كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- اذكرها انما بشكل ضبابي... فلم اكن قد تجاوزت السادسه حين ماتت... اتعلم ان ابي لم يستطع تجاوز محنة موتها . صحيح انه لم ينهر او ييأس طوال الوقت . ولكنه في بعض الاحيان كان يبدو ... وحيدا مستوحشا؛ وكنت اعرف انه مشتاق اليها.. حين مات فكرت في انهما سيجتمعان ثانية في مكان ما اخيرا...
بعد دقائق صمت ؛ وبعض ان استعادت رباطة جأشها قال:
- كان رجلا عظيما ... والدك ... الم يخبرك يوما ماذا فعل لاجلي؟
- لا... لم يحدثني الاعن صداقتكما الحميمه.
- لم نكن صديقين في لقائنا الاول فقد كنت انا شابا فجا قليل الخبره؛ منكبا علي طريق جهنمي مدمر ؛ كان يقودني اكثر من مرة الي سجن "باركالدين" واصلاحيات اخري في الغرب.... وارسل مره ليعالجني ... اظنني كنت في الخامسه عشره وكنت يومذاك اتعاطي المخدرات... فانا واحد من عشرة من الاطفال العاطل اباؤهم عن العمل.علي اي حال ؛ ارسلوه ليكلمني وليحاول معالجتي ولكنني رفضت ان اقابل طبيبا يحاول ابعادي عما اعتدت عليه. وحاول معالجتي ولكنني قمت بعمل استفزازي ضد املاكه الخاصه وكان ما فعلته فظا وغير مهذب؛ وحين افكر فيه الان لا اصدقه ؛ في ذلك الوقت ظننت ان لامجال امامه يثبت انني الفاعل ؛ ومع انني اهتممت بان يعرف ولكنه لم يحاول اثبات هذا . بل قام بحشري في اسطبل مهجور مغبر ؛ وضربني حتي كاد يزهق انفاسي وهذا ما اثار دهشتي الشديده . ثم نظفني ؛ وعرض علي ان يعلمني كل ما يعرفه عن الجياد وكان يعرف عنها اكثر مما ظننت ؛ وهذا سبب وصولي الي ما انا عليه الان
وبقيت معه ثلاث سنوات ؛ لم اتعلم خلالها عن الجياد فحسب بل تعلمت حب التعلم؛ وكبرت في كل الاتجاهات جعلني اري ما وراء عالمي المحدود القاسي الضيق
-اظنه كان مولعا بك جدا.... اوه؛ هذا لا يصف الامر جيدا ..... لم يكن لدي فكره كيف حدث هذا؛كنت اظن انكما صديقين فقط.
نظر كريسبن غاليهار الي شرابه ثم قال ببطء:
-لقد آ منت بان الفضل الاول والاخير في جميع انجازاتي يعود اليه ولكن ما كان اعظم من كل انجازاتي حصولي علي صداقته, وكانت صداقه استمرت رغم عدم التقائنا اكثر من عشر مرات..في السنوات الماضيه.... كم عمرك؟ ثمانية عشرة؟ اذن في السنوات الثمانيه عشرة الماضيه.
تهلل وجه ترايسي بالبهجه:
- كدت اذهب الان دون ان اقول لك من انا ... ولكنني سعيده الان انني لم.....
صمتت لعبوس الفضول علي وجهه.
-وهل جئت الي هنا لتقولي لي هذا فقط؟ ام انك تعيشين هنا الان؟
-انا ... انا اقيم مع اصدقاء ابي
-وحتام؟
- اوه...لست واثقه كذلك
-الديك وظيفه؟
منتديات ليلاس
- لا....لا ليس بعد... لكن لدي عروض كثيره
- اي نوع من الوظائف؟
- يتعلق معظمها بان اكون معلمه خاصه
تفرس فيها مفكرا:
-اهذا ماترغبين فيه؟ ان تكوني معلمه لاولاد شخص اخر؟
نظرت ترايسي الي يديها تتساءل لماذا تجد صعوبه في الكذب ولكنها طبعا ستجد صعوبه في الكذب .... عادة لا تجد في هذا مشكله في حياتها الشابه؛ ولكنها وجدت الان صعوبه في ان تخبر هذا الرجل انها انما سعت اليه بناء لتوصية ابيها . صحيح انها لم تشك قط في كلمة والدها؛ لكنها لم تستطع منع نفسها من الاحساس بأن كريسبن غاليهار؛ كان خيارا غريبا فكيف اختاره ليساعدها في الوقوف علي قدميها. ولكنها تذكرت شيئا ذكره لها يوما.. قال لها؛ وشفتاه جافتان ؛ قبل نهايته:
(انت لاترغبين في دفن نفسك في هذه البراري القفرة ترايسي.)
ردت بعناد:" لكنه مكان مناسب لك"
(هذا لانني كنت ذا تجربه كبيرة قبل الانخراط في العيش هناك.. عليك ان تجربي وبعد التجربه انظري ان كنت ما تزالين راغبة في العودة فعودي.)
-لكنهم سيظنوني ساذجه غريبة الاطوارهناك...
