لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-10, 03:39 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العامريه مشاهدة المشاركة
  
السلام عليكم ورحمة الله وبركة

حيااك الله ياقلبي وهلافيك بين
اول مرحبا بك بليلاس



كاتبه يسعدنا انضمامهابين
اتمنى ان ارى حماس
حتى نهاية القصة

ولانجديوما القصة في رفوف القصص المهملة
نتظر تكملتهاوبدايه جيده واستمر
في طرح اجزاءك حتى تكتمل الصوره

اختي الحبيبه .. ومشرفتنا اللطيفه .. شكرا لك على كلامك الجميل .. والذي يبعث في نفسي مزد من الثقه ..
انشاء الله تظل روايه ملاك الحب .. بتنال عجابكم على طول .
اشكرك غاليتي ودمتي لي ..
-----------------------

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew مشاهدة المشاركة
  
جزء جميل جدا كبداية للرواية

لغتك الفصحى رائعة ومنسابة ...

أنتظر الجزء القادم بشوق لمعرفة التفاصيل عن حياة نور أكثر

مرحبا بك كاتبة بيننا ..وخصوصا أنك أول كاتبة من اليمن الشقيق ^_^

تسلمي غاليتي على ترحيبك .. بس وانا سعيده انني اول كاتبه يمنيه تشارك اسرتكم المحبه والمتواضعه .. انشاء الله بتتعرفوا عليا وعلى اليمن .. اكثر من خلال ردودي ومن خلال روايه ملاك الحب .. لاني اتعمدت اخلي احداثها باليمن عشان انقل لكم اجواء بلدي الحبيب .
دمتي لي غاليتي .. وانشاء الله بحط لكم البارت الجديد الان .
-------------------------------

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الحياة مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حروف جميلة تدل على موهبة راقية
رغم بساطة الفكرة الا ان موهبتك احسنت في اخراجها
نور الفتاة البسيطة المظهر الجذابة المنظر
هل تعرفين عندما تصفيها اتذكر طبيبة الاسنان التي اراجع عندها
فهي كما تقولين عن بطلتك ناعمة بسيطة ولكنها جذابة
اعجبني وصفك لكل شيء
حتى طريبقة التقاء عيني نور وسامح وصل لي وتخليته كأنه مشهد مصور
تجدين وصف المشاهد وجعلها تنبض بالحياة
انتي موهبة حقيقية
وفقتي اختي الكريمة
وننتظر الاجزاء القادمة

اختي الحبيبه اراده الحياه ..
والله عن جد خجلتيني بكل كلمه كتبتيها .. تسلمي يا عمري على كلامك الحلو والمشجع .. وانشاء الله تظل الروايه عاجباك على طول ..
دمتي لي وفي امان الله .
----------------------

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إماراتية نصراوية مشاهدة المشاركة
   بطلة القصة " نور" حتى الآن شخصيتها غير واضحة لي

عرفتِ كيف توظفين اللغة العربية ببساطة وخفة ...استمتعت بقراءة البداية

أسلوب جميل ووصف حساس لمشاعر "نور"

كلي أمل أن أقرأ ما تبقى من "ملاك الحب" لنتعرف بقرب من هى "نور" وما هدفها في الحياة

ونرى وصف الأشخاص الذين يحركون الأحداث وتحركهم

كنتُ هنا..كوني بخير


ملاحظة: كبري خط مرة أخرى :)

اختي الغاليه اماراتيه .. اشكر لك مرورك اللطيف على روايه ملاك الحب .. وانشاء الله شخصيه نور بتتوضح اكثر واكثر معك ..
احببت ردك لي .. وخصوصا موضوع كبري خطك .. هههههههههههههه
انشاء الله بكبره في البارت الجاي يا عمري .. انت بس امري ..
دمتي لي حبيبتي .. وفي امان الله .

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
قديم 22-05-10, 03:43 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

(2)
هدنة


كانت نور تقف امام مركز التصوير الكائن في كليتها .. في الوقت الذي رن هاتفها معلنا عن اسم حسام على شاشته ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام ..
- نور .. هل أنت في الكلية ؟.
- نعم يا حسام .. هل حدث شيء ؟.
لم يكن متعودا أن يتصل بها في مثل هذا الوقت المبكر من النهار .. وعاود الرد على تساءلها القلق بسؤال اخر :
- لا .. ولكن كنت اود أن اسالك .. هل يوجد لديك آلة حاسبة ؟
كانت نور تحاول الربط بين اسئلته والحيرة الباديه على ملامحها .. ثم اجابت بخيبه امل :
- لا .. للأسف ..
ولكنها وجهت حديثها نحو صديقتها التي كانت تنتظر معها اوراق نماذج الامتحانات التي لا تزال في مركز التصوير :
- رهف .. هل لديك آلة حاسبة ؟.
فتحت رهف حقيبتها بتلقائه باحثة .. من ثم اعطت لنور الآلة :
- الحمد لله .. يبدو انني لم اخرجها من الحقيبة .
عادت نور تخبر حسام الذي كان منتظرا على الهاتف :
- لقد وجدتها يا حسام ..
- حسنا .. هل يمكنني أن اطلب منك طلب ؟.
- بالطبع .
بدأ حسام يشرح لها :
- لقد خرج سامح من البيت وهو على عجلة من امره ونسى اخذ الآلة الحاسبة .. وهو الآن لديه اختبار بعد نصف ساعة .. وكان يعتمد عليّ في احضارها .. ولكن في الحقيقه ليس لدي هذا الصباح اي ارتباطات عمل في العياده .. وفكرت بأنك ستكونين منقذتي الوحيدة من أن اقطع كل هذه المسافة من عدن للمعلا .. حتى احضر له آلته .

كانت نور تستمع لحسام .. والى نبض قلبها الثائر نتيجة تردد اسم سامح على مسامعها ..
احست وكانها لم تعد تدرك مكانها وزمانها ..
لقد ذهب بها الخيال الى حيث سيكون سامح الآن واقفا بين زملاءه ..
كم هو بارع هذا القلب في تجسيد أي عاطفة تتعلق بسامح ..
لقد بدأت الآن يسفق بين الضلوع .. فرحا بهذا اللقاء القريب بالحبيب المهجور ..

استدعاها صوت حسام القلق .. بتلك النبرة العميقة التي تشعرك بدفئ مشاعره الحنونة :
- نور .. هل ازعجتك ؟.
حاولت أن تتمالك نفسها .. وجاهدت لكي تسيطر على مشاعرها قبل أن تجيب :
- لا .. سوف ابحث عنه الآن .. وساعطيه الآلة .. لا تقلق .
- اشكرك يا نور .. أنت حقا منقذتي .. فأنا لا ازال اشعر بنعاس شديد .. وسأذهب لانام .. في امان الله صغيرتي .
- في امان الله يا حسام .

اغلقت نور المكالمة .. وبدأت كل التساؤلات تتدافع الى راسها مرة واحدة ..
كيف ستستطيع مخاطبته بعد كل هذه المدة التي صحبت فراقهما ..
صحيح أنها لم تكن تنوي ابدا ما وصلا اليه من شبه قطيعة .. وكانت دائما هي البادئة بالسلام ..
ولكن هل ستجرء أن تكون هي ايضا البدئة ايضا بإذابت ذلك الحاجر الجليدي بينهما ..
وهل هذا النبض الذي اصبح يؤلمها لشدتة .. وتلك الأطراف الباردة .. تعبر عن الخوف من اللقاء أم توق إليه ..

تقدمت منها رهف .. بعد أن اخذت الاوراق .. وتساءلت بفضول :
- ما الذي يريده حسام من الآلة الحاسبة ؟.
اجابت نور وهي تصطنع الامبالاة :
- ليس هو من يحتاجها ..
- ومن إذا ؟.
- سامح .
- من ؟.
زفرت نور بسخرية .. ردا على دهشة صديقتها .. ومحاوله لإخماد عواطفها التي بدأت بالإشتعال :
- إنه سامح .. وهل غريب أن يحتاج لآلة حاسبة ؟.
هزت رهف راسها بعد أن سيطرت على دهشتها :
- لا .. ولكن ما هي القصة ..
- القصة أنه نسى الآلة الحاسبة .. ومطلوب مني الآن ايصالها إليه لأن لديه اختبار .
- حسنا إذا .. مؤكد اننا سنجده في ذلك الركن في الساحة .

لم تضف نور شيئا على حديثها .. وظلت تسير باتجاه الساحة بصمت .. وهدوء تام .. فالمعركة الكبرى كانت تدور احداثها بداخلها هي ..

