لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-10, 05:18 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وسألته في قلق:
" هل يمكن أن تكون النار مشتعلة في يخت ( الساحرة الفضية)؟ يا للخسارة أذا كانت هي , أنه مركب جميل! أرجو أن يكون أصحابك قد خرجوا بأمان".
وأقترب من سور الشرفة , وأطال النظر ناحية الميناء , كما لو كان يقدر مكان وجود يخت أصحبه بالضبط ,وصاح:
" كلا , أنها ليست ( الساحرة الفضية) فهي راسية في مكان أبعد , اللهب شديد جدا و فالأغلب أن تكون سفينة شحن".

كانت ألسنة اللهب تلقي ظلالها الحمراء عليهما , وبدا وهو مقبل على دومني في بيجامته السوداء الحريرية , بقامته الطويلة أشبه بالشيطان وتمتم شيئا باليونانية , حينما كانت هي تتراجع في أتجاه غرفتها و ألقت صرخة صغيرة عندما تبعها , وأغلق باب الشرفة وقالت وهي كارهة لرجفة صوتها:
" أنا... أنا سعيدة لأن النار ليست في ( الساحرة الفضية)".

ولم يرد , وأرغمت نفسها على أن تنظر اليه ,واقفا يتأملها في قميص نومها , فجعلتها نظراته تحس كما لو كانت عارية ,وقال:
" أتهمتني ذات مرة أنني أشتريتك يا دومني , هل تعتقدين ذلك حقا؟".
" هل تعتقد يا بول أن هذا هو الوقت لتجمع الفوائد عن تمزيقك تلك الشيكات؟".

فألتقط أنفاسه , ثم تحرك خطوة مقتربا وأطلق ضحكة متوحشة وقال:
" نعم يا عزيزتي, الوقت حان لأن تكفي عن لعب دور الزهرة المنكمشة , ضقت ذرعا بذلك ,خاصة وأنا أعلم أن لجمالك البارد وكبريائك وجها آخر".
صاحت برغم الذعر المستبد بها:
" تريد أن تذل كبريائي , أليس صحيحا يا بول؟".

وتسمرت في مكانها , وبحركة سعيدة خاطفة ماكرة , أخذها بين ذراعيه وقاومت بعنف لتتخلص منه وأنطلقت تردد:
" دعني يا بول".
ووصلت أصابعها الى مكان الندبة والى شعره المجعد.... وعادت تقول:
"أنا , أنا سأكرهك".
منتديات ليلاس
قال ونظرة تملك في عينيه:
" ألم تكرهيني منذ البداية يا عاصفتي الصغيرة؟".

وحملها بين ذراعيه وأغلق الباب خلفهما , كانت كتفاه العريضتان أشبه بجناحين يحتويانها وهو يضعها فوق السرير.

وأستيقظت دومني قبيل الفجر وبحرص شديد أنسحبت وفزعت عندما تمتم شيئا في نومه , وأهتز قليلا , لكنه عاد فأستغرق في النوم , وأبتعدت دومني كما لو كانت تهرب من نمر.

وعندما وصلت الى غرفتها وضعت أزارها فوق كتفيها , وجلست بجانب النافذة ,تراقب أصابع الفجر الوردية , كان المنظر رائعا لكنها شاهدته بحسرة.

.............نهاية الفصل الخامس..............

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 08:37 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6-البيت وقمة الصخرة
..............................

لم تنس دومني أبدا لحظة وقع بصرها على أنديلوس, التي كانا في طريقهما اليها في مركب بول , مع بحار شاب من سكان الجزيرة يمسك بدفة القيادة , وآخر يقوم على خدمتهما .

ظهرت الجزيرة فجأة وسط البحر الأيوني الأزرق , واضحة تماما وسط أضواء بلاد اليونان الصاخبة , وأمسكت دومني السور بيديها حيث وقفت , كانت أنديلوس محتلة في الماضي من الأيطاليون والرومان.

وكان اليونانيان يتحركان بسرعة لتنفيذ أوامر بول , ولا شك أن كل سكان الجزيرة يحترمونه , بل ويحبونه لأنه بنى لهم مستشفى , ومدرسة لأبنائهم فيها حمام سباحة وملعب ومكتبة , ولم يكن بول هو الذي أخبرها بذلك لكن أنجليكا وميرها كانتا مصدر هذه المعلومات.

ووقف بول بجانبها متكئا على السور , قميصه الأبيض مفتوح , ونظارة الشمس تخفي عينيه ,وشعره الأسود أزدادت تجعداته بتأثير هواء البحر , لكن دومني كانت تشعر بهزة في أعصابها فما تزال تحت تأثير ما حدث منذ ثلاث ليال , فأثناء تلك الأيام في البحر , أحتاجت لكل شجاعتها لتتعامل معه بصورة طبيعية.

وقال بول:
"أننا نقترب من الجزيرة , هل أنت مشتاقة لرؤية بيتك الجديد؟".
كان يعرف جيدا ما في قلبها , أنه الشوق للحرية شوق طيور البحر وهي تنطلق مع الرياح.
وأجابت:
" أتخيل بيتك فوق قمة( صخرة النسر) بيتا ذا شأن , هل عاشت فيه أسرتك منذ سنين عديدة؟".

