لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-10, 01:46 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم..
اهلاا وسهلاا فيتس اختي هنااا بكوكبه كتااااب ليلااااس المبدعين .. واتمنى من كل قلبي مااا تتركين كثره الردود وقلتها حاجز للابداع ولاكمال القصه.. يعني بالمختصر القصه بنتس انتي ومافيه احد يهمل اولاده ويتركهم بدون عنااايه واهتماام حتى يكبروا ويكون لهم وزن بالمجتمع والقصه بالنسبه للكااتب /هـ تحتااج رعاايه واهتمام والتزام حتى ياصل فيهاا لبر الامان ووتدخل بمصاف القصص المكتمله اللي يحبون النااس داائما قرااءه ولا تكون قصه مبتووره ولاا قيمه لها..
.
بالنسبه للقصه .اعجبني جداا جدااا وظيفة البطله منى.. محااميه .. وااي يعني فيه قضايا وفيه لصووص وفيه مجرمين وفيه تجار مخدرات ومستحيل طبعاا بيكون الجميع برئ..
بس الحين خلينااا بالسجين الذئب.. السجين هذاااااا من الحين باين ان قضيته بتغيير حيااة منى يا انها بترفعها للاعلى او بتكون نقطه سودااء بسجلها الوظيفي..
الذئب باين انه معترف بالتهم الموجهه له..وباين انه ماعنده مانع يعدمونه ..يعني شكله قرفان من حياته.؟؟ بس بعد شكله واثق جداا من نفسه... وهالشي مبين لانه مثل مايقول مايحب يكون مديون لاي احد وعشان كذاا كان اختيااره لمنى اللي اعلنه انه يبي مصيرها يتغيير وحياتها الجاايه تكون اكثر شهره..بس يمكن يكون له سبب خفي وماكشف عنه لها؟؟؟
ومنى مجنووونه صرااحه كيف يكون حلم حياتها انها تقابل واحد مجرم حتى لو كانت وظيفتها تسمح لها بهالشي؟؟ بس باين انها تعرف قصة الذئب من زماااااااان ومن قبل ماتدخل عالم المحاماة؟؟

المحامي قلب القانون هل بيكون له قصه خااصه مع منى او بيكونون زملاااء بس في المحكمه وكل واحد منهم يبي يثبت انه افضل من زميله؟؟
الولد المكسيكي هل بيكون له دور بالقصه. او بس كان مشهده يوضح لنا كيف منى متسرعه بقراراتها؟؟..لان صراحه انها تعرض مساعدتها على واحد ماتعرفه من الشاارع صدمه قوويه لي.. وخصوصاااا وهي متخرعه وخايفه من شكله ومن الحلق اللي باذنه ومن شعره ومن كل شي فيه..حتى لو كان مظهر خارجي بس.. مرات المظااهر تكون اكبر دليل على تصرفات صاحبها ومرات ماااا تووصل ولا 1% من شخصيته.. فاكيد ان الحيطه والحذر مع الاثنين بتكون هي الطريق السليم..على فكره اتووقع فعلا تستخدم البطاقات وتروح للحفل الموسيقي اللي مشارك فيه هالشاب..

اختي هنااء ادري ان القصه تووها باولها بس اتووقع ان هالقصه بيكون الاكشن فيها عاالي جدااااا..ومتحمسه اعرف قصه هالسجين اللي صرااحه بااين من كلامه انه شخص مثقف كثييييييييير وذكي جداااا..

اقتباس :-  
ولدت حيث لا توجد المحرمات..

حيث لا نعترف بالعيب

حيث نصنع القوانين بأنفسنا

حيث يخضع الجميع لقانون واحد

السلاح

ولدت حيث يمكننا أن نموت قبل أن نولد
في عالم آخر...لا يعلم عنه الكثيرون
في عالم يعتقد بعضهم أنهم طوق النجاة

لنا...فلا يترددون في التفكير مكاننا..

هنا ولدت...هنا سأموت...

الذئب....

العبااره هذي اللي قالها الذئب .. تشكل خلفيه لحياته وطريق وصوله للي هو فيه الحين..

بانتظااار الجزء القاادم اذا الله احيانا بكل شووق
شخصياا اعجبني الجزء اللي نزل واعتبره عنوان جيد للقصه ككل..

بالتوفيق اختي..

 
 

 

عرض البوم صور زارا   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 03:05 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف بنت نــــايف مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم
هلا ومرحبا هناء وبدايه موفقه
اجتذبت انتباهي بقوه
منى المحاميه ويومياتها مع السجين المحكوم بالاعدام

حتما ساكون احدى قارئاتك
استمري والى الامام
انتظرك الاثنين القادم


الرائعة نوف أسعدني هذا التواجد الذي انار روايتي
وإن شاء الله اكيد بتتوضح لينا الرؤية في البارت الجاي
سيسعدني تواجدك الدائم
كوني بخير

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 04:12 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-  
--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم..
اهلاا وسهلاا فيتس اختي هنااا بكوكبه كتااااب ليلااااس المبدعين .. واتمنى من كل قلبي مااا تتركين كثره الردود وقلتها حاجز للابداع ولاكمال القصه.. يعني بالمختصر القصه بنتس انتي ومافيه احد يهمل اولاده ويتركهم بدون عنااايه واهتماام حتى يكبروا ويكون لهم وزن بالمجتمع والقصه بالنسبه للكااتب /هـ تحتااج رعاايه واهتمام والتزام حتى ياصل فيهاا لبر الامان ووتدخل بمصاف القصص المكتمله اللي يحبون النااس داائما قرااءه ولا تكون قصه مبتووره ولاا قيمه لها..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ردك اختي أعطاني دفعة من الأمل، والثقة، عندك حق هي فعلا ابنتي وقد شعرت بها وهي تتكون بمخيلتي كما تشعر الأم بتكون جنينها، وعايشت فترة المخاض فيها، الرواية الحمد لله كاملة والحمد لله كمان أنا بحاول دائما حتى في حياتي أن أكون ملتزمة بمواعيدي أسال الله أن يوفقني وإياكم للخير، ومايصير طارء يعطل الرواية..


اقتباس :-  
.
بالنسبه للقصه .اعجبني جداا جدااا وظيفة البطله منى.. محااميه .. وااي يعني فيه قضايا وفيه لصووص وفيه مجرمين وفيه تجار مخدرات ومستحيل طبعاا بيكون الجميع برئ..