تقدمت قليلا من مجموعة الشباب والذي كان سامح يقف معهم .. بعد أن انتظرتها رهف على مسافة قريبة .. حاولت أن تشير الى سامح ولكنه كان يواجهها بظهره .. احس الشاب الواقف بجانبه بنظرات نور الملحة نحو سامح .. فلكمه بإنفعال حتى يلتفت .. مؤكد أن اللكمة كانت قوية بعض الشيء .. فلقد رأت سامح يتاوه وهو يعقد حاجبيه وينظر لصديقه باستغراب من ذلك التصرف .. ولكنه سرعان ما حول نظره إليها بعد أن راى نظرات الشباب موجهه اليها .. كانت نور تشير له بعصبية حتى يأتي الى حيث كانت تقف .. تسمر سامح في مكانه .. وهو يحاول التدقيق في ما تقوم به .. وكأنه لا يصدق أنه هو المعني بإشاره يدها .. بدأ الضيق يعلو ملامحها .. لماذا يأخذ كل هذا الوقت ..
ولما لا ياتي وينقذها من هذا الإحراج الذي تشعر به جراء كل تلك الانظار الموجهه إليها ..
اخيرا تدارك الموقف وجاء مسرعا اليها .. ووضع حاجبيه المعقودين لا يزال كما هما ..
قالت نور ببساطة .. وهي تحاول رسم ابتسامة لطيفة على شفتيها :
- كيف حالك يا سامح .
كانت تستطيع أن ترى بوضوح صدره الذي كان يعلو ويهبط بطريقة غير منتظمة وكأنه يجد صعوبة في التنفس .. هل يا ترى هي السبب ؟.. سرعان ما طردت الفكرة من راسها .. وعادت تقول له وهي تعطيه الآلة بعد أن لم يرد عليها سوى بكلمة الحمد لله :
- لقد اتصل بي حسام .. واخبرني بأنك تحتاج اليها .. فاحضرتها لك .. موفق انشاء الله .. ويمكنك أن تعيدها في اي وقت ..
ألقت نور بتلك الكلمات وكأنها تتخلص من حمل اثقل عليها .. فلقد كانت ترددها في سرها منذ أن بدات بالبحث عنه .. حتى لا تخطء بالحديث .. ولا تجعله طويلا ايضا ..
فيزيد توترها بقربها منه ..
مؤكد أنها ادت مهمتها بمهارة .. فلقد لاحظت براعتها في التعامل مع الإضطرابات التي تشعر بها لحديثها القصير معه .. ربما كانت افضل منه ايضا .. هذا إذا اعتبرت أن ما تراه من ارتباك عليه هي احدى اسبابه ..
كم هو مخادع هذا القلب .. بل كم هو متمرد عليها .. حديث قصير كهذا .. يجعله يقيم عرس بداخلها دون حياء ..
اخذ سامح الآلة وهو يمعن النظر اليها غير مصدقا :
- شكرا لك .
- العفو .. هل تحتاج الى شيء اخر .
- لا .
- إذا الى اللقاء الان .
- الى اللقاء .

واصلت نور سيرها مع رهف نحو الفصل الدراسي الذي سيتلقون فيه المحاضرة التالية .. لم تحرجها رهف بأيه إستجوابات .. وكانت نور شاكرة لصديقتها هذا الفعل .. فمؤكد أنها ستكشف نبرتها المهزوزة إذا ما حاولت الحديث الآن ..

انتهت تلك المحاضرة .. ولكن يومها الدراسي لم يكن قد انتهى بعد .. لقد كان اسواء يوم في اسبوعها .. فبعد تلك المحاضرة كان لديها وقت فراغ مدة ساعتين .. من ثم ثلاث فصول تطبيقية .. وبعد ذلك يأتي دور المحاضرة الاخيرة والتي تنتهي في المساء ..

رن هاتفها .. ولكن هذه المرة كانت الأم تتساءل بقلق :
- نور .. أين انتي ياحبيبتي .. ألن تحضري للغداء ؟.
- أمي .. هل نسيتي أن اليوم هو يوم الاثنين .. وأنني لن اعود الى المنزل إلا في المساء .
- صحيح .. اعذريني يا ابنتي .. يبدو أنني نسيت ذلك كليا ..
- لا عليك ..
- حسنا حبيبتي .. اهتمي بنفسك .. ولا تنسي أن تتناولي وجبة الغداء ..
- حاضر يا امي لا تهتمي .. ستتولى رهف مهمه اطعامي .
رفعت رهف صوتها .. حتى تستطيع الأم سماعها :
- هل ينفع أن نقدم لها رسالة لمنظمة حقوق الإنسان حتى ينقذوها قبل أن تشارف على الانقراض .
ضحكت نور وعادت تطمئن أمها :
- أمي .. لا تستمعي إليها .. إنها تحرص على اطعامي حتى التخمة .
شهقت رهف وهي ترفع حاجبيها :
- ايتها الكاذبة .
انهت الأم شجارهما المازح وهي تضحك :
- حسنا الى اللقاء الآن .. وابلغي رهف سلامي .
- في امان الله يا أمي .

في ذلك الوقت .. جاء زميلها خالد لكي يناقشهما في المشروع المطلوب تقديمه في نهاية الفصل .. كان الثلاثه يتشاركون الحديث .. من ثم بدأت نور تشرح له كيفية تقسيم العمل بينهم .. لإتمام المشروع في اسرع وقت ممكن ..
كانت رهف تقف بعيدة عنهما بعض الشيء عنهما .. لتلقيها مكالمهة هاتفيهة من خطيبها ..
شعرت نور بأن هنالك ظل لشاب يحاول التقدم نحوهما وهو يسلط نظراته عليها .. التفت لترى سامح يرمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها .. اعتذرت من زميلها .. وذهبت لتحدثه .. تساءلت نور بقلق صادق .. وهي ترى ذلك الغضب المكتوم الذي يغطي ملامحه :
- كيف اديت اختبارك ؟.
رد عليها باقتضاب :
- جيد .
- حقا .. ولماذا يظهر عليك العكس ؟.
اعطاها سامح الآلة .. واردف قائلا بحدة .. وكان يبدو عليه أنه يحاول الهجوم عليها .. اكثر من عرفانه بالجميل :
- اشكرك على مساعدتك لي .. والى اللقاء الآن .

ردت نور على تحيته .. من ثم عادت لتعرف مستجدات حديث رهف مع زميلهما .. ولتكمل يومها الذي استنزف كل الطاقات المختزنة في جسدها .. هي وجميع زملائها وزميلاتها ..

ابتسمت نور وهي ترى ذلك التوتر البادي على رهف :
- ما بك يا فتاة .. كل يوم اثنين تعيشين هذا الرعب .. متى ستتشجعين .
اجابتها رهف وهي تحرك راسها بالنفي لتلك الحافة المتجهة الى منطقة عدن .. وتبحث بعينيها عن الحافلات المتجهات الى منطقة المنصورة :
- أنت تعرفين أنني لم اعتد ركوب المواصلات العامة في مثل هذا الوقت وبمفردي ايضا .
- لقد قلت بنفسك مواصلات عامة .. بما معنى أنه لا داعي لهذا الخوف فأنت لن تكوني بمفردك .. وبلادنا آمنة والحمد لله .
زفرت رهف بضيق :
- متى تنوي حافلة المنصورة المجيء .. لابد أنني تاخرت كثيرا عن العوده ..
في تلك الاثناء جاءت الحافلة التي يوجد في مقدمتها علامهة حمراء بشكل مربع .. تعلوها كتابة تشير الى أن وجهتها نحو منطقة المنصورة ..
ودعت نور صديقتها الرقيقة .. بعد أن اطمئنتا أن هنالك عائلة بداخل تلك الحافلة ..
عادت تحث الخطى نحو بيتها والإجهاد يتملكها جراء يومها الطويل .. لذلك لم تستطع التفكير بتلك المستجدات التي حدثت فيه .. فلقد كانت تحن كثيرا لأخذ حمام بارد في هذا الجو الحار .. من ثم الغوص في احضان سريرها .. والغرق في نوم عميق .. صحيح أن الساعه لم تتجاوز الثامنه مساء .. ولكن كان هذا هو شعورها الحالي ..

- أهلا بمهندستنا الشابة .. واخير شرفتنا بحضورك ..
كان هذا ترحيب الخال نبيل بها عادة عندما تتاخر بالعودة في كل يوم اثنين .. من ثم اضاف ساخرا وموجها حديثه للأم :
- ألم انصحك دائما بأن لا تدخليها هذه الكلية التي لا نعرف مواعيدها .. في الآخير هي تربية حسام عبد الرحمن وكل شيء متوقع منها ..
ضغطت نور على اسنانها بعصبية .. وهي تتمالك نفسها حتى لا ترد عليه .. ووجهت حديثها لكليهما بصوت ميت :
- السلام عليكم ..
لم تنتظر اجابة وتوجهت نحو حجرتها .. لقد كانت تدرك أنه يحاول استفزازها .. و يسعى دائما لإغتنام اي فرصه يثبت من خلالها سوء تربية والدها رحمه الله لها .. ولذلك هي تترفع عن الحديث معه حتى لا تفلت اعصابها وتعطيه تلك الفرصة التي ينتظرها بفارغ الصبر .