ونفث بول دخان سيكاره وقال:
" بناه جدي , هو وأخوه لوكاس مؤسسا شركة خطوط ستيفانوس للملاحة , وأثناء حركة التمرد تعرض العمل لهزات خطيرة , شأن كل شيء في اليونان , لكننا بمرور الوقت تغلبنا على العقبات , وسارت الأمور على ما يرام".
وظل صامتا دقيقة أو أكثر , وبطرف عينيها لمحته يتطلع نحو الجزيرة المقتربة عابسا , ثم أستطرد:
" البيت الذي سآخذك اليه ,ليست له جذور عميقة في الماضي مثل فردان ,ولكن يمكنك أن تقولي عنه أنه الرمز الشامخ للأنتصار على الطبيعة الوعرة , أن أراض اليونان غالبا ما تكون قاحلة , والحياة صعبة بالنسبة للكثيرين من أبناء وطني".

قالت لمجرد الثرثرة:
" ولكن عشيرة ستيفانوس حققت النصر".
وأحست بنظرته الفولاذية وهو يقول:
" حققناه بالعمل الجاد , لم يحدث أن تورط أحدنا في السرقة".

وبنغمة ذات مغزى قالت وهي تشعر بشيء من الزهو لقدرتها على أن تلقي سهامها مثله:
" لا أحد أبدا يا بول؟".
وتأملت أمواج المحيط المتلاطمة بلا نهاية , تحت أشعة الشمس الذهبية كأنها الألم والفرح ترتفع ثم تهوي لتبدأ من جديد.
وهمس زوجها بجانبها:
" البحر يحوي كل شيء , الحياة نفسها , تجمع الصخب والحيوية والسلام".
قالت معقبة:
" البحر قاس , أنه يأخذ مثلما يعطي".
وألقى ببقايا السيكار في البحر وقال :
" القسوة موجودة في كل شيء , حتى في الفرح , وعلينا أن نتقبل ذلك".

وعاد يقول:
" أعرف أنه من العسير عليك يا أسيرتي الحالمة أن تواجهي حقيقة أن الساعات التي أمضيتها معي تلك الليلة لم تكن بغيضة تماما".
حاولت التخلص منه وهي تقول:
" دعنا لا نتكلم في هذا الأمر".
لكنه تمسك بأسرها وقال وهو يهزها:
" أنا ألح في سماع ردك".
منتديات ليلاس
ورفعت رأسها وواجهته بعينين تشعان بريقا أزرق وقالت:
" هذه الساعات , كانت كما أردتها أنت , أجل يا بول, ولكن قلبي ملكي".
قال وعيناه في عينيها:
" لعلك تعتقدين أن زواجنا علاقة مستبدة , حسنا , دعيني أخبرك يا دومني أنك أذا عشت مع رجل تحبينه , فستكتشفين أن هناك وقتا للصراع , ووقتا للتقارب ووقتا للتباعد , الحب والكراهية ليسا غريبين أحدهما عن الآخر , أن البسالة وكبح الجماح لا وجود لهما ألا في الكتب الخيالية".
قالت:
"أنا أتوقع البسالة يا بول , أنه خيال المراهقة بعينيها , لقد لقيت منك كل ما توقعت عندما أقسمت على طاعتك".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 08:39 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال بلهجة تحذير:
" وتذكري أن الشرف كان ضمن ما أقسمت عليه".
قالت والرياح تداعب خصلات شعرها , وقد أمتلأت عيناها بزرقة سماء اليونان ومحيطها:
" من المؤسف أنك أنت لم تتذكر ذلك يا بول".

وأهتز ركن فم بول بعصبية وهو يحدق فيها , وتحركت عيناه فوق بلوزتها المطرزة المستورد من جزيرة كريت والتي كانت الرياح تداعبها وكان شعرها المتطاير يحيط بوجهها , ويضفي على وجنتيها ضياء ورديا .
وقال بول بتهكم:
" أهل أنديلوس سيظنون أنني أسعد رجل على الأرض".
قالت بسرعة:
" أتمنى لو كنت أمرأة عادية".
وأطلق ضحكة عميقة وقال:
" تتمنين ذلك حقا؟ سواء عادية أو جميلة كنت ستظلين دومني".
منتديات ليلاس
وكانت تسمعه , ولكن أهتمامها كله كان مركزا على الحركة التي لاحظتها بجانب المركب , وقالت مشيرة نحو حركة المياه:
" هل يوجد سمك القرش في مياه اليونان؟".
وأنحنى ليتابع الحركات التي كانت تموج ثم تدور وتقفز وذراعه ملتف حول خصرها:
" أنه درفيل".
للمرة الأولى ترى درفيلا , أبهجها ذلك , وأستدارت وأبتسمت لبول في أشراق.

