العواء السادس
-ليلى هل سترافقينني أم لا؟؟
لعبت ليلى بخصلات شعرها الأشقر، وهي تتأمل وجهها على مرآتها الطويلة
ثم قالت في خفوت:
-هل صلاح بالمنزل؟؟
هزت سمرا رأسها نفيا، وهي متضايقة لتجاهل صديقتها لسؤالها، ثم تنهدت
بعمق وهي تقول:
-ليلى صلاح لم يعد كما كان
التفتت إليها ليلى وقد اغرورقوا عيناها العسلية، قائلة:
-كفى أرجوك لا تقولي ذلك..
ابتسمت سمرا في تكلف وهي تتابع:
-عليك أن تتحدثي إليه
هذه المرة لم تعد تستطيع ليلى حبس دموعها أكثر، وهي تتساءل في
سخرية رغم صوتها المخنوق:
-وماذا أخبره؟؟ أرجوك تزوجني فانا كما الغبية لا أستطيع نسيانك
لو كانتا في ظروف أخرى لضحكت صديقتها لكنها لوت شفتيها بدل ذلك،
وهي تتساءل في حيرة كبيرة:
-لست أدري ما الذي جعله يتغير فجأة؟؟
حملت مشطا من أمامها ومررته بعصبية على خصلاتها الشقراء، وهي
تجيب:
-لقد تعرف على أخرى تناسبه أكثر، متعلمة مثله، ماذا سيفعل بواحدة أنهت
الباكلوريا، ولم تدخل للجامعة حتى..
شعرت سمرا بالاهانة لكلام صديقتها فقالت معاتبة إياها:
-ليس صلاح من يفعل ذلك، يا ليلى أنت تعلمين أنه يحبك كثيرا، وكان يعلم
منذ البداية أنك لم تتابعي دراستك نظرا لظروفك، مثلي أنا أخته والتي لم
أحصل على الباكلوريا كما تعلمين، لأعتني بالبيت وبأمي المريضة..
-لست أدري يا سمرا لم أعد أستطيع التفكير، بعقلانية،
ربتت على ذراعها وهي تجيبها:
-أشعر بك يا صديقتي، لكن الحال من بعضه حتى نحن أصبحنا نكاد لا نراه
إلا نادرا..
وابتسمت في حماس قائلة:
-والآن هل سترافقينني؟؟
حركت رأسها وهي تنهض قائلة بعصبية مصطنعة:
-هيا أيتها اللحوحة، لن أتخلص منك إلا إذا رافقتك
وبعدما جهزت طاولة الأكل لوالدها الذي سيعود في الرابعة عصرا من
شغله، ووقتها فقط يتناول غذاءه بعد الصلاة، ثم ارتدت جلبابا مغربيا،
وخرجت رفقة سمرا للسوق، يمتعان أعينهما بمختلف البضائع الموضوعة..
توقفتا كثيرا أمام دكاكين مختلف للعطارة، والأثواب، وتجهيزات المطبخ،
وملابس النساء، وكذا بدلات الرجال الرسمية..
أخيرا توقفتا أمام شخص يبيع مواد غذائية..
همست سمرا في أذن ليلى مشيرة لعلب العصير قائلة:
-إن ثمنها مناسب جدا
وكزتها ليلى وهي تحذرها قائلة:
-انتبهي يقول والدي أن هذه العصائر تكون قد انتهت مدة صلاحيتها، يا سمرا
قلبت سمرا عيونها وهي تقول:
-أوووه كفي عن سماع ذلك يا ليلى اقرئي لا يزال شهر على انتهاء
الصلاحية..
والدك عجوز يهذي..
ضربتها ليلى وهي تعاتبها:
-لا تقولي ذلك على والدي..
-حسنا لن أقول والتفتت إلى الشاب الذي يبيع تلك العصائر سائلة إياه عن
ثمنها
-خمس دراهم..لا غلاء على مسكين..
ضحكت لعبارته وهي تتساءل في خبث:
-قلي لم هنا تباع أرخص بكثير من البقال..