خصوصا أنها لا تزال جديدة في هذه المهنة من الصعب التعامل مع المجرمين، والجلوس معهم في مكان واحد والاهم من هذا الدفاع عنهم..
فكما قلت ليس كل مسجون بريئ بيد أنهم كلهم يحتاجون لمحامي يدافع عنهم...فهل ستنجح منى ام لا ؟؟


اقتباس :-  
بس الحين خلينااا بالسجين الذئب.. السجين هذاااااا من الحين باين ان قضيته بتغيير حيااة منى يا انها بترفعها للاعلى او بتكون نقطه سودااء بسجلها الوظيفي..
الذئب باين انه معترف بالتهم الموجهه له..وباين انه ماعنده مانع يعدمونه ..يعني شكله قرفان من حياته.؟؟ بس بعد شكله واثق جداا من نفسه... وهالشي مبين لانه مثل مايقول مايحب يكون مديون لاي احد وعشان كذاا كان اختيااره لمنى اللي اعلنه انه يبي مصيرها يتغيير وحياتها الجاايه تكون اكثر شهره..بس يمكن يكون له سبب خفي وماكشف عنه لها؟؟؟
ومنى مجنووونه صرااحه كيف يكون حلم حياتها انها تقابل واحد مجرم حتى لو كانت وظيفتها تسمح لها بهالشي؟؟ بس باين انها تعرف قصة الذئب من زماااااااان ومن قبل ماتدخل عالم المحاماة؟؟

قراءة رائعة منك وبل راقية في أسلوبها أختى، اعجبني وقوفك على شخصياتي وتحليلها بتلك الدقة، بالفعل فقد كان له صيت بالمدينة
حتى أن منى كانت تتمنى أن تقابله ذات يوم وقد تحقق حلمها، لكن ماذا بعد؟؟
سنعرف بالتأكيد بحول الله


اقتباس :-  
المحامي قلب القانون هل بيكون له قصه خااصه مع منى او بيكونون زملاااء بس في المحكمه وكل واحد منهم يبي يثبت انه افضل من زميله؟؟

في أي حال من الأحوال فالمهمة ليدهما صعبة
الكل ينتظر ما ستجود به الأيام


اقتباس :-  
افضل من زميله؟؟
الولد المكسيكي هل بيكون له دور بالقصه. او بس كان مشهده يوضح لنا كيف منى متسرعه بقراراتها؟؟..لان صراحه انها تعرض مساعدتها على واحد ماتعرفه من الشاارع صدمه قوويه لي.. وخصوصاااا وهي متخرعه وخايفه من شكله ومن الحلق اللي باذنه ومن شعره ومن كل شي فيه..حتى لو كان مظهر خارجي بس.. مرات المظااهر تكون اكبر دليل على تصرفات صاحبها ومرات ماااا تووصل ولا 1% من شخصيته.. فاكيد ان الحيطه والحذر مع الاثنين بتكون هي الطريق السليم..على فكره اتووقع فعلا تستخدم البطاقات وتروح للحفل الموسيقي اللي مشارك فيه هالشاب..

بالفعل أحيانا لاتوحي ملابس الشخص من طبيعته وكما نعرف ان منى محامية وقد عايشت مجرمين ولصوا كثر، فربما تكون المبالغة والتهور والمغامرة هي مكمل لشخصيتها

اقتباس :-  
اختي هنااء ادري ان القصه تووها باولها بس اتووقع ان هالقصه بيكون الاكشن فيها عاالي جدااااا..ومتحمسه اعرف قصه هالسجين اللي صرااحه بااين من كلامه انه شخص مثقف كثييييييييير وذكي جداااا..

أشدد على هذه القراءة الرائعة منك والتي قد أدهشتني
يبدو أني امام قارئة متكنة مما يدور خلف السطور




اقتباس :-  
بانتظااار الجزء القاادم اذا الله احيانا بكل شووق
شخصياا اعجبني الجزء اللي نزل واعتبره عنوان جيد للقصه ككل..
بالتوفيق اختي..

الله يوفقك وصدقيني لقد جعلني ردك الراقي احمد الله أني بعد تردد
قد أخذت قرار الالتحاق بصرحكم والتوسع بروايتي الجديدة وعدم حصرها في منتدى واحد
لك كل الشكر ياغالية
موعدنا يوم الاثنين لا تنسي ذلك بأذن الله
حتى ذلك الموعد اتركك في حمى الرحمان

هناء

 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 12:16 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 165861
المشاركات: 72
الجنس أنثى
معدل التقييم: هناء الوكيلي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هناء الوكيلي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

العواء الأول
نجاح



قبل أن تطرق الباب أخرجت كعادتها مرآة صغيرة على شكل قلب، وإن كسرت حوافها لكنها

لا تزال تفي بالغرض، وألقت نظرة على وجهها الذي تكسوه سمرة الصيف، لتبلل أحد

أصابعها بريقها وترتب حواجبها البنية والمرسومة بعناية،أنزلت بعضا من خصلات شعرها

الأشقر على وجهها، ووضعت حمرة خفيفة على شفتيها الصغيرتين ومن نفس أحمر

الشفاه مسحت منه على وجنتيها كي تعطيها حمرة ورونقا كابنة عمتها الصهباء التي

قضت عندهم هذا الأسبوع، تنفست بعمق وعادت تحمل تلك السلة الصغيرة والممتلئة

بفطائر محلاة أعدتها لهذه المناسبة والتي انتظرتها مطولا..

وفجأة فتح الباب ليتسمر وجهها والذي أصبح مدرجا بالحمرة الطبيعية، والتي يسببها

وقوفه أمامها..

