كاتب الموضوع :
ضحكتك في عيوني
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
[SIZE="5"]
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أحبتي متابعين " ينابيع الراحلين " اليوم أضع بين يديكم الجزء الجديد مبكرا لأني لا أضمن ظروف الأتصال فا اليوم يأبى الأتصال أن يساعدني حتى على قراءة الردود .. أتمنى أن تكون مشكلة عابره فانا لا أتخيل أن يطول الوضع على هذاالشكل ..
وأتمنى أخيرا أن تستمتعوا با الجزء بقدر ما أمتعتوني بردودكم المشجعه
.
.
.
الجزء الرابع عشر :
.
.
.
بطيئة دورة الأيام عندما نكون بأنتظار المجهول ..
عندما تتغير حياة كل من حولك و تقف أنت حائرا بوصف حياتك ..
.
.
.
تغيرت مجريات الحياة في بيوت كل من أحب .. اما أنا فما زلت على ما كنت عليه !
مشاري أتم زواجه بحفل فخم بدت به عروسه متألقه و بدى هو سعيدا بها .. و ها هو الآن يقضي
معها شهر العسل في ربوع لبنان ...
تهاني الحبيبة تفاجأت بموعد زواجها القريب و ها هي تحلق سعيدة بكل الأتجاهات تسابق الزمن
عل الحظ أخيرا يبتسم لها و يزرعها أخيرا في احضان من تحب ..
و العفريت جراح فاجأنا بطلبه الزواج من أبنة عمه دلال و إصراره على الزواج بسرعه و أختار
ان يشارك أبن عمه فرحته ليكون زفاف عائلي من الدرجة الأولى ..
أما الغالية نجلا تبدو مرتاحه أو هكذا تدعي .. لم أعد أعرف .. فهي تبدو هادئة طوال الوقت
و تتجنب الحديث عن حياتها الجديده أمامي !
أما أنا فأحوالي مع جاسم لم تتغير فما زال يتجاهلني و ما زلت أنتظر لحظة أعدامي على يد تلك
الأخرى ..
إلى الآن لا أعرف من هي هذه الأخرى و متى سوف تقتحم حياتي لتلسب حبيبي ووالد أبنائي
إلى الآن استنشق الجهل و أزفر الوساوس ..
يا ترى هل هنالك امرأه خاصه تحتل فكره و يخطط لزواج منها عن قريب .. هل رفضت هذه
الأخرى ان تكون الثانية .. هل وضعته بموقف صعب اما هي او انا و ابنائه ..
هل هو الآن في حيرة من أمره ... يريدها و لا يريد خسارة ابنائه ..
نعم انا اهلوس بأفكار تعشعش في رأسي و قد لا تكون حتى واقعا ملموسا بل مجرد أوهام
زرعها اليأس ..لكن هل علي من لوم و زوجي قطع كل سبل الأتصال به ! ..
أفتقده جدا فهو كان عائلتي لسنوات .. معه عرفت دفئ الأمان و حرية الأستقرار .. شعرت
بأحساس المواطنه للمره الأولى .. فا البيت الذي أسسناه معا جردني من أحاسيس الضياع و
الوحشه التي سكنتني لسنوات طوال..
معه أصبحت مواطنه من الدرجة الأولى لا أخشى أبدا من شبح النفي !
و لكن كنت في غفله .. و أعتقدت أن وفائه لي من المسلمات .. لم أعتقد في يوم أنه سينبذني
و يزرع الضياع في قلبي لأحصده خوفا ..
أصبح قلبي الآن مرتعا لغربان الهجر .. و صحراء ضمئى لا ينبت بها أي أحساس ..
متى .. متى سيغيب عن ناظري بأختياره ؟ ..
لأنهار مستسلمة للوحده الأزلية .. هل هي مسألة وقت أم قرار ؟!
.
.
.
.
كم أفتقدت هذه المشاعر .. مشاعر الأرتياح و السلام .. لم أعد أسمع شكاوي سلوى التي أعتادت
ترديدها كلما رأتني أحاول أخذ قسط من الراحه بعد عناء يوم طويل في العمل .. لم تعد تعدد
سلبياتيأمامي كل حين ... لم تعد تردد علي كما أنا أب مهمل وزوج ظالم !
ها هي الآن أمامي تقدم الطعام لأطفالنا من دون أن تعيرني أي أهتمام .. من دون أن تلتفت علي
و تزجرني كا طفل لا يحترم قوانين الجلوس على المائده التي أخترعتها هي !
كم تبدو مسالمة و هي تهمس لأطفالنا برجاء أن يأكلو ما تبقى في أطباقهم .. بينما تحتضن
الصغيرة و تهدهدها لتنام .. كم أحسد صغيرتي و أتمنى ان أكون انا من يهدهد بأحضان من
كانت حبيبتي أنا !
.
.
.
معاذ بنبرة رجاء : يبى تكفى طلبتك ..
جاسم : خير شتبي ؟
معاذ : ودنا أنا و عبد العزيز لعلي العصر ..
عبد العزيز يشارك أخوه رجائه : علي عزمنا يقول عمي عزام شرى له شريط بلي ستيشن جديد
ما علمنا بأسمه يقول مفاجأه ..
جاسم : بكره عندكم مدرسه بعطلة نهاية الأسبوع أوديكم ..
معاذ بخيبة أمل : يووووو تو الناس على العطله ..
جاسم يحاول رسم الأبتسامه على و جوههم العابسه : يعني تبون تروحون و أيدينكم فاضيه ما
تبون نشتري لعلي هدية تفوقه ..
