كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وسرعان ما التفت ذراعاه حولها وعانقها، من دون أن ينتظر ردها. ذلك أن لا شيء في العالم سيجعله ينتظر أكثر من ذلك . وهي أيضاً قد انتظرته طويلاً .هل كانت تلك نيته؟ أن يبقيها بعيدة عنه حتى تمتلئ شوقاً ورغبة إليه؟ حتى تذوب بين ذراعيه؟ لأن هذا ما حدث بالضبط. فقد بدت وكأنها كتلة من المشاعر المتشوقة الرائعة. توقفت فجأة فحدّقت إليه بتأنيب صامت، فرأت لمعان عينيه واللون الذي أبرز وجنتيه العاليتين الأرستقراطيتين. بدت له جميلة جداً! ولعوباً تقريباً بوجهها المتوهج وشعرها العسلي المتناثر بغير نظام، رغم أن ثوبها كان محتشماً تماماً . إنه محتشم أكثر مما ينبغي.
شعرت صوفي أن عليها أن تقول شيئاً لتهدئ من توتر مشاعرها. فقالت :" شكراً لك لويس لأنك وثقت بي فيما يتعلق بتيودور. لن أخيب أملك مطلقاً".
- أنت تجاملينني كثيراً يا عزيزتي.
ثم ضاقت عيناه وهو يري احمرار وجهها السريع. بدت وكأنها . . . وكأنها. . . من المؤكد أنها ليست ثائرة الأعصاب:" هل أخفتك يا صغيرة؟".
أخافها؟ لا. إنه لم يخفها . لكنها ، لسبب ما ، شعرت برعب بالغ. أخذت تفكر في ذلك وهي تنظر إليه واقفاً إلي جانبها أسمر رائع الجمال. وفكرت في أنها لم تر رجلاً بروعته قط.
وأخذ لويس خصلة من شعرها إلي الخلف وهو يأخذها بين ذراعيه من جديد . استجمعت شجاعتها لتبتعد عنه، قائلة:" كفي، لويس !
منتديات ليلاس
عناق واحد يكفي. فهذا لم يكن ضمن اتفاقيتنا".
- وهل هذه الأمور تحتاج إلي اتفاقية؟
- ربما لا، لكنني لست مستعدة لأكثر من ذلك.
أغمض عينيه لحظة، متوسلاً لجسده أن يهدأ، ثم رفع ذقنها وأخذ ينظر إلي وجهها وعيناه السوداوان تلمعان برزانة. رغم أن شبح ابتسامة بدا على شفتيه، وهو يقول:" أنت تختبرين صبري، يا صوفي؟". فهمست :" لا أريد أن أختبر شيئاً". فقال يطمئنها :" لا تخافي، عزيزتي. أعدك بأنني لن أضايقك، ولن أطلب منك ما لا تريدين القيام به". ويبدو أن مخاوفها قد زالت، كما أدرك، لكن تلك المخاوف قد تعود مرة أخري إذا هو عبث معها.
آه، إنه رجل كامل! فكرت صوفي بذلك بيأس. من هو الرجل الذي يمكنه أن ينافس لويس دي لاكامارا؟ عليها أن تنسحب إلي غرفتها بسرعة قبل أن يزداد توترها:" حسناً، تصبح على خير إذاً، لويس". أجابها بذهن شارد:" نعم. . . تصبحين على خير أنت أيضاً"
...........................................................
|