تاهت عما ستقوله وقد سبق وأن جهزت كلاما يليق بهذه المناسبة لكنها كعادتها تتوه أمام

نظراته، أما هو فقد عقد ساعديه أمامه وأسند جسمه القوي على الحائط يمتع نفسه

بارتباكها وخجلها..ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول أن تجعل عبثا صوتها طبيعيا ثم

همست وقد أخفضت عينيها العسليتين والتي تحيطهما أهداب طويلة:

-هل خالتي زهرة موجودة؟؟

بدت التسلية تطفوا على عينيه وهو يقول في خبث لم يخف عليها كي يزيد من إحراجها:

-وهل قدمت من أجل خالتك؟؟

تنحنحت قليلا وهي تقول في صوت أشبه بالهمس:

-جئت أراها وأقول لك ألف مبروك

علت ضحكته وهو يجيب:

-لو لم تنطقيها لكنت غضبت منك

هذه المرة استطاعت أن تنظر إليه وهي تقول:

-لقد كنت سعيدة بالخبر وأنت تستحق كل خير..

أجاب وهو يسمح لها بالمرور لتدخل للمنزل:

-شكرا لك لكن قريبا سآتي لأشرب فنجان القهوة مع عمي

ارتعشت وحمدت الله أنها كانت قد أعطته ظهرها وإلا لانفجر ضاحكا على وجهها والذي

تعلم جيدا أنه أصبح كالطماطم الآن

-وماذا ستخبره أنك لا تزال تبحث عن عمل؟؟

كان هذا جواب أخته سمرا وهي صديقة ليلى وجارتها، والتي أشارت لها وهي تمنحها سلة

الفطائر بالصمت بينما قالت في خفوت:

- سترين سيشتغل غدا بإذن الله ويصبح مهندسا رائعا..

ضحك صلاح وهو يتناول إحدى الفطائر ويتذوق طعمها اللذيذ، ليقول:

-هل رأيت صديقتك موافقة علي..؟؟

ازدادت حمرتها وهي تقول في غضب مصطنع:

-هذا جزائي لأني دافعت عنك..

جذبتها سمرا من يديها وهي تقول:

-لا تعيريه انتباها منذ حصوله على المركز الأول على دفعته، وهو هكذا مغتر بنفسه

فتحت ليلى عينيها اندهاشا، هي تعرف أن صلاح ما شاء الله شاب مجتهد وكل الحي يشهد

له بحسن سلوكه ورغم أنه لم يتجاوز الخامسة والعشرون إلا أنه أنهى دراسته الجامعية

بعدما درس ثلاث سنوات بعد الباكلوريا، في معهد متخصص لتهيئة المهندسين وقد حصل

على المركز الأول أيضا، ثم بعد ذلك اشتغل مع والد ليلى بالمعمل الذي يشتغل فيه وقد

توسط له، لكنه وكعادته والحمد لله لم يخجله بل بالعكس كان المدير معجبا به كثرا، لكن مع

ذلك لم تستطع أن تمنع نفسها من الانبهار وهي تتساءل:

-هل حصل على المركز الأول؟؟

هزت سمرا رأسها وهي تقول في سخرية:

-بعض الناس محظوظة

وكزتها ليلى على كتفها وهي تنهرها:

-لا تقولي ذلك يا سمرا كلنا نعلم أن صلاح مجتهد حفظه الله ورعاه

تعالت ضحكة سمرا وهي تتأكد من خروج صلاح:

-دافعي عنه طبعا ومن يشهد للعروس؟؟

احمرت ليلى وكتغيير للموضوع سألت:

-أخبريني أين خالتي زهرة؟؟

خرجت امرأة في الأربعينات من عمرها، من إحدى الغرف الواسعة التي تتواجد في الطابق

السفلي، لتسند نفسها بصعوبة على جدار الغرفة وهي تلهث من شدة التعب:

-أنا هنا يا غاليتي

أسرعت إليها ليلى وهي تقبل يديها بحب، وتساعدها على السير حتى البهو الفسيح والذي

تتوسطه نافورة قديمة لم يعد بها ماء، وتجلسها على إحدى الكنبات المغربية الأصيلة

والتي تغير لونها من كثرة الاستعمال، مع أنها لا تستعمل إلا للمناسبات، وكم من مناسبة

مرت عليها، وكم من عائلة طلبتها لها في مناسباتهم أيضا؟

-لا تتعبي نفسك يا خالتي

ابتسمت زهرة وهي تربت على شعر ليلى، لتقول بحنان:

-أتمنى أن أراك عروسة يا ليلى

أحنت رأسها للأرض وهي تجيب:

-إن شاء الله و ترين أولادي أيضا

خرجت سمرا من المطبخ السفلي حيث كانت تجهز للحفل بالمساء، وهي تقول في تذمر:

-هل قدمت لمساعدتي أو للحديث مع والدتي؟؟

رفعت ليلى حاجبيها وغمزت بعينيها وهي تهمس للوالدة:

-علي أن أذهب وإلا جذبتني من شعري..

بعد ذلك انهمكتا في الحديث وهما يجهزان الطعام ويصففان الحلويات وكؤوس الشاي في

الصواني، قالت سمرا وهي تمسح يديها:

-لقد انتهينا..

"هزت ليلى رأسها إيجابا في حين تابعت سمرا بحماس"سأذهب علي أن أغير ملابسي

بعدها يمكنك الذهاب أيضا لتغيير ملابسك يا ليلى.

أجابتها ليلى:

-لقد جلبت معي ملابسي إلى هنا،

-جيد إذن سأغير أنا بعدها تذهبين أنت اتفقنا

-حسنا..

تنهدت ليلى وهي تتأمل المطبخ الصغير والذي يسع شخصين فقط كأكثر تقدير، لكن مع ذلك

كل شيء نظيف ومرتب، تأملت الرفوف البسيطة والتي تتدلى منها ستائر صوفية نسجتها

والدة صلاح حينما كانت بصحة جيدة قبل أن ينهكها المرض، ولمست بأناملها قطع الزليج

المغربي القديم والذي كسرت بعض من قطعه بفعل الزمن، البيت يعود في الأصل لجدود

والده رحمه الله وهو الإرث الوحيد الذي حظي به أولاده بعد موته، ورغم أن البيت أكل

عليه الزمان، إلا انه لا يزال دافئا، ويبعث بالأمان..

