المنتدى :
الادباء والكتاب العرب
رضوى عاشور , رواية فرج ، دار الشروق ، 2008
في سرد روائي جذاب تقدم رضوى عاشور سيرة ندى عبد القادر التي عاشت تجربة ثلاثة أجيال من المساجين؛ أبيها الأستاذ الجامعي، ثم هي شخصيًا، ثم أخيها الذي لا يتجاوز عمر ابنها المفترض. كما تعيد قراءة الستين عامًا الأخيرة بحروبها التي لم تكن أولاها في 1956 ولا أخرها في 2006، مازجة كل هذا - وبعمق - مع مقولات وحكايات مثقفين مصريين وفرنسيين قاوموا هزائمهم، وآخرين قتلتهم الهزائم ذات
محمود الورداني
كانت ندي - في رواية رضوي عاشور الأخيرة «فرج» الصادرة عن دار الشروق - نفسها أي شخصية خاصة جداً ذات ملامح وتفاصيل، وفي الوقت نفسه كانت بنت جيلها بكل أوجاعه ولحظات جنونه وضعفه وشجاعته وهزيمته في صراع غير متكافئ. ستون عاماً وثلاثة أجيال في نزال متواصل تتخلله الاعتقالات بكل صنوفها وأشكالها، تضمها صفحات هذه الرواية الموجعة البالغة الضراوة والعذوبة في الوقت نفسه، ضفيرة واحدة مضفورة في إحكام، وتقف علي تلك الحافة الدقيقة الفاصلة بين الجنون من جراء ذلك التقطيع المتواصل لجسم جيل الحركة الطلابية في 1972، وبين الصرامة الفنية التي تحول تلك اللوحة العريضة إلي عمل فني محكم، ينجو دائماً من شراك الميلودراما والغنائية.
بلا مواربة تذكر ندي عبدالقادر أسماء مجايليها في حركة 72 بأسمائهم الحقيقية، وتستخدم أوراق الالنيابة الرسمية، وتنتقل بين محاريق الخمسينيات، وباريس إبان ثورة 68، وقاهرة الستينيات والسبعينيات، وجنوب لبنان لحظة تحريره، تلهث ندي وهي معلقة في ساقية لا تكف عن الدوران.
لا أظن أن حازم كان قاسياً أكثر من اللازم عندما قال لندي:
الواقع أكثر تعقيداً وقسوة، ثم إننا لم نكن أبداً أبرياء، كا الظرف خارجنا أقوي منا وأكثر دهاء، صحيح، ولكن الظرف داخلنا، ورغم حسن النوايا وبهاء المجموع كان مفسوداً بألف شيء: من الدكاكين الصغيرة التي تصورت الشارع مسرح عرائس يمكن تحريكه بالخيوط، إلي الجهل والغباء المستحكم وفساد القراءة، واستبداد الجنرالات الثوار.
ما كان قد استوقفني في هذه الرواية الصارمة أن ندي حجبت عن عمد جوانب ولحظات من حياتها كامرأة، وعلي الأخص عندما مرت بسرعة علي علاقتها بشاذلي وحازم، بل حتي علاقتها بذلك الرجل الذي وقعت في غرامه ثلاثة أيام فحسب.
لكن ندي اختارت هذا الحجب وهو من حقها كما يبدو واضحاً من الشخصية التي رسمتها الكاتبة باقتدار.
وعلي الرغم من أن ندي تحكي لنا أحوالاً كارثية، فإنها لا تكف عن السخرية والمسخرة، وتستطيع أن تتوقف في الوقت المناسب قبل أن تسقط في مهاوي الماسونية وجلد الذات، كما أن مشهد تحرير الجنوب اللبناني نجا باقتدار من أن يكون رمزاً فجاً لمعني كلي، ولذلك فإن خاتمة الرواية كانت بدورها متجاورة للمعني المباشر. إن فرخ الحمام البري «فرج» الذي سقط أسيراً في معتقل في الصحراء الغربية، تلقاه المعتقلون بكل الحنان المحبوس في صدورهم منذ سنوات، ونجا من الموت بأعجوبة، بل أطلقه هؤلاء المعتقلون للحرية.
