هزت رأسها . همست :
" كنت أعرف أنه انت " .
" ما رأيك في ان ندخل ؟ " .
صاحت :
" يا إلهي ،عفواً لقد نسيت أن أحضر رداء للنوم " .
اغلق الباب خلفهما وشدد عناقها مداعباً بشرتها النضرة نشعرت بالدماء تتدفق بنيران كالبركان في عروقها إنها تحبه وترغبه .
شعرت ميج كأنها في حلم ،أخذت تتحسسه كما لو كانت تتاكد من انه واقف امامها وتشبثت به حتى لا تفقده ونامت بين ذراعيه في هدوء تام .
استيقظت ميج فلم تجده إلى جوارها لقد رحل .
هل جاء ؟ هل كان ذلك مجرد حلم ؟ نظرت حولها العلامة الوحيدة على وجوده هي تلك الملاءات التي تعتريها الفوضي .هل كانت تحلم ؟ واذا كان هذا صحيحاً هل وصل خيالها إلى هذه الدقة في التصوير ؟
وجدت على المكتب ظرفاً عليه اسم بساتين ماكجافوك وقد كتب بالقلم الرصاص .
" لقد استيقظت في الساعة السادسة إني استيقظ مع الغربان يا عزيزتي كنت نائمة .إني افتقدك سينتهي كل شيء بعد أسبوعين .ج " .
نظرت في الظرف لم يكن هناك شيء لا يوجد أي تفسير أو وعد ولا عنوان لا شيء .
كان عليها أن تسأله بدلاً من ان تسقط بين ذراعيه !
لقد ذهبت دروس وولف أدراج الرياح !
" لماذا رحل ؟ لماذا ؟ " .
أسبوعان ، أسبوعان ! إني لا أتحمل يوماً واحداً من هذه المعاملة ،سأصاب بالجنون ،يا إلهي كم هو جميل هذا الصباح ،لقد تذكرت كل لحظة وكل ثانية كان بجوارها .
لماذا لم يوقظها ؟ يا لها من عادات نيويوركية لعينة قد عادت إليها وهي مستيقظة في الساعة الثامنة ،وأن تتركه يطير من بين يديها دون أن تعرف أين يذهب .
www.liilas.com/vb3
هذه هي المرة الأخيرة التي أعشق فيها أحد هولاء الكتاب المعقدين .
معقدين ؟ كلا ! بل مجانين ، نعم مجانين وساديين ومتعالين و...إنه رجل غامض وفريد إنه يحتاج بشكل ما إلى الوقت ولقد كانت هي ناضجة بالشكل الكافي ومحبة ايضاً حتى تمنحه هذا الوقت ، حتى لو بدأ هذا الأمر غامضاً ومحيراً .
شربت قهوتها وقادت سيارتها إلى البساتين ،لم يرها أحد أشترت ميج بضع فطائر التفاح وسلة تفاح ثم عادت إلى نيويورك أهدت وولف فطيرة ولكنها لم تذكر له أنها قد رأت روس جرينتج ، بعد مضي أسبوعين تنازعت ميج خلالهما مشاعر اليأس والامل في لقاء جوناثان واخيراً وصلها خطاب جديد من بول .أ. ريد .
دمدمت في غيظ عندما رات هذا الاسم وتذكرت انها لم تقرأ الاوراق التي أرسلها إليها والقابعة وسط كومة اوراق في شقتها .
ربما لن يتفهم ريد سبب تأخرها .
غن السبب هو الملعون الكاتب الحطاب قاطف التفاح !
تخيلت قبل أن تقرأ أسلوب خطابه الجامع بين الادب والغضب المقنع فتحت الخطاب في ضيق ، هولاء الذين يتمتعون بأخلاق دمثة هم الاكثر خطورة وغالباً ما يمتلكون قدرة هائلة على اللوم في حين أنها هي الآنسة أوكس البائسة الحزينة تنتظر خطاباً غرامياً !
تنهدت وبدأت تقرأ :
" عزيزتي الآنسة أوكس
لقد مضي الاسبوعان وهي الفترة التي أقترحتها لقراءة روايتي ما رأيك بشأنها ؟
مع خالص تحياتي
بول.أ. ريد .
ملحوظة :ماذا يفعل الوكلاء بالاغلفة الملصق عليها الطوابع إذا لم يعيدوها ؟ " .
رفعت ميج رأسها وانفجرت في الضحك ، أحسنت يا سيد بول.أ. ريد ، لقد أعطته مهلة ولم تحترمها ، برافو !
ثم توقفت عن الضحك فجأة ، وأخدت تتفحص الخطاب لم يكن في كلماته هذه المرة إلا تعال واضح ، وخطان في الطباعة صححا على عجل وشريط ألته في حالة يرثي لها .
قررت ميج إلغاء موعد مهم على الغداء مع أحد كبار الناشيرين .
ركبت المترو وعادت إلى شقتها وأنخرط في قراءة الاوراق دون أن تمهل نفسها الوقت لعمل قدح قهوة .
إنها رائعة .
كان أسلوبه في مثل قوة وتماسك أسلوب روس جرينتج أما القصة بالنظر إلى الثلاثة الفصول التي قرأتها تنم عن عمق العاطفة ودقة في التناول كانت غائبة في كتابات جرينتج البوليسية التي تعتمد على الاثارة والحركة وليس على المشاعر الرقيقة .
كانت بداية لكتاب متميز حقاً استدعت تاكسي بالتليفون وبعد عشر دقائق دخلت مكتب وولف كالاعصار .
" اقرأ هذا ...أعرف أنني متوثرة قليلاً...لكنها ليست مزحة انظر " .
قرأ ثلا ث صفحات ثم نهض وقبل ميج على وجنتها ز
صاح :
" اخيراً لقد قلت لك لقد عاد الوغد للكتابة " .
سقط قلب ميج بين قدميها :
" لكن ...لكن أنظر ! الاسم ...بول.أ.ريد " .
" ماذا ! إن تلك الاوراق قد كتبها المشاكس العنيد روس جرينتج رائع !سيكون ذلك كتاباً رائعاً " .
ريد ...جرينتج .
" هل أنت متأكد ؟ " .
لم يتحمل وولف عناء الإجابة واستدعي السكرتيرة لتصور نسخة من الفصول الثلاثة لقد انطلقت في عملها الآلة التي تدعي وولف .
عادت ميج إلى شقتها وبحثت عن كتاب مطبخي كانت قد أشترته من محل جوناثان ووجدته لمفأجاتها مكتوبا عليه بولا ريدر نوع من التفاح .