-كيف حال الجميلة؟؟

انتفضت من مكانها وهي تقول بصوت حازم:

-بخير

تفحصها من شعرها حتى أخمص قدميها بنظراته الوقحة والتي لطالما كرهتها ليلى وهو

يقول في خبث:

-هل جئت لتهنئة المهندس؟

قالت في اشمئزاز:

-هل أنت سكران؟؟

ضحك وهو بالكاد يستطيع أن يصلب طوله، ليجيب:

-خمر؟؟ أعوذ بالله إنه مجرد صاروخ كتامي "كتامة هي إقليم بالمغرب معروف بزراعة

الكيف ومعروفة بالحشيش الجيد ورغم الجهود المبذولة من طرف الدولة إلا أنها لا تزال

عاجزة على التصدي لهذه الآفة والتي تدمر الشباب يوما بعد يوم"

أجابت والشفقة تكاد تقتلها:

- أنور اذهب من هنا لا نريد أن نفسد الحفلة بسببك

تغير صوته والذي كان ساخرا قبل قليل ليمتلئ حزنا وهو يجيب:

-لم يا ليلى ترفضينني؟؟ قلت لك مرارا أني سأتغير من أجلك

ابتسمت وهي تقول بنبرة هادئة وحنونة:

-أنور أنت أخي

قال مستنكرا:

-أخوك هو من يشاركك الحالة المدنية وليس أنا، ثم فيما أحسن مني صلاح ؟؟ أجيبي

قلبت عينيها في نفاذ صبر وهي تقول:

-أنور كف عن إزعاجي الآن وإلا أخبرت صلاح بالأمر

شاط أنور غضبا حينما هددته ليلى بأخيه، فلم تشعر به إلا وهو يدفع كؤوس الشاي التي

سبق وأن حضرتها مع سمرا للحفلة..

أبعدت قدمها الحافية بسرعة قبل أن تضربها قطعة زجاجية حادة، وهي تقول في غضب:

-هل جننت؟؟

كان قد أمسكها بعنف من شعرها حينما، صرخ صلاح والذي أسرع نحو المطبخ هو ووالته

التي بدت متعبة جدا وسمرا التي أمسكت بوالدتها كي لا تقع:

-ابتعد عنها أيها السكير..

أرخى قبضته عنها وراحت تبكي على صدر خالتها زهرة التي بدت عاجزة تماما عن

تهدئتها في حين قال أنور بسخرية وهو يصفق:

-أهلا بالنجم والبطل الخارق الذي ينقذ حبيبته من..

لم يستطع أن يتابع كلامه بعدما امسكه صلاح من ياقته وهو يقول من بين أسنانه:

-كف عن تصرفك أيها الحقير

أزاح أنور يد أخيه الذي يصغره بسنتين وهو يقول بنبرة ساخرة كعادته:

-وإن لم أكف ماذا ستصنع؟؟

كانت تلك اللكمة القوية التي أطاحت بأنور على الأرض ردا كافيا له، صرخت والدته

بضعف:

-صلاح؟؟

لم يكن ليجيبها وقتها فقد كان يغلي من الداخل على تصرفات أخيه والتي لا تجلب لهم سوى

العار، أما أنور فقد نهض ببطء من شدة تمكن المخدر من جسده، وهو يمسح تلك الدماء

التي كانت تنزل من شفته السفلى..ليقول مهددا أخاه:

-ستندم أيها الحقير.. فأنت لم تعرف مع من لهوت

هز صلاح رأسه في استخفاف في حين تجاوز أنور والدته بعدما أزاح يديها بعنف عن

قميصه.

سارعت ليلى وسمرا لتنظيف المكان قبل أن تعترف سمرا في حزن:

-لقد كسر كل الكؤوس يا ليلى ما العمل؟؟

أزاحت ليلى التي كانت لا تزال تحت الصدمة بعضا من خصلات شعرها، لتجيب بعد لحظات

من الصمت بخفوت:

-سأذهب للمنزل وأحضر كؤوسا..

ابتسمت لها سمرا بود وهي تقول:

-شكرا لك يا ليلى

وكزتها وهي تجيب:

-لا تقولي ذلك فأنت أختي..

أجابت بخبث:

-تقصدين أخت زوجك المستقبلي

علت ضحكة ليلى وهي تذهب لمنزلها المقابل لمنزل صلاح، ذاك الشاب الذي أحبته منذ أن

كانت في مراهقتها تلتقيه كل صباح حينما كانت تذهب للمدرسة، كان وقتها أنحف من الآن

وأيضا لم يكن بوسامة الآن ولا بقوة الآن، لكنها كانت جد معجبة به، ببساطة لأنه لم يكن

من النوع التافه كأخيه الأكبر والذي ما إن دخل للثانوية حتى التحق بمجموعة من الشباب

أفسدت عقله بالحشيش وهناك إشاعة تقول أنه يستعمل الكوكايين أيضا، وشرب الخمر

والذي لم يطل به الأمر حتى أصبح معروفا لدى كل مراكز الشرطة بالمدينة، لتسجل ضده

عدة محاضر حمل السلاح الأبيض، والسرقة للمحلات التجارية، ناهيك عن التعرض لبنات

المدارس، وإثارة الشغب بالملاعب الرياضية، والعديد منها..

لكنه شأنه شأن أي مخرب بالمدينة يقضي على الأكثر ستة أشهر أو سنة سجنا ليخرج بعد

ذلك أقوى وأعتى من ذي قبل..

أما والدته فقد أنهكها الجري وراءه في السجون، وحمل سلل الأكل له كل أسبوع في

زيارتها، من سجن لسجن حتى خارت قوتها، وتمكن منها المرض فحملت عذابه بقلبها

وجلست في ركن من أركان المنزل الكبير..

لتحكم على ابنتها بالجلوس من الدراسة قبل حتى أن تحصل على الباكلوريا، لتعتني

بها وبالبيت أيضا، وليأخذ صلاح على عاتقه مصروف المنزل، ويتابع دراسته بالجامعة

ورغم أن الراتب الذي يحصل عليه لم يكن ليسد حاجيتهم لكنه على الأقل كان يزيده على

الراتب الذي تركته الدولة لوالدته بعدما توفي والده والذي يقدر بثلاث مئة درهم أو بما

يعادل ثلاثين اورو أو أقل بقليل على راتبه الذي يحصل عليه من عمله كحمال للسلع

القادمة من مختلف الدول والتي بالمناسبة لا يعلم ما هي، لكنه شأنه شأن باقي العمال يسعدهم

الراتب الذي يحصلون عليه كل شهر وهو ما يقدر بألفي درهم أو ما يعادل مائتي أورو

ليصبح المبلغ الإجمالي بما يقدر ألفان وثلاث مائة درهم أو ما يعادل مائتي وثلاثون أورو

طبعا هم ممتنون لأن البيت ملك لوالدتهم أطال الله عمرها، وبالتالي فهم معفون من

طرقات صاحب البيت كل شهر عليهم، غير أنه مضطر لدفع أجرة الكهرباء والماء والتي

تكون عادة براتب والدته، أما راتبه فيشتري به مئونة الشهر، من زيت وسكر وشاي

وقهوة، ومن ضروريات، والتي تستهلك نصف راتبه تقريبا، مع تقشف كبير في الطلبات

أما النصف الآخر فيذهب نصفه أيضا في دواء والدته، والباقي يذخر منه بعض المال

للكوارث المفاجئة، والبعض الآخر يصرفه على جامعته رغم أنه يستلف الدروس من

زملائه بالجامعة..

