كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كان مسنداً ظهره بكسل إلى كرسي جلد كبير ، وفيما كانت تقترب من طاولته أربكتها الإبتسامة التي ارتسمت على فمه .
قالت له وهي تضع الأوراق على طاولته :
- هل تتفضل وتوقع هذه الرسائل سيد ليون لأرسلها اليوم ؟
فالتقط قلمه وبدأ توقيع الرسائل .
- وتنتهين من كل شيء بعد ذلك ، أليس كذلك ؟
وافقته جوان بهدوء وقد جذبت انتباهها الطريقة التي كان ينساب بها قلمه على الورق : نعم .
تكلم إليها من دون أن يرفع رأسه : منتديات ليلاس
- لقد تأخرت عن حضور الحفلة .
- وكذلك أنت .
لم يكن بإمكانها منذ عدة أيام قبل أن يعقدا الهدنة بينهما الرد بهذه السهولة وبهذه العفوية .
وقع على الرسالة الأخيرة ، ولكن عوضاً عن إعادة الرسائل لها ، بدأ يطويها ويضعها داخل الملفات الخاصة بها .
ثم رفع نظره إليها وابتسم :
- أنت على حق ، ولكن من المفترض أن يصل المدير متأخراً ويغادر مبكراً كي لا يربك الموظفين ويكبح جماح تمتعهم بالحفلة .
أثارتها إبتسامته وأرسلت في داخلها صدمات متكررة وحالت إهتمامها إلى الرسائل :
- أعتقد أنه من الطبيعي أن تكون واعين لتصرفاتنا عندما تكون حاضراً .
تعمدت وضع نفسها ضمن بقية موظفي الشركة على الرغم من أنها ليست كذلك تماماً ،فقربها من الرئيس رفعها إلى مرتبة لا يمكن تفسير ماهيتها .
أقفل براندت المغلفات على الرسائل ولكنه احتفظ بها في يده :
- هل تخجلين من حضوري ؟
فردت عليه جوان بحذق :
- ليس بقدر الآخرين الذين يرونك فقط عن بعد .
تجولت نظراته على وجهها وتفحصت ملامحها اليقظة :
- إذا أنا بالنسبة لك لست بالإله الذي لا يقهر والذي يحمل سيفاً بيده ، سيف الطرد من الوظيفة .
تملصت من الجواب :
- إنك رئيسي في العمل .
إنه كامل القدرة في سيطرته على قلبها وأحاسيسها ولكنها لا ترغب في إعتباره إلهاً ،
مدت يدها لتأخذ الرسائل فسلمها المغلفات بعد تردد .
قالت وهي تحس بحرارة يديه على المغلفات :
- سأذهب إلى الحفلة الآن .
- ليس الآن !
علا وجهه القاسي الملامح تعبير ساحر وهو ينهض عن مقعده ويدور حول الطاولة إلى حيث كانت تقف ، وأسرت نظراته عيني جوان البنيتن الحائرتين بهيمنته .
- أريد أن أعطيك شيئاً قبل أن تذهبي .
رددت وراءه متسائلة ( تعطيني ؟) بصوت ضعيف يكاد لا يسمع وراقبته يمد يده إلى جيبه ويسحب علبة مجوهرات مسطحة ،فشعرت بأن هناك شيئاً آخر يكمن وراء لمعان عينيه ، وسبب ذلك تسارع نبضها .
كانت يداها ترتجفان بعنف وهي تأخذ منه العلبة ، ولم يكن بوسعها إلا التحديق إلى أسم متجر المجوهرات الراقي والمعروف الذي كان محفوراً على سطح العلبة الجلدية .
طلب منها براندت فتح العلبة .
سلط عينيه على رأسها المنحني وراقبها منتظراً ،عبثت جوان بالعلبة التي تمسك بها لثانية ثم فتحت الغطاء تلبيه لطلبة ،فلمع أمام عينيها شكل دائري ملقى على سطح من المخمل الزيتي اللون مؤلف من حلقات بيضاوية الشكل، ورأت قطعة مستطيلة من معدن لماع على شكل خزانة ملفات متدلية من السوار وكانت قبضات الخزانة من قطع الألماس .
************************
يتبع..
|