الفصل الثاني
في اليوم التالي فهمت ميج قبل الظهر ،ان قطف التفاح لم يكن بالنشاط الرومانسي الذي تخيلته وان جوناثان ماكجافوك قد أظهر قدراً لا يتهان به من السادية عندما ألحقها بهذا العمل صعدت بمشقة وهي تحاول الا تتذمر ،صخرة كانت تحت شجرة من أشجار التفاح المنتشرة في كل مكان وللحقيقة لم يكن ماكجافوك هو المسؤول الوحيد لكن كم يؤلمها ظهرها ! لقد كانت هي على أية حال التي تقدمت لهذا العمل مع ستة من المراهقين في الساعة السادسة صباحاً خلال هذا النهار الطويل المضني تعلمت ثلاثة أشياء ذات أهمية متقاربة
أولا: أن قطف التفاح نوع من ألعاب الاكروبات .
ثانياً: ان التردد المثابر على نادي لياقة في نيويورك لا يعدك بالضرورة لهذا النوع من الرياضة الخطيرة .
أخيراً : لا ينصح بارتداء جينز جديد لمن يريد وقاية تورم الركبتين .
مدت ساقيها التالمتين ،ثم قررت وهي جالسة على الصخرة العالية أن تفتح علبة الفاصولياء البيضاء بصلصة الطماطم بيتية الصنع التي اشترتها من محل الأكلات الخفيفة شعرت بأنها منهة وتتضور جوعاً وكآلة ليس بأنها عجوز إلى هذا الحد .
استنشقت محتويات العلبة الساخنة وابتسمت ثم انفجرت في الضحك .إنها كانت تبحث عن شيء مرطب على الرغم من كل أخطائها وخرقها في التصرف ،كان عليها أن تعترف بأنها لم تسأم بعد .
شعرت بحركة خلفها وصوت رجل أجش وسعيد يناديها :
" لقد أخبرني أرت أنك ترتدين حذاء رياضياً وردياً ، لكني لم أستطيع أن أصدقه ! " .
قبل أن تستطيع ميج أن تلتفت كان الشخص المعني باعتراضاتها في خطاباتها لجوناثان بجانبها فوق الصخرة العالية على الرغم من وجود أماكن كثيرة إلا أنها انزلقت تلقائياً إلى الحافة المقابلة،اصطدم رأسها بفرع قد أماله وزن الثمار .ارتسمت على وجه المدير الملعون أبتسامة عريضة لاحظت وأحاسيسها تتنازعها الفرحة والحزن ،الغمازتين اللتين تعلوان وجنتيه لم تختفيا لم يتغير أي شيء في مظهره. أضاءت الشمس شعره الداكن فبدا أكثر احمراراً اضطرب ذهن ميج :
ماذا يعرف عن خطاباتها لماكجافوك ؟ لابد أنه ضحك منها مع رئيسه وسألت نفسها هل قرر ماكجافوك أخيراً أن يلحقها بالعمل ليتسلى بشخصها أم لا ؟
حذاء رياضي وردي !
" هل ستتسامحين الفظاظة ولا سيما عدم أهلية هذه الملاحظة " .
حسناً إنه يرجع إلى ما ورد في الخطاب الأول .لقد تحدث الرئيس عنه ستحاول أن تكون ودودة .
" لكنها ملاحظة شريفة " .
" آه ، انا رجل شريف يا آنسة أوكس ،لا يكن لديك أي شك بشأن ذلك . هل تحبين اللون الوردي ؟ " .
" إنه مفرح ،الا تجد ذلك ؟إنه لون يبعث البهجة " .
قال وهو يرفع كتفيه :
" المهم أن يكون حذاء متيناً " .
" لم أسقط من أي شجرة حتى الآن " .
" هذا ليس خطئي إنني جئت لأتحقق مما قالوه لي " .
" إنها ملاحظة فظة " .
أجابها وهو يضحك :
" لكنها شريفة " .
" تماماً، وصادقة وفي نفس الوقت مؤدبة أليس كذلك يا سيدي؟ " .
" صحيح ، أمريكي طيب معاند هل اكتفيت بهذا القدر اليوم أم تريدين أن تستأنفي العمل بعد الظهر ؟ " .
رفضت ميج أن تعترف بأنها لم تعد قادرة على العمل ،غرست سكينها في علبة الطعام المحفوظ لقد عملت الصبية حتى السابعة والنصف ولن يستانفوا العمل إلا بعد المدرسة نح الثالثة ووجدت ميج نفسها مسؤولة عن طرف كامل من أطراف البستان عندما كانت قد ذهبت لإحضار غدائها، قابلت بعض المتخصصين في قطف التفاح الذين أبلغوها بأنهم قد انتهوا بالفعل من القسم الذي عهد به إليهم دون شك لقد حصلوا على أجر أعلى .
قالت :
" إلى الساعة السادسة ،هذا يناسبني أعتقد أنني سأعود إلى البيت وأخد حماماً طويلاً ساخناً " .
" بالرغوة ؟ " .
" أنت خيالي ومعاند بنفس القدر " .
" وأنت لا تستطين تحمل أكثر من ذلك ،هل قررت الرحيل؟" .
أمسك تفاحة وقضمها :
" كلا ، أريد أن أكسب أكثر حتى أستطيع أن أشتري مواد البقالة التي تكفيني أسبوعاً كاملاً " .