عبد العزيز : هيه وناسه .. شنو نشتري له..
جاسم : عنكم اسوبع كامل تفكرون فيه .. و إلا كلموا عمتكم منار وشاوروها ...
معاذ : لا راح نتصل بعميمه عذوب نشاورها هي تعرف شنو يحب ..
جاسم : خلاص اتصلوا بعميمه عذوب وشاوروها ..
.
.
.
عذوب ! ...
هل يعقل أنه يفكر بعذوب ..
و لما لا ... فها هو يقوم مع الأولاد بزيارتهم أسبوعيا و عذره علي ..
و لما لا يزورنا علي ؟!!
أيجلس معها في نفس المكان .. هل يقضي وقته هناك وهو يتسامر معها أمام التفاز
و عذرهم أن منار تشاركهم الجلسه .. و لما لا ؟
عذوب تحتاج أب لأخيها و من المؤكد أنها لا تريد مغادرة منزلها حيث والدها يعاني على فراش
المرض .. ومن أفضل من جاسم زوج .. يوجد به كل المواصفات التي تحتاجها أمراة تمر بمثل
ظروفها ..
.
.
.
سلوى تفاجئهم : شرايكم تعزمون علي و نسوي له حفلة تفوق مفاجأه .. أنا بتصل بخواته و اتفق
معاهم ..
معاذ و عبد العزيز يكادو يطيرون فرحا : هيه بنسوي حفله .. و بنعزم كل ربعنا .. يمه تكفين
أجري لنا نطاطيه نحطها با الحديقة ..
معاذ : ونبي بعد ملعب صابون .. تكفين يمه طلبتج ..
سلوى تنظر لجاسم : أول شي خلونا نشاور أبوكم ..
جاسم : أنا موافق بس بشرط نجيب جاسريزعجكم ..
معاذ و عبد العزيز يصفقون بفرحه : و ناسه بنرسم على وجه جاسر و حور و نصورهم ولما
يكبرون نمصخرهم عشان مو بس حنا يكون عندنا صور مصخره..
جاسم يضحك بشده : ياااا سلام على أفكاركم ..
.
.
ليس من عادة سلوى التكفل بأية اعمال خيرية .. أو حتى عائلية .. تغار لابد انها تغار علي
تخاف من ترددي الدائم على بيت أبو علي .. و من المؤكد أنها تريد التقرب أيضا من أخواتي
فهي تريدهم بلا شك في صفها بأي خطة لأستعادتي ..
مخطئة جدا سلوى أن اعتقدي أنني بهذه السذاجه فأنا أحفظ كل أساليبك كما كنت أحفظ صورتك
في قلبي ..
............................................................ ........
.
.
.
جدارن هذا المنزل العتيق كانت دوما شاهدا على عبث الأطفال و حماقاتهم ...
لم يحدث و أن رأيت نايفه غاضبه و بدور باكية و هذا ما جعلني أتدخل ..
.
.
.
نجلا تمسك بيد نايفه لتفك أصابعها من على أذن بدور : بس نايفه شفيج عليها ..
نايفة : ما تدرين شسوت ... أنا كم مره منبهتها بس سبحان الله ألقاها تسوي عكس اللي قلتلها عليه
تعاند .. تحسب أن كل مره بنطوف لها ..
بدور تشهق باكية : الله يخليج نجلا خليها تهدني ..
نجلا : لا حول و لا قوة إلا با الله .. تعوذي من الشيطان و خلي أختج ..
نايفه : مو قبل ما أبرد حرتي ..
نجلا : يا بنت الحلال خليها بتحطين عقلج بعقل جاهل ..
نايفه : هذي عقلها أكبر من عقلي و عقلج و عوابتها تهلك ديره ..
بدور مستمره با البكاء و نجلا مستمره بمحاولات أنقاذها حتى سمعوا سلطان يصرخ بأعلى
صوت بأسم بدور ..
بدور ترتعش خوفا : الله يخليج نجلا لا تخلين خالي يطقني ..
نجلا : و ليش خالج يطقج أنتي شمسويه ؟!
نايفه : أنا أقولج شمسويه طالعه السطح و خلت الباب مفتوح و اتبعتها قطوتها وسوت مجزره في
طيور خالي ..
بدور تكاد تموت من البكاء : و الله ما كان قصدي سوزي جت وراي و أنا مدري .. أنا كنت بس
بشوف الحمام اللي جايبه خالي ... الله يخليج نجلا قولي لخالي ما يطقني ..
بدء صوت سلطان أقرب و بدء الكل متوترين من نبرة صوته العالية التي تهدر بغضب ...
سلطان دخل الصالة ووقعت عيناه على بدور التي أحتمت بنجلا لتقف خلفها ....
سلطان بنبرة حاده : بدور تعالي هني قدامي ..
نجلا في محاولة لإنقاذ بدور : بدور ما سوت شي .. أنا السبب ..
سلطان : يعني اللحين بتصرفج بتعدلين سلوكها .. المفروض توقفين في صفي و تبينين لها غلطها
بدون ما طبطبين عليها و تركبين نفسج الغلط بدالها ..
نجلا تشعر بأرتعاش جسد بدور من خلفها مما جعلها تلتفت لها : بدور أعتذري من خالج وهو
راح يسامحج ..