ضحك الشاب وهو يجيب:
-البقال يا أختي يضيف إلى ثمنها ضريبة الدكان، وثمن الكراء والماء
والكهرباء
وأيضا العمال الذين يعملون عنده..أما نحن فكما ترين السماء فوقنا
والأرض أرض الله..لا تابع ولا متبوع وكل ما نحصل عليه من ربح فهو
فضل من الله عز وجل..
-فتحت محفظتها وأخرجت قطعة نقدية منها، وهي تساومه قائلة:
-دعني آخذها بأربع دراهم فقط..
-أووه لا يا
سيدتي سأخسر الكثير معك..
-حسنا أعطني علبتين من فضلك..
ولف لها العلبتين في كيس بلاستيكي، وتابعت مسيرتها مع ليلى وهما يقفان
عند كل بائع يسألانه عن الثمن، ثم بعد ذلك يتركا له بضاعته بين أيديه،
ليتمتم بغضب:
-بما أنكما لن تشتريا فلم تتعباني بكثرة الأسئلة..
توقفت حينما رأت أنور وهو يجلس مع جماعة من الشباب، وهم يلفون
سجائر الحشيش، فأمسكت ليلى من يديها وهي تسرع بخطاها، لم تستطع
ليلى إلا أن تحاول أن تساير سرعتها، وقلبها يلهث..
وقد حمدتا الله حينما لم ينتبه لهما أنور، وإلا لكان أزعجهما كما العادة..
بعد ما تعبتا من اللف في السوق، عادتا في طريقها للبيت..
ارتفعت دقات قلب ليلى وضغطت بيديها على يدي رفيقتها، التي لم تعرف
كيف ستتصرف وهو يتقدم نحوهما بهدوء..
ألقى تحيته، فلم تجبه ليلى بل نفضت يديها بقوة من يدي صديقتها التي
كانت تحاول أن تحكم قبضتها عليها، حتى تقف، وأسرعت بخطواتها..نحو
منزلها
وقبل أن تفتح الباب أوقفها وهو يسألها:
-ما بك يا ليلى؟؟
تأملته وحينما أدركت أنها ستبكي، فتحت الباب ودخلت تاركة إياه في ذهول
عاد لينظر لأخته التي ظلت تقف هناك تراقبه، ثم تابعت سيرها هي أيضا
نحو منزلها المقابل لمنزل ليلى..
تبعها صلاح وهو يتساءل في حيرة:
-ماذا حل بكما؟؟ ألا تريدان الحديث معي؟؟
تنهدت بعنف وهي تجيب:
-ماذا يا صلاح؟؟
حرك عينيه بعجز وهو يتساءل في خفوت:
-ما بها ليلى؟؟
فتحت البراد ووضعت فيه علبتي العصير، ثم التفتت إليه وهي تتساءل:
-صلاح أ تحب ليلى؟؟
بدا الارتباك عليه، صحيح أنه يعتبر سمرا كصديقة مقربة له، وليست أختا
لكنه لم يعتد أن يتحدث معها بموضوع ليلى أبدا..
حينما بدا له ذلك الشك الذي طفا عيونها، أجاب بثقة:
-أجل يا سمرا أحبها، وظننت أن الأمر باد علي..
ابتسمت بخفوت وهي تجيب:
-إنه باد يا أخي لكن ليلى تعتقد أنك..
ابتسم وهو يجيب:
-اعرف كيف تفكر تلك الغبية، التي أحببت أخبريها أنه ليس هناك سواها،
فقط علي أن أحصل أولا على عمل يليق بها، وسأزورهم في المنزل..
ضمته إليها وهي تقول:
-لقد أسعدتني بهذا يا أخي..
ابتسم وهو يداعب شعرها قائلا:
-هكذا إذن كان علي فقط أن أخبرك بحبي لصديقتك حتى أحصل منك على
هذه الحب الكبير...
ضربته على صدره وهي تقول:
-تعرف أني أحبك، ثم إنك لن تجد أجمل منها أبدا
قطب حاجبيه وهو يقول في استنكار:
-لن أجد أجمل منها؟؟؟
أجابت في عناد كما الأطفال:
-اجل لن تجد أجمل منها..