في الصباح .. استيقظت نور على صوت والدتها ولكن هذه المرة كانت توقضها هي .. فتحت عينيها لترى الساعة .. لقد كانت السابعة وخمسة وعشرين دقيقة :
- آه يا امي .. لماذا تيقظينني .
كان الإستياء باد عليها وهي تعاود النوم من جديد .. فاردفت الأم بحيرة :
- أليس لديك محاضرات اليوم ؟.
- بلا .. ولكن محاضراتي تبدأ في الساعة الثامنة .. وكنت أود أن اصحو في السابعة والنصف .
ضحكت الأم :
- نور .. وهل تفرق الخمس الدقائق .. هيا انهضي يا ابنتي وكفاك كسلا .
ردت بصوتها الناعس :
- بالله عليك يا أمي اتركيني أنام .
خرجت حياه وهي تبتسم .. وفي ذلك الحين عاودت نور النوم .. ولم يمضي سوى دقائق قليلة حتى رن هاتفها معنا عن موعد الإستيقاظ .. فنهضت مستسلمة .. وتوجهت الى مطبخ بعد خروجها من الحمام .. احتضنت أمها من الخلف والتي كانت تعد طعام الإفطار بفكر شارد .. وقبلتها على وجنتها :
- صباح الخير يا احلى أم .
خرجت من شفتي والدتها ضحكة صادقة لطالما افتقدتها .. والتي كانت تعاودها عند رؤيتها لابنتها فقط .. فنور اصبحت أهم الاسباب التي تسيرها في هذه الحياه وتجعلها تحس أن لحياتها معنى وهدف :
- واخيرا نهضت ايتها الأميرة النائمة ؟.
- نعم .
- وما الفرق الذي وجدتيه ؟.
رفعت نور حاجبيها بدهشة وهي تجيب أمها بجدية بالغة :
- لو كنت تدركين مدى خطورة هذه الدقائق بالنسبة لي لما سالتي هذا السؤال .
علقت الأم بسخرية مازحة .. وهي تعطي نور تلك الشطيرة التي لفتها لها :
- آه .. حقا .. انا اسفة إذا ايتها الخبيرة لجهلي بخطورتها .. هيا اذهبي الآن لتحضري نفسك قبل أن تتاخري عن محاضراتك .
ثم تداركت متسائلة :
- هل ستتاخري اليوم ايضا في الكلية ؟.
- لا يا أمي بل ساعود بسرعة لأن لدي محاضرة واحدة فقط .. إنني سأكمل الفصل وأنت لازلتي لا تحفظين جدولي ..
- اعذريني يا حبيبتي .

ردت نور على امها بابتسامتها الدائمة .. ثم اتمت تحضير نفسها وما هي إلا دقائق أخرى حتى كانت تحث خطاها نحو الكلية .. وبدأت التفكير .. فهنالك شي غريب في والدتها اليوم .. فهي لم تيقظ الخال نبيل كعادتها .. كما أنه لم يخفى عليا ذلك الشرود والحزن البادي على ملامحها .. لابد أن ما حدث بالأمس من محاولات الخال نبيل لإستفزازها وتعليقاته على اباها هو ما يثقل عليها .. فهي تدرك مقدار حب والدتها لابيها الراحل .. قطع صوت من الخلف تسلسل افكارها :
- نور .. نور .
- رهف كيف حالك يا حبيبتي ؟.
- انا في احسن حال اليوم .. ولكنك لا تعلمين ما الذي صار معي بالامس .
تساءلت نور بقلق فلقد احست أن صديقتها تتكلم بجدية :
- خير انشاء الله .
- اتذكرين تلك العائلة التي كانت تعتلي الحافلة معنا بالأمس .
- نعم ماذا بهم ؟.
- ليس بهم شيء .. ولكنهم لم يكملوا طريقهم معي الى المنصورة كما كنت متوقعه .. ونزلوا في منطقة خورمكسر .
- وما المشكلة في ذلك ؟.
- نور يبدو أنك لاتزالين نائمة .. لقد بقيت أنا بمفردي برفقة ثلاثة شبان .. والوقت كان متاخرا .. حقا لقد كدت امت من الرعب .. ولقد هممت بالنزول مع العائلة .
هنا بدأ الخوف يتملك نور :
- هل جننت يا رهف .. تنزلين في منطقة لا تعرفين احدا فيها .. وما الحل برأيك .. مزيدا من التاخير في انتظار حافلة اخرى ؟.
- لا اعرف يا نور .. ولكن هذا ما فكرت به .. ولكني لم انزل .
- وما الذي حدث إذا ؟.
- لقد كان يبدو على احد الثلاثة الشبان بأنه من الشمال .. والإثنان هما شابان صغيران بعض الشيء وكان يبدو انهما جنوبيان .. قام الشاب الشمالي باستوقافي وكان يحاول اقناعي بالبقاء .. خصوصا أن المنطقة مقفرة بعض الشيء ولا يصح أن انزل في ذلك الوقت ..
- وماذا كان ردك ؟.
- لم اعرف بماذا اجيبه وفظللت صامته ومتردده بنفس الوقت .. فوجه هو كلامه للسائق بأن لا يجعل أي راكب يجلس في الكرسيين الذين بجانبي .. وأن حسابهما عليه .. ثم سألني هل هذا سيطمئنك .
عادت نور تستحث رهف لتواصل حديثها :
- وبعد ما الذي حدث ؟.
- عدلت عن رايي بالطبع .. بعد أن ايداه الشابان ايضا .. ولم اراى مبرر لترددي .. كما انني كنت خجلة من تلك العائلة التي لم تتابع سيرها الى بعد ان اطمئنت علي .
تنفست نور الصعداء بعد أن كان الخوف يسيطر عليها :
- حمدا لله ..
- لا لم ينتهي الامر بعد .
بدأت الهواجس تغزوا نور .. وراحت ترسم في خيالها صور بشعة عما يمكن أن يحدث لصديقتها .. ولكن سلواها الوحيد كان رؤيتها لرهف في تلك اللحظة سالمة والتي عاودت الحديث :
- لقد صعد معنا رجل شمالي اخر يبدو أنه غير طبيعي بعض الشيء .. وكأنه مخدر .. وبالرغم من أن الحافلة شبه فارغه .. لم يرقه سوى الجلوس بجانبي .. لم استطع سوى النظر الى الشاب الذي وعدني وكأنني استنجد به .. ففهم هو نظرتي وطلب من ذلك الراكب الجلوس في مكان اخر بتهذيب .. إني اكاد اقسم بأنه كان قد تعاطى شيء معين .. فبالرغم من تنفيده للطلب الى أن كلامه طول الطريق كان يشعرني بالتوتر .. ولكن في الاخير وصلت بسلام .. وكنت شاكرة لذلك الشاب موقفه الشهم معي .
شردت نور والخوف لا يزال يتملكها :
- اتعرفين يا رهف .. مؤكد لم يكن سيحدث لك شيء سيء .. ولكن ما شعرتي به طبيعي لأن الوقت متاخر وكونك الفتاة الوحيدة في الحافلة .. ولكن اتعرفين هذا يبين لنا أن ليس كل الشباب الشماليين كما يفكر بهم البعض .
هزت رهف راسها بحماس مؤكدة :
- بالطبع .. فأنا اكره مثل هذا التصنيف السياسي السخيف .. فنحن بالاخير يمن واحد .
- ان ما دفع الناس لهذا التصنيف السخيف .. هو سوء الاحوال وتدهور المعيشة .. ولكن هذا ساري على الكل .. صحيح أن بعض الشمالين يتمتعون ببعض الصلاحيات اكثر منا .. ولكن هذا ليس مبررا يجعلنا نحقد على البسطاء من الشعب .. فهم ايضا يعانون مثلنا .
- كلامك حق يا نور .
- هل تعرفين .. لقد كنت قبل يومين ساهم بخلق مشكلة مع شاب من شباب الكلية ..
ضحكت رهف :
- غريبة مع انك انسانة مسالمة .. لا بد انه استثار غضبك لابعد الحدود .
- نعم .. لأنه كان يقف خارج الكلية مع زملائه عندما كنت انا في طريقي الى البيت .. وفي ذلك الوقت تقدم منهم ولد صغير السن يبيع المناديل الورقية .. زجره بعنف ليبتعد عنهم .. وبدأ يهيل عليه بالشتائم قائلا له : ( متى ستخرجون من بلادنا ايها الدحابشه الشماليين ) .. لقد كدت اتقدم منه واصفعه من شدة الغيض .
تسائلت رهف بحنق :
- وما الذي منعك ؟.
- إن صديقاه عنفاه بقسوة .. وافهموه أنه لا يملك الحق في إهانه طفل صغير بغض النظر عن اصله .. لقد تألمت كثيرا على ذلك الصبي .. والذي مؤكد ان حاله اسواء بكثير من احوالنا نحن .
- أنا حقا .. لا احس أن هنالك فرق بين شمالي وجنوبي كلنا بشر .. والشيء الوحيد الذي يميزنا عن بعضنا هو اخلاقنا فقط ..
- هذا صحيح ..