لم تكن حياتهم بغريبة على الكثيرين الذين يقبعون في ذلك الحي الفقير، فعائلة صلاح

شأنهم شأن الجميع، هناك..يكادون يتصارعون لجلب لقمة العيش.


-ألف مبروك يا صلاح

-شكرا لك خالتي عائشة ..

-ألف مبروك عمو صلاح

انحنى أمام الطفلة الصغيرة وهو يقول:

-شكرا والعقبى لك

ضحكت بطفولة بريئة وهي تجيب:

-لا أنا تعبت من الدراسة بقيت سنة واحدة وأشتغل

استغرب وهو يسألها:

-كم تبلغين يا هند؟؟

ضحكت مرة أخرى وهي تجيب:

-بعد أسبوع سأتم الثامنة

مسح على شعرها وهو يعترف:

-سبحان الله أمس فقط أسرعنا بوالدتك للمستوصف

ضحكت عائشة وهي تجيب:

-العمر يجري يا صلاح لا ينتظرنا أبدا

التفت إليها وهو ينهض ليقول:

-لكن مع ذلك هند لا تزال صغيرة، وعليها متابعة الدراسة

تأملت عائشة طفلتها في حزن وهي تقول وكأنها تبرر بذلك تصرفها:

-ها أنت ترى يا ابني كل شيء على عينك، والدها تركها لي وتزوج أخرى حينما عرف أنها

ابنة أيضا، وليست ولدا كما تمنى دائما، وأنا تعبت من الوقوف في المعمل طوال النهار، لم

تعد لي القدرة ولا الصحة كما كنت في الماضي، ستشتغل هند السنة القادمة بحول الله

لتساعدني هي أيضا على عبئ الزمن..

ابتسم رغما عنه، لا يستطيع أن ينهرها، لأنه يعلم جيدا أنها شأنها شأن الكثيرات هنا

واللواتي إما يعانين من طلاق متعسف، أو تخلي الزوج عن زوجته بسبب عبء المصاريف

وكثرة الأولاد، آو إثقال دين، أو دخول الزوج للسجن بسبب تعاطيه للمخدرات والخمر، أو

المتاجرة فيهما، المهم أنه لكل بيت هنا قصص مؤلمة، تتشابه كثيرا مع اختلافها إلا أنها

تتشابه في ألمها، وحزنها ومعاناتها، وابتساماتها للحياة رغم كل شيء..سأمر على كل بيت

وأخطف لكم منه بعضا من ألمه المعلق على مشجب النسيان، بين كل حين وحين..

عائشة لديها ست بنات تبلغ الكبرى سبع عشر سنة تزوجت السنة الماضية، شابا من الحي

المقابل لحي صلاح، والذي اغتصبها ذات يوم وهي تعود من معمل الخياطة حيث كانت

تشتغل مع والدتها، يقال والله أعلم أنها ذهبت معه بمحض إرادتها، لكني لست متأكدا من

ذلك، هي تقول أرغمني تحت السلاح الأبيض، هذا ما صرحت به لمركز الشرطة، كان

سيحكم عليه بخمس سنوات نافذة، لأن الفتاة تعد قاصرا، لكنه مع تدخل أهله للطلب عنه،

وافقت والدتها عن التنازل شرط أن يتزوجها، ولا يطلقها إلا بعد خمس سنوات، السؤال هنا

والذي تبادر لذهني يومها، أقصد يوم حفل زفاف حميدة والذي أقيم في ساحة الحي حيث

نصبت خيمة كبيرة، وساهم كل الجيران في تجهيز العروس، لازلت أذكر أني ساهمت

أيضا، بمبلغ مائتي درهم لها، وقد كان مبلغا كبيرا بالنسبة لي لكنه الواجب ولا نستطيع أبدا

التخلي عن أحدنا في أي حال من الأحوال، المهم أخبرتكم أنه قد تبادر لذهني سؤال مهم

وهو أنه بدل أن يقضي عقوبة السجن على ما اقترفه، حكمت والدتها عليها أن تقضي هي

تلك الفترة، لتصبح الجاني بعدما كانت المجني عليه، هل فكرت عائشة يومها كيف

ستقضي ابنتها تلك الفترة مع حسن زوجها؟؟

لا اعتقد أنها فكرت أو تخيلت الأمر، فلو كان كذلك لتمنت أن تحمل عار ابنتها طوال عمرها

على أن تدفع بفلذة كبدها إلى لهيب جهنم..

ليظل لها خمس بنات أصغرهن هند، أما الثانية فلم أعد اذكر اسمها جيدا، فأنا لم اعد أراها

منذ سنتين وقد سمعنا أنه لها علاقة مع أحد الشخصيات المهمة ولم تعد ترغب أبدا بالعودة

للحي، والثالثة تشتغل خادمة في أحياء العاصمة الراقية ولا تعود إلا في عطلة نهاية

الأسبوع، وراتبها كما سمعت من والدتي، يذهب لصاحب البيت، لذلك أنا فخور جدا بوالدي

الذي حافظ على بيته وقبل أن يموت كتبه باسم والدتنا، حتى لا نتنازع عليه..

