كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
قالت ضاحكة :
-اه لتكن الشاقه انني افضلها ؛اضف الي هذا انني معتادة علي السفر الشاق...ولطالما سافرت من "كايب يورك" الي "بيروزفيل" مع ابي
نظر كريس الي وجهها المشرق المتحمس بدون ان يبتسم وقال:
-ثمة مخاطر كثيره ستحدق بنا
ظنت ساعتئذ ان ملاحظته غريبه ولذا نسيتها .
وكان ان استاجرا دليلا من معارف كريس وهو رجل هادئ مرح ؛يملك معرفه كبيره عن افريقيا وحيواناتها ....استاجرا سيارتا لاندروفر وادوات المخيم اضافه الي مساعدين افريقيين ....وفي غضون ثلاثة اسابيع تمكنا من رؤيه مناظر خلابه ليس فقط في البراري بل في القري والناس .
وانطلقت الكاميرا مع ترايسي بلا حدود ..وكذلك سعادتها ...وكانت تضطر احيانا الي ان تقرص نفسها عندما تلتقط الصور لجبال كينيا ؛وكامانجارو وكانت مسيرتهما تكمل طريقها نحو "ريفت فالي" وحول "نيغورنغو كارتر" والي شواطئ بحيرة فيكتوريا.....
كانت في كل الامكنه التي يتوقفون فيها تصادق المحليين وتصورهم وتصر علي ان تجمع الاولاد حولها ليصورهم كريس معها
حتي اطلق عليها الافريقيان المسافران معهما اسم"السيده ماما"
منتديات ليلاس
وكان هذا هو اليوم الاخير فراحت توضب صندوق الطعام بعد الفطور غدا سيعودون الي نيروبي للبدء برحله العوده الي الوطن ...اما الليله فمدعوان الي "برايي فيلز "التي تعني بالافريقيه حفل شواء
ايمكن ان ينسي المرء ابدا سحر "برايي فليز"؟ هل من الممكن ان ينسي المرء الشجيرات المتناثره ورائحه اللحم المشوي فوق النار المفتوحه التي تعطي طعما مختلفا عن شوائه علي صفيحه "الباربكيو "المعروف .
كان يحدق بهما قطعان الحمير الوحشيه ولكنها كانت مختبئه كما كانت قطعان الغزلان والزرافات وافراس النهر وكان يعبق حولهم رائحة حيوانات لم تصدق انها موجوده ولكنها كانت تعرف انها لن تنسي نظرتها الاولي لفهد كان مستلقيا علي جذع شجرة او القردة او النمر الذي شاهدوه في الصباح الباكر ....ثم الفيله والاسود والثيران البريه ووحيد القرن لذا اضطر توم ومساعداه للقيام بحراسه الليله ليلتين متواليتين اتقاء لشرها
قطع كريس حبل افكارها:
-هل ترافقيينا ترايسي؟ام نتركك هنا
تنهدت مبتسمه :"اتيه"
ودست يدها في يده الممدوده
وفيما كانوا في الطريق انثقب اطار فاطاح بنشاط ترايسي فرأت الرجال الاربعه ياخذون ادوارهم يلهثون ويشدون . ويستخدمون لغه لا يستحب سماعها فقد انكسر مقبض المفتاح ولم يبق امامهم سوي استخدام مفتاح عادي صغير...
اخفت ترايسي ابتسامتها ثم ابتعدت عن الرجال مقررة ان من الافضل استغلال الكاميرا لتصوير المناظر ....وهكذا راحت تتجول .....وفي خضم هدوء الدغل وحرارته نسيت الرجال وتوترها .
انه اخر يوم تقضيه هنا فغرقت في هذا العالم الساحرولم تنتبه الي ابتعادهاعن اللاندورفر ....كانت تخفض الكاميرا حين كادت تتعثر بشبل اسد ..شهقت ثم حدقت الي فرائه الناعم وفمه الواسع واسنانه الحادة ةلسانه الوردي
فجأة توقف العالم من حولها وصمت فشعرت ببرد قارس لانها ادركت معني هذا .....نظرت الي الاشجار الصغيره الشائكه ؛واحست بشلل تام وهي تحدق الي عيني اللبوءة الضخمه الواقعه علي بعد عشرة اقدام
ابتلعت ريقها .....يالله ! ادهشها ان تقدر علي ابتلاع ريقها ....وعلي الهمس ياالله ماذا فعلت بنفسي جاء صوت كريس من خلفها
-ترايسي ....ارتدي الي الوراء كما انت ببطء
نضج العرق البارد من جسدها ولكنها نفذت ما قيل لها ...اغمضت عينيها عندما امتد ذنب اللبوءة خلفها كقضيب مستقيم ؛ ثم زمجرت بصوت مرعب راعد ....جاء صوت توم من مكان ما الي يمينها:
-تابعي السير ترايسي
وتابعت المسير وكان يرافق كل خطوة تخطوها عذاب وخوف خاصة بعدما سمرتها في مكانها العينين الصفراوين...ثم اصطدمت بشئ ..... انه كريس الذي امسكها ودفعها الي ما وراءه وتابع المسير قائلا بهدوء:
-لاتذعري .....تابعي المسير
تنفست بصوت متحشرج :"ماذا عن؟
-نفذي ما اقول ؛ترايسي
بدا لها ان دهرا قد مر ولكنها كانت دقائق .فيما بعد حملتها خطواتها الي جانب اللاندورفر وحملتها ذراعان سوداوان اليه
ثم اخذكريس يتراجع ؛ ووقفت اللبوة مطأطئة تحرك ذنبها من ناحيه الي اخري ببطء ...لم تكن تركز نظرها علي كريس وحده بل ايضا علي توم الذي كان يتراجع ببطء وبندقيته مصوبه اليها .