بعد انتهاء المحاضرة .. جلستا في مكانهما المعتاد .. حتى يتما تصميم ذلك العرض الذي سيستعينون به في تقديم مشروعهم .. وكانتا تتحدثان بين الحين والاخر .. وفجأه تذكرت رهف عندما رأت سامح يمر بقربهم ويختلس النظر كعادته نحو صديقتها الملتهيه بالكتبة :
- صحيح .. لم تخبريني بالأمس ما الذي حدث مع سامح ؟.
نظرت نور اليها وهي تعقد حاجبيها باستغراب :
- وما الذي سيحدث بإعتقادك ؟.
- لقد رايت وجهه يكاد ينفجر من الغضب عندما اعاد لك الآلة .
- آه .. صحيح .. حتى انا لاحظت هذا الشيء .. ولكني لا اعلم سبب ذلك .
- الا تعتقدين ان حديثنا مع خالد هو السبب ؟.
- ربما .. فهو لم يكن يحبذ حديثي مع اي شاب .
استغربت نور ابتسامة رهف الواسعة .. والتي فسرتها مازحة :
- يبدو أنه يشعر بالغيرة .
اجابت نور بحدة :
- إن علاقتنا لا تسمح له بذلك .. كما انني لا اجد مبررا لغيرته .
- اي محب يجب أن يغار .
ابتسمت نور ردا على تلك العبارة :
- هل تعرفين يا رهف .. انا لم اشعر ابدا بالغيرة نحو سامح .. بالرغم من كثره الفتيات الآتي كان يعرفهم قبلي .. يبدو انني كنت واثقه من اخلاصه لي .
- ولقد كان فعلا مخلصا في حبه لك .
- نعم .. ولكنه ايضا كان يحاول أن يطبق معي كل ما كان يفعله برفقتهم .. ومبرره الوحيد انني عرضه ولن يخلف وعده لي ابدا .
- صحيح أن سامح شاب وسيم .. وقد اقام علاقات كثيرة مع الفتيات .. ولكني لا اشك في صدق وعوده لك .
- هذا صحيح .. ولكني لن اسمح له ابدا بأن يعاملني مثل اي فتاة عرفها .. فأنا اختلف عنهم تماما .. ولكنه لم يحاول ابدا ان يفهم ذلك .
بدات نور تضيق من ذكرى سامح المؤلمة :
- لماذا لا يكون مثل حسام ؟.
- هذه مقارنه غير عادلة يا نور .. فحسام يتميز عنه باشياء كثيره اولها العمر والثقافة .. اضافه الى أن حسام تعلم فترة طويلة في لندن .. لذلك تجدينه منفتح في افكاره ..
اضافت رهف مازحه :
- حقا يا نور .. الا ينوي حسام الإرتباط .. والله لو لم اكن مخطوبه .. لما تركته يفلت من يدي .
ضحكت نور وهددت صديقتها وهي ترفع سبابتها في وجهها :
- اعقلي يا فتاة .. والا ابلغت خطيبك بهذا الحوار .
- لا .. لا .. انا في اتم قواي العقلية .. ولا داعي لتهورك هذا .
من ثم اضافت بجدية :
- لما لا يتقدم حسام لخطبتك ؟.
عقدت الدهشة لسان نور .. ولكنها سرعان ما اجابت ضاحكه :
- والله مؤكد انك جننتِ .. وتقولين أنك في كامل قواك العقلية .
- انا لا امزح .. حقا ما الذي يمنعكما من ذلك ؟.
- اشياء كثيره ..
- مثل ؟.
- انه ابن عمي الأكبر .. والذي يشعرني دوما بحنان الاخوه الذي افتقده .. كما أن حسام لم يبدي ابدا رغبه في الارتباط باي فتاة .
- وما هو سبب عزوفه يا ترى عن الزواج ؟.
تجاهلت نور تلميح صديقتها .. بأنها السبب في ذلك .. واجابت وهي تحاول التنقيب عن اسباب اكثر اقناعا :
- ربما حبه للعلم .. ولعمله الذي يجعله يخالط كل هؤلاء الاطفال .. فهو محبوب جدا من قبلهم .. وربما يشعر بنوع من الإكتفاء من الارتباط معهم .
- هذا ليس سببا كافيا .
رفعت نور حاجبها وهي تمعن النظر في صديقتها :
- ما بالك اليوم ؟!.. لقد كنت قبل قليل تقنعينني بحب سامح .. والآن تتمنين ارتباطي بحسام ؟!.
وضحت رهف صدق مشاعرها الحنونه اتجاه صديقتها :
- انا لا اتمنى إلا ما هو مناسب لك حبيبتي .. ولا يهمني إن كان ذلك في عودتك لسامح .. او ارتباطك بحسام ..
شوحت نور بتلك الاوراق التي في يدها .. ومحاوله انهاء ذلك الحديث :
- ولكن اهم شي الان هو ان نكرس جهدنا في الدراسه فالامتحانات على الابواب .

------------
استيقظت نور وهي تشعر بأنها مشوشة بعض الشيء .. ولجأت للهاتف الذي بجابنها لكي تعرف أن الساعة هي الرابعة عصرا .. وأنه يوم الثلاثاء .. ابعدت جهاز الحاسوب المحمول والذي يبدو أنها كانت ترقد فوقه .. وذهبت الى المطبخ لتعد لها كوب من الشاي .. حتى تستعيد نشاطها .. وهناك وجدت امها تصنع بعض الفطائر كعادتها في مثل هذا الوقت من كل يوم ..
- نور .. هل كنت نائمه يا حبيبتي ؟.
اجابت نور ببعض الشرود فهي لا تعلم كيف غلبها النعاس .. بعد أن فضلت المذاكرة على اخذ قيلولتها المعتادة :
- اعتقد ذلك .
- لقد دخلت لاتفقدك .. ورايتك تغرقين في نوم عميق .. حتى انني حاولت ايقاظك حتى تعدلي من وضعيتك الغير مريحه .. ولكني لم افلح ابدا .
رفعت نور حاجبيها باندهاش واضح فهي لم تكن ابدا من هذا النوع من الاشخاص الذين لا يشعرون بمن حلوهم اثناء النوم .. بل انها كانت تفيق من ابسط صوت يصدر بجانبها :
- غير معقول !.
- بلى .. لقد اضطررت الى التربيت على كتفك .. ولكن كان يبدو عليك الارهاق يا حبيبتي .. لا تجهدي نفسك كثيرا في المذاكرة واعطي جسمك ما يستحقه من الراحة .
- حسنا يا امي .
ظلت نور تجلس على طاولة المطبخ .. وهي تشارك امها الحديث .. وتساعدها في صنع الفطائر .. لقد كان هذا وقتهما الخاص والمحبب الى قلب نور .. وكانت تستغله الى ابعد الحدود .. وتحاول أن تشرك والدتها في كل مستجدات حياتها .. من اتفه الاحداث الى اهمها .. فلطالما كانت مدللتها الدائمة .. والتي لا تمل من سماع اي شيء يخصها ..

عندما عادت الى حجرتها لتكمل استذكار دروسها .. عاودها الشرود وهي تدقق النظر الى جهازها المحمول وتلك الكتب والكراسات المتناثرة فوق فراشها والتي كانت ترقد فوقهم قبل قليل .. كيف استطاعت ان تنام في وضع كهذا .. لا بد انها ترهق نفسها بشدة كما اخبرتها والدتها .. في تلك الاثناء جائتها رسالة من حسام على الهاتف :
" مساء الخير .. صغيرتي ..
لقد انشغلت كثيرا بالأمس .. ولم استطع أن اشكر لك صنيعك معي ..
اتمنى ان تكوني في احسن حال ..
ولا تجهدي نفسك بالمذاكرة فانا اعلم مدى قسوتك على نفسك عند قرب الامتحانات ..
اتصلي بي إن احتجت لشيء .. "
كانت تبتسم بحب وهي تنقل عينيا بين السطور ..
ثم اخذت نفس عميق .. كم كانت ستتالم لو لم يكن حسام في حياتها ..
انها تدرك انه تعمد افتعال تلك الحركه بالأمس ..
انها دائما ما تشعر بالراحة لكل اراءه وتصرفاته .. وهي تحس انها بفضله قد بدأت عهد جديد مع سامح ..
اضافه الى تلك الهدنة التي فرضتها على مشاعرها .. لكي تتخلى عن حنينها لذلك الحبيب .. والتركيز في دراستها ..
لذلك هي تشعر بأن الفضل يعود لحسام الذي استطاع خلق تلك الهدنة في نفسها بكسر الحاجز الوهمي بينها وبين سامح ...