-صلاح؟؟

فتح صلاح ذراعيه لصديقه خالد وهو يعانقه بشدة قائلا:

-كيف حال الذئب؟؟

ابتسم له خالد وهو يقول في خبث:

-الحمد لله أنك لا زلت تتذكرنا ولم تنسنا

وكزه صلاح على كتفه وهو يجيب:

-لا زال علي أن أتحملكم بعض الوقت حتى أشتغل

ضحك خالد بأعلى صوته وهو يقول:

-إذن فأمامك الكثير من الوقت يا صاحبي، "ولفه حول ذراعه القوية وهو يتساءل في

اهتمام"أخبرني يا صلاح كيف هو عملك؟؟

أجاب صلاح وقد بدا القلق عليه:

-بخير لم تسأل؟

حك ذقنه بارتباك وهو يجيب:

-لا شيء يا صديقي لكني أستغرب وبما أنه مجرد حمل للصناديق لم كل هذا التشدد في

اختيار العمال؟؟

قلب صلاح شفته السفلى وهو يجيب:

-لست أدري لكن ما أعرفه أن جميع من يعمل في المخازن هم من اختيار والد ليلى

غمز خالد بعينيه وهو يحكم قبضته حول عنق صلاح مازحا:

-أخبرني أيها الذئب كيف هي أمورك مع السنيورة؟؟

احتقن وجه صلاح بحمرة الغضب وهو يتنصل من صديقه ليقول بنبرة محذرة:

-خالد كم مرة علي أن أحذرك من هذا الموضوع؟؟

علت ضحكة خالد والتي صاحبتها كحة قوية وهو يضرب على صدره قائلا:

-حسنا..حسنا يا صديقي كان مجرد سؤال

أجابه صلاح بنبرته الحازمة:

-ربما إن أعدت مثل هذا السؤال مرة أخرى فعليك أن تنسى هذه الصداقة..

وسبقه ببضع خطوات في حين قال خالد بسخرية:

-كنت اعلم أنه فور نجاحك ستتحجج بشيء حتى تترك صداقتنا..أعرف أيها الذئب لم نعد

على قدر مقامك العالي..

لم يجبه صلاح فخالد ليس له سوى هذه الأسطوانة..

إنه الصديق الوحيد الذي كان لصلاح، والذي لم يستطع أن يتركه لكنه على الأقل لم يكن

يلتقي به كثيرا، فصحبة صلاح تعد نذير شؤم لدى كل أصحاب الحي، حيث لا يستطيع

مشاركتهم أي شيء مما يتعاطونه، وخالد هذا تربى في أحد دور الصفيح بمدينة الدار

البيضاء حيث انتقل من مكان لمكان قبل أن يستقر في حيهم الفقير بسلا وسرعان ما كون

عصابة صغيرة ربما تتكون من سبعة أفراد كأكثر تقدير، لكنها كانت كافية لتثير الرعب في

المدينة الصغيرة، حينما تعرف عليه صلاح كان في نهاية الابتدائية، ولأنه التلميذ النجيب

الوحيد في ذلك الحي فقد كان ملاذ كل متسكع يحب أن يعرض عضلاته المفتولة، ويظهر

قوته، فكم مرة تعرض للضرب وسرقة لكتبه ومحفظته الدراسية، حتى بات الأمر له شبه

عادي، لكن ذلك اليوم وبالضبط حينما كان عائدا من حفل آخر السنة، تعرض إليه أحد

الأطفال الذين من سنه أو أكبر بسنة فقط، لكنهم يجيدون حمل السلاح، أو أي شيء آخر

كالسواطير، والشفرة الحادة والتي تحك بالثوم أو الفلفل الحار حتى إذا ضربك بها الشخص

تجعلك تتشوى بالألم أمامه..وكان أكثر ما يخيف صلاح وقتها هو أن تصيبه ضربة طائشة

إلى وجهه، وتظل كعلامة البلطجة له، ولا أحد يرضى تشغيله بعد ذلك..

لست أدري يومها هل شعرت بالخوف أم أن ذلك هو الشعور الذي قد يشعر به أي شخص

مكاني، حينما تقدم الهادي المعروف "بأبو سكة"لعدم شفقته على أي شخص ولست أدري أي

علاقة بخصاله هذه مع اسمه المهم أني ابتلعت ريقي بصعوبة ويداي ترتعشان خوفا ورعبا

وسمحت لتلك الورقة الصفراء والتي استلمتها كشهادة تقدير على نجاحي وحصولي على

المركز الأول لأن تستقر على إحدى البرك المائية الملوثة بالطين، صوته لا يزال يرن في

أذني للآن وهو يقول:

-هل تعتقد أنك ستنعم بنجاحك يا صلاح؟؟

-وما الذي سيمنعه من ذلك؟؟

التفت الطفل الذي يحمل تلك الشفرة الحادة والتي كنت أعلم أنها ستكون من نصيب خدي

الأيمن والذي كان يواجهه مباشرة:

-أهلا بالذئب كنت امزح معه فقط

أمسكه من ياقته ليرفعه عاليا، وبيد واحدة، ربما قوة اندهشت لها وأنا أتساءل لو كنت بين

يده في إحدى المرات ماذا سيفعل بي؟؟ليقول بصوته المرعب:

-إن سبق وتعرضت له فأقسم أني سأجعلك مأدبة لكلاب الحي..

ابتلعت ريقي وبدل أن يشعرني كلامه بالارتياح أشعرني بالرعب، إذ ما الذي يجعل من

الذئب أن يضحي بأحد رجاله من أجلي؟؟

لم أحتر كثيرا ففور ذهاب "أبو سكة "نظر إلي تلك النظرة والتي لا أنكر أنها ظلت ترعبني

لسنوات طويلة، وهو يقول:

-اسمع أيها المتعلم أريد منك خدمة

فغرت فاه وأنا أتساءل الذئب يريد خدمة مني؟؟

تابع يقول اسمع بإمكانك أن ترفض أو تقبل كما تحب لكن اعلم أنه في الحالتين إن سمعتها

من أحد أو عرفت أنك أفشيت هذا السر "وضحك ضحكة أبانت عن أسنانه الصفراء من

شدة الدخان" لا احتاج أن أخبرك كم يكون لحم البشر لذيذا للكلاب..

هززت رأسي ببطء والخوف يقتلني وأنا أقسم أني سأفعل أي شيء يطلبه مني الذئب مهما

يكون، ربما كان اندفاعا مني وقتها لكن بأي حال كان طلبه جد معقول:

-أريد أن تعلمني القراءة والكتابة

شعرت بالفخر إذ أنه الذئب بطوله وعرضه يطلب مني خدمة كهذه، لكني قلت بهدوء:

-أفعلها أيها الذئب لكن بشرط واحد..

