كاتب الموضوع :
مايا مختار
المنتدى :
روايات عبير الاحلام المكتمله
احببت ان انقل لكم تحليل من اروع التحليلات لاسيرة الشيطان..
بقلم الناقدة والكاتبة فاطمةكرم..
والذى يملأنى فخرا للآن
[QUOTE]* فاطمة كرم * 07-07-2010 08:57 PM
إلى صــديـــقتــي الـــرقــيـــقــة مــــايـــــا مُــــختــــــــار
أخبرتكم بمرات سابقة
أنا أكتب ...إذن أنا أُحب ..
وأنا أكتب الآن لأني أُحب تلك الكاتبة الشابة التي أطلت علينا من بين صفحات
" مــــايـــــا مُــــختــــــــار "
عند قراءة روايات مايا مختار الثلاث
ستجد بضعة أسئلة تلاحقك
بين جنبات الصفحات وبين السطور والكلمات تبزغ تلك الأحجيات
لذا شعرت أن الأمر يستحق المتابعة
رغم أنها بقالب أحلام وعبير وأنا أكره التقييد والنمطية بأي عمل فني
ولكن مايا إجتازت تلك المرحلة وأجبرتني على متابعتها
فهي لا تضع للأحداث حسباناً على قدر الغوص بالنفس البشرية الحائرة
سواءاً كانت رجلاً أم إمرأة
وما يريد كلاً منهما من الأخر
ولمَ هو تحديداً ولمَ هي تحديداً
" هــمســـات مــــشتعـــلـــة "
ربما كانت الرؤية بها ضبابية نوعاً ما رغم جمال لغتها وتما***ا بإعتبارها تجربة أولى
كانت محاولة جيدة لمست بها روح الإجتهاد لدى مايا
وبعد ذلك بدأت الصورة بالإتضاح رويداً رويداً
" في لــيــلــة بــــاردة "
من يقرأ تلك الرواية يستمتع كثيراً بخواطر النفس لكلاً من البطل والبطلة
ويستطيع منها فهم فحوى الرواية
بطلة عنيدة خائفة
وبطل تَعِب مخدوع مكتفياً بقرب فرس صعبة المِراس
لكل رواية فكرة أشعلت لدى كاتبها جذوة إبداعها
وبتلك الرواية
كانت اللبنة او الجذوة المشتعلة تتلخص بعبارة
" ملجأ آمن و حنين قديم إلى الراحة "
رغم إختلافي معها في نهايتها وشعوري أنها إستحقت التروي أكثر
ولكن عندما أعود بالنظر إلى الجذوة الأولى
فأبتسم وأقول ستُكمل حتماً
ولن تترك تلك الجذوة المشتعلة تخبو هكذا
ولم يخب ظني بها
وأكملت هذا " بأســـيــــرة الــــشيــــطــــان "
وهي محور حديثي اليوم
ولكني أثرت العودة بكم للإبحار مع مايا الكاتبة كي تتضح لكم رؤيتها جيداً ولكن بعينيّ أنا هذة المرة
إختارت مايا الأسطورية منهاجاً لتلك الرواية
ليان الماركيز الشيطان
هيت عاشقة الشيطان المخلصة
وفيما عدا ذلك
فالبقية ما هي إلا صوراً باهتة لمحبوبه كانت اشبه بلعنه
نسيانها ليس في الإمكان وقربها من المحال
بالبداية نلملم جميع الأوراق ونعيد النظر
لم تكتب مايا واقعاً نحياه فهي من البداية كانت من الشجاعة بإقرارها أن كتاباتها لا تمت للواقع
ولكنها خدعتنا بتلك العبارة فهي تغزو الواقع في أكثر قضاياه حرجاً
من خلال حكاية أسطورية لن تستقيم لو أخذناها كما هي دون أن ننظر بين أروقة سطورها وكلماتها
ليان ... لن نرى بحياتنا رجلاً تجتمع به كل تلك المتناقضات في آن واحد
قوة وسيطرة غير معهودان يخفيان ضعفاً وألماً صارخاً بين الضلوع
طفل محروم مجرد طفل نبذته امه بعيداً
لتصنع بداخله ندبة اعمق من تلك التي بالخارج
فها هو السر الذي أرق هيت عالمة الأثار الماهرة
" ليست الشهوة , بل اليتم , ما يلقى بفتى فى أول حفره نسائية يصادفها , بحثاً عن رحم يحتويه ,عساه ينجبه من جديد ." أحلام مستغانمي بـــ" عابر سرير"
بالطبع أنا لا أتفق مع تلك العبارة كحجة وتذرعاً لكل من سولت له نفسه في فعل تلك "الكبيرة"