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
قديم 22-05-10, 07:02 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 53753
المشاركات: 10,517
الجنس أنثى
معدل التقييم: ارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عاليارادة الحياة عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 740

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ارادة الحياة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم
كيف الاحوال غاليتي
جزء رائع جدا
لابدأ مع
رهف
اجدتي وصف مشاعرها وخوفها من الركوب مع الغرباء ولاني مررت بتجربة التنقل في الجامعة وصلني المشهد بأكمله فقد كنا نحرص عندما كنا طلاب بالركوب في حافلة فيها عائلة لتجنب الاحتكاك بالشباب
كم كانت فترة الجامعة مميزة حتى مع هذا الشعور بالخوف

حتى احاديث رهف ونور والتحضير للمختبرات العلمية المشهد اجده رائع جدا
رائعة انتي في الوصف
وفي تحريك المشهد
نأتي الى نورة وسامح
انتي بالقصة تعطين مساحة واسعة لنورة بأن تعبر عن مشاعرها في حين سامح
قابع في صمت
هلا افرجتي عن مشاعره الا اذا كان لكي توقيت معين في إظهار هذه المشاعر ؟؟؟؟

حسام ومشاعر الابوة
هو ليس بالكبير حتى يكون اب لنور اخ اكبر معقولة
السؤال مالذي يريده حسام من وراء حركة الحاسبة
هل يريد ان يلتقيا نور وسامح لكي يحددا نوع مشاعرهما اتجاه بعضهما
وبالتالي هو يحدد مشاعره ايضا
الا من غير المعقول شاب بال 28 يعشق الاطفال لايرغب بالزواج الا اذا كان قلبه معلق >>وجهة نظر

وفقك الله عزيزتي
ننتظرك

 
 

 

عرض البوم صور ارادة الحياة   رد مع اقتباس
قديم 24-05-10, 05:24 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الحياة مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم
كيف الاحوال غاليتي
جزء رائع جدا
لابدأ مع
رهف
اجدتي وصف مشاعرها وخوفها من الركوب مع الغرباء ولاني مررت بتجربة التنقل في الجامعة وصلني المشهد بأكمله فقد كنا نحرص عندما كنا طلاب بالركوب في حافلة فيها عائلة لتجنب الاحتكاك بالشباب
كم كانت فترة الجامعة مميزة حتى مع هذا الشعور بالخوف

حتى احاديث رهف ونور والتحضير للمختبرات العلمية المشهد اجده رائع جدا
رائعة انتي في الوصف
وفي تحريك المشهد
نأتي الى نورة وسامح
انتي بالقصة تعطين مساحة واسعة لنورة بأن تعبر عن مشاعرها في حين سامح
قابع في صمت
هلا افرجتي عن مشاعره الا اذا كان لكي توقيت معين في إظهار هذه المشاعر ؟؟؟؟

حسام ومشاعر الابوة
هو ليس بالكبير حتى يكون اب لنور اخ اكبر معقولة
السؤال مالذي يريده حسام من وراء حركة الحاسبة
هل يريد ان يلتقيا نور وسامح لكي يحددا نوع مشاعرهما اتجاه بعضهما
وبالتالي هو يحدد مشاعره ايضا
الا من غير المعقول شاب بال 28 يعشق الاطفال لايرغب بالزواج الا اذا كان قلبه معلق >>وجهة نظر

وفقك الله عزيزتي
ننتظرك


اختي الحبيبه ارادة الحياة ..
اشكر لك مرورك بروايه ملاك الحب .. واحببت حديثك عن الشخصيات ..
وان شاء الله تجدين ردا لكل تلك التساؤلات في الاجزاء القادمه ..
تسلمي على ردك اللطيف لي ..
دمتي لي حبيبتي .. وفي امان الله ..

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
قديم 24-05-10, 05:27 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 167255
المشاركات: 795
الجنس أنثى
معدل التقييم: my faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداعmy faith عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 334

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
my faith غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : my faith المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


(3)
شعور بالغيرة

كان هذا الأسبوع الأخير في السنة الدراسية .. وكان الضغط على أشدة .. ما بين نسخ للمحاضرات .. والإستذكار المكثفف .. وتوتر الأعصاب ..
لم تجد الصديقتان مكاناً مناسباً لإنتظار بدء المحاضرة التالية .. سوى مشاركة فتيات الفصل الجلوس على ذلك الدرج الواسع في ساحة الكلية ..
كانت رهف تحرك الملزمة التي بين يديها بعصبية وهي تجلس بين الفتيات :
- كلية بمثل أهمية كليتنا ولا يوجد بها مكان مناسب للجلوس ؟.
كان حديث رهف بمثابة شرارة جديدة خلقت زوبعة من النقاش بين فتيات الفصل .. فلا يستطيع المستمع معرفة من تكلمت .. ومن ردت على من .. كان نقاشهن رغم تعدد أطرافه .. إلا أنه يظهر مدى ترابطهم .. ولطف العلاقة التي تجمعهم :
- لقد اشتدت الحرارة هذه السنة .
- ماذا ؟.. حرارة ؟.. لم تري شيئا بعد يا حبيبتي ..
ضحكت الفتيات .. وقالت إحداهن بضيق :
- متى سينقلونا إلى مبنى كليتنا الجديد .. في منطقة الشعب .
هنا صرخت نور معارضة :
- لا .. أنا لا اود الإنتقال .. فأنا أحب هذا المبنى .
- مؤكد .. فهو بجانب بيتك يا نور .
اضافت رهف :
- لا تتخاصموا .. فهم لن ينقلونا إليه بسهولة .
- هذا صحيح .. مرت سنين وهم يعدون من كانوا قبلنا بمجر بناءه .
أردفت أخرى مازحة :
- وعندما انتهوا منه .. جعلونا نتفرج عليه ..
- مؤكد أنهم يملكون أسبابهم الخاصة .
- وماهي هذة الأسباب يا أستاذة أحلام ؟.
كانت نور لا تستطيع تقبل هذه الفتاة وتحاول تجنبها قدر المستطاع .. فهي تتصنع الرقة والدلال .. ودائمة الحديث عن نفسها .. وعن كثرة معجبيها الذين تتوهمهم .. تولت إحدى الفتيات حسم النقاش :
- أنتم لا تعلمون آخر الأخبار التي سمعتها .
ردت عليها رهف بسخرية :
- عدم توفر كل المعدات المطلوبة .
- لا .. بل لأن المبنى مسكون ..
لم تستطع نور تمالك نفسها من الضحك .. كغيرها من الفتيات .. وتساءلت :
- ما به المبنى ؟.
- مسكون ..
عادت الفتاة تدافع عن الإشاعة التي تنقلها .. بحماس :
- لقد سمعت هذا الخبر قريبا .. بأن عمال البناء .. كانوا يشعرون باشياء غريبة أثناء اداء عملهم .. وفسروا ذلك بأنه قد يكون مسكوننا بالجن ..
- ربما .. خصوصا أن المنطقة نائية بعض الشيء ..
تساءلت رهف بإستغراب :
- وماهو الرابط العجيب ؟.. فحتى وإن كان ما تقولينه صحيحا .. مؤكد أنه سينتهي ما إن نباشر دراستنا فيه ..
أجابتها الفتاة مبتسمه :
- إن دكاترة كليتنا هم من رفضوا الذهاب .
- مع أنهم أقدر الناس على طرد إبليس بنفسه .. وإشعاره بالضجر .
توقف الحديث بينهم لبرهة .. عندما خرج ذلك الشاب الأسمر الجذاب من سيارته الحمراء واخذ يحرك اصابعه بخفه فوق ازرار هاتفه .. وقفت نور كمن قرصها عقرب عند رؤيته .. وشاعت فرحة صادقة على ملامحها الطفولية .. ثم هتفت وهي تهم بالتقدم منه :
- حسام ..
ما هي إلا خطوات معدودة حتى اصبحت تقف خلفه وتحدثه ممازحة .. عندما كان هو يرفع هاتفه نحو اذنه :
- بمن تحاول الإتصال ؟.
التفت إليها حسام .. فلم يكن قد لاحظ اقترابها منه :
- صغيرتي .. كيف حالك ؟.
- أنا في احسن حال .
ثم رفعت حاجبها وهي تتساءل بجدية :
- هيا .. قل لي من تكون ؟.
- من ؟.
اجابت وهي تغمز له بعينها .. محاولة إحراجه :
- تلك التي تكبدت من أجلها عناء المجيء .. وكنت تحاول الإتصال بها .
ابتسم حسام .. تلك الإبتسامة الساحرة والتي كانت نور متأكدة من أنها تخطف الأبصار لشدة جاذبيتها .. رفع هاتفه نحوها حتى ترى اسمها على الشاشة :
- آه .. حقا .. لا اصدقك أيه المخادع .
- ومن لدي غير صغيرتي حتى أهتم به ؟.
كانت رهف قد اصبحت بجانبهما والقت تحيتها نحو حسام بوجها الباسم جميل الملامح :
- مرحبا بك يا حسام ..
اجابها حسام بحياء :
- مرحبا يا رهف .. كيف حالك ؟.
ثم تدارك متساءلا :
- وكيف هي أمورك مع أحمد ؟.
علت حمرة خفيفة وجنتاها عندما سمعت اسم خطيبها الغائب .. ذلك الحبيب الذي تعيش معه دوما لوعة الفراق :
- الحمد لله .. نحن في أحسن حال .. لقد كان هنا قبل أيام وابلغناك سلامنا مع نور .
رسمت نور أعرض إبتسامة مشاكسة على وجهها وهي تنظر نحو حسام مبررة :
- لا بد أن الإنزهايمر المبكر الذي اعاني منه هو السبب .
أيدتها رهف :
- هذا شيء متوقع منك .. اسمع يا حسام .. بما أنك طبيب .. يجب أن تخترع دواء يعالجها من هذا التوهان الذي تعيشه .
ابتسم حسام وهو يعدها :
- حسنا سابدل قصار جهدي .
ثم وجه كلامه لنور :
- هل يمكننا الذهاب الآن صغيرتي ؟.
- إلى اين ؟.
- إلى بيتنا .
تساءلت نور بقلق :
- هل حدث مكروة ما لعمي ؟.
- لا صغيرتي .. ولكنه كان مشتاقاً لك .. وشعرت بالأمس بأنه مستاء من هجرك لبيتنا .
شردت نور قليلا .. فهي لم تعد تحس بالراحة عند دخولها بيت عمها صلاح بعد انفصالها عن إبنه .. قطعت رهف شرودها مشجعة :
- هيا اذهبي يا نور .. ولا تحملي هم المحاضرة .. غدا سنلتقى كما تواعدنا وساشرح لك محتواها .
أضاف حسام مقنعا :
- لقد اتصلت بالخالة حياه قبل مجيئي .. واخذت لك اذناً منها بأن تقظي اليوم معنا .
استسلمت نور تحت وطأت الحاحهما .. كما أنها كانت شديدة الإشتياق لعمها .. والذي لم تعد تكفيه اتصالاتها المتباعدة به :
- حسنا .. انتظرني قليلا حتى اجلب اشيائي .
ثم وجهت حديثها نحو رهف وهي تهم بالذهاب :
- إذا احضر خالد كراستي .. احتفظِ بها حتى القاك غدا .

