كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
كانت اعصابها ماتزال مشدودة بسبب المواجهة التي حدثت بينهما بعد الظهر وقد قبلت منه السيجارة كي تشغل يديها المرتجفتين بشيء ما .
جالت نظراته على وجهها , ولم تفته الطريقة التي تجنبت بها التقاء نظراتهما . منتديات ليلاس
- اخبريني عن عائلتك يا جوان , هل تقيم هنا في شيكاغو ؟
كان يتكلم ليقطع الصمت الذي دل على عدم شعورها بالراحة . كان تبادل الحديث ضرورياً , على الاقل لإبعادها عن الشرود بأفكارها فربما تجعلها الاجابة عن اسئلته تصمد في مواجهة التاثير الذي يحدثه عليها .
- كلا، فوالدي يقيمان في قرية صغيرة تبعد 140 كم من هنا . لدي اخ اكبر مني يخدم في الجيش في المانيا ولديّ اخ أصغر مني في السنة الاخيرة من المرحلة الثانوية . اما شقيقتي الصغرى فهي في سنتها الدراسية الاولى وكلاهما يقيم مع اهلي في البيت .
- ماذا يعمل والدك ؟
فابتسمت له بتردد :
- يملك هو وامي دكان بقالة صغيرة , وجين وبوب اخي واختي يساعدانهما بعد المدرسة وفي العطل الاسبوعية .
انحنى جوان الى الامام ليطفئ سيجارته وكانت نظراته مركزة على وجهها :
- يبدو لي ان حياتكم العائلية مستقرة ودافئة . انت لا تبدين من النوع الذي يتوق الى حياة الاثارة في المدن الكبرى . ما الذي اتى بك الى شيكاغو ؟
- كي ادخل معهد السكرتيريا , وبما انني لم اجد عملاً في بلدتي بعد ان تخرجت من المعهد بقيت هنا .
فعلق على اجابتها:
- هنا ستشعرين بالوحده دون العائلة والاصدقاء .
قالت بصورة دفاعية وهي التي طالما ذاقت طعم الوحدة :
- لقد عقدت عدداً لا بأس به من الصداقات وازور عائلتي مرة في الشهر .
مال براندت في جلسته الى الوراء وعلت وجهه ابتسامة صفراء :
- اعتقد اني تعودت ان اكون بالقرب من والديّ , لقد قابلت امي أليس كذلك ؟
أجابته:
- نعم قابلتها .
وتذكرت تلك المرأة الطويلة الممتلئة التي دخلت عليها المكتب في ذات يوم , كانت نسخة ثانية عن ابنها . لم تكن جذابة لكنها مهيبة وقد تصرفت معها بود وحرارة .
اكمل براندت كلامه وكأنه يتحدث الى نفسه :
- والدي طبيب نصف متقاعد , ويعمل في الغالب كمستشار ولكنه لن يترك ابداً ممارسة الطب بصورة كاملة , انه يحب عمله كثيراً .
- كنت اعتقد ان والدك هو الذي انشأ شركة ليون للمقاولات .
- لقد انشأها عمي الذي توفي منذ بضع سنوات , اشتغلت معه خلال العطل الصيفية عندما كنت يافعاً ثم دخلت الجامعة ودرست الهندسة والبناء وانضممت الى الشركة بعد التخرج .
اثار براندت فضولها بصورة واضحة لمعرفة المزيد عن حياته الخاصة .
- هل عندك اخوة او اخوات ؟
- شقيقتي فنيتيا التي اختارت مهنة ابي واصبحت طبيبة وعندها عيادتها في ولاية اريزونا .
- الم تتزوج ؟
شعرت ببريق حزن دفين ينبعث من اعماق عينيه فيما كان يرمقها :
- كلا انها مستوحدة مثلي . ألن تعلقي على الوحده التي تجلبها حياة العزوبية ؟
***************************
يتبع..
|