كاتب الموضوع :
شاذن
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
يجلسوا مع بقية أفراد الأسرة. هل خيّل إليها أنها تسمع، أم أنها سمعت فعلاً أصواتاً تهمس بالإسبانية عندما دخلوا الكنيسة؟ أتراهم يتسائلون عم تكون هذه المرأة الشقراء التي ترافق الدون وابنه الطفل؟ كان الاحتفال شاعرياً، هكذا يفترض أن تكون الأعراس ، ما عدا عرس ميراندا، كما أدركت صوفي فجأة. زواج مدني لا لون له. فقد تمت مراسم زواجها ذات يوم صيفي حار، في مكتب، وقد بدت ميراندا يومها شاحبة متلهفة لأنها كانت في الفترة الأولى من حملها. ومع ذلك بدت في صوتها نبرة انتصار واضحة وهي تقسم اليمين. أما لويس فلم تبد عليه الحماسة مع أنه تصرف بشكل لائق. أما هنا ! فقد ظهر في صوت العروس رجفة مؤثرة وهي تلفظ عهودها الزوجية، كما ظهرت في عيني عريسها نظرة حب خطفت أنفاس صوفي وأشعرتها بنوع من الحسد. أدركت أن هذا ما تريده هي أيضاً، عندما تتزوج. تريد رجلاً يحبها مثل هذا الحب العنيف، إنها تريد حباً حقيقياً ودائناً، ذلك نوع من الحب الذي يزعزع الجبال. فكرت أن الرجل الذي يقف إلي جانبها لن يمنحها ذلك أبداً، ولو بعد مليون سنة. نظرة إلي تيودور الذي بدا هادئاً بشكل مدهش يمتص إبهامه بينما المنشدون يغنون بعض الأحان الكنيسة . إنه يعتاد عليها يوماً بعد يوم، نعم . حتى إنه بدأ يحبها. ولكن كم سيلزمها من الوقت لتجعل لويس يثق بها إلي حد يسمح له أن يسلمها الطفل لتأخذه إلي إنكلترا؟عليها أن
منتديات ليلاس تتحدث معه في هذا الشأن، وقريباً جداً، كما قررت وهي تقف لنيل المباركة النهائية. أقيمت حفلة الاستقبال الراقصة في قاعة الرقص في الفندق. وكانت أكثر المناسبات التي حضرتها صوفي في حياتها ، جوداً وإسرافاً. وقد زينت القاعة بالزنابق البيضاء . كان تيودور يتنقل من قريب إلي آخر بينما راح لويس يقدم صوفي إلي عماته وخالاته وأبنا عمومته وأخواله. بدا الفضول واضحاً في نظراتهم، لكنهم لم يلقوا أية أسئلة بالنسبة إلي وجودها. فلا يعبرون تساؤلاتهم بشأن الآخرين. لكن ، بمَ كان يفكر لويس فيما الجميلات يتناوبن على لفت انتباهه؟ لم يبد عليه الحماسة وإنما بدا على شيء مكن التساهل عندما أخذت النساء ، الواحدة تلو الأخرى، يحاولن الاستئثار به. ثم صدحت الموسيقى تدعو الناس إلي حلبة الرقص ، العريس والعروس ، والديهما، أبناء العمومة والأخوال. . . وراح عم متوسط في السن يدور بتيودور في أنحاء القاعة. لاحظت صوفي أن إسبانية شابة بالغة الرقة راحت تنظر إلي لويس بخجل وشوق. أومأ برأسه بشكل تلقائي تقريباً ، وهو يأخذها بين ذراعيه. وتمتمت إحدى عمات لويس بالإنكليزية وهما
|