كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
6 – وجوه الكراهية
مرّت أكثر من عشرة أيام ولم يقترب منها . . ولم تتوقع منه أن يفعل . . فما حدث كان صدمة له ولها . لقد كان بحاجة لأن يستوعب سبب رفضها عرضه للزواج . وسيكون هذا وقتاً مريراً له . أشغلت نفسها في الخياطة والشوق يكبر في قلبها نحوه ، تحادث نفسها وتعاند أحاسيسها آملة عدم رؤيته مجدداً . أوصلت في يوم ممطر لفافة بضائع إلي محل ، وكانت عائدة مسرعة إلي موقف الباص ، تتجنب قدر المستطاع المجانين غير القادرين على السيطرة على مظلاتهم . . كانت السماء تمطر منذ عدة ساعات والميازيب تتدفق بالماء . كان الجميع متجهماً باستثناء صبيّ صغير كان يرتدي " منتديات ليلاسجزمة" صفراء ، ويقفز بمرح في كل بركة ماء صغيرة تصادفه . . كان على أمه مظهر من سئم محاولة منعه . . لكن حين التقت عينا ناتالي الضاحكتين بعينيها ، ضحكت بدورها . كانت حادثة صغيرة لا أهمية لها ، لكنها أدفأت قلب ناتالي وأعطت خديها بريقاً كان مفقوداً منها لبعض الوقت . . فجأة اندست يد تحت مرفقيها وهمس تشاد في أذنها :
- لو تزوجتني لأنجبت صبياً مثله .
سلبتها الصدمة قدرتها على الكلام ، وأدارت رأسها تنظر إليه . . كانت قسمات وجهه أكثر حدة ، ابتسامته متوترة ، فقدت عيناه اللون الحيّ الذي يجعلهما ساحرتين .
لكنه وضع أصبعه على فمها ، يهز رأسه :
- لا تكملي . . تعالي لتناول الغداء معي .
- تشاد . .
|