كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3-من يدفع الثمن ؟
كان بيت المزرعة من الداخل بارداً منعشاً, ولا بد أن هناك من علم بوصولهما. فما إن تناول لويس معطف صوفي ووضع حقيبة ملابسها على الأرض, حتى ظهرت امرأة متوسطة في السن في آخر الردهة. نظرت إلى لويس بابتسامة دافئة قائلة بالإسبانية: "مساء الخير, سيد لويس".
رأت صوفي وجهه يشع عطفاً وهو ينحني ويقبلها على خديها:"مساء الخير, سلفادورا".
قال بالإسبانية شيئاً بسرعة, ثم قال لصوفي بالإنكليزية ببطء وعناية:"هذه سلفادورا,مربية تيودور. هذه صوفي ميلز, إبنة خالة ميراندا"
- مساء الخير .
قالت صوفي هذا بالإسبانية بأدب. راودتها أفكار متشككة وهما في السيارة, في أن هذه المرأة أكبر سناً من أن تتحمل مسؤولية طفل لم يكد يتجاوز سنته الأولى, وها قد تعززت أفكارها تلك لدى رؤيتها لمظهر هذه المرأة المنهك الهش. خيل إلى صوفي أن الحذر بدا على وجه المرأة, فقد ضاقت عيناها وهي تشملها بنظراتها من أعلى إلى أسفل, لكن الخذر عاد فتحول إلى انحناءة احترام خفيفة؟"مساء الخير, سينورا ميلز. آسفة جداً لموت ابنة خالتك المفاجئ".
عضت صوفي شفتها، وحدثت نفسها لا تريد دموعاً. بإمكان الدموع أن تنتظر:" شكراً"
ثم تابعت،بجهد بالغ وبابتسامة مرتجفة: "أنت تتكلمين الإنكليزية بشكل جيد سلفادور !".
منتديات ليلاس
أومأت سلفادورا برزانة:"شكراً, دوماً كنت كذلك. كان لدي السيد لويس معلم للغة الإنكليزية عندما كان صغيرا، فتعلمت معه أنا أيضا!".
حاولت صوفي أن تتصور لويس صبيا صغيرا، يتعلم الإنكليزية، ولكن لم يكن سهلا أن تتصوره ذا وجه ناعم بريء كوجه ابيه.
- وطبعاً، من الضروري أن تعرف مربية تيودور لغة أمه.
قال لويس هذا فالتفتت صوفي إليه :"لماذا؟".
- لكي تتمكن المرأتان من التفاهم،أليس كذلك؟
قال هذا بجفاء ، وعندما رأى الدهشة على وجهها تصلب وجهه. هل تتصور أنه ينكر على ابنه تراث أمه ؟ هل تظنه شيطاناً شريراً؟
وتساءلت صوفي، ولم تكن تلك المرة الأولى ،عما جعل ميراندا تحتاج الى من يعاونها في تربية تيودور. فلم يكن لها وظيفة خارج البيت،كما أنها لم
|