(لا... ليس الناس الحقيقيون... لن يظنوا بك هذا.اذهبي وقابلي كريس غاليهار ؛ سيساعدك علي ايجاد وظيفه ؛ كما سيعينك علي امور اخري... انه انسان حقيقي ؛ اضف الي هذا انه مدين لي)
حسنا..... هذا ما فعلته ؛ متخليه عن العروض اللطيفه التي عرضت عليها وسافرت الي هنا وكلها عزم علي ايجاد وظيفه ؛ ولكن عوضا عن ايجاد الصوره الابويه ؛ وجدت شيئا اخر؛ شيئا لم تفهمه...... شيئا يجعل من المستحيل ان..... ان... ماذا؟
رفعت راسها فجاة تنظر الي العينين السوداوين اللتين سال صاحبهما
-وماذا علمتك مدرستك ايضا؟
-الطباعه ..... والقواعد الاساسيه للسكرتاريا؛ والخياطه والطهو وطريقة السير السوي واللباس الانيق وتنظيم حفلات العشاء؛ وفن الحديث... وكل هذه الانواع...
ضحك وتمتم:
-ربما هذه امور مفيده اكثر مما تظنين ترايسي... مع انها غير ضروريه ان دفنت نفسك في السهول وانت تربين اولاد شخص اخر. اخبريني؛ الم تفكري في الاستفاده من التعليم ؛ خصوصا الجانب التجاري منه.
عبست لانها تذكرت انها قدمت طلبات في اماكن عديده اثناء اقامتها هنا... واجابت :
-بلي ...فعلت... لكن نقص الخبره كان اكبر عائق لي,وكيف للمرء ان يحصل علي الخبرة وهو ما يزال في الثامنه عشرة من عمره ولم يترك المدرسه الا منذ امد قصير؟
- تترك معظم الفتات المدرسه في الخامسه او السادسه عشرة؛ وحتي يصبحن في الثامنه عشرة ؛ يكن قدسبقن فتاه مثلك علي اي حال ؛ انا واثق ان لديك موهبة جيده ...اذا كنت تشبهين اباك.
- ماذا تعني؟
-اتعرفين شيئا عن الجياد ترايسي؟
- الكثير .... لقد..... علمني الكثير عن الجياد... وانا احبها..... لماذا تسأل؟
صمت كريس فترة ثم قال بسخرية:
-حسنا ... لن اسخر من تدابير القدر ثانية........ اتذكرين انك لاقيت صعوبه في الوصول الي ؛ كما لاحظت الفوضي العامرة في المكتب؟
- اجل.
- السبب في هذا كله انني خسرت فردا مهما من الموظفين منذ فترة قصيره . كنت اسميها " فتاة الجمعه" وكانت في الخمسين من عمرها؛ لكنها معتادة علي القيام بالكثير مما تفعله ايلينا الان ؛ لكن في المنزل... اترين ... لدي ذلك المكان في " نيرانغ" حيث يجري البيع الحقيقي... وهي تشرف علي ادارة المنزل برمته مع انها لاتعيش فيه.... اما انت فيمكنك العيش فيه.
-انا .... اتعني انك تعرض علي وظيفه؟
- اجل ... كنت كلفت وكالة توظيف بالتفتيش عن موظفه؛ولم افلح في ذلك حتي الان.... اعني انني قادر ان اضطرني الامر الامر علي الحصول علي طابعة لافكرة لديها عما تطبع لطبع كاتالوج عن الجديده مثلا؛ او الحصو ل علي فارسات استعراض عاطلات عن العمل لايعرفن الطباعه؛ ويعرفن الجياد بالمقلوب..... اما انت فلديك المهارتان اضافه الي مهارة اخري هي مقدرتك علي المساعده حين استقبل ضيوفا فاذا اشتغلت عندي تمكنت من استخدام مواهبك كلها
وابتسم ...
فقالت ترايسي بوهن بعدما استردت صوتها:
-انا...اعني... انني مذهوله.
-صحيح ؟ اتعيدين التفكير؟ لا استطيع نسيان ما قلته لي في المصعد.
سألت بصوت متوتر:ما ...ماذا؟
مد ساقيه المديدتين ؛ والتمعت عيناه بخبث قبل ان يقول بوقار:
-قلت شيئا عن.... انك تحاولين رؤيه شخص .عرفنا الان انه انا... ولكن ليس علي اساس عملي محض .... ايعني هذا ان السبب شخصي وغير شخصي؛ ام نصف نصف؟
عضت شفتيها ولازمت الصمت... فتمتم:
-قلت شيئا اخر... عن ارتداء افضل ثيابك للتاثير... في علي ما اظن؟اكنت تريدين ان اساعدك في الحصول على عمل ترايسي؛ وبسبب ما حدث بالامس غيرت رايك؟
ردت ترايسي اخيرا ؛ وهي تكبح اندفاعا لقضم اظافرها؛ وهذه عادة ظنت انها شفيت منها.
-اوه ... اجل ولكن ؛ لم اتوقع ان اعمل عندك
-ولماذا لا؟ مادامت عندي وظيفه شاغره . اؤكد لك ترايسي ان ما حدث في المصعد ليست الطريقه التي انفذ بها اعمالي؛او الطريقه التي احلم بها لمعاملة
ابنة براين تشسترتون. ولكني لم اكن اعرف في الواقع
منتديات ليلاس
لمع الضحك في عينيه قبل ان يردف:
- انا لااقوم بمثل هذه الامور ابدا. ولا بد ان لما فعلته علاقه بمسألة احتجازنافي المصعد .... ربما نتج ذلك اندفاعا متهورا في الناس!
فكرت ترايسي بردة فعلها المذعورة واضطرات ان تضحك:
-اجل
ثم نظرت اليه بطريقه جادة:
-اقبل شرط الا يكون العمل بناء علي الاحسان
رد ضاحكا:
-اسألي ايلينا في الواقع ان احببت قضاء بضعة ايام في المكتب معها اولا؛ لتفكري في العمل قبل الانتقال الي عملك الجديد فقديعطيك ذلك فكرة واضحه عن كيفية تسيير الامور عندنا
نهاية الفصل الاول
|