" أنت صريحة ، أليس كذلك ؟ " .
" سأكون وكيلة خيالية " .
" هذا ما يقودني إلى الجزء الثاني من سؤالي : لماذا لا تثورين ضد وولف لتصرفه معك " .
" أنا لست حزينة ولا خائرة العزم ، إن الغضب والحزن لن يوفرا لي وظيفة لو كان لي...دعنا لا نتحدث في ذلك .أما فيما يتعلق بدفاعي عن وولف فلم لا ؟ ولنعد غليك لماذا لم تثر ضدي ؟ " .
" أنت تحبين الكلام المباشر " .
" بالأكيد ، لقد قضيت ثمانية أسابيع عند وولف وأسبوعاً في الريف ! " .
" أنا لا أريد أن أثور ضدك ،كنت أعرف أن يوماً ما سيحاول وولف أن يخرجني من مخبئي حتى إذا كنت اتخذت وكيلاً آخر...لكني أبتعدت تماماً عن الحياة الادبية مدة سنتين وهذا ما دفعه إلى التفكير " .
" لقد أخذ تصرفك على انه تحد " .
" أو اعتذار إن ما يهمني هو أنه بعث بك أنت " .
سألته وهي تقهقه :
" هل تتخيله في مكتبك يطلب منك وظيفة ليتسلق الاشجار؟" .
لاحظ جوناثان بريقاً في عيني ميج . بريقاً انثوياً فاتناً وماكراً في آن واحد نسي فجأة وولف وجرينتج وكل ما مضى .لم يعد يفكر إلا في المستقبل ، مستقبل تسكنه ميج . كيف لها أن تدافع عن وولف هذا ؟ إنها تحبه كثيراً .
استطردت :
" إنه لا يطيق مغادرة نيويورك .هل تستطيع أن تتخيله وهو يتسلق شجرة تفاح ؟ " .
" لقد وجد أرت أنني افتقدت حكمتي عندما عينتك أما وولف كلا ، فلا استطيع ان أتخيله متدلياً من جذع شجرة أو حتى يجلس في حديقة عامة للتنزه .أنتما...أنتما الاثنان" .
" هذا صحيح " .
منتديات ليلاس " لا تبدئي في سخريتك .لقد وصلنا " .
لقد كان مطعماً إيطالياً أنيقاً للغاية ، وكان جوناثان أحد رواده .
قالت ميج بصوت متردد :
" يجب أن أعترف لك بشيء .لقد أكلت قبل أن أغادر ضيعتك المفتقدة...السجق " .
قال وعيناه تتلآلآن تماماً لعيني ميج :
" ليس هناك مشكلة . لقد التهمت شطيرة بالمستردة بدلاً من الغداء لن نطلب شيئاً من مانويل مدير المطعم قد يشعر بالاسى " .
دفع الباب المطلي باللون البيج وترك ميج تدخل اولاً .
قالت مترددة :
" هل أنت واثق بأنه ليس من المهم أن تطلب شيئاً؟ ".
" نعم لقد رتبت كل شيء " .
قالت بسعادة :
" هل تريد أن تقول :إنك توقعت مجيئي إلى نيويورك ؟ " .
أجابها وهو يغمز بطرف عينه :
" كنت أتمنى ذلك يا حبيبتي في الحقيقة يجب أن أنبئك بانني في نيويورك أدعى روس جرينتج " .
منع مجيء مدير المطعم ميج من الاجابة .أستقبلهم مانويل بحرارة ونادى جوناثان بالسيد جرينتج ،تفكرت ميج هكذا فهو يعيش بشخصيتن ،كائنين مختلفين تماماً .أرشدهم مانويل إلى سلم ضيق يؤدي إلى حجرة مؤتثة بذوق رفيع قال مدير المطعم بلكنة إيطالية واضحة .
" صالونك معد " .
تفكرت ميج صالونك ؟
كان جوناثان يبدو على راحته تماماً .
كانت المائدة مفروشة بمفرش أبيض وعليها زهرية بها ورد أصفر وأحمر تزين وسطها .لم يكن هناك أي مائدة أخرى ...قدم مانويل غليهم النادل وانصرف .
قالت ميج وقد جحظت عيناها :
" حسناً ، حسناً " .
قال بصوت مرح :
" هذا المكان مفعم بالخيال " .
طلب جوناثان كوباً من العصير وبعد لحظة تردد طلبت ميج نفس الشيء .
" إنك تميل إلى تعذيب الناس .إن هذا المكان مختلف تماماً عن منزلك في الريف .هل تحب اللعب بالناس ؟ " .
" أنصتي إلي بصراحة ،هذا المسكين جوناثان ماكجافوك هو سعيد حيثما يعيش ولن يكون سعيداً أبداً في هذا المكان المغلق " .
" أنت لست غريب الاطوار يا روس إنك جوناثان وجوناثان هو أنت " .
" في الحقيقة ها ما لا يكف وولف عن ترديده " .
" إنه على حق " .
" يجب أن يكون الإنسان واقعياً ويضع قدميه على الارض" .
" كما يقول وولف إن عملنا هو مجابهة الواقع حتى تتمكنوا أنتم أيها المبدعون من تنفيد إبداعاتكم بدون إزعاج .فلسنا نتحلى للأسف بخيال متقد مثلكم " .
" إيه ، حسناً ، إنني مندهش تماماً لماذا فصلك وولف ،إن أفكارك مفصلة تماماً على أفكار رئيسك " .