الآن فقط .. استطاعت نور رؤية ذلك الفضول البادي على وجوه فتيات فصلها .. عندما تقدمت منهم وجمعت ملازمها وودعتهم .. لا تعرف لماذا لم يرقها نظراتهم نحو حسام .. ولكنها سرعان ما تجاهلت الأمر عندما كانت تجلس بجانبه في السيارة.. قطع الصمت متسائلا ببساطة :
- من هو خالد هذا ؟.
- إنه زميلنا .. ولقد كان شريكنا أنا ورهف في المشروع .
عاد حسام يسأل بفضول :
- ولكنك لم تخبريني عنه من قبل ؟.
- لم تاتي فرصة لذلك .
طال صمت حسام .. وظلت هي تترقب متابعته للحديث حتى تحدث اخيرا :
- وهل هو شاب مهذب ؟.
ابتسمت نور باستغراب :
- ما بك يا حسام .. وهل كنا سنقبل اشتراكنا معه إن لم يكن كذلك ؟.
عادت تحدثه بحماستها المعهودة .. محاولة وصف خالد له :
- إنه أيضا شاب لطيف .. وكل الفتيات لا يجدون حرجا في سؤاله عن أي شيء .. بسبب تعامله المحترم معنا .
لم يضف شيئا على حديثها .. واستمر الاثنان يطرقان شتى المواضيع .. ماعدا موضوع خالد الذي احست بعدم ارتياح حسام الغير مبرر له .. مما جعلها تحتار .. فهو لم يكن ابدا يمنعها من مخالطة الشباب .. في حدود الزمالة ..
عندما توقفت سيارته أمام المنزل .. بدأ نبضها بخوض سباقه المعهود كلما شعر بإحتمال رؤيتها لسامح .. في البيت لقيت ترحيب حار من عمها .. وشعرت بالخجل جراء تقصيرها نحوه .. ثم نظرت لحسام بإمتنان .. إذ رد نظرتها بإبتسامة حنونة .. فلطالما كانت لدية القدرة على قراءة عينيها وما يجول في فكرها ..
احتضنتها العمه هدى بصدق هي الأخرى .. مما زادها احساسا بالمدة التي غابتها عن هذا البيت الذي كان يكتنفها دائما في أيام الإجازات منذ أن كانت صغيرة .
لم يكن ينقص سوى سامح .. لكي يتشارك الجميع طعام الغذاء .. وما أن وصل دخلت نور مسرعة بعد أن ردت تحيته التي ألقاها على الجميع .. لتساعد زوجة عمها في إعداد المائدة .. لم تستطع تناول الكثير من طعامها مع إحساسها بتلك النظرات الصامته التي كان يخصها بها .. إضافة إلى شعورها بالحياء بسبب ذلك الإهتمام المبالغ في إطعامها من قبل حسام والعم صلاح .. حتى أن زوجة عمها أيضا كانت تحثها على تناول المزيد .. لابد أنها لاحظت توتر العلاقة بين نور إبنها في الفترة الأخيرة .. مما جعلها أكثر راحة في التعامل معها الآن .. فسامح هو الإبن المدلل للعمة هدى .. ومنذ أن شعرت بميوله نحو نور حتى بدأت تقيم حرب صامته عليها .. فمؤكد أن نور لم تكن كافية بالنسبة لإبنها الحبيب ..


كان شعورها بالغربة يزول تدريجيا مع إنقضاء الوقت وهي تجلس بجانب عمها الذي يلف ذراعه حول كتفيها .. ويستمع لحديثها اللطيف .. ويضحك بين الحين والآخر لما تفتعله من شغب مع حسام .. حتى أنها نسيت توترها من وجود سامح في نفس المكان .. ولقد لاحظت أنه كان يتحجج بين الحين والآخر حتى يدخل إلى حجرة الإستقبال التي كان يجلس فيها الكل .. ليشاركهم الحديث في بعض المواضيع .. لم تكن تصدق مدى مهارتها في التعامل معه .. ولقد شعرت بقربة الطبيعي منها .. مثلما كانا دائما .. مما زادها رضا .. كم كانت تفتقد هذا الجو الملئ بالحب ..
وفي المساء سمعت زوجة عمها تتذكر وهي تنبه سامح :
- ألم تكن تنوي الذهاب للدراسة مع زملائك ؟.
ارتبك قليلا وهو يجيبها :
- آه .. نعم .. ولكنهم اجلوا الموعد .
ثم نظر إلى ساعته التي كانت تشير إلى السابعة والنصف مساءً ووجه حديثه لأخيه :
- سوف اذهب الآن .. هل يمكنني أخذ سيارتك يا حسام ؟.
وقبل أن يجيبه .. وجهت له نور سؤال آخر :
- لما لا توصلني إلى البيت أولا ؟.
عرض حسام ببساطة وهو يرمي المفاتيح نحو سامح :
- لما لا تتولى أنت مهمة إيصال اختك ؟.
كادت الدهشة أن تفضح اضطراب كليهما .. ولكن سرعان ما تدارك هو الموقف .. إذ اخذ المفاتيح وقال لها :
- سوف انتظرك في الأسف يا نور .. لا تتاخري .
وقفت هي لتودع عمها وزوجته .. بعد أن تلقت توبيخا منه بسبب غيابها .. عندما كان يقبل راسها :
- لا تجعليني أقلق عليك يا ابنتي .. أم تريدينني أن احضر بنفسي وأختطفك من الكلية مثلما فعل حسام اليوم ؟.
أجابته بخجل :
- العفو يا عمي .. ولكنك تعلم مدى انشغالنا .
أيدتها العمة هدى :
- معك حق يا حبيبتي .. فأنا أرى كيف تجهد الدراسة سامح .. ولكن يبدو أنها تؤثر في وزنك وصحتك أيضا .
قاطعها حسام مجيبا :
- لابد أنها تسعى لتشويه سمعتي كطبيب لا يحافظ على سلامة أسرته .
كانت نور لا تزال تحت تأثير تلك المفاجاءة التي قام بها حسام .. فلم تستطع الإجابة إلا بإبتسامة مهزوزة ثم توجهت نحو باب الخروج بصحبته .. وعندما شعرت بالإطمئنان إلا خلوتهما .. عاتبته بحدة :
- ما الذي كنت تفكر فيه يا حسام ؟.
- ماذا ؟.
- ألم يكن بمقدورك ايصالي ؟.
- بلى .. ولكن ما الذي يمنعك من الذهاب برفقة سامح ؟.
- أنت تعرف ما الذي يمنعني .
ابتسم لها بحب محاولا تخفيف توترها :
- هيا صغيرتي .. لاتبالغي كثيرا في ردود افعالك .. ودعي الأمر يمر بسلام .
تعالى صوت بوق السيارة .. تعبيرا عن نفاذ صبر سامح .. الذي لم يكن يحب الإنتظار .. فأسرعت تسابق الدرج وهي تشير لحسام بسبابتها مهددة :
- لا تعتقد أنك نجوت بفعلتك هذه .. وحسابي معك لاحقا .

صعدت السيارة .. وهي تدعوا الله أن لا يلحظ تلك الرعشة السارية في اوصالها .. فهي تكره أن تظهر بمظهر الضعف أمامه .. لم تشعر إلا والمناظر تتحرك أمام عينيها فور صعودها بجانبه .. وظلت تحول نظرها عنه حتى بدا لها ذلك المشهد الذي لا تمل منه ابدا .. لقد كان ذلك الإرتفاع المسمى بطريق العقبة .. والذي يفصل مدينة عدن عن المعلا .. يمثل أحب الأماكن إلى قلبها .. فبأسفله يستقر بحرها الجميل بصفاءه وزرقة مياهه .. وما أجمله الآن في سكون هذا الليل .. والأنوار البرتقالية تتلألأ حوله وكأنها تكلله بتاج من ذهب .. وهذا القمر الثلجي الذي يطرزه بخيوط فضية .. ليظهر بريقه كأجمل لوحة فنية خيالية الألوان ..

لم تشعر بأن سامح كان يحول نظره إليها بين الحين والآخر .. إلا أن قطع الصمت :
- هل حضّرتِ نفسك للإمتحانات ؟.
غيرت من وضعيتها عندما أجابته .. فوضعت يديها على حجرها ونظرت إليه لبرهة ثم إلى الطريق أمامها :
- نعم .. وأنت ؟
ابتسم لها :
- لقد انهيت امتحاني منذ مدة .. فنحن طلاب السنة الأخيرة نؤدي إمتحاننا قبلكم لكي نتفرغ لمشاريع التخرج .
لم تكن تعرف هذة المعلومة من قبل .. ولكنها لم تجد في عقلها المضطرب شيئا تضيفه .. فعاد هو يتسائل بنبرة جادة بعض الشيء :
- من ذلك الشاب الذي كنتِ تتحدثين معه ؟.
كادت أن تفلت تعابير دهشتها .. ولكنها أجابت بهدوء بالغ :
- إنه زميلي خالد .
هُياء لها أنها لمحته يضغط على اسنانه بعصبية :
- وما الذي سمح له بالوقوف معك ؟.
بدأت تشعر بالغضب .. ما بالهم اليوم يضايقونها بسبب زمالتها لخالد .. ذلك الشاب المهذب والذي لا تجد حرجا في نفسها من تعاملها معه .. لابد أنهما اتفقا على اغاضتها .. ولكنها عادت تسأله مصطنعه اللامبالاة :
- وما هو سبب فضولك ؟.
زفر بسخرية من أنفه .. ثم عاد يتساءل مما زاد حرقه لأعصابها :
- وهل تصعب عليك الإجابة ؟.
- طبعا لا .. ولقد قلت لك مسبقا إنه زميلي .. ونحن نتشارك معه أنا ورهف في تقديم مشروعنا هذا الفصل .
- وهل هذا المشورع كبير عليكما حتى تحتاجان لمساعدته ؟.
رفعت حاجبها بعناد وهي تشد على كلامها وتنظر إليه بملئ عينيها :
- أنا لم اقل أنه يساعدنا .. بل قلت يشاركنا .
لم يتستطع سامح التمسك بأسلوبه المستفز في الحوار عندما نظر إلى تلك العينين السوداوين والتي تكمن فيهما فتنة ساحرة .. لطالما اشتاق إليه .. كانت السيارة قد توقفت أمام بيتها .. واستدار هو ليواجهها محاولا احتضان يدها بين يديه .. ولكنها سرعان ما اختطفت يدها قبل أن يمسها .. وخرجت مسرعة وهي تلقي بتحية خافتة دون أن تنتظر رداً عليها .. لقد اغضبها حقا .. فبعد كل تلك السخرية .. يحاول لمسها .. كيف تجرأ على فعل ذلك .. وهو يعلم مدى استياءها من مثل هذة الأفعال ..
دخلت الى البيت دون أن تسلم على والدتها كعادتها .. وأتجهت مباشرة إلى حجرتها وراحت تخلع عباءتها وحجابها .. وتوجهت بعصبية نحو الحمام .. لتنعم بكمية كافية من المياة الباردة .. والتي مؤكد ستساهم في إزالة كل ما عانته من توتر خلال هذا المساء ..
عندما خرجت كانت والدتها تنتظرها في الحجرة :
- كيف كان يومك يا حبيبتي ؟. هل استمتعتي ؟.
اجابت باقتضاب غير معتاد منها :
- نعم .
ثم اردفت مبررة بعد أن رأت أمارات قلق ترتسم على وجه والدتها :
- ولكنه كان يوما مرهقا جدا .. حتى أنني اشعر بنعاس شديد .
قبلتها الأم وهي تخرج :
- فالتصبحي على خير يا بنتي .
- وأنت من أهل الخير .

لم تكن تكذب عندما قالت أنها تشعر بالنعاس .. ولكن مشاعرها المشتعلة .. لم تسمح لها أن ترتمي بسلام في حضن النوم ..فكانت تحس بأنها ترقد فوق جمر .. وظلت تصارع الأرق مدة طويلة من الليل ..

كم هو مشابه ذلك الموقف الأخير معه .. ليوم أن صرح بحبه لها ..
كان سامح قد أخبرها في ذلك الوقت بأنه يعيش قصة حب جديدة .. ولكنه لم يرضا بالبوح بإسم حبيبته كما كان معتاداً أن يشركها بجميع أسراره .. منذ الصغر .. وإنما ظل يعطيها إشارات وتلميحات طول الأسبوع عن شكلها وأخلاقها .. كانت تدرك بإحساس الأنثى أنها هي المقصودة بكلامة .. فما الذي يمنعه هذه المرة بالذات من معرفتها للفتاة .. إضافة إلى تصرفاته الغريبة معها منذ فترة .. ولكنها أيضا كانت تطرد تلك الأحاسيس فهي لم تكن تستطيع التفكير به سوى كأخ وصديق طفولة .. لم تكن تجد مبرر لذلك الإنقلاب في مشاعره نحوها ..
وأخيرا عندما قرر أن يفصح عن حبه لها .. كان يوصلها بسيارة والده بعد أن كانت في زيارتهم .. ظل يعطيها مزيدا من التلميحات عن فتاته .. وما إن توقفت السيارة أمام بيتها .. استدار نحوها قائلا :
- إنها تضع اسوارة فضية حول معصمها تحمل قلب صغير عليه حرف اسمي .
انفجرت نور ضاحكة وهي تمازحة :
- حقا .. لم يكن هنالك بد من هذا التوضيح الخطير .
لم يتجاوب هو مع ضحكتها .. وظلت عيناه البنيتان تركزان نظرهما على وجهها الملائكي البريء .. وأمسك يدها اليمنى .. فأخمدت لمسته كل حماستها المرحة .. واحمر خداها خجلا .. في الوقت الذي لم تستطع أن تجد طريقة لطيفة لتسحب يدها من بين يديه .. ولكنه كان قد أخرج شيئا من جيبه بهدوء .. ثم راح يضع اسوارة فضية حول معصمها يتدلى منها قلب صغير منحوت عليه حرف اسمه بالإنجليزية .
لقد كانت تلك الحركة الخفيفة لأنامله حول معصمها .. والتي لم تستغرق سوى ثوانٍ .. سببا في قلب كيانها كله .. لم تعد تستطيع السيطرة على اياً من أعضاءها .. ولم يكن قلبها هو المتمرد الوحيد عليها في ذلك اليوم .. لقد شاركه جسدها كله في انتفاضته .. اطرافها الباردة .. وساقاها المهزوزان .. صوتها المرتعش .. والذي امتنعت عن استخدامه حتى لا يفضح ارتباكها .. ولم تستطع سوى الهرب منه مثلما فعلت اليوم .. ولكن مع اختلاف الإحساس طبعا .. ففي ذلك اليوم لم تنم أيضا لأنها كانت تفكر بذلك الحبيب القريب منها .. والذي علقت عليه أمالها منذ أول يوم .. وظلت تتوهم أنه أكثر الأشخاص معرفة بها .. وأنه مؤكد في حبه لها سيحرص عليها اكثر من حرصها على نفسها .. فكانت تعيش معه حقيقة أن الحب أعمى .. أعمى عن غيره من الشباب .. وأعمى عن رؤية أكبر اخطاءه ..
لقد ارسل لها رسالة في اليوم التالي يخبرها بقلقه من ردة فعلها .. وبأنه يكفيه أن يرى اسوارته حول معصمها ليدرك قبولها بحبه ..
راحت نور تتحسس معصمها الأيمن بأنامل يدها الأخرى .. باحثه عن تلك الاسوارة التي لم تخلعها منذ ذلك اليوم .. لم تكن تجد سببا لتعلقها بها .. حتى بعد انفصالهما .. هل هو استمرار حبها له .. أم تعودها على وجودهما في حياتها ..
نهضت نور بفزع بعد أن فشلت في لمس اسوارتها .. واضاءت ضوء الحجرة وراحت تبحث في ارجاءها .. وفي حقيبتها .. كادت أن تقلب البيت بحثا عنها .. لولا أن نبهت نفسها لتأخر الوقت .. فعادت باستسلام مؤلم تصارع الأرق .. وتستعين عليه بدعائها المعتاد ..

-------------------

أين أنا .. ما هذا المكان الموحش .. ولماذا يلفني الظلام من كل إتجاة .. ولما هنالك جزء بداخلي يشعرني بغرابة ما أحسه الآن .. مؤلم عندما تدرك بأنك تائه لا تعي المكان ولا الزمان .. وكأنك فصلت عن عالمك .. دون سابق إنذار .. ولا تملك سوى يقينك بأن هنالك شيء غير حقيقي في هذا الظلام .. رغم ذلك فهو يشدني إليه دون رحمة .. ولكني يجب ألا استسلم .. أن اجاهد .. فهذا لن يكون مكاني ابدا .. أنا لا انتمي إلى هذة الظلمة ولم أخلق لها .. نعم .. فأنا أدرك .. بأنني أمتلك القدرة على المقاومة .. على الصراع .. على التغلب .. حتى أفلت من قبضة ذلك المجهول ..

