كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
سمعت وقع قدامه ، خفيفة لرجل يماثل حجمه وقوته . . قال عند أسفل السلم شيئاً لبيتسي ثم صفق سيارته يبتعد . . لكن تعليقه حول الإشفاق على الذات كان يمنعها من الانغماس في البكاء . . وبدت في النهاية مصابة بصداعٍ وتورم في العينين . . استحمت وغسلت شعرها . . أعدت لنفسها حليباً ساحناً وأخذت قرصين من الأسبرين ، قبل أن تستلقي في سريرها لسعات وهي تفكر .
لا. . ! لا تحبه . . ولن تحبه أبداً . . فالحب لطف ورقة ، ومشاركة زعطاء . وما تحسه نحوه هو مزيج زئبقي مجنون من السحر والرغبة والكراهية .
ارتجفت وهي مستلقية في سريرها تفكر به ، وأحست بألم واشتياقٍ. . وهنا يكمن الخطر . ز الخطر في المشاعر التي تمدّد جذورها كالجوع المزمن لا يمكن لأحد السيطرة عليها . مع ذلك ، يجب أن تتعلم طريقة إخمادها ، حتى لو لم تستطع شيئاً أمام الجاذبية نحوه . . فلو استسلمت لمشاعرها ، سينتهي بها الأمر إلي أن يستغلها ، ثم يتخلص منها . . وفي هذا احتقار للذات وفقدان للثقة المريرة ، وعذاب للضمير المترائي لها مسبقاً .
لذا ، كانت مسرورة لأنها كانت في الطابق الأعلى حين رن جرس الباب في اليوم التالي ، ومسرورة أكثر لأنها تمكنت من كبح جماح بيتسي قبل أن تنبح وكشفت نظرةٍ سريعةٍ من النافذة وجود سيارة تشاد ، فوقفت بيدين ملتفتين حول عنق الكلبة ، بالكاد تتنفس ، آملة منه أن ينصرف .
|