ولكن بتلك الظروف وبمجتمع مثل مجتمعهم فتلك العبارة تنطبق تمام الإنطباق على ليان بل ربما
قيلت فيه فقط
فجميع نسائه كانوا محطات برحلة البحث اليائسة عن رحم يحتويه , أم اخرى لن تنبذه
ولكن لمَ لم يقع إختياره على هيت منذ البداية وأراح قلبه ؟؟
لم يكن هذا ممكناً لسبب بسيط
أنه بعد أن ذاق مرارة القسوة قرر بداخله أنه لن يكون بأي حال من الأحوال ضحية مرةً أخرى
بل سيكون هو الجلاد من يترك لا من يُترك
ولولا مصارحته لهن جميعاً بنواياه من البداية لكانت نهايته مغايرة وكان قد عوقب على ما فعله بهن
ولكنهن ارتضوا قربه رغم النهاية المحتومة
تلك النقطة لم تكن منطقية فمن هذا الذي تسقط عشرات النساء صرعى تحت قدميه
لمجرد وعد بنزوة عابرة محتومة النهاية
ولكن كما إتفقنا منذ البداية مايا طرقت باب الأساطير في تلك الرواية لتلبثه خفية عن أعيننا ثوب الواقع
هيت ... تلك الشخصية الثائرة في كل شيء كمحبة وعالمة وكصديقة مخلصة أيضاً
لما عادت إليه منذ البداية ؟؟
الاجابة موجودة بالفكرة المبدئية لــ " في ليلة باردة "
ألا وهي
" ملجأ آمن و حنين قديم إلى الراحة "
وكما يقول الرائع بهاء طاهر " الرواية هي عملية بحث دائم "
مايا هنا أكملت مسيرة بحثها دون أن تشعر
فقد أخذت نفس المفهوم لتعالجه بنضج أكبر من خلال شخصية كشخصية هيت
رغم إدعائه الكاذب والدائم بالقسوة لم تجد هيت أماناً أو راحة إلا بقربه
لذا كانت تلعن حظها التعس الالاف المرات فقد أوقعها
بغموض رجل إعتقدت أنه لن ينفك حتى بموته وربما يأخذه معه إلى المقبرة
ككهنة المصريين القدماء وما دفنوه من علوم بقبور لا قرار لها
إستماعه لأمه بكل جوارحه أبدعت فيه مايا بطريقة أصابتني بالقشعريرة
رغم أسطورية اللحظة أيضاً وعدم واقعيتها
فقسوة الأم من البداية كانت مبالغ فيها اكبر المبالغة
ولكن مايا رمزت بها كقطعة من قطع أحجية الرواية
إلى الحرمان الذي يعانيه الطفل أحيانا بأنانية
أبويه
و دون وعي بمعنى الأبوة والأمومة
حتى لو كانوا بجانبه بشخوصهم فقط دون ان يعيروه إنتباهاً
يكون نتاج هذا نفساً تائهة كنفس ليان
أجمل مقطع بالرواية أيضاً أعتبره هو نهايتها الحقيقة
عندما كانت تجلس على الشرفة تؤرجح إحدى قدميها بالهواء ليلمع بها صك ملكيته لقلبها
ثم جلوسه عند قدميها ليحل ربطة عنقه وكأنه حينها يتحرر من حمل أثقله
ظل حينها يردد عليها أتعلمين ما أنتِ مقدمة عليه
ما قصده بهذا الإلحاح ليس بالطبع تفعيل زواجهم بشكل رسمي وواقعي
ولكن ما ستُقدم عليه من أمومة طال شوقه إليها
بالنهاية
هي أردات منه الأمان
وهو أراد إحتواءاً
وهي الغاية الفعلية من أي زيجة
ها هو الواقع نصتدم به رُغم أسطورية الشخصيات والفكرة
نمنمات بروايات مايا مختار
كوميديا الموقف عفوية بطريقة رائعة
إيصال أدق المشاعر وأكثرها حميميه بصورة راقية بعيدة تماماً عن الإبتزال
وخصوصاً بأسيرة الشيطان فقد أسرت قارئيها وأنا منهم بحرفة رائعة
مايا مختار أتمنى أن تظل جذوة إبداعك مشتعلة دائماً فلا تخمد أبداً
أتطلع بشوق إلى متابعة مسيرتك الأدبية
وأستمتع بالغوص معكِ في بحارأسرار النفس البشرية العميقة والمعتمة
لا أعلم إن كنت قد وفقت في إبداء رأيي ولكنه خرج مباشرة من القلب وبإذن الله يصلك هكذا
في أمان الله مبدعتي الجميلة[/QUOTE]
|