة سومرز أرجوك أن توضحي لهم أنني أريد موظفة في أواسط العمر هذه المرة والأفضل أن تكون في أواخر الثلاثينات من عمرها وأن تكون متزوجة ، موظفة أستطيع أن أتأكد أنها لن تنجرف مع أوهام وتخيلات سخيفة .
فسألته بعصبية وهي تجاهد لمنع دموعها من الإنهيار :
- هل هذا كل شيء ؟
منتديات ليلاس
***********************
يتبع..
|