فتحت نور عينيها ببطء لتجد نفسها تجلس بهدوء تام .. واضعة مرفقها على النافذة مسندة رأسها بيدها ومحوله نظرها نحو الخارج .. رمشت بإرتباك شديد تحت وقع نبضها المتسارع .. لم يشعر بغفوتها أحد من ركاب تلك الحافلة المتجهه لمدينة المنصورة .. فحركتها الساكنة منذ صعودها لم تشعرهم بالريبة .. ولكن هي من كادت تجن عندما بدأت تميز وتعي لتلك المعالم التي تمر أمامها .. طرقت المساحة التي تعلو نافذة الحافلة .. كما هو متعود .. لتنبئ السائق برغبتها في النزول .. وما هي إلا ثواني حتى كانت تسلك الإتجاة المعاكس لمرور الحافلات .. فيبدو أنها تجاوزت بيت رهف بمسافة .. أيعقل هذا .. مؤكد أن هنالك شيء غريب يحدث معها .. كانت تفكر بشرود في ذلك الطريق البحري الذي يصل منطقة المنصورة بالمعلا .. مؤكد أنه طويل بعض الشيء .. ولكن هل بلغ بها الإرهاق الدرجة التي تجعلها تنام خلاله .. تنهدت نور محاوله إزالة ذلك الحزن الرابض فوق قلبها بإصرار ..
وعندما وصلت إلى بيت رهف كادت ألا ترى والدها الذي كان يقف خارج البيت أمام سيارته :
- كيف حالك يا خال ؟.
شاع السرور وجهه عندما رأى صديقة إبنته اللطيفة .. ذات الأخلاق العالية :
- كيف حالك أنت ايتها المهندسة ؟.
تقبلت ذلك الترحيب بهزة من رأسها .. وبإبتسامة خفيفة تشك بأنها ظهرت للعيان .. فلم تكن في حالة تسمح لها بمزاحها المعتاد مع والد صديقتها .. فأسرعت تسأله عن رهف حتى يدعوها للدخول إلى البيت .. بعد أن تبادلت التحيه مع رهف ووالدتها واختها الصغرى .. توجهتا إلى حجرة رهف لبدء المذاكرة ولم يصعب على صديقتها الحساسة إدراك ذلك الشرود الذي يسيطر على نور منذ أن دخلت :
- ما بك يا نور ؟.
لم تجبها منذ الوهلة الاولى :
- ماذا قلت ؟.
- كنت أسألك عن سبب هذا الشرود ؟.
هزت نور رأسها بالنفي :
- أي شرود ؟.
رمقتها رهف بنظرة فاحصة .. واضافت معاتبة :
- هل تخفين علي أمراً ؟. هل حدث شيء ما بالأمس ؟.
كان حدث اليوم أكبر بكثير من أحداث الأمس بالنسبة لها .. ولكنها أصرت قائلة :
- لم يحدث شيء .. حقا .. لماذا لا تصدقينني ؟.
كانت لا تزال غير مصدقه ولكنها تخلت عن فضولها حتى تستطيع نور مصارحتها بنفسها .. فغيرت دفة الحديث سريعا :
- هل تعرفين أنك كنت محظوظة بذهابك مع حسام ؟.
كانت نور تحاول استعادة مرحها الطبيعي :
- لماذا ؟.
- لأن الدكتور لم يحضر .. إضافة إلا أنني تلقيت مهمة الإجابة عن تساؤلات الفتيات حول حسام بدلا منك .
عقدت حاجبيها وهي تتساءل :
- أية تساؤلات ؟.
- المعتاد .. من هو ؟.. وما علاقته بك ؟.. وما طبيعة عمله ؟.. وكم يبلغ من العمر ؟.. والأهم هل هو مرتبط أم لا ؟.
زفرت نور بسخرية .. وهي تشعر بضيقها يزداد :
- وهل جميعهن شاركن في هذا التحقيق ؟.
- لا .. البعض كان يتساءل من باب الفضول .. والبعض الآخر اكتفى بالإنصات .. أما اكثر المهتمات .. والتي اعلنت إعجابها الصريح بحسام هي أحلام .
هنا صرخت نور :
- ماذا ؟.
ضحكت رهف عليها .. وفشلت في محاولة تهدئتها :
- وما الذي يغضبك انت ؟.
- ما الذي يعنيها هي بالسؤال عن حسام ؟.
عاودت رهف الضحك .. وهي تضيف تفاصيل اخرى جعلت الغضب يبلغ مبلغه في صدر نور :
- ماذا كنتِ ستفعلين إذا طاوعت رغبتها في أخذ رقم هاتفك .. بعد أن انكرت بالطبع معرفتي لرقم حسام .
- حقا إن عدم ارتياحي لها في محله .
- حمداً لله أنها لم تدّعي اعجابه بها .

لم تستطع نور الإحتفاظ بذلك الشعور الغريب والذي لم تتعوده من قبل .. وسرعان ما شاركت صديقتها الضحك .. وراحتا يستذكران دروسهما .. تارة يتملكهم الإحباط عند استعصاء فهمهمها لنقطة معينة .. وتارة أخرى يشعران بإزدياد حماسهما لمواصلة الإستذكار .. وكان هنالك تناغم غريب بينهما فنور كانت متميزة في مواد الحاسوب والبرمجة .. أما رهف فكانت تبرع في مواد الاتصالات والشبكات .. وكانهما تكملان بعضهما .
لم تكن نور قد اكملت شرح المادة عندما اوقفتها رهف بضجر :
- يكفي .
- ولكني لم اكمل بعد .
- لقد امتلأت حقا .. بل إن الأكواد البرمجية تكاد تتساقط من راسي .
ضحكت نور وهي ترى رهف تغلق الملزمة بحماس وتفتح ملزمة الشبكات :
- دعيني أُفهمك أولا ما استطعت إستذكاره بالأمس .. وإن بقي لدينا وقت سنعود لتلك الطلاسم والحروز .
كانت رهف تملك اسلوبا سلسا في الشرح .. فعقل نور لم يكن يتقبل أبدا كل ما له علاقة بالفيزياء .. ولكن مؤكد أن صديقتها كانت تملك قدرات سحرية لإدخال ذلك الكم من المعلومات إلى دماغها دون عناء .. وبعد أن إنتهت رهف من الشرح .. قالت لها مازحة :
- حمدا لله .. إنني لن اضطر لإستئصاله ؟.
رمقتها رهف متساءله :
- استئصال ماذا ؟.
- عقلي .. فيبدوا أنه عاد للعمل مجددا ..


كان هذا آخر يوم دراسي عندما دخلت الكلية .. فوقع نظرها على ذلك الشاب الجالس بجانب فتاة في إحدى أركان الساحة المنزوية تظللهما بضعة شجيرات .. لم يكن ذلك المنظر جديداً عليها .. ولكن ما جعل الدم يتصاعد إلى وجهها هو رؤيتها للشاب يلقي بيده خلف ظهر الفتاة ويداعب بأناملة خدها .. ضغطت على أسنانها .. ثم قالت وهي تشيح بنظرها عنهما :
- أهذا منظر لائق بطلبة جامعة ؟.
لم تعي رهف التي كانت تسير بجانبها ما تقصده .. ولكنها سرعان ما فهمت بعد أن رأت حركة ذلك الشاب .. وعادت تحدثها مبررة :
- نور .. يبدوا أنهما مخطوبان .. فهنالك دبل في إصبع كلٍ منهما .
رفعت نور حاجبيها بإستغراب :
- وهل هذا مبرر .. فحتى وإن كانت زوجته .. لو كان يحترمها .. لما تصرف معها بهذا الشكل المهين أمام الناس .
أيدتها رهف مازحة :
- معك حق .. ويبدو أن نظرية أحمد عن آخر الرجال صحيحة .
إنفجرت نور ضاحكة دون أن يكون لديها سابق علم بتلك النظرية :
- وما هو محتواها ؟.
- إنه يقول إن شباب هذة الأيام لا يستطيع تحمل المسئولية .. ويعتبر أن الحياة مجرد متعة ولهو .. وأن آخر الرجال هم مواليد عام 1986
عاودت نور الضحك متسائلة بمتعة من حديث صديقتها :
- ولماذا هذا العام تحديدا ؟.
إبتسمت رهف وهي تجيب :
- لأنه هو من مواليد هذا العام .
- كان يجب أن استنتج ذلك بنفسي ؟.

دخلت نور القاعة .. وهي تفكر بمدى حب الله لها .. إذ احاطها بأناس بمثل حنان صديقتها وطيبة روحها .. فلطالما امتلكت رهف القدرة على تغيير مزاجها .. ومحاربت هموم قلبها ..
بعد انقضاء آخر لحظات التعذيب في هذة السنة الدراسية .. اخرجت نور هاتفها لكي تعيده إلى الوضع النشط بعد أن كان صامتا بسبب المحاضرة .. فاندهشت من رؤية عدد المكالمات المستلمة من سامح .. وفي نفس اللحظة وقبل أن تخبر رهف بذلك .. رن هاتفها معلننا عن اسمه .. فوقفت مشدوهة دون حراك .. رداً على إلحاح ذلك الرنين الصادر من هاتفها ..

 
 

 

عرض البوم صور my faith   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ملاك الحب للكاتبة my faith, رواية بالفصحى
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية