كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
أعاد صباح يوم الإثنين أجواء العمل الصارمة بين جوان وبراندت لم يمزقها بنظراته الباردة المزعجة ولم ولم يكن مزاجه معكراً بفعل الغضب . بل عاملها بلا مبالاة ودية كشأنه في السابق وهذا ما جعل من السهل على جوان العودة إلى وتيرة العمل السابقة .
كانت عاصفة نهاية الأسبوع محور الحديث بين جميع من في الشركة ، وكان كل واحد منهم يقص على الآخرين ما حدث له وأين وكيف حجزته العاصفة والصعوبات التي عانوا منها في الوصول إلى منازلهم ، وشكرت جوان ربها لأن مكتبها معزول عن بقية الموظفين ، الأمر الذي وفر عليها أن تقص حكايتها بدون كذب وقد وافقت كاي بكل لطف على عدم إفشاء هذه الحكاية لأنها تعرف جيداً كيف ستتحول القصة من دون رحمة على ألسنة الموظفين إلى فضيحة ..
كانت الساعة تقارب الظهيرة عندما خرج براندت من مكتبه إليها ليطلب بعض الملفات من الخزانة وفيما كانت جوان تناوله هذه الملفات دخل لايل باينز مكتبها وابتسامة مرحة مرسومة على وجهه وقال :
-أنا اعتذر عن تأخيري يا براندت ولكن جرافات الثلج لم تصل إلى الشارع الذي أقيم فيه إلى هذا الصباح لقد كانت عاصفة من الدرجة الأولى ، أتمنى أن يكون كلاكما قد وصل إلى منزله بسلام .
هز براندت رأسه مبادراً بالتحية ثم أخذ ملفاً وبدأ بتفحص محتوياته ورفع رأسه لبرهة قصيرة بعد أن أنهى لايل باينز كلامه وأجاب متكاسلاً وعينيه تلمعان بتركيز :
-في الحقيقة ، لقد حجزتنا العاصفة أنا والآنسة سومرز هنا حتى صباح يوم الأحد .
ثم استدار ليعود إلى مكتبه ، شهق لايل باينز بشدة وقد أخذته الدهشة ، وحول نظراته المتسائلة فوراً إلى جوان .
-لا أصدق ما تقول !
كان ظاهراً على ملامح وجهها الاستياء من براندت الذي نطق بكل خفة بما كانت تجهد للاحتفاظ به سراً ، ولم تشك أن ذلك سينتشر بسرعة في كل الشركة .
توقف براندت قليلاً على عتبة الباب :
-تعال إلى مكتبي يا لايل ، لقد توفر لي الوقت خلال عطلة الأسبوع لدراسة خرائط مركز بارك وود التسويقي وأريد أن أراجعها معك قبل أن تبدأ بوضع الأسعار .
عادت جوان بسرعة إلى مقعدها وهي تتجنب نظرات لايل باينز المتسائلة فيما كان يطيع ببطء صوت رئيسه الهادئ والمهيمن ، ولم تستطع أن تسترخي حتى أغلق باب مكتبه خلفهما .
منتديات ليلاس
لم تتعرض جوان إلى نتائج زلة لسان براندت حتى صباح اليوم التالي ، فقد ساد الصمت فوراً وتحولت العيون نحوها عندما دخلت مع كاي الكافيتيريا وقت الغداء ، ثم سمعت تبادل الهمسات والضحكات الخافتة ، استطاعت جوان أن تحافظ على تماسكها بسهولة لأنها كانت تعرف أن أي ردة فعل منها ستزيد الطين بلة وتعزز تكهنات زملائها .
كان من الطبيعي أن تدافع كاي عن صديقتها بملء الفم عندما وصلت الاشاعات إلى مسامعها ، تأكدت جوان أن براندت لم يسمع أبداً ما يقال عنهما ، فلا أحد يجرؤ أن يحمل هذه القصص إلى عرين الأسد ، وهذا يشملها أيضا لأنها أرادت أن تتجنب أي إهانات أخرى تصدر عنه .
توقفت الثرثرة خلال الأسبوع لعدم وجود ما يدعمها ويعززها ، وسرت جوان لأنها احتفظت بالصمت والبرود خلال ذلك فموقفها عالج التعليقات اللاذعة بلا مبالاة .
وعندما تجرأ بعضهم على سؤالها مباشرة عن كيفية تمضيتهما لذلك الوقت ، أجابتهم بأنهما عملا ، وكان ذلك صحيحاً . وزاد من صدقية كلامها التصرف المهني والفعال الذي تميزت به .
************************
يتبع..
|