كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- آه. . يُبقي الأطباء المرء منتظراً كعادتهم ! على أي حال أعتقد أنه كمن الأفضل أن نذهب . . وداعاً ناتالي.
- وداعاً سيد ويبستر. . وداعاً سيد غرايزر.
بدا متعجباً من مخاطبتها له ، ورفع حاجبيه السوداوين ليرد عليها : وداعاً . . ناتالي.
أبرز بهذا ، بدون لطف ، الفارق الاجتماعي بينهما. ونظر خاله بحدة إليه وكأنه يمرر ابتسامة اعتذار نحوها ، ولم يفعل أي شيء ليرد ، حينما قاده ابن أخته بعيداً . كانم يقوده بسرعة قدر استطاعته، وكأنما وجود ناتالي قد يصيبه بالبتلوث. أحست ناتالي بموجة إذلال ساخطة. . أخفت وراء هذا الإحساس شعوراً بالغضب والكبيرياء. . من يظن السيد تشاد غرايزر نفسه؟ لقد تعمد جرحها لتحس بأنها أقل شأناً ، وقد نجح في مسعاه. . وهذا ما يفعله المال والمركز لأشخاص مثله. عجرفة
منتديات ليلاس
اصطناعية وتعصب متكبرٍ ، وكأنه أكبر منها بكثير. . إنه لا يزيدها بأكثر من عشر سنوات، لكنه نجح تماماً في إظهار حجم الهوة بينهما والتي لا يمكن ردمها. بقيت على المقعد الخشبي الطويل ، عيناها ثابتتان على الرجلين وهما يبتعدان حيث تنتظرهما سيارة فخمة، بدت كبيرة قوية . . وباهظة الثمن. رقّت استدارة فم ناتالي اللطيفة . . ثم استرخت . فمن الغباء ترك الرجل يكدرها. وجدت نفسها لدهشتها تقسم بأن تشاد غرايزر سوف ينظر إليها يوماً ، ولن يجد ما يدعوه رفع حاجبيه بازدراء. . مندهشة للشراسة التي أقسمت فيها للقدر بوعدها ، فتتت كسرة خبز في يدها وقدمتها إلي العصافير الدوري الجريئة قبل أن تقف. لم يظهر السيد ويبستر في اليوم التالي ، ولا الذي يليه. ومر أسبوع دون أن يأتي، وبدا أنه خلال هذا الأسبوع قد انكمش، وأصبح متعباً وأكبر سناً. . ولم تحاول ناتالي إخفاء سعادتها لرؤيته. . فابتسمت له بدفء جعل ابتسامته ابتسامة دهشة. . وتَلَفظَََ بجملته المعتادة:
- كم تبدين ساحرة.
ضحكت ناتالي ، فثيابها جميلة وبسيطة، لكنها بعيدة عن أي طراز محدّد
- شكراً لك. . أواثق أنت بأن الطقس هذا لن يؤثر عليك؟ أجد صعوبة في أن أصدق بأن الشتاء على وشك الوصول . . لا زال الطقس دافئاً , والأيام جميلة صافية.
- آه .. انه الخريف .. هل تناولت غدائك؟
- لا .. سأتناوله ألان .. أكاد أموت جوعاً.
|