أنهت سمرا وليلى ترتيب الكؤوس التي جلبتها من بيتهم، والتي كانت مخبأة بعناية في

غرفة والدها، والذي يحاول أن يجهز جهازها، وبما أنها ستصبح زوجة صاحب الحفلة فلا

ضير من استعمالهم فصلاح يستحق الأجمل دائما..

طبعا وبما أن أهل الحي يعلمون جيدا أن عائلة صلاح لا يمكنها أن تتكفل بحفلة كبيرة كهذه

من مالها الخاص، فارتأى أن يعد كل بيت شيئا للمناسبة وهكذا سيخف الحمل عليهم جميعا

دخلت عائشة وهي تجر هند معها، حاملة صينية بها ثلاث صحون للحلوى والتي أعدتها

هي أيضا لهذه المناسبة كما تكفل أهل محمد بالمشروبات، وفاطمة العرجاء وهي سيدة

تشتغل في نسيج الزرابي تكفلت بالصور لتكون المأكولات وكل شيء حاضرا على الساعة

السادسة، أما الفرقة الموسيقية فقد تكفل بها خالد.

-تبدين رائعة

ابتسمت بخجل وهي تمد له صحنا صغيرا به قطعة حلوى الكريما والتي أعدتها سمرا

خصيصا لهذه المناسبة السعيدة وهي تقول:

-ألف مبروك مرة أخرى

بدت ابتسامته مشرقة وهو يجيب:

-لن تكتمل فرحتي إلا إذا شرفتي بيتي الصغير وأصبحت زوجة لي

احمرت خجلا وهي تبتعد عنه في حياء لتوزع الحلوى على باقي الضيوف.

كان الجميع يبدو سعيدا للغاية بنجاح صلاح حينما دخل أنور للبيت وهو يترنح في مشيته

ورائحة الخمر تفوح منه، نهض خالد فور رؤيته لأنور وعيونه تتطاير شرا، فلا أحد يجرؤ

في الحي على أن يفسد حفلة يحضرها الذئب، إلا إذا قرر ذلك، وبما أنه ليس في نيته أن

يفسد حفلة صديقه صلاح فلن يسمح لأحد أن يفعلها حتى لو كان أخ صديقه..

زمجر بغضب:

-ماذا تريد يا أنور؟؟

ضحك في استهزاء وهو ينفث سيجارة ملفوفة بالحشيش ليقول:

-كان الأجدر أن تسأل نفسك هذا السؤال

علت الابتسامة وجه خالد وقد توقفت الموسيقى بينما ظل صلاح يراقبهما بصمت شأنه

شأن الجميع من الحاضرين:

-اسمع أعتقد أنه غير مرحب بك هنا فلتذهب حتى تعي ما تقوله بعدها لنا حديث مع بعض

رمى السيجارة على الأرض بعنف وهو يدوسها بأقدامه ليقول:

-إن كنت رجلا فلتخرج إلى الساحة

وأخرج سيفا حادا من حزام سرواله والذي كان يخبئه تحت قميصه، حتى يثبت نيته لخالد

توترت ملامح خالد وهو يرى أنور شاهرا أمامه سيفه بكل وقاحة، وقد شكر الله أنه ولأول

مرة يحضر حفلا وهو بكامل وعيه، وإلا لانقلب الحفل مأتما، أراد احد رجال خالد التدخل

حتى يوقفوا أنور عند حده لكنه أوقفه وهو يقول بسخرية:

-اذهبي يا صغيرتي ستجرحين نفسك وتتألمين..

علت ضحكات الجميع، في حين بدأ أنور يشهر سيفه ويلوح به في الهواء في حركات

سريعة جعلت من النسوة والأطفال الهروب بعيدا عن تلويحه الطائش،لكن أحدا من رجال

خالد أو هو بذاته تحرك من مكانه رغم تلك الحركات البهلوانية التي عرضها عليهم

قد تتساءلون عني، لكن وبصراحة حمدت الله لأني جئت في موقع بعيد عنه، وإلا لكنت

تنحيت عنه، فلازال رغم كل شيء أكثر ما يرعبني ضربة طائشة على وجهي..

حينما أنهى استعراضه صفق له خالد وهو يقول بسخرية:

-كان عرضا شيقا لكننا في غنى عنه الآن وأشار لرجلين من رجاله كي يتكفلوا بإخراجه

بهدوء..

لتستمر بعد ذلك الحفلة وكأن شيئا لم يكن، اقترب منه صلاح وهو يقول له في نبرة صادقة:

-خالد إياك أن تؤذيه يوما؟؟

ضحك خالد وهو يهز رأسه استخفافا ليجيب:

-هل تعتقد أن ذلك الصرصور يقلقني، إن لم تطلب مني يوما أنت أن أنظف فراشه فلن

أفعلها أبدا..

ربت على كتفه في امتنان وهو يقول:

-أعرفك جيدا نعم الصديق..

حك شعره بشكل طفولي وهو يقول:

-أخجلتم تواضعنا..

تغير وجه خالد فجأة وهو يراقب بصمت ذاك الرجل الخمسيني الذي دخل لتوه الحفلة حاملا

كيسا كبيرا من الفواكه، والتي تسلمتها منه ليلى بعدما قبلت يديه في طاعة كاملة، لتسرع

بها إلى المطبخ وتتبعها سمرا.

أسرع نحوه صلاح ليسلم عليه بينما كانت ليلي تسترق السمع إليهما في خفاء، حتى تسمع

حديثهما:

-مرحبا عمي..لم أتعبت نفسك بكل هذا؟ مجيئك في حد ذاته شرف لي

ضحك الرجل وهو يربت على كتف صلاح بحب:

-هذا أقل شيء للمهندس صلاح

قبل يديه في احترام وهو يقول:

-أتمنى من الله أن يمن علي بخيره حتى أعوضك عن كل ما فعلته من أجلنا

ضحك مرة أخرى وهو يشد على كتف صلاح في حنان:

-وهل ينتظر الوالد من ابنه شيئا؟؟

وقبل أن يجيب اقترب خالد من ذلك العجوز وهو يقول بنبرة غريبة:

-أهلا بالعم

تغيرت ملامح والد ليلى وهو يحك ذقنه ليقول:

-لا أذكر أن لأخي ابنا حتى أكون عمه

ضحك خالد وهو يضرب على كتف صديقه الذي بيمينه من شدة الضحك المتواصل ليجيب

بصوت بعد ذلك أكثر رزانة:

-ما تعلمته من الحياة أن العجز نناديهم عمي..

