كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
9-هل تعودالسيدة ماما
.............................
استغرق الوصول الي قرار ستة ايام من التنعم بالهدوء وبجمال منطقة "موسمان"
كان الكوخ الصيفي يقع في مكان منعزل ؛لا تري فيه احدا؛ وكانت ممتنة لهذا ....فقد فاجأها الاحساس بسكون الحديقة الاستوائية ذات السلالم الحجريه المؤديه الي الشاطئ ؛ما اشد تعبها كانت تنام ساعات في النهار ؛هذا عدا النوم ليلا....وكانت تسبح في الصباح الباكر ؛حين يكون البحر ازرق كالزبرجد الشاحب؛ او بعد الظهر حين تكون الحرارة ثقيلة الوطء فوق اليابسة ؛وقد نهبت بدون خجل شجرة مانجا وجلست ساعات تحت ظلها الكثيف الحامي تحدق الي البحر الساحر
فكرت مرارا,هل يمكنني العيش هنا؟ ربما ان استطعت ايجاد طريقة اكسب منها رزقي .ايمكن ان اجد عملا في البلدة ؟ لكن ؛من غير الممكن العيش في الكوخ الي الابد
كانت هذه الافكار التي تساورها ولكنها لم تستطع اجبار نفسها علي التفكير بكريس رغم وعدها
ثم ؛وفي اليوم السادس ؛حلت المسألة لها بطريقة غير متوقعة....
كانت قد ارسلت رسالة الي مارلين بادمان تخبرها انها وصلت بسلام ؛وبعد خمسة ايام تلقت رد في رساله مطولة ؛مليئة باخبار اولادها لكن الجزء المفاجئ ؛ جاء بعد هذه الاخبار فقد ذكرت ان صديقة مارلين بحاجة الي سكرتيرة ومرافقة
-كنت و آلين في مدرسة واحدة .....وبقينا علي اتصال دائم ربما سمعت بها انها كاتبة قصص اطفال وهي مشهورة في هذا المضمار والخلاصة انها اتت تراني يوم سفرك واثناء الزيارة ذكرت انها تبحث عمن تعمل عندها .وفكرت فيك لانني تذكرت قولك بانك تعرفين الطباعة وحين اخبرتها ابدت السرور .....وبالطبع , القرار النهائي عائد اليكما ...ولكن نظرا لمعرفتي بكما اتصور انكما ستتفقان .ولكن ان كان لديك خطط اخري....
تخطت عينا ترايسي اسطرا قليلة حتي وصلت الي النقطة الاهم :آلين تريفور ستعود الي "موسمان بعد اسبوعين ؛بعد رحلة الي سيدني وستكون سعيدة بمقابلتك
منتديات ليلاس
تركت الرسالة تسقط الي حضنها ؛وحدقت الي المحيط شاردة الذهن .بدا لها هذا امرا مكتملا ....واحست وهي تفكر بحزن ...انه الرد المناسب لحياة غير مكتمله منذ تركت كريس
علي حين غرة ؛ وكأنما ابواب سد داخلي قد انفتحت ؛وجدت نفسها تغرق في التفكير فيه وفي نصيحة السيد نيوتن ....كانت تفكر ؛وتحاول تقويم كل شئ وانتقاده لاول مرة فوجدت في النهاية ان هناك مخرجا واحدا....وجوابا واحدا وهذا الجواب جعل الدموع تتدفق من عينيها
ظلت جالسة هناك حتي حل الظلام وظن دوري احمق يعيش في السقف ان املاكه لم تعد مشغولة فغط علي الشرفة علي بعد قدم واحد منها
وتصاعد البدر كهالة ضخمه ذهبية ؛يمتد حولها شعاع شاحب راح ينعكس فوق الماء ورغم هذا السحر كله لم تتحرك ولم تر الثعالب الراكضة كالاشباح التي تقفز حول الحديقة قبل ان تستقر في شجرة المانجا
اخيرا قطع صوت مختلف احساسها الاعزل ...ربما لانه غريب فعلا فلا سبب يدعو الي ان تقف سيارة قرب باب الحديقة فهذا الكوخ هو المنزل الوحيد القابع في نهاية الطريق الترابي ....احست ببعض الارتباك وهي تدير رأسها نحو الصوت فرأت انوار السيارة الاماميه ؛والنور الداخلي حين انفتح الباب ؛ونزل السائق....
|