قال في عناد أكبر:
-ما رأيك أنه في حياتي من هي أجمل منها؟؟
قطبت حاجبيها في غضب وهي تقول:
-هيا أخبرني من هذه القبيحة التي تقول إنها أجمل من ليلى
قبل خدها وهو يقول:
-إنها أنت..
كتمت ضحكتها وهي تنظر لوجهها في المرآة الصغيرة بالبهو قائلة
بإعجاب:
-في هذا لديك حق أنا أجمل منها..
تمتم قائلا:
-لا تصدقي نفسك
وحينما بدت له وهي تبحث عن شيء مناسب تضربه به، أسرع مبتعدا
عنها..
وجدتها والدتها وهي تتوعده، فابتسمت وهي تقول:
-ألن تكفا عن تصرفكما الصبياني؟؟
سارعت سمرا بضم والدتها، وهي تقول:
-اووووه يا أمي قريبا سيملأ أولاد صلاح البيت بشقاوتهم
مسدت والدتها شعر ابنتها وهي تقول في حنان:
-وأولادك أيضا يا سمرا
ضحكت سمرا وهي تقول:
-ليس قبل أن أجد والدهم..
رفعت الأم حاجبيها وهي ترمق ابنتها، بنظرة جانبية حتى أشعرتها بالخجل
فازدردت لعابها، وهي تتجه بعيدا عن عيون والدتها..
رمت نفسها على سريرها، وهي شاردة في نقطة غير مرئية في سقف
الغرفة، ترى كيف سيكون زوجها؟؟ وهل أصلا ستتزوج؟؟
في تلك الأثناء اخترقها صوت بكر، حينما همس بحب لها أحبك..
لوت شفتيها وهي تعبث بعنف بخصلات شعرها الأسود، حينما تذكرت حقيقة
ترفض الاعتراف بها، فبكر لم يكن يعترف لسمرا، بقدر ما كان يعترف
لعفاف..
تنهدت بعمق، وهي تنهض من جديد، عليها ترتيب غرفة أنور بما أنه تركها
مفتوحة، ستكون فرصة مناسبة لإعادة ترتيبها وغسل ملابسه التي يتركها
هناك..
-أووه لا لقد كانت مجرد فكرة مجنونة، أحببت أن ازرع خوفه فقط..
لف صديقه سيجارة، ليعبئ بها صدره قبل أن يمنحها لأنور، وهو يجيب:
-عليك أن تمرغ وجهه في التراب، إنه يتحامى بالذئب، لكن ليس عليك أن
تسكت..
تأمل دخان السيجارة المعبأة بحشيش، جاء خصيصا من كتامة، كهدية له،
من صديق..وقد جلب له كمية كبيرة..كمية تجعل صلاح يقضي مدة طويلة
حتى يتعفن بالسجن..
أجاب بتخوف:
-لا إنه أخي..
مد له عباس الصديق الثالث الذي يجلس معهما كأس شاي وهو يقول:
-كأس صحراوي
-بوركت..
قال بتردد وهو يلقي نظرة متخوفة على صديقهم الثاني:
-أعرف أنه ليس لدي الحق في التدخل، لكني أجد أن ما يقوله لك إسماعيل
هو جنون فكيف ستطاوعك نفسك..
قاطعه إسماعيل وهو يقول بنبرة مهددا إياه:
-فلتصمت قبل أن تنعم بزيارة سويسرا قبله.."سويسرا اسم يطلق على السجون"
"ونهض من مكانه بعد أن دفع صينية الشاي بقدميه"إن كانت مشاعرك لا
تزال هشة فعليك أن تعلم أنك لا تصلح أبدا لتكون بيننا..
وترك أنور يقبع في صمته مفكرا في كلام إسماعيل وعباس..
عليه أن يختار إما الانضمام لعصابة إسماعيل، ويصبح له شأن هو أيضا في
المدينة، ويعمل له ألف حساب، أو العدول عن تهديده لأخيه، وتقبل سخرية
الجميع منه، خصوصا و أن الخبر بدأ بالانتشار..
