كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
7 - أتركني أهرب
عندما عادت جوان إلى العمل بعد علطة رأس السنة ، كان الجو كثيفاً بصورة بدا معها أنه يمكن قطعة بالسكين ،بدا براندت ظاهرياً وكعادته دائماً مهتماً فقط بالعمل ولكن عينيه كانت تحملان شيئاً من التأنيب كلما نظر إليها ، مع أنه لم يكن ينظر إليها كثيراً .
أدركت جوان في نهاية اليوم الأول أن الوضع أصبح لا يحتمل ولم تجد سبباً لتأجيل استقالتها ، فلا شك أن براندت سيكون سعيداً لرؤيتها تترك العمل . منتديات ليلاس
تعاطفت كاي معها عندما أعلمتها بقرارها ، وكانت الفتاتان قد ناقشتا الوضع بالتفصيل خلال العطلة ، فقد عارضت كاي بشدة عودة جوان إلى العمل في اليوم الثاني من شهر يناير .
وأصرت عليها أنه ليس من الضروري أن تقدم لبراندت إنذاراً بترك العمل بعد أن أستغلها بطريقة حقيرة في محاولة لإرضاء نزواته ، وهي لن تجد صعوبة بالمؤهلات التي تملكها في العثور على عمل جديد في شركة أخرى ، وقد أكدت لها كاي أن راتبها سيكفيهما كلتيهما إذا لم تعثر على عمل .
لكن جوان تشبثت برأيها وأصرت على أنه يجب أن تعطي براندت إنذاراً قبل أسبوعين من تركها العمل ، إلا في حال استطاعت تدبير بديلة مناسبة عنها خلال ذلك الوقت ،
وفي النهاية تقبلت كاي قرارها على الرغم من تأكيدها أن جوان على خطأ .
كان في نية جوان أن تكتب رسالة الإستقالة فور وصولها إلى المكتب في الصباح
ولكن ما أن دخلت مكتبها حتى بدا أن هناك أكثر من مئة عمل يديرها براندت أن تقوم به وبسرعة بالغة .
ولم يتسن لجوان لحظة فراغ واحدة حتى حانت ساعة تناول طعام الغداء فطبعت الرسالة ووقعتها وانتظرت الفرصة لتقديمها لبراندت ولكنها نسيت تماماً الأجتماع الأسبوعي الذي يعقده مع رؤساء الأقسام ، فقد انتهى دوام العمل وهو ما يزال في الإجتماع وتكرر الأمر نفسه في يوم الجمعة .
بقيت رسالة الإستقالة في حقيبة يدها طوال عطلة الأسبوع وفي يوم الأثنين دخلت المكتب بهدوء المستسلم لقدرة وهي مصممه على أن يكون أول عمل تقوم به هو تقديم الأستقالة إلى براندت فحملت البريد الوارد ودفتر المواعيد اليومي ورسالة الإستقالة المهمة جداً لها وقرعت على باب غرفته ودخلت عندما دعاها .
وجدت براندت يتكلم على الهاتف وأشار إليها بالجلوس ، فأخذت مقعداً مواجهاً لطاولته ووضعت استقالتها فوق الأوراق وهي تريد الإنتهاء من تلك المسألة قبل كل شيء ،وانشغل عقلها بكل التفسيرات التي فكرت بها ، وهكذا لم تعر انتباهاً للمحادثة الهاتفية التي كان يجريها عندما وضع سماعة الهاتف .
أخذت جوان نفساً عميقاً وهي تتحضر للخطاب الذي ستلقيه عليه ، ولكنه لم يتسن لها أن تفتح فمها .
سألها براندت وقد نهض عن مقعده :
- هل هناك أي شيء هام في البريد يستوجب التعامل معه فوراً ؟
أطبقت أصابعها على رسالتها وقالت :
- كلا ، ولكن .
قاطعها وسار إلى حيث معطفه :
- ألغي كل مواعيدي لهذا اليوم ، إذا أحتجت لي سأكون في موقع شارع شالمرز .
***************************
يتبع..
|