كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فتحت عينيها وهي تشعر بالحرج والاستياء وتقابلت نظراتها مع تحديقه المتفحص . فمازحها براندت بلطف وبتهكم واضح :
- أوه يا آنسة سومرز اعتقد إنك ترغبين بصفعي ..
كانت تود القيام بذلك كرد اعتبار لكبريائها :
- لم يكن ذلك إلا عناقاً بريئاً للاحتفال بعيد الميلاد .
ولكن المشاعر التي أثارها فيها لم تكن بريئة ولم يكن بمستطاع جوان الإفصاح عنها . ولم تجد ما تقوله ،فاختارت أسهل السبل وقالت وهي تميل برأسها وتصطنع الابتسام .
- عيد ميلاد سعيد يا سيد ليون .
التفت براندت بعد ذلك إلى أحد موظفيه الكبار وحول الأنظار عن جوان بمهارة ، أما كاي التي شاهدت تعابير التشنج على وجهها فجاءت وبدأت تثرثر بكلام فارغ ،وحافظت على هذا الحوار المنفرد حتى أصبح بإمكان جوان التجاوب معها ، اختلط براندت ببطء مع مجموعات الموظفين ، وأصبح في طرف الغرفة القابل للطرف الذي كانت جوان تقف فيه ومع ذلك لم تكن هذه المسافة بعيدة بحيث تكفي لإزالة إحساسها القوي بوجوده .
بدا وكأن ليس بإستطاعتها التنفس بحرية إلى أن ترك براندت الحفلة بعد نصف ساعة ، كانت تفضل أن تترك الحفلة بعده فوراً ولكن الظروف أملت عليها أن تبقى وقتاً أطول كي لا يساء فهم دوافعها في الخروج بعده ، لأن الشكوك بأن هناك علاقة بين جوان وبراندت عادت لتبرز ثانية بين موظفي شركة ليون للمقاولات .
بعد مغادرة براندت تحلق الموظفون العازبون حول جوان ، ولم تستطع أن تعرف هل انجذبوا إليها بسبب جمالها أو بدافع الفضول ليتأكدوا إذا كانت في الحقيقة من الممتلكات الخاصة للمدير . لم يكن يعجبها أحد منهم ولم تساعد نظراتهم الوقحة في تبديل رأيها بهم .
منتديات ليلاس
كان توم أيفيرز الموظف الأكثر إلحاحاً في التقرب منها ، كان ما يزال متشبثاً بالبقاء إلى جانبها حتى بعد انقضاء ساعة من الوقت ، فأشارت إلى كاي بصمت كي تأتي لأنقاذها من هذا الموقف ، فاستجابت لها بسرعة ، وشاغلته ما يكفي من الوقت كي يتسنى لجوان الانسحاب .
كان الأوتوبيس الذي سيقلها إلى بلدتها سينطلق بعد ساعة ونصف ، كان لديها من الوقت ما يكفي لتحزم حقيبتها الصغيرة والهدايا الموجودة في شقتها وتأخذ تاكسياً إلى محطة الأتوبيسات .
ولكن آخر ما كانت ترغب به هو أن يعرض توم أيفيرز أن يوصلها بسيارته ، وقد توجب عليهاكي تجعله يتقبل رفضها أن تكون واضحة وغير مهذبة .
ارتدت بسرعة سترتها التي ألقى بها برادنت على ظهر أحد الكراسي في غرفة مكتبها والتقطت حقيبة يدها عن طاولتها ، وتمهلت بضعة ثوان لتخرج منها نقوداً معدنية كي تدفع أجرة الباص وعندما أرادت أن تدور حول طاولتها ، ظهر توم ايفيرز على عتبة الباب ، كان يسد عليها الطريق بجسمه الكبير والمفتول العضلات فأطلق ابتسامة مليئة بالإيحاءات :
- إذا هذا هو المكان الذي هربت إليه ، كان يجب أن تخبريني أنك تريدين الذهاب إلى مكان ما بمفردك ، فأنا أعرف مكاناً مريحاً أكثر من هذه الغرفة .
ترددت جوان لجزء من الثانية وهي تدرك تماماً طول الممر الخالي الذي يفصل بين غرفتها والكافيتيريا ، ثم مشت بتصميم إلى حيث علقت معطفها وقالت بحدة :
- لم أكن ابحث عن مكان لأكون فيه بمفردي ، أنا ذاهبة لأمضي عيد الميلاد مع والدي ووالدتي ويجب أن أصل إلى المحطة قبل مغادرة الأتوبيس .
***********************
يتبع..
|