ورغم مظاهر استكانه القطه المتوحشه كانت ترايسي مقتنعه انها علي وشك الوثوب علي احد الرجلين ولكن ثمة ما الهاها عنهما فقد تثاءب الشبل وراح يركض متعثرا ليرمي نفسه تحت قوائم امه في الوقت نفسه وصل كريس وتوم الي اللاندورفر ....وزمجرت اللبوءة وكشرت عن انيابها ثم اخفضت رأسها والتقطت شبلها باسنانها وارتدت الي الدغل
مسحت ترايسي العرق عن وجهها وبدأت ترتجف فتسلق كريس الي السيارة عيناه تلمعان غضبا
-ايتها الحمقاء....ايتها الغبيه ....حمقاء صغيره ....الن تتعلمي ابدا التعقل ؟انت هنا منذ ثلاثه اسابيع ولم تفهمي حتي الان ابسط قاعده وهي الا تتجولي وحدك ...لااستطيع ان اشيح نظري عنك لحظه ...انت لا تحتاجين الا الي جلد بالسياط ترايسي لانك لم تعرضي فقط حياتك للخطر. بل حياتي وحياة توم وحياة اللبوءة .فيما لو اضطر توم الي اطلاق النار عليها وعلي شبلها كل هذا بسببك ترايسي باربرة تشستوثون! لانك لا تتوقفين هنيهة للتفكير
نظرت ترايسي اليه ؛وجهها شاحب ودموعها منهمرة علي وجنتيها
-انا اسفه
-اسفه ...الم يحن الوقت لتكبري وتتوقفي عن الاعتذار للناس ؟
امسكها بكتفيها يهزها حتي اصطكت اسنانها وهمست :
-ارجوك ....احس بالغيثان
وتقيات خارج اللاندورفر لكن حين انتهت بدا ان كريس قد صب جام غضبه عليها وانتهي فحمل اليها منشفه رطبه وطفق ينظف لها وجهها بنفسه ؛وكانها طفله مع ان عينيه كانت باردتين وعرفت انه لم يسامحها بعد الحادثه احبطت عزيمتها طوال اليوم مع انه يذكر اي منهم ما حدث وتصرفوا وكأن شيئا لم يحدث
تلك الليله ؛اوت ترايسي الي سريرها باكرا كسيرة الفؤاد متعبه بشكل لا يصدق ؛ولكنها وجدت نفسها غير قادرة علي النوم فاستلقت مدة طويله علي الفراش المنفوخ بالهواء الذي تشاركه مع كريس ؛تراقب النار المنعكس وهجها علي جوانب الخيمة
ربما لانها كانت في غايه التعب لم يخطر علي بال كريس وتوم اخفاض صوتيهما فسمعت توم يقول:
- يارجل ...الاسود غريبه الاطوار ....انها مخلوقات لا يمكن النبؤ بتصرفها ....يكمنني كتابه روايه عنهم ......وسأكتب فعلا بعدما حدث اليوم مع ترايسي
-ربما علي انا ذلك ؛ فترايسي تدأب علي ان تجذب المتاعب
تالمت ترايسي مما سمعته
قال توم :
_بكل تاكيد .....لقد فكرت لاول وهلة قبل ان اضع يدي علي البندقيه انها هالكه ولكنها لم تقصد اي اذي
-انها لاتقصد شيئا ابدا
-كنت قاسيا جدا عليها .... اتعرف ما اظن اعرف انه يجب علي الا اتدخل ..لكنني احس بانها بحاجه الي اولاد .....انظر فقط الي الطريقه التي تجذبهم اليها حيثما تذهب وليس البشر فقط ....انها ولدت لتكون اما "السيده ماما"
منتديات ليلاس
مضي وقت طويل قبل ان يتكلم كريس وحين تكلم كان يختار كلماته بحذر :
-انها صغيره جدا ....اتساءل احياناعما اذا كان من العدل لها ان ننتظر
-ليست صغيره الي هذا الحد ....انها ناضجه ....علي اي حال ليس الامر من شاني ....ياللعجب كم شبل كان لهذه اللبوءة في الدغل
استمرت ترايسي تصغي اليهما وقتا طويلا .تركز بحذر لئلا تفكر في ما قاله كريس عنها....ولكن سرعان ما جرفها النوم بدون ان تعي.
استيقظت باكرا في الصباح فوجدت كريس مستيقظا الي جانبها يراقبها تحت نور الفجر الرمادي ...لم يقل شيئا ؛بل حدق الي عينيها فقط ثم لاح ظل ابتسامه علي شفتيه وقال:
-هل سنكون صديقين اليوم "سيده ماما"
مد يده ليمسك بخدها ...
ابتلعت حشرجه علقت في حلقها وقالت :
-اجل ؛اه اجل ارجوك...
.........نهاية الفصل الخامس.........
|