كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
دي لاكامارا" ولا شيء يمكن أن يأخذ مني عنوة، هل فهمت؟". كانت ملامحه الصلبة قد توترت بمشاعر مظلمة بدائية لا أثر فيها للحضارة، ما جعله يبدو كعدو لا يرغب معظم الناس في مواجهته. وتملك صوفي اليأس للحظة. . . لماذا أختارت ابنة خالتها أن تقرن نفسها برجل كهذا؟ لماذا لم تستقر وتسعد مع أحد أؤلئك الرجال الذين كانوا يعشقونها حتى العبادة؟ هل لأن الفوز به كان صعبا، وهذا وحده يكفي؟ ألم تكن ميراندا دوما تلاحق من يهرب منها؟ وتألقت العينان السوداوان:" هل فهمت"
وفجأة، اكتسحتها موجة من الإرتياح بردت شيئا من توتر الذي أصابها. لقد أنتهي أسوأ جزء من هذا النهار. . . وهي ستقرأ للطفل القصة:" آه، لأجل الله يا لويس، لا تبالغ في مشاعرك هذه! سأذهب لأحضر الكتاب القصص من غرفتي". ولأول مرة هذا النهار، ابتسم:" حسنا جدا. وأنا سأحضر تيودور إلي هنا لينتظرك". وفي غرفتها غيرت ملابسها مستبدلة بثوبها الأسود بنطلونا وبلوزة قديمتين. فالأطفال هم الأطفال حتى ولو كانوا قد اغتسلوا حديثا. وهكذا لم يعد يقلقها إذا تقيأ على ثيابها أو سال لعابه. هي بحاجة أن تكون مرتاحة الأعصاب معه بقدر ماهي متلهفة إلي احتضانه. تناولت أحد الكتب التي قد أحضرتها معها وطردا ملفوفا بورق متألق الألوان ، ثم أغلقت باب غرفتها خلفها وعادت تهبط السلم إلي غرفة الجلوس. لكنها عندما وصلت إلي الباب المفتوح وقفت جامدة تستوعب المشهد الذي بدا أمامها. كان لويس ممددا على السجادة يلعب مع ابنه. ولا بد أنه كان قد خلع سترته وربطة عنقه، وفتح أزرار قميصه العليا أن صدره الأسمر بد مكشوفا. لم ير صوفي وهي تدخل لأن اهتمامه كان مركزا على ابنه الممتلئ الجسم والذي كان يملأ الجوّ ضحكا وهو يصرخ: بابا!. . . بابا! وكان لويس يضحك هو أيضا، ملقيا برأسه المغطي بالشعر الأسود إلي الخلف، منطلقا على سجيته في البهجة. تنفست صوفي بعمق غير مصدقة، وهي تراه يلوي قسمات وجهه بشكل مضحك حتى ليكاد يصبح غير مميز. هل هذا حقا لويس دي لاكامارا؟ وتمتلكها الذهول. كانت عيناه السوداوان قد رقتا والتوى فمه بابتسامة عطف وتسامح، فيما القبضة الصغيرة السمينة تتشبث بكثفيه. عاد يضحك وهو ياقي برأسه إلي الخلف بينما الأصابع الصغيرة تخدش ذقنه. رنين ضحكه هذا جعل شيئا داخل صوفي يثب إلي الحياة بشكل غير مرغوب فيه. لم تشك يوما بجاذبيته تلك، والتي كانت واضحة لكل امرأة على وجه الأرض . لكن لويس هذا، الرقيق الحنون، فاجأها تماما. لم تره قط بهذا الشكل، من قبل، أو بهذه
|