كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ولم تستطع أن تشعر في الظلام إلا بحركة رأسه البطيئة وهو يقترب منها وارتعشت عندما عانقها .
حانت اللحظة كي تمنعه عندما ابتعد عنها قليلاً ولكنها لم تستطع ، لقد قاومت جاذبيته كثيراً ولم تبقّ عندها قوة إرادة لتردعه عنها .
عانقها ثانية وانفجرت عواطفها الدفينة دفعة واحدة ، فبادلته العناق ولم يعد يهمها إلا البقاء أسيرة ذراعية وفيما هي على هذه الحال امتلأت الغرفة بالنور ، فكرت جوان للحظة أنها تخيلت النور المفاجئ الذي أضيء فوق عينيها المغمضتين ، ولكن أبتعاد براندت جعلها تفتح عينيها لتجد أن المصباح الكهربائي المعلق في السقف قد أَضيء .
بقى في مكانه للحظة قصيرة ثم همس ببعض الشتائم ونهض من مكانه وابتعد عنها .
منتديات ليلاس
فنظرت إليه وهو يجلس على طرف الكنبة ، كان تنفسه متقطعاً وغير متوازن فيما كان يمشط شعره البني بيديه قبل أن يغطي وجه بهما .
- إن مفعوله أشبه بمفعول ضوء النهار الساطع !
جعلت كلماته التي نطقها بمرارة جوان تفغر فمها من الأستياء ،لم يشعر براندت بشيء إلا الندم على ما كاد يفعله ولغباوتها اعتقدت أن اشتعال عواطفها كان أكثر من رغبة مؤقتة فقط .
أنهمرت دموع الذل على خديها .
بدا أن صوته يأتي من أعماق سوداء لم تعرفها .
- آسف يا جوان ، لا شك أنك تظنين أني ..
قطعت عليه الكلام بحدة وهي تدرك أنه لا يجب أن تقلل من قدرها أكثر من ذلك :
- أرجوك لا تعتذر، في الحقيقة ليس هناك ضرور لذلك .
نهضت عن الصوفا مدفوعة برغبة هائلة للهروب قبل أن تغرق الدموع خديها ووجهها وقبل أن تنهض تماماً وتقف على قدميها ثبتتها ذراعا براندت على الصوفا وقبضت أصابعه بشدة على ذراعيها .
كانت النيران الزرقاء تشتعل في عينيه وتكاد تلتهم وجهها المجفل وشفتيها المرتعشتين .
- لن تذهبي إلى أي مكان قبل أن نناقش هذا الأمر وننتهي منه .
أشارت قسمات وجهه القاسية إلى أنه أمسك بإحكام بزمام غضبه وعواطفه وحافظت جوان على مظهر الكبرياء والبرودة .
قالت له وهي تمتنع عن إظهار ألمها من جراء قبضته :
- ليس هناك ما نناقشه .
أجابها بهدوء :
- أنت تعرفين جيداً أن هناك ما يجب أن نناقشة !
- أرجوك !
لم تلفظ هذه الكلمة المهذبة تعبيراً عن التوسل فيما كانت تدفع يديه عن ذراعها .
- أنت تعطي أهمية أكثر من اللازم لما جرى .
ذكرها براندت بلهجة قاطعة :
- أنت تقصدين لما كان يمكن أن يحدث .
تلون خديها باللون الأحمر على الرغم منها لأنها كانت توافقه الرأي وأشاحت بوجهها بسرعة .
وردت عليه بشدة :
- ولكن ذلك لم يحدث ، كلانا إنسان طبيعي وبصحة جيدة وصدف أن كلاً منا ينتمي إلى الجنس الآخر .
حاورته بمنطق وهي تحاول أن تسترجع أحترامها لنفسها :
- بكل بساطة ، لقد دفعنا الظرف الغير طبيعي إلى القيام بأعمال لا تسمح لأنفسنا أن نفعلها في الظروف العادية .
ضاقت عيناه ، وسحب يده عنها :
- هل تؤمنين بما تقولين ؟
**************************
يتبع..
|