كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فكرت في عزلة المزرعة. . . في عزلة ميراندا بصفتها زوجة أجنبية بعيدة عن وطنها. اكتسحتها موجة من الحزن،وهي تدرك غلطة ابنة خالتها في القدوم إلي هنا. ولكن لو أن ميراندا لم تفعل هذا ، لما جاءت صوفي إلي هنا ! وتنهدت. طبعا ما كان هذا سيحدث، فهي لم تكن لتعرف هذا المكان إلا من خلال ميراندا . كما أن الحظ ما كان ليجمعها بلويس دي لاكامارا. عليها ألا تنسي ذلك أبدا. آه ميراندا. . . همست بذلك بعجز، وأخذت دموع الشعور بالذنب تنساب من بين أهدابها. هل كانت ستصدم أو تدهش لو علمت أن صوفي كانت دوماً ترغب بزوجها خفية؟ أخذت صوفي تطلب الصفح من الله بصمت. رآها لويس من داخل البيت، وعلم أنها تبكي حتى قبل أن يقترب منها إلي حدٍ كاد يري معه لمعان الدموع على خديها الناصعين. أجفل، وكأنما هو الذي فجّر دموعها . ربما كان من الأفضل لها أن تبكي فهذه المرة الأولي التي يراها تذرف الدموع فيها. اقترب منها برقة:" صوفي؟". سمعت وقع قدميه لكنها لم تلتفت، بل أخذت تجفف دموعها بفوطة السفرة. لا تريده أن يراها بهذا الضعف والضياع، خائفة من أن تتكهن هاتان العينان الذكيتان بجزء من ذنبها الخفي.
منتديات ليلاس
- -لماذا تبكين؟
سألها بعد أن أصبح من القرب منها بحيث أمكنه أن يلمس خصلة من شعرها الحريري. هزت رأسها وهي تبتلع آخر دموعها:" لا شيء. . . أنا بخير الآن". فقال بلطف:" لا، بل أخبريني عن سبب بكائك". لطفه أذاب كل دفاعاتها:" كنت . . . كنت فقط. . . ". وارتجف صوتها :" أفكر في ميراندا. متمنية لو أن الأمر كان. . . ".
- مختلفاً؟ وعندما أومأت، قال بلطف:" آه، صوفي . . . صوفي"., كانت دموعها تنهمر على وجهها. قال لويس يواسيها:" لا بأس". ورفع يده بحركة آلية يملّس بها على رأسها، وأنامله تتمهل على شعرها الحريري:" لا بأس". حتى في منتصف العاصفة، ألهبت لمسته حواسها، حرارته، صلابته، رائحته، قدرته على إثارة العواطف، وقدرته على الاستفزاز برجولته الفياضة. وقبل أن تهزمها مشاعرها، أخذت أجراس الإنذار تقرع في عقلها الباطن. لقد حلمت به. . . فقالت تتهمه:" أنت كنت في غرفتي في منتصف الليل! ". تمني لو أنها لم تذكره بذلك . ذلك أن ذاكرته ابتدأت تسبب له ألماً وضيقاً :" سمعتك تناديني فدخلت لأطمئن عليك". تملكها ارتباك بالغ بعد أن تذكرت الحلم. وتساءلت عما عسي أن تكون قد نادت. بدا لها
|