أهدتنا رضوي عاشور، نحن القراء، واحدة من أكثر الروايات عذوبة وألماً، فنكأت جراحاً ما زالت صاحية عبر ثلاثة أجيال وستين عاماً
ولدت في القاهرة في 26/5/1946 وحصلت في 1967 على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب، جامعة القاهرة وفى عام 1972 حصلت على ماجستير في الأدب المقارن من كلية الآداب، جامعة القاهرة وفى عام 1975 حصلت على دكتوراه في الأدب الأفريقي-الأمريكي من جامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة الأمريكية وهى الآن أستاذة بقسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب، جامعة عين شمس والرئيسة الأسبق للقسم.
اعمالها ومناصبها
- قيّمت وناقشت وأشرفت على عشرات الرسائل الأكاديمية المقدمة للحصول على درجة الماجستير أوالدكتوراه.
- عضوة مؤسسة في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية ورئيسة تحرير كتاب المواجهة لسان حال اللجنة.
- عضوة لعدة دورات في لجنة جائزة الدولة التشجيعية، ولجنة التفرغ، ولجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة.
كتابات إبداعية
1-الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا، دار الآداب، بيروت، 1983
2- حَجَر دافئ (رواية)، دار المستقبل، القاهرة، 1985
3- خديجة وسوسن (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1987
4- رأيت النخل (مجموعة قصصية)، مختارات فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1987
5- سراج (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1992
6- غرناطة (الجزء الأول من ثلاثية روائية) دار الهلال، 1994 . (حصلت على جائزة معرض القاهرة للكتاب لأحسن رواية لعام 1994)
7- مريمة والرحيل (الجزءان الثاني والثالث من الثلاثية) دار الهلال، 1995 .( حصلتا مع غرناطة على الجائزة الأولى للمعرض الأول لكتاب المرأة العربية، القاهرة نوفمبر 1995). نشرت الطبعة الثانية بعنوان ثلاثية غرناطة، المؤسسة العربية للنشر، بيروت، 1998. صدرت الطبعة الثالثة عن دار الشروق، القاهرة، 2001. وصدرت طبعة خاصة في سلسلة مكتبة الأسرة، القاهرة، 2003
7- أطياف (رواية)، دار الهلال، القاهرة، 1999والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999
(كرّمت الكاتبة على أطياف وثلاثية غرناطة ضمن ستة مكرمين من مصر وستة من العالم العربي في معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير 2003)
8- تقارير السيدة راء (نصوص قصصية)، دار الشروق، القاهرة، 2001
9- قطعة من أوروبا (رواية)، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء ودار الشروق، القاهرة، 2003
الدراسات النقدية
1- البحث عن نظرية للأدب: دراسة للكتابات النقدية الأفرو-أمريكية (بالإنجليزية):
The Search for a Black Poetics: A Study of Afro-American Critical Writings
رسالة دكتوراه قدّمت لجامعة ماساشوستس بأمهرست في الولايات المتحدة، 1975
2- الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة في أعمال غسان كنفانى، دار الآداب، بيروت، 1977
3- جبران وبليك Gibran and Blake (باللغة الإنجليزية)، الشعبة القومية لليونسكو، القاهرة، 1978 (أصلا رسالة ماجستير قدمت إلى جامعة القاهرة عام 1972)
4- التابع ينهض: الرواية في غرب إفريقيا، دار ابن رشد، بيروت، 1980
5- في النقد التطبيقي: صيادو الذاكرة، المركز الثقافي العربي، بيروت والدار البيضاء، 2001
مقالات
1.إحسان عباس، ابن عين غزال.
2.عن الجامعة.
3.رد على رسالة إلى رضوى.
4.شهادة كاتبة.
5.قانا 2.
6.لكل المقهورين أجنحة.
7.لكلٍ غرناطه.
8.صبرا وشاتيلا: تاريخ المذبحة.
9.رسالة إلى أوروبا.
المحاضرات والمؤتمرات
شاركت في العديد من المؤتمرات، وألقت محاضرات في مختلف المدن العربية (منها بيروت وصيدا ودمشق وعمان والدوحة والبحرين ووتونس والقيروان والدار البيضاء،)، والأجنبية (منها جامعات غرناطة وبرشلونة وسرقسطة في أسبانيا، وهارفرد وكولومبيا في الولايات المتحدة، وكمبريدج وإسكس في إنجلترا، ومعهد العالم العربي في باريس، والمكتبة المركزية في لاهاي، ومعرض فراكفورت الدولي للكتاب وغيرها). هي زوجة للاستاذ مريد البرغوثي _ فلسطيني الجنسية _ ووالدة الشاعر تميم البرغوثي
|