سلطان : الأعتذار الشفوي ما يفيدني اللحين تجي معاي و تنظف المكان تشيل الطيور الميته و
تمسح الدم و قطوتها اللي غثتنا فيها تطلع برى في الشارع و ما أبي أشوفها في ها البيت بعد
اليوم ..
بدور أستعادت قوتها لثواني حتى تدافع عن حقها: أنت ترضى طيورك تبات في الشارع شلون
تبي أخلي سوزي بروحها في الشارع ..
سلطان : يا عليج لسان يبيله قص بدال ما تعتذرين و تسوين اللي قلت لج عليه تمدين السانج
معترضه ..
بدور تعاود البكاء : أنا آسفه خالي و الله ما كان قصدي ..
سلطان : أصعدي السطح و نظفيه لو تقعدين طول الليل تنظفينه ما أبي أصبح الصبح إلا المكان
يلمع ..
نجلا : يله بدور أمشي أنظف المكان ..
سلطان : أنا قلت بدور .. بدور و بس و أنتي مالج خص ..
نجلا : تبيها تصعد السطح بها الليل بروحها وتقعد طول الليل تنظف .. يا ويلك من الله ..
سلطان ينظر لبدور : و هي يا يولها من الله خلت قطوتها تاكل الطيور الضعيفه اللي لا لها حول
و لا قوة ..أكيد يا بدير بتدخلين النار ..
بدور تشهق ببكاء مر حتى أصبح من الصعب عليها التنفس ...
نجلا و نايفه يحاولن تهدئتها و سلطان شعر بذنب ...
سلطان يقترب من بدور و يأخذها من بين يدي أختيها ليحتضنها و يقرأ عليها المعوذات ...
سلطان : أبي وعد ما تصعدين السطح مره ثانيه إلا معاي أو مع وحده من خواتج ..
بدور بعد ان خف بكائها : و الله ما عاد اصعد بروحي بس الله يخليك خالي لا أطلع سوزي في
الشارع ..
سلطان : خلاص مدامج حلفتي بسامح سوزي ها المره .. و الله يعوض علي ..
.
.
.
نجلا بعد أن عادت للملحق مع سلطان : حيل با لغت بردة فعلك .. كان شوي و يزر عقلها من
الخوف .. أنت متعود تطقها ؟
سلطان يرفع حاجبه : لما تغلط أكيد أطقها بس مو أطق اللي تخيلينه يعني أقرص أذنها أو زندها
أطقها على أيدها مو أكثر ..
نجلا تكتف يديها : بس هذي مو طريقه لتربيه و لما الله يرزقنا بعيال أتوقع منك تغير طريقتك
لأن أسلوبك في معالجة مشكلة اليوم ما عجبتني ..
سلطان بتملل : خلي عيالنا يجون و بنشوف منو بيربيهم ..
نجلا : شقصدك ؟
سلطان : قصدي لما نجيب عيال و حنا أكثر وقتنا نقضيه بشغل أكيد مو حنا اللي راح نربيهم
باجر جني أشوفج تحنين علي أجيب بدال المربيه ثنتين ..
نجلا : ممكن أجيب خدامه تساعدني بشغل البيت بس الأكيد ماراح أخليها تربي عني عيالي
سلطان : كلام .. الواقع يا عزيزتي غير .. باجر بتردين من دوامج منهد حيلج تبين تغدين و
تحطين راسج و تنامين و لما تقومين متى ما شبعتي من النوم إلا ها العيال كلن يبي له شغله
و كلن عنده مشكله و اللي عنده أمتحان و اللي عنده واجب و اللي طالع الشارع و اللي صاعد
السطح و عامل بلاوي و عدي و خربطي .. راح تحتاجين المربيه سواء أعجبج أو لا ..
نجلا : و أنت شنو دورك بزواجنا .. شنو مسؤولياتك تجاه عيالنا ؟
سلطان : أنتي من اللحين ماله مني ومو متحملتني و لا عاجبج فيني شي .. شلون بعد عشر سنين
يمكن وقتها نكون تطلقنا وكل واحد عايش بروحه و عيالنا أكثر وقتهم معاج ...
نجلا أستغربت من طريقة تفكيره : أنا مقصره عليك بشي يوم تقول ها الحجي ؟
سلطان يوجه نظره لتلفاز : ما يلحقج أقصور يا بنت الأجواد ..
نجلا : إذا في خاطرك شي قوله و لا تخليني أوسوس ..
سلطان يزيح نظره عن التلفاز ليثبته على شاشة هاتفه ليتشاغل : لا توسوسين و لا شي الظاهر
أني متأثر با اللي صار لطيوري .. أنا متضايق شوي بطلع أشم شوية هوى .. تصبحين على
خير .
.
.
.
قرعتني كا طفل لم تبالي لما أشعر به .. قد يبدو من السخيف في نظرها أن يحزن و يغضب رجل
بعمري على موت طيور يربيها .. لكن الحقيقة أني أشعر با الحزن على نهاية مخلوقات ضعيفه
أنا كنت المسؤول الأول عنهم .. فا رؤية أجسادهم مممزقه بين أنياب قط همجي آلمت قلبي ..
عندما كانت هي أبعد علي من نجم يلمع في سماء كانت طيوري مؤنسي في اليالي البارده فلهم
كنت أشكي و أمامهم كنت أبكي من دون خجل ..
عندما كانت تنوح حمائمي كنت أرفع الصوت معهم أشاركهم النواح و أرتاح .. و عندما كانت
طيور الحب تغرد لبعضها تراتيل الحب كنت أتمتم بدعاء طالبا الله أن يجمعني بها ...
بغبائي مروان أهداه صديق عزيز لي عرف بهوايتي .. و كم احببت ها البغبغاء فقد كان
يحفظ أسمها و يردده أمامي دائما كأنه يناديها لترى الدمع الذي بلل خدي لعلها تشفق علي
وتحضنني مهدئة روعي !
و كم روعتني الوساوس لسنوات .. وساوس هيئت لي صورتها بأحضان غيري .. وساوس هيئت
لي أطفال يحملون ملامحها و يحملون أسم رجل غيري .. ولولا ورقة الزواج التي كنت أحتفظ
بها بمحفظتي قرب قلبي لكنت بلا شك أقبع بأحد المصحات النفسيه أهذي " نجلا " ..
.
.
.
مرت ساعات طوال و أنتصف الليل و لم يعود ووجدت نفسي أتقلب بملل على فراشي .. لما آبه
لتأخره ؟! ..
نعم بتأكيد أريده أن يعود و ينام قبل أن أغرق بنوم لأستيقظ فجأة منزعجه من وجوده قربي ! ..
عاد .. نعم هذا صوت الباب يفتح و يغلق .. وصوت خطواته يقترب و يقترب ..
ثم يبتعد و يبتعد !
هل قرر أن يكمل سهرته أمام التلفاز .. أم قد يكون توجه للمطبخ ليتناول وجبة خفيفه تساعده على
النوم ...
يا ألهي إلى هذا الحد تقمست دور الزوجه .. ماذا دهاني ؟!!
ليفعل ما يشاء لا أبالي حقا .. أريد فقد أن أنعم بنوم مريح ...
أف كم هو ثقيل هذا الغطاء .. اكاد اختنق من جو هذه الغرفه ... أشعر با العطش ..
هيا لن تنامي حتى تعرفي ماذا دهاه و لا يوجد مثل كأس من الماء عذرا مناسب حتى تخرجي له
و تستطلعي وضعه ...
.
.
.
نائم ! .. نعم وجدته نائم بملابسه على الكنبة المقابله لتلفاز ... يبدو متعبا جدا هل أوقظه أم أكتفي
بجلب غطاء ووسادة تجعله مرتاحا أكثر في نومه على هذه الكنبة ..
لكن .. كيف سأنام انا .. لا أحب النوم لوحدي في ذلك الفراش الكبير ...
تبا له جعلني أدمن دفء أحضانه ورائحة أنفاسه ؟ .. نعم .. لا يمكنني النوم من دون همساته التي
يصبها في أذني لتداعب شرايين قلبي و تدغدغ أحاسيسي ..
سلطان العفريت الصغير كبر و أصبح أخطر ... تبا له كم أكرهه ..
كم أكره دور العاشق الذي يمثله بامتياز و كم أكره خيالي الذي يزين تقاسيم وجهه ليصبح أجمل
من فارس الأحلام !
.
.
.
نجلا تضع المخده تحت رأسه بعنف متمنيه أن يستيقظ ...و عندما بائت محاولتها با الفشل أتت
بثلاثة أغطية لتدثره بها و ماهي إلا ثانيه حتى وجدت نفسها بأحضانه ....
سلطان يهمس في أذنها : لهدرجة تكرهيني ؟
نجلا : اللحين مغطيتك ومدفيتك و طلعت أكرهك ..
سلطان يبتسم بعذوبة : جان خليتني بدون غطا يمكن يلتهب صدري و أموت و تفتكين مني ..
نجلا : فكره حلوه ما خطرت في بالي المره الجايه تأكد اني ماراح أغطيك إلا راح أفتح كل
الدرايش عشان تجمد من البرد بسرعه ..
سلطان يقبل أنفها برقه لينتقل لأذنها و يهمس : و أهون عليج ؟
نجلا تحاول إخراج نفسها من أحضانه : الصراحه ما تهون علي نفسي آخذ أثم و أدخل النار في
ذبح نفس.. يله هدني بروح أنام ..
سلطان يحملها فجأة ليقف بها : كم تدفعين لخدمة التوصيل ؟
نجلا متعلقه برقبته : و لا فلس حمر يا طماع ..
سلطان يسارع بها لغرفة النوم : أنا أوريج شلون الطمع ..
............................................................ ...............
.
.
.
.
تتزاحم الأفكار في عقلي و تتراقص المشاعر في صدري و أنا أشطب المهام التي ملئت ورقتي
الطويلة ... و أخجل من نفسي و انا أقذف الرزنامه غاضبه من وريقاتها التي تتساقط ببطء ..
أريد أنت يأتي اليوم الموعود غدا لما التأجيل أكثر .. نعم أعرف أنني أبدو جشعه كأن تحديد
موعد الزفاف فجأة و بسرعه لا يكفيني .. نعم عشرة أيام من الآن تبدو دهرا فا الثواني أمام
لهفتي كسلحفاة تبدو معانده جدا ببطئها القاتل ..
.
.
.
رهف تدخل غرفة تهاني بسرعه من دون أن تستأذن ...
تهاني : بسم الله الناس يطقون الباب أول .
رهف تمد لها هاتفها النقال : بسرعه ردي على دلال تبيج و صوتها ما يطمن .
تهاني : دلال منو ؟
رهف : دلال بنت عمي .. بسرعه ردي ..
تهاني أخذت الهاتف بتردد : ألو ..
دلال بصوت متقطع يدل على أن حنجرتها ملت البكاء : طلبتج يا تهاني قولي لجراح يعتقني .. أنا
مالي ذنب في اللي سواه فيصل ..
تهاني بنبرة متوتره : أنتي شقاعده تقولين ماني فاهمه عليج .
دلال : زواجي البدل مو راضيه عليه و ما أخذو رايي فيه و أنا مغصوبه يا تهاني و لو يدري
أبوي أني متصله عليج بيكون ذبحي حلال ..
تهاني تحاول تهدئة نفسها قبل أن تهدأ دلال : تعوذي من الشيطان وفهميني السالفه من الأول ..
فيصل شسوى عشان جراح على قولتج بياخذج بذنبه ..
دلال تشهق بدمعة قهر : بعد ما قالولج ؟!! .. يا ويلهم من الله ..
تهاني تصرخ بدلال : شنو اللي ما قالولي عليه ؟!!
دلال : بقولج بس أمنتج ما يدري أحد أني أنا اللي قلت لج .
تهاني تحاول تمالك أعصابها : وعد .. خلصي علي شسالفه ..
دلال : فيصل تزوج من ورانا و زوجته حامل ...
لم أسمع أي من كلماتها التي تلت جملتها القاتله .. كل ما فعلته هو محاوطة جسدي بذراعي لعلي
أشعر بدفء الذي فقدته من صقيع الحقيقة التي خبئها عني الكل !
.
.
رهف : تهاني شفيج ؟ . شقالت دلال ؟
تهاني المذهولة : أحلفي أنج ما تدرين ..
رهف : عن شنو تكلمين ؟
تهاني تصرخ بها : قولي أنج ما تدرين أن فيصل متزوج ..
رهف تشهق لتضع كفها الصغير على شفاتها التي أرتعشت في مقدمة للبكاء : فيصل
متزوج ! .. الحقير .. و أنتي ؟!!
تهاني تضع كفيها على وجهها لتخفي ملامح الأسى : و أنا شنو .. أنا وحده غبيه .. غبيه .. غبيه
رهف تسارع لألتقاط الهاتف و غلقه : قومي نسأل أبوي شسالفة ..
تهاني تسبق رهف لتقفز سريعا على درجات السلم تكاد أن تقع من تهور خطواتها الغير متزنه
و رهف تتبعها بخوف ..
.
.
.
أقتحمت تهاني مجلسنا حيث كنا نتسامر و بدت مذهوله غاضبه ومجروحه تنظر لوجه أبي بتمعن
و تتجاهل سؤاله عن هيئتها الغريبه لتحول نظرها لي و تخترق روحي لأعرف أنها أكتشفت
الحقيقة ..
.
.
.
شاهين يتوجه لها : تهاني تعالي معاي و أنا أشرح لج كل شي ..
تهاني : ليش أرخصتوني ؟
شاهين : الغالي ما ينرخص و أنا أخوج ..
تهاني : ليش أجل أحس با الغبينه .. و أن مالي ظهر .. ليش أرخصتوني بعينه ؟!!
أبو شاهين يسارع لها : لا و أنا أبوج كلنا لج ظهر و فيصل عرف غلطه و جاني معتذر وقالي
بنت عمي ماني بمرخص فيها ..
تهاني تثبت عينيها بعيني والدها و تسأله بصدق: متى راح تفهم اني كبرت و أعرف متى كلامك
يناقض اللي في عيونك .
أبو شاهين يمد يده لخدها ليمسح دموعها التي أستقرت على خدها الرقيق : لا تبجين و تعورين قلبي ..
تهاني مستمره في محاكمة المذنبين لذا جراح كان محاصر الآن من عينيها : و أنت حليتها في
البدل هذا اللي قدرت عليه .. تبي لزعلني فيصل ما تدري دلال و إلا هي في بيت أهلها من دون
خطيه .. تبيها ظهر فيصل اللي كل ما بغيت أوجعته .. يا ويلك من الله شلون تحكم على حياتك و
حياتها باالفشل قبل ما تبدي ..
جراح يطئطأ رأسه خجلا منها : الظروف احكمت .. و أنا و الله ما فكرت إلا فيج يا الغالية .
تهاني : مشكلتي أكبر من تفكيركم ... حلولكم ما أرضتني و لا أرفعت من قدري .. فشلت حياتي
قبل ما تبدي و السبه انتم .. و اللحين أقولها لكم مثل ما عقدوها فكوها فيصل طلع من خاطري
ومو أنا اللي تدخل على مره و تخرب بيتها .. و دلال أعتقوها ترى عمي غاصبها و إلا هي
مالها خاطر في جراح .
غادرت مسرعه بعد أن تركتهم في حالة دهشة .. أعلمتهم بما أريد وهربت قبل أن أسمع
أعتراضاتهم حتى لا أضعف و أقبل بما يريد قلبي أريد أن أهرب قبل أن أخون نفسي و أفقد
ما تبقى من كرامتي ... أرفض أن أعيش ذليلة ما تبقى من عمري لهوى نفسي ... الكرامة في
عرفي ليس ترفا بل متطلب أساسي للحياة الكريمة , الحياة التي يمكن لشخص بتواضعي أن
يبني لها أحلاما لا سقف لها .
.
.
............................................................ ..
.
.
منذ زفاف مشاري و الكآبه تلفها لابد أن قلبها اليافع مجروح .. سوف تداويك الأيام أيتها العزيزة
فلست أول من جرح قلبه و نزفت شرايينه و ألتئم جرحه من غير تدخل الجراح !
.
.
غالية : يعني أنتي مسيره علي عشان تقعدين مبوزه و سرحانه ..
منار : ها .. تقولين شي ؟
غالية : أقول با خذ جاسر و اروح لخالتي أم بدريه تجين معاي ؟
منار : أكيد بروح معاج أجل أقعد مقابله الطوف ..
غالية تغير ملابس جاسر : كلمتكم سلوى ؟
منار : أي كلمت عذوب وحنت عليها لين وافقت على الحفلة .. مدري شعندها صايره طيبه
بشكل مريب مو من عادتها تستقبلنا في بيتها لا و تسوي حفلة لأخو حماتها . غريبه ها الأنسانه ..
غالية تضحك بعذوبه : معقوله طافت عليج يا ذهينه ..
منار : الظاهر أن ها اليومين كل شي يطوف علي ..
غالية : زوجة أخونا تبي أضبط علاقتها معانا عشان خاطر جاسم .
منار : يجوز .. ما علينا أهم شي العيال يستانسون و خليها هي تشيل و تحط و أخونا العزيز يدفع
غالية : ليش يا ماما مو ناويه تساعدين ..
منار : بشنو ؟
غالية : يعني نسوي كم طبق ناخذهم معانا و نشتري الزينه و نعلقها يعني نساعد با اللي نقدر عليه
منار : لا يا ماما أنا ماني متعبه عمري بكشخ و بروح حالي حال أي ضيفه ..
غالية : لمنو بتكشخين كلهم جهال ؟
منار : ليش بيجون بروحهم أكيد أمهاتهم بيجون معاهم ..
غالية تحضن جاسر لتداعبه : يمكن ما أدري ..
منار : المهم أنتي أكشخي أنتي اللحين عروس ..
غالية تداعب بأنفها أنف الصغير : الله يلحقنا خير تو الناس على العرس ..
منار : شنو تو الناس .. أمي تقول حددوا العرس بعد شهرين .
غالية : أي بس ما عطوني المهر .. ما تحسين أنها غريبه العادة الناس يعطون المهر قبل العرس
بست شهور وهم كأنهم يقولون مو لازم تجهزين .
منار : أول شي أكيد انشغلوا في بنيان الملحق و كلفهم واجد و يمكن بعد أنشغلوا بعرس ولدهم و
بعدين بعرس بنتهم وولدهم الثاني اللي بعد أيام .. ما شاء الله عليهم .. أعرسوا دفعه وحده مو حنا
حسره علينا با القطاره ..
غالية : الله يهنيهم ..
منار : أي الله يهنيهم و يهنيج مع الدكتور .
غالية : خلينا من السوالف وقومي نروح لخالتي أم بدرية قبل آذان المغرب .
............................................................ ...........
.
.
.
.
مازالت غاضبه بعد أن سلبتني حقي في الغضب !
فأنا من عليه أن يغضب .. فقد حقرتني ووصفتني بسفه و الحمق من أجل لا شيء !
.
.
.
نجلا تجلس على الأرض تصحح دفاتر تلميذاتها ليقترب سلطان و يقبل خدها فجأه ..
نجلا تمسح خدها بشمئزاز : ويييييع .. لا عاد تعودها وتدبل جبدي ..
سلطان : و أنتي مالج مذهب أمس بس ماصه خديداتي لين قايله بس و اللحين ..
نجلا تقاطعه غاضبه : أنا .. يا جذبك .. روح بس روح خلني أشوف شغلي ...
سلطان : أنزين يعني مطوله بزعلج .. في مدة معينه و ينتهي من كيفه و إلا في طريقه أراضيج
فيها بسرعه ؟
نجلا : لازم تغض بصرك و ما عاد تجي تاخذني من المدرسه فضحتني با المدرسات و البنات
ما خليت وحده ما سويت لها مسح شامل و لا فوق شينك قواة عينك تغزل فيهم قدامي ..
سلطان يضحك بشده : يعني أفهم أنج تغارين علي ..
نجلا : يا سخفك جان هذا اللي فهمته .. أنا مو حابه أصير سالفة يتناقلونها في المدرسه ..
"مسكينة ابلة نجلا متزوجه واحد عينه زايغه" .. "مسكينه أبلة نجلا ما تدري أن زوجها ما يجي
ياخذها إلا عشان يكحل عيونه فيني" .. "مسكينه أبلة نجلا ..
سلطان يقاطعها : خلاص.. خلاص .. فهمت ما تبين أجي آخذج من الدوام ..
نجلا : بس هذا اللي فهمته ... ما فهمت أني أبيك تغظ نظرك .. يا أخي أستح على وجهك شخليت
للمراهقين اللي مسنترين قدام مدرسة البنات و إلا أنت حاب تجدد أمجادك ..
سلطان : ماله داعي نرد نسترجع الماضي خلينا في الحاضر .. انا فهمت عليج ما تبين اللي في
قلبي على الساني ..
نجلا تضع الدفتر من يدها : هذا اللي يبي يجنني .. با المختصر المفيد أنا أبيك تغض بصرك ..
سلطان : أنزين مو النظره الأولى لي و الثانيه علي .. انا أطالع مره وحده ..
نجلا : وما ترمش تبقق عيونك وتخز البنت اللي قدامك لين تحفظ تفاصيلها أولا حرام ثانيا عيب
و نقيده ..
سلطان : مو صحيح أنا ما أخز با الطريقه اللي توصفينها أعترف إذا شفت وحده مزيونه أطول
في النظر لها بس غصبا عني وما أكون قاصد شي تقدرين تقولين أني أقدر الجمال و أحب
أتأمله.. أعتبريها عبادة ..
نجلا : أستغفر الله ... شوف يا سلطان إذا المسأله جذيه بعذرك بس حتى أنت لازم تعذرني لتأملت
واحد في الشارع و أخذت له مسح شامل و سميتها عبادة و تعظيم لخلق الخالق سبحانه ..
سلطان يفاجأها بضحكه مدوية : ما تقدرين ..
نجلا : ليش أن شاء الله حلال عليك و حرام علي ؟
سلطان يقترب منها ليلثم منها ماطاب له: ما اسمح لج أطالعين غيري ..
نجلا تبعده با القوه : بس تسمح لنفسك ؟
سلطان : يا بنت الحلال ترى كل اللي قلته غشمره إذا كنت مثل ما تقولين أخز ترى ما أسويها
قاصد ووعد مني أنتبه لنفسي أكثر و أغض البصر .. أرتحتي اللحين .
نجلا : راح أرتاح لما يصير كلامك فعل ..
سلطان يقف ليمد يده لها : التجربه خير برهان .. قومي نتعشى بره وشوفي إذا عيني ألمحت
غيرج .. ما رأح أتأمل إلا أنتي و لا تنزل عيني إلا في عينج يا بعد روحي .. لو حتى للجرسونه
المزيونه باالمطعم اللي بوديج له ..
نجلا : أنت تبي تجلطني ؟
سلطان : لا تفاولين على نفسج .. و يله جربيني و تعشي على حسابي .
نجلا : من وين لك فلوس مو معاشك يله يكفي لك مصروف جيب و بنزين لسيارتك الهلكانه .
سلطان تغيرت ملامحه : الحمد الله عايش و مستور و ما شكيت لج .. عن أذنج أنسدت نفسي .
نجلا بعد أن رأته يبتعد غاضبا لحقته لتقتل مشاعر الندم في المهد ...
نجلا : أنزين أنا جوعانه و أنت عزمتني شلون ترد بعزيمتك ؟
سلطان يتجاهلها و يغير ملابسه ...
نجلا تقترب منه : أنا آسفه .. أدري ألساني يبي قص مثل ما عينك تبي بط ..
سلطان يلتفت عليها : شقلتي ؟
نجلا : قلت أنا آسفه ..
سلطان : لا .. شقلتي بعدها ..
نجلا : ما أتذكر ..
سلطان : حتى أنا ما أتذكر أني عزمتج .. تصبحين على خير ..
نجلا تهرول ورائه : لحظه سلطان .. تكفى قبل ما تطلع سامحني أخاف تطلع روحي بغيابك و
انت ما أنت راضي عني و ما أشم ريحة الجنه ..
سلطان : و بعدين معاج ما تفاولين با الخير أبد .. يله قدامج دقيقه تلبسين عباتج و تلحقيني
لسيارتي الهلكانه يا مدام ..
نجلا تبتسم بفرحه : ثواني حبيبي ..
سلطان يمسكها من ساعدها : ردي قوليها ثاني مره ..
نجلا : لا تصير خفيف كلمه و تنقال يا زوجي العزيز ...
.
.
.
.
أصبح لا يفارقها لابد أنه تعلق بها كاصبي أهدي له صندوق حلوى ...
سرقت مني أخي كما سرقت منها أبيها .. كأن الأيام تسخر مني و تريني إنعكاس لأفعالي
الماضية ... ها هي نجلا تحبسه عن عيني و تمنعه من تناول الطعام معي .. تمزق قلبي ببطء و
تتسلى برؤيتي أذوي من الشوق لأحتضان رائحة أوطاني ..
سلطان ليس فقط أخي هو أبني الذي ربيته و أكثر من الروح أحببته .. هو ملامح أمي و ضحكة
أبي و عنفوان أجداي .. هو صلتي الوحيده بكل أحبتي الذين رحلوا عن هذه الدنيا الفانية ..
.
.
.
تتمعن النظر بي و كأني أسرق منها ما ليس حقا لي .. ألم تكن هي تلعب دوري في السابق ألم
تتركنا وحيدتين في هذا المنزل الكبير حتى تستفرد بأبي بأبعد بقعة على هذه الأرض .. كم مره
سافرت معه و تركتنا خلفها بيد الخدم .. كم مره لم تبالي بتوسلاتنا عندما كنا صغار .. "خالتي
خذينا معكم" .. "لا تتركينا انتي و أبي" .. "لما تأخذين سلطان و تتركينا خلفك منبوذين" ..
"لا أحبكم و لستم بناتي" .. هذا دائما كان جوابها الصادق الغير مراعي ...
.
.
.
أم ماجد تبعد سلطان الذي يقبل رأسها مودعا : بعد عني و ما تشوف شر .
سلطان : أفااا .. الغالية زعلانه علي .. و أهون عليج أنا وليدج ..
أم ماجد : مالي ولد غير ماجد ..
سلطان تضايق من كلمتها التي أوجعت بها قلبه : لا انتي فعلا زعلانه مني .. أنا آسف يا أم ماجد
و حقج علي على أني ماني عارف و شخطيت فيه ؟
أم ماجد تنظر لنجلا التي تقف عند باب الصاله : لا تخلي ست الحسن تنتظر أكثر روح لها أخاف
اليوم ما توسدك ذراعها ..
سلطان يلتفت لنجلا ليعاود النظر إلى أخته : نجلا مزعلتج بشي ؟
أم ماجد : أكيد مزعلتني يوم أنها عازلتك عنا لا عاد تقعد و لا تاكل معانا ..
نجلا الغاضبه : أنا عازلته عنكم ... الله و أكبر يا جور العجز ..
أم ماجد تنهرها : عجزت عظامج و طحتي عن حيلج يا جليلة الحيا ..
سلطان يحاول تهدأت الأمور : نجلا ردي للملحق أنا بتعشى مع أختي أم ماجد ..
نجلا أرادت أن تنهال عليه بكل كلمات التحقير و الكره عليه و على أخته و تخبره أنها لا تبالي
بوجوده لكن تدراكت الأمر ووجدت طريقه أفضل لتوجع بها أم ماجد : و أنا بسوي لكم العشى
حبيبي .. شنو تبي تاكل يا قلبي ..
أعرف أن نجلا تريد فقط إغاظة أختي و أنها لا تعني أي من كلامها او تصرفاتها و أنا بين نارين
لا أريد أن أخسر نجلا و لا أريد أن أخسر أختي التي ربتني ...
سلطان : ها يا أم ماجد شتامرين عليه ؟
أم ماجد : ابي مجبوس دجاج و مرقة بامية ..
نجلا بعفويه : بها الليل ؟
سلطان ينظر لنجلا برجاء : حتى أنا ودي بمجبوس دجاج ..
نجلا : أنت تامر حبيبي ..
أم ماجد : و يعني أنا ما آمر .. لو سلطان هني ما أقدر آمر عليج بشي هذا اللي تقصدينه صح ؟
سلطان : لا يا الغاليه نجلا ما تقصد شي و إذا آمرتي عليها فانتي حسبة امها و ما راح يضرها
تخدمج ..
نجلا في قلبها " تخسى تصير أمي " : أكيد يا خالتي أنتي تامرين يكفي أنج أخت الغالي سلطان
الله يخليه لي ...
سلطان : يله نجلا عجلي علينا باالعشى ..
نجلا : ساعه و نص با الكثير و السفره بتكون مليانه ...
تبا له و لأخته و لحظي العاثر الذي جعلني أخرج هذه الليله من ملجأي .. لا أحب الطبخ و لم
أعتاد أن يامرني أحد و أطيع .. و الآن أجد نفسي مجبوره على إعداد العشاء لأثقل شخصين على
قلبي ..
سلطان يدخل المطبخ : نجلا يا قلبي أنا بقعد عند أم ماجد بصاله و أنتي روحي لغرفتج أنا وصيت
الطباخ يطبخ عشانا في المطبخ الخارجي و لما يخلص بيتصل علي و أنا راح أرسل عليج مسج
تجين و تسوين نفسج أنج أنتي اللي مسويه العشى ...
نجلا : يا سلام ليش عاد كل ها اللفه جان قلت قدام أختك لا تعبين نفسج يا حبيبتي و خلي الطباخ
يسوي عشانا و إلا خايف على مشاعر أختك ..
سلطان :ما عليه نجوله أستحمليها عشاني ..أم ماجد مو بس أختي هي حسبة امي و أقل شي
أسوي لها أني أطيب خاطرها لزعلت مني حتى لو على شي تافه ..
نجلا تختار الهدنه : خلاص حصل خير أنا بروح أكمل تصليح الدفاتر ..
.........................................................
.
.
.
اليأس ليس من طباعه .. لا يستسلم بسهولة عنيد كفرس جامح ..
.
.
...... بسيارة عزام أمام منزل ابو علي .........
منار : عزام انا مو موصيتك تدز السايق يودينا للحفله .. شجايبك ؟!! .. اللحين شيفكني من السان
عذوب .
عزام : خليها تقول كلمه وحده و شوفي شسوي فيها ..
غالية : تعوذ من الشيطان .. و خلي الليله تعدي حنا رايحين نونس علي مو نغثه و نغث نفسنا .
عزام يتجاهل تعليق غالية ويمعن النظر بعذوب التي تباطئت حركتها ما أن لمحت سيارته ..
علي يقفز لداخل السياره و يقبل كل الموجودين بحراره و عبير تتبعه بهدوء و تسلم بصوت
خجول ..
عزام ينزل من السياره ويتوجه مسرعا لعذوب : عطشان ممكن تجيبين لي قلاس ماي ..
عذوب : شنو ؟
عزام : أقول عطشان ابي قلاس ماي ..
عذوب المحرجه : أنزين لحظه ..
عزام يأشر لأخواته أنه سيتوجه لشرب الماء و عليهم أن ينتظروا ...
غالية بعد أن لمحت عزام يتبع عذوب لداخل المنزل : منار بسرعه أنزلي وجيبي عذوب ..
منار تسارع بنزول و عبير تتبعها ...
منار : شجايبج وراي ؟
عبير : أجل تبين أخليكم توحدون أنتي وأخوج في اختي ؟
منار : أقول فارجي بس ..
عبير تتجاهلها و تسبقها لداخل المنزل ...
بينما عزام يحاصر عذوب في المطبخ !
.
.
.
الإنتحار فعل منافي لتعاليم ديننا الحنيف ..
و كل مره نفتعل فيها الحماقات نرتكب خطيئة الإنتحار من دون سفك دماء
لنقف فوق جثمان أخلاقياتنا محتارين إن كان علينا أن ننعشها بقبلة الحياة !
.............................................
.
.
.
إلى اللقاء با الجزء القادم ....
[/SIZE]
|