وكزه صلاح في فخده على وقاحته في حين شعرت ليلى بالاهانة وهي تستمع لوقاحة خالد

فعادت للمطبخ لتتابع عملها فالحديث فقد رونقه بالنسبة لها في حين التفت خالد وهو يقول

في استنكار:

-ماذا يا صلاح هل صدقت؟؟إنها عادتنا أنا والعم بشير كلما التقينا

وسارع لمعانقته وهو يقول في مرح:

-كيف حال العجوز؟؟ ألست عجوزا لم تضايقوا؟؟

ضحك البشير وهو يعانق خالد ويربت على كتفه ويقول:

-مازلت أكثر شبابا منك أيها المتحشش

عادت لتطل ليلى مرة أخرى وهي لا تكاد تفهم شيئا، وترى والدها يعانق خالد في حب كبير

ويتمازح معه..ثم التقت عيناها بصلاح الذي ابتسم لها فلم تستطع أن تمنع نفسها من منحه

ابتسامة أخرى..

لتشتغل الموسيقى من جديد وتتعالى الزغاريد فرحا بنجاح صلاح..
































 
 

 

عرض البوم صور هناء الوكيلي   رد مع اقتباس
قديم 17-05-10, 01:58 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ملكة الالماسية


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8455
المشاركات: 10,839
الجنس أنثى
معدل التقييم: زارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالقزارا عضو متالق
نقاط التقييم: 2892

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زارا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هناء الوكيلي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلاام عليكم...

مرحباا اختي هناااء.. تبين الصدق الجزء غامض احس اني مافهمت شي منه فتحمليني شووي..
اوول شي البطل او السجين اسمه الذيب.. والذيب اسم تكرر بالجزء اليوم على شخصين.. خالد وصلاح..بس اغلب شي كان الاسم مرتبط بخالد.. يعني من الذئب فيهم اللي مسجون خالد او صلاح؟؟؟؟
اتووقع انتس بتقوولين الاجاابه بدري عليها>>فيس كاشف حركات الكاااتبات..هخهخهخه

وغير كذااا وضع صلاح الماادي ..الصراحه انه متعب كثيييييييييير كثييييييييييييير مدري كيف يفكر انه يخطب ليلى وهو بالوضع المتدهوور هذاا..يعني الحين هو بس تخرج لكن ماعنده وظيفه.. الا لو كان ترتيه وتقديره بيخلوونه يشتغل معيد بالجامعه لانه الاول على الدفعه.؟؟. فهنا باذن الله بتبدأ مشااكلهم تنحل.. يوووه صلااح نسيت اباارك لك بالنتيجه الف مبرووك يااا باش مهندس عقبال مانشووفك تهندس اكبر مشااريع البلد..>>فيس يتمنى الخير له..
بس الحين وظيفة صلاح اللي يعملها بتحميل البضااائع ..هذي الوظيفه احسها رااح تجر مصاااااايب عليه بعدين وخصووصاا انه ماايعرف نووعيه البضاائع اللي ينقلها او يحملها.. فيمكن من هنااااا بتصير له مصيبه؟؟؟

اتووقع تووقع بسيط وهو ان الذئب المسجون هو خالد .. وسبب سجنه ان صلاح مات او قتل وهو قام بقتل كل واحد اذى صلاح؟؟؟

خالد صرااحه احسه طيب بس وضعه الاجتمااعي والعاائلي هو اللي خلاه بالشكل هذا.. بس نفسي اعرف وش كان شرط صلاح عشان يعلم الذئب القراءه والكتاابه.. ..يعني على ان خالد مجرم وله اسمه في سووق المجرمين والمحششين وله حظور قووي وله هيبه حتى من امثاله من المجرمين الا انه يعرف قيمة التعليم في حياة الانساان وهالشي مسبب له نقص كبير في حيااته فقرر انه يخلي اشطر ولد بالحي كله هو اللي يعلمه... والسؤال الحين كل فرق العمر بين خالد وصلاح؟؟؟ صلاح تقريبا 25 وخالد هل هو بهالسن او اكبر؟؟ يعني هل ممكن يكون عمره 35 سنه؟؟؟؟؟

انور : مايحتاج من عيوونه بااين انه مجرم ومتهوور بعد.. اتوقع ان وضع انوور واللي وصله يمكن يكون غيره من اخووه صلاح؟؟؟ هو اكبر من صلاح يمكن كان لصلاح موقع خاص عند والديه. وهو لانه بنفس الوقت صغير بالسن كان يغار من اهميه صلاح عند اهله وصار هذا حاله ووضعه..
الخوف الحين على ليلى منه.يعني هل ممكن انه يصير لها مثل ماصار لاختها؟؟ او البنت اللي اغتصبها واحد ثاني من الحيي..هي اختها صح والا اناا خرفت؟؟هخهخهخهخه
المهم اتووقع ان انوور بيجي من ورااه مصيبه حقيقيه لابطالنا.. وخصووصاا ليلى او خالد او حتى يمكن صلاح..
وخالد هل ممكن نشووفه في يوم عاشق ولهاان؟؟؟ يمكن سمر تكون عيونه عليها لو كان صغير بالسن؟؟؟

هنااء اسئله كثيييييييره واكثر من اللي قلته الحين موجود في بالي . فخلي باقي الاسئله بوقتها..
بانتظاار العوااء الثااني بكل شووق اذاا الله احيانا فلا تتأخرين علينا..
على فكره اعجبني عنوان الاجزااء بانه عواااء .. تغيير عن باقي اسمااء الاجزاء اللي توحي بالرمانسيه هذاا يووحي بالقوه والشراسه.بالتوفيق غاليتي..

 
 

 

عرض البوم صور زارا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مرحبا هناء بروايتك وتعوي الذئاب تحية خالصة من القلب من جوهرة, حينما تعوي الذئاب،الذئب،هناء الوكيلي
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية