كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وهي تتجه إلي الحديقة العامة في اليوم التالي، فالشمس مشرقة والسماء صافية مع أن الحدائق كانت لا تزال تلمع بزهور الصيف، إلا أن من السهل تقبل أن الشتاء ليس ببعيد. . كالعادة ، كان جالساً ينتظرها على المقعد الخشبي ، وأسرعت نحوه تنير ابتسامتها وجهها، تتلاعب الريح بخصلات شعرها الأسود القصير تدفع باللون إلي وجنتيها. حين اقتربت تعثرت خطواتها . . لم يكن الجالس هناك والدها . . بل ابن أخته تشاد. . كان يستند إلي مؤخرة المقعد، ساقاه الطويلتان ممدودتان، تعابير وجهه مفترسة. حين وصلت بقي كما هو وتسمرت عيناه البراقتان في وجهها بشكل مهين. كان الذعر من أول ردود فعلها . . وسألت مترددة:
- هل . . من خطبٍ؟ هل السيد ويبستر بخير؟
رد بكلمات باردة عن عمد ، مليئة بالسخرية:
- ليس مريضاً، ولا متعباً . . اجلسي ناتالي. .
شدت فمها لكنها أطاعت إشارته الكسولة، وجلست بعيدة عنه بقدر ما سمح المقعد الخشبي الطويل.
ابتسم وقال متشدقاً:
- فاتنة. . أجل،أستطيع أن أري ماذا يريد دانيال . . يريد شبابك، وجو النضارة البريء . . لكن ما أفشل في فهمه، هو ماذا ترين أنت فيه. . المال كما أعتقد.
كان ينظر إليها بعينين نصف مغمضتين، يراقب تلاشي اللون عن بشرتها ، ليتركها صفراء مذهولة.
أكمل بهدوء:
- لديه الكثير من المال. . فهو لم يكن محاسباً ناجحاً مقابل لا شيء. . إذا كنت تتوقعين الثراء من ورائه، فكري مرة أخرى.
إذن لقد بدأت المعركة. . جهلها التعبير المتذاكي الذي على وجهه تشعر بالغثيان . . لكنها رفعت رأسها بكبرياء .
- أنت تفترض أشياءً لا داخل لك فيها ؟
- عزيزتي . . أعرف أنك ذهبت إلى منزله ليلة أمس ، ولم تخرجي قبل الحادية عشرة!
تراجع في المقعد إلى الخلف ، ودس يديه في جيبيه. . راقبها من تحت أهدبه الطويلة ، وضاقت عيناه في مواجهة الشمس.
- مهل تمتعت بتجسسك علينا سيد غرايزر؟
ابتسم بلؤم:
|