منذ أن سافرا خالد وبكر معا، ليلة أمس لم يعرف عنهما صلاح أي شيء..
وقد بدأ يقلق عليهما، فقد تمت صلاة العشاء قبل ساعة، والمفروض أن
يكونا هنا..
ارتأى دخول المقهى الذي بالحي لمعرفة المزيد من الأخبار، وما إن وقف
أمام عتبتها حتى بدت له سيارة بكر الفارهة تشق الطريق تاركة وراءها
سيلا من الغبار، تنهد ارتياحا، ورعبا مما يحملانه من أخبار، ثم عقد
ساعديه أمامه وهو يبتسم بنصف ابتسامة على منظر صديقه المرتب، ليمد
يدا قوية مصافحا إياه ثم ضمه إليه بقوة، وهما يربتان على ظهر بعضهما
بحنان، يتمتمان بعبارات التحية، ضحك خالد ملئ فمه وهو يستنشق هواء
الحي:
-كم اشتقت إليك يا مدينتي..
تقدم بكر بخطوات رشيقة نحو صلاح ومد يده إليه مصافحا إياه...
ثم بعد ذلك بدت الجدية على صوت خالد وهو يقول:
-هيا يا رفاق علينا التحدث في مكان آمن..
''وتوجه بهما إلى سيارة بكر وهو يقول موجها كلامه إلى بكر" سيرافقك
صلاح إلى المرسى حيث نجلس هناك عادة..وأنا سأتبعكم بسيارتي
رمقه صلاح بنظرة عاتبة،فغمز خالد له وهو يبتسم بطفولة ..
بعد مدة لا بأس بها كان ثلاثتهم على متن قارب بشاطئ المدينة..
لم يعد يستعمله أصحابه منذ زمن، فااتخده الصديقان كمتنفس يرتاحا فيه،
ويفضفضان لبعض عن أسرارهما..
وضع صلاح أمام كل منهما كأس شاي بدون نعناع، وارتشف بدوره من
كأسه وهو يقول في حب:
-لا شيء يعيد لي مزاجي سوى كأس كهذا..
ضحك خالد وهو يخرج قطعة من الحشيش من جيبه، ويشهرها أمامهم
بعد أن طبع على جبينيها قبلة حارة:
-ولا شيء يعيدني للحياة سوى قطعة كهذه..
ابتسم بكر لكنه لم يعلق وتابع خالد بعينيه وهو يحرق تلك القطعة ثم يفركها
بين يديه، ليمزجها بتبغ سيجارته..
-الطفل يا أخي لم يكن يتعاط لأي نوع من المخدرات..
بلع صلاح ريقه بصعوبة، وهو يرد على صديقه قائلا بدهشة:
-ماذا تقصد؟؟
تراجع خالد للوراء، وهو ينظر لبكر حتى ينقذه ويأخذ على عاتقه مهمة إخبار صلاح:
-حينما ذهبنا قابلنا أسرته، كانوا أناسا طيبين وقد كان بدر طفلا يشهد له بأخلاقه الطيبة
رغم أنه يعيش في حي فقير، لكنه طفل مجتهد بدروسه ويؤدي أيضا بجانب والده فقيه
المسجد فروضه الدينية، لا أحد هناك يصدق أن الطفل يتعاط لأي نوع من المخدرات سواء
الرخيصة منها أو الغالية، بل حتى رفقاؤه كانوا على دين وخلق..
وحينها ترقرقت دمعة لدى بكر الذي جاهد وهو يقول:
-لقد كان الطفل مهووسا بكرة القدم وخصوصا فريقي، لم يتركه والده ليذهب ليشاهد
المباراة إلا بعدما أدى صلاة العصر، جماعة و ساعد أخوه في سقي الحديقة العامة بالحي،
وقد كان يشعر بالسعادة كلما ربح الفريق "وهنا مسح بعضا من دموعه وهو يتابع"كانت
صورة لي في الغرفة معلقة هناك..
بدأت الأمور تزيد صعوبة أمام صلاح، هل ما يبحثون عنه هو مجرد سراب؟؟ أي مجرم هذا
الذي لا يترك أثرا بعده؟؟ أي مجرم هذا الذي يقضي على أناس أبرياء كل ذنبهم أنهم ربما
كانوا في الوقت الخطأ والمكان الخطأ...
**********
بدت لها حبيبات العرق تتساقط من جبينه كالندى، كان يحكي بغير هدى حتى أنها شكت في
أنه طرف بعينيه..لو كان لها الوقت لأحبت كثيرا ألا يسكت فقط تسمع صوته الذي يخترق
سمعها بعذوبة..لم تر فيه صورة المجرم، لم تر في تلك الأيادي القوية يد قاتل قتل أزيد من
عشر شخص في ساعة واحدة..حتى تسمى جريمته بالمجزرة..
شعره الداكن وقوته وتلك الوسامة الرجولية التي تكتنف قسمات وجهه الأسمر، تجعل منه
بطلا للأفلام الأجنبية بلا منازع..
علمتها الحياة قبل أن تعلمها مهنتها، ألا تنخدع بما يرسمه لنا الآخرون، أو بمعنى أصح
بما يردوننا أن نراه منهم، تماما كبائعي حلوى التفاح والتي ترى فيها تلك الواجهة
المدهونة بالعسل فتلتف حولها كما يلتف النحل حول الزهر..غير عابئ بمدى طراوة وجودة
التفاح المستعمل بها..
عليها ألا تنخدع بنظراته ولا مبالاته ولا حتى بجاذبيته، فبالأول والأخير هو مجرم وتحت
كلمة مجرم عليها أن تضع ثلاث خطوط عريضة..
كي تتعامل مع قضيته بشكل مريح..
تأملت أظافره التي كانت نظيفة جدا بالمقارنة مع باقي المجرمين الذين تعرفت عليهم
وقابلتهم سابقا، أخيرا استطاعت أن تقول بصوت جاهدت كي يبدو عاديا:
-اسمع أنت الآن تحكي لي الكثير من التفاصيل، والتي لن تساعدني كي أغير الحكم..
ضرب الطاولة بعنف، حتى تراجعت للوراء وقد كانت ستضغط على زر الإغاثة، لولا أنه
قال بهدوء:
-ومن أخبرك أني أريد أن أعيش، أريدك فقط أن تسمعيني..
عدلت نظارتها وهي تنظر للساعة بيديها لا يزال ساعة إلا ربع على انتهاء الجلسة لهذا
اليوم، لا بأس ستحاول ألا توقفه حتى يتسنى لها معرفة المزيد عن سمرا في حياته، فما
عرفته من وسائل الإعلام والتي وجدت في قصته الكثير من الإثارة حتى تزيد من دراهم
جرائدها، وتثير جلبة حول الموضوع غير كاف..بسطت يديها وهي تومئ له برأسها..
-في تلك الأثناء تاه الجميع بمن فيهم صلاح، كان الأمر بمثابة بحث عن إبرة في قاع البحر،
كل منهم يفكر بطريقته، ليعود إلى نفس النقطة..
ومضت السويعات وتملكهم النوم وهم على حالهم، ليس هناك من حل..
كان بكر أول من استأذن فقد غاب عن والدته دون أن يعلمها وحتما ستكون خائفة عليه
وبقي صلاح وخالد الذي تمدد على لوحة خشبية مغطاة بثوب خشن، واضعا إحدى قدميها
على الأخرى وهو يحرق صدره بدخان الحشيش:
-ستصلني غدا شحنة من الحشيش من كتامة، أعتقد أنها ستكون مربحة إذا لم يتدخل
"الحناش" فيها أوووه يا صاحبي أول عملية بعد موت أبو سكة، رحمه الله كان يقول دائما
أفديك بروحي أيها الذئب'حينها لاحظ أن صلاح في واد غير واد خالد فقال بتأفف' إيه أيها
الذئب إلى أين وصلت؟؟
ابتسم صلاح وهو يقول: