كاتب الموضوع :
بسمة براءه
المنتدى :
مدونتي
لا أعلم أي الكلمات تستحق الكتابة و التخليد ، فرأسي ممتليءٌ بمئات الاحداث ، جعلت أبحث عن أيها أكثر قوة فوجدتني أتخبط بين طفولة و زواج و بكاء و ضحك ..
جال بخاطري ذلك الصبـآح :
إنه نهــار العيد ، أتمسك بمعصمه بقوة عائدةً من وسيلة النقل التي أقلتني من مخيمات عرفة إلى مزدلفة إلى منى بعد إن قضينا ليلتنا بإنتظار تلك العربات الكبيرة التي تعرقلت عن المسير بسبب الزحام ، تركت يده لأدخل إلى خيمة تقل أغراضي و إبنة خالتي معي بعد أن قضت ليلتها ببكاء أمٍ تفتقد أجنتها الصغار الذين تركتهم مع أم زوجي لحين العودة ، لكم غبطتها ذلك المساء و حتى حلول الصباح فلقد كانت تتحدث بفرحةٍ و نشوةٍ عن دعواتها لإبنها الصغير إن يكون بمثل أئمة الحرم ، و كما دعت لأبنتها البكر بأن تكون صالحةً و قريبةً من الرب ، بينما أنا دعوت لأهلي و لزوجي و لدراستي فلم يكن هنالك ما يشغل بالي – حينها - سوى هؤلاء الثلاث ، عندما صحوت على صوت الآذان لصلاة الظهر و أعتقد إنني لم أنم ذلك الصباح برغم تعبي الشديد ، ألتففت بعبائتي و خرجت برفقة من رافقني لكي نرمي الجمرات ثم نذهب إلى لأداء عمرة الحج و طواف الافاضه ..
نظرت إليه ، هنــآ فقط نظرت إلى عينية من وراء حجاب ، شعرت بعظمة المنّان أنني معه رغم كل شي فهو : زوج حبيب و طيب القلب و صافي النوايا و هذا هو المهم ، شددت على كفه بفرحة طفولية تعزى لتأخر إنجابي المجهول السبب حتى ذلك الحين ، همست بحب غمرني ليطوف في جسدي و أعبر عنه بالتشديد على كفة الأسمر .. " تصدق توني أتذكر إن الدنيا عيد ، كل عام و أنت بخير حبيبي " .. دون أن ينظر ناحيتي فالزحام كان شديداً و جميع الجنسيات تمر من جميع نواحينا .. همس لي بمرح .. " تصدقين إني أصدق ، و إنتي بخير " ..
نهــآر العيد ذاك رغم أنني لم أقبّل كف والدتي و لم أضاحك أخوتي صغاراً و كباراً ، إلا أنني كنت مسرورةً جداً بروحانية ذلك الزحام و إختلاطي بإختلاف اللهجـآت التي سمعت ، تلك الداعية ذات الوجة المنير و تلك الجموع الذي لن أنساها ما حييت ، آهـ كم أشعر بالحنين إليهــآ ، فـالحمــدلله الذي بلغنيها و أنـا بأتم الصحة و العافية و رزقني لذة الحج في أوج الشباب ..
الحمـــــدلله .
الحمـــدلله .
الحمـــدلله .
الحمـــدلله .
الحمـــدلله .
|