كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
لا ! لا شك بأنني هسترية في تفكيري هذا . لن أستطيع هذا . . ليس تشاد ، ليس الرجل الذي أصبحت أحبه على كراهية مني . . رفعت عينيها الواسعتين ، لتمعن في وجهه ، تجفل لقوته ولعجرفتة بنيته ، ولعينيه الزرقاوين التي لا تعرف لهما قراراً . لم يقل شيئاً ، بل ابتسم بهدوء وقسوة ، يبدو كأنه يحس بيأسها ويتمتع به .
وأدركت ماذا يجب أن تفعل .
انتهت الحفلة حوالي الثالثة صباحاً . . وكانت السيدة غرايزر تتثائب بشدة وهي تبتعد عن الباب ، قائلة :
- كانت حفلة رائعة . . تبدين متعبة ناتالي . . كان يجب أن نرتب أمر بقاءك هنا الليلة .
قبّل تشاد خدّ أمه :
- ليس المكان ببعيد . شكراً لك .
- على ماذا ؟ انا احب الحفلات ، وتعرف هذا ، ولقد أحببت هذه الفرصة جداً . . لقد انتظرت طويلاً لأراك تقع في الحب ! سأتصل بك صباحاً ناتالي . . عزيزتي . . وسنضع الخطط النهائية . . متي ستعودين إلي الجنوب ؟
رد تشاد :
- الأربعاء القادم. . تعالي حبيبتي . .
منتديات ليلاسستقعين إذا استمريت بالوقوف . كانت ذراعه قوية حولها ومطمئنة ، وتمكنت من الابتسام له ، ومن شكر أمه قبل أن يقودها إلي السيارة .
كانت المدينة ساكنة ، ما من سيارة أخرى على الطريق . امطرت السماء خلال المساء ، وكان الإسفلت مبللاً بالماء . . أنوار الشارع تنير الرصيف الفارغ الأسود . . وحدقت ناتالي من خلال الزجاج الأمامي ، تجمع شجاعتها لتبقي صامدة .
أوصلها إلي المنزل ، وتمني لها بعد أن تفحصه كالعادة ليلة سعيدة دون شيء يذكر سوى قبلة عابرة ، مماثلة كتلك التي أعطاها لأمه ، على خدها .
كانت متعبة ومرهقة جداً ، إلي درجة لم تكن قادرة على الإحساس بالارتياح لتأجيلها قرارها ، تسلقت السلم . . وقدماها تؤلمانها ، وكذلك حنجرتها . . كان هناك تحت عظام صدرها مباشرة غصة ثقيلة ، جعلت من المستحيل عليها أن تبتلع ريقها . لكنها نامت وكأنها مخدرة . . ولم تبدأ الحراك والتأوه من بين أنفاسها إلا بعد بزوغ النهار بكثير .
انتهي الفصل الثامن
|