الفصل الثامن
أوصل جوناثان ميج إلى شقتها بعد إفطار لذيد في أحد مطاعم الحي الشرقي كان يتوقع أن تكون شقتها بسيطة وعملية نظراً لان صاحبتها سيدة أعمال .
أول ملاحظة فوضى لا تصدق ،أكوام من الاوراق والملفات والكتب والمجلات ،موضوعة في كل مكان وتشغل كل سنتيمتر ، وبشكل ما كانت تلك الشقة الصغيرة وطلاؤها الرمادي وسجاده الفارسي القديم وكل هذه الفوضى تناسب ميج تماماً إن في هذا المكان تظهر ميج الحقيقية .
وضع على ركبتيه كومة من الخطابات وأخذ يصفر :
" من قال إنني مواطن أمريكي ؟ " .
قالت وهي تمسك بكتفيه :
" لست مواطنة أمريكية " .
قال ضاحكاً :
" ستكونين جديرة بذلك " .
قالت بدون أدنى إحساس بالحرج :
" إن شقتي تضج بالفوضى ،ليس لدي مكتب لذلك يكون من الصعب تنظيم الاشياء ،إذا كانت شقتي أكبر بضعة سنتيمترات لشاهدت الفرق " .
قال وهو ينظر حوله :
ط كلما احتجت لشيء تحتاجين لحفار حتى تنقبي عنه وسط هذا الكم الهائل من الاشياء " .
قالت وقد وخزتها ملاحظته :
" إني أعرف مكان كل شيء " .
" هل يضايقك أنني أنقد طريقتك في تنظيم شقتك ؟ "
مر بجانب مائدة من طراز الملكة آن فوقها مجموعة خطابات وكتب للجيب وقاموس في حالة لم ير في مثل حالته ابداً " .
" هل يمكنك تذكر ما على هذه المائدة ؟ " .
قالت :
" أنت لا تتمتع بأخلاق الفرسان " .
" هذا صحيح ،أنا لست من هذا النوع " .
لاحظ جوناثان أن الصالون يطل على الشارع فتوقف لحظة أمام النافذة ليتأمل الشجرة الذابلة القابعة خلفها ولم يجد هذا المنظر قبيحاً ابداً.
" لقد أمضيت العديد من سنوات عمري في الغابة " .
التفت نحوها .
" لقد جرحت كثيرا بسبب أخلاق الفرسان من الصعب القيام يدور لانسلو وسط تلك المخلوقات التي تسرق الارزاق " .
" لست من تلك المخلوقات ولا اريد ابداً سرقة رزقك " .
" لكنك لست ممن يقدرون الفروسية يجب أن تقري بذلك أنت ترينني فظا وصريحا لدرجة قاسية " .
قالت ضاحكة :
" إني أعشقك لكنني لا أتصور أنك فظ وصراحتك قاسية بالقدر الذي تدعيه " .
" هل تريدين مثالا ً ؟ " .
قالت وهي تشير إلى الفوضى التي حولها :
" لا غن المكان ليس بهذه الفوضى في كل وقت ،لم احصل على ثانية لاجلي ، كان وقتي مقسماً بين البحث عن عمل ثم وولف ثم البحث عن كاتب ملعون ! باختصار لم يكن لذي الوقت للترتيب غنني لم أجد مكاناً لوضع الاشياء التي أحضرتها من وظيفتي السابقة ولا أوراق مكتب وولف " .
" واوراق تولزا الشجاع ؟ " .
" أوه، لقد أحضرت معي بعض الاوراق التي أراها ذات أهمية كنت اطلع عليها في الامسيات الطويلة الهادئة في روكي سبرينجس هل أخبرت وولف بذلك؟".
" بالتأكيد " .
" يالك من وغد " .
قال لها ببالغ البراءة :
" عزيزتي إذا كنت قد قررت دخول الحلبة معي فيجب أن تكوني مستعدة لقتالي " .
قالت وهي تجلس على كومة من الاوراق موضوعة فوق المقعد :
" أوه ، إني مستعدة للقتال ولكني لست مستعدة للخسارة " .
مدت ذراعها وادارت جهاز تسجيل المكالمات الهاتفية . لم يكن هناك سوى رسالة واحدة كان صوت وولف غاضباً ينبح قائلاً :
" انتظرك الساعة العاشرة يوم الاثنين ، أريد تقريراً كاملاً متضمناً السبب اللعين الذي تركت منزلك بسببه عندما اتصلت بك " .
اوقفت ميج الجهاز بحركة غاضبة وأخذ جوناثان يضحك .
" لقد قلت بنفسك إنك لا تعتبرين نفسك مفصولة عن العمل من هنا حتى يوم الاثنين " .
" انا لست كلباً تابعاً لاهواء وولف " .
" كلا ، إنك ستؤدين عملك اليس كذلك ؟ إنه يعرف أنك ستؤدينه وانا ايضا أعرف ذلك " .
" لقد استخدمني " .
" هذا دور المعاونين الشبان " .