قال بول:
" أسماك الدرفيل تأتي الى ساحلنا وستنعمين بمتعة مراقبتها أثناء أقامتك في البيت القائم على ربوة النسر".
وضحكت لمنظر تحركات الدرفيل في البحر , ثم سألت:
" ألن نقيم بأستمرار هناك؟".
" ليس دائما".
" أعتقد أن الأعمال تحتم عليك السفر".
" أجل , سأقوم برحلة بعد شهور قليلة".

وكان أهتمامها كله موجها الى الدرفيل لكن شيئا ما في لهجته جعلها تنظر اليه , ولم يكن من المستطاع قراءة عينيه , لأنهما كانتا خلف نظارة الشمس لكنها تساءلت أذا كان يعتبرها مجرد نزوة, وفي الوقت المناسب سيتركها تذهب وأحست بشيء ما يغوص في قلبها ,
هل هي ملكه فقط طالما أن ذلك يروق له , تماما كما كان يمسك بها في تلك اللحظة بذراع قوية وأصابع صلبة تقيد معصمها , وأجتاز مركبهما ميناء أنديلوس ,
لأنهما كانا متجهين الى المرفأ الخاص داخل ممتلكات بول لكن دومني أستطاعت أن ترى في الميناء مراكب الصيد الملونة والمنازل البيضاء ووصل الى مسامعها صوت صياد يغني ,
وظل صوته يلاحقهما حتى أبتعدا.... وفي أهتمام سألت:
" ماذا تعني كلمات هذه الأغنية؟".

ورد بول ورنة سرور في صوته:
" أنه يغني لحبيبته التي يتمنى أن يتزوجها عندما تستقر أخواته .... ليست أغنية عاطفية على النحو الذي توقعته , أليس كذلك؟ ولكن هذا هو التقليد في اليونان , أذا كان الأبن هو العائل الأساسي للأسرة فيجب أن يساعدها حتى تتزوج أخواته".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 08:42 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وهمست دومني :
" كم هو صعب على الشاب المسكين , لا غرابة أن صوته يبدو حزينا".
قال بول بجفاء:
" آه , لكن فتاته تحبه, وهو يعرف أنها ستنتظره , وأن قلبها سيختزن الحب".
وأهتزت دومني لجمال الكلمات , لكن هل يزيد دائما الأنتظار حلاوة الحب ؟ أن هذه الفكرة تعبر بكل تأكيد عن العاطفية , ومع ذلك زعم بول أنه لا يؤمن في الحب!

وكان المرفأ محاطا بصخور قاتمة , والمياه الزرقاء تنساب اليه في رقة وتكسر عند القناة الضيقة , وفكرت دومني في الجو العاصف , وكيف أنه لا بد أن تبدو المياه وكأنها تغلي بين الصخور في هذا الممر الضيق فتصعب الملاحة.

ومن الشاطىء , رأت أبراج الصخور ترتفع نحو السماء والطيور تبني أعشاشها فيها وتطير بينها وأعشاب البحر المزهوة تكسوها.
ورسو بجانب صخرة كبيرة , ولاحظت دومني أن الشاطىء يتكون من مجموعة صخور , تفصلها المياه , والحشائش تتلوى فوق الرمال الشاحبة كالثعابين , وتعلو بجانبها بعض الشجيرات الصغيرة التي تحميها من الشمس المحرقة.

ووقفت دومني تتلفت حولها , وتتساءل عن كيفية الوصول الى البيت من الشاطىء ولم تلبث أن أكتشفت الطريقة , فقد أقبل أحدهم يحمل بطارية كهربائية كبيرة , ناولها لبول وهو يبتسم , وتكلم معه بول باليونانية , مشيرا الى المركب, ومعطيا أوامره بالنسبة للحقائب , ثم قاد دومني عبر فتحة كهف واسع.
وقال لدومني:
" منذ زمن بعيد كان هنا مخبأ للمهربين , أنه يوصل مباشرة الى البيت , وهو آمن تماما , أن حركة المد والجزر بطيئة هنا , ولا تشتد ألا عندما يكون الطقس سيئا , ومن الحكمة حينئذ الأبتعاد عن الشاطىء".
منتديات ليلاس
وضحكت دومني قائلة:
" يا لها من طريقة مبتكرة لوصول عروس الى بيتها , لكنها تناسب شخصية القرصان فيك".
وتردد صدى كلامها في الكهف , ونظرت دومني اليه وهما يعبران الممر الصخري , رجل غريب, متقلب , يضحك مثل صبي صغير.
وقال:
" الأرض ترتفع و هل تحسين بها؟ سنصل حالا الى باب يفتح على السلم الذي يقود الى الحديقة , هذا الممر السري يعجبك أليس كذلك؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 15-05-10, 08:45 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ورافقته بأبتسامة قائلة:
" أجل , تعرف أنني خيالية".
قال بأعتداد وبلهجته الخاصة:
" هذا شأن الأنكليز".
وبعد دقائق أضاءت البطارية بابا خشبيا , يفتح على سلم حجري , وقال بول محذرا:
" من فضلك, كون حذرة, السلالم متآكلة بفعل السنين , والآن أحترسي".

وأمسك بها عندما أوشكت أن تفقد توازنها ,ولمدة لحظة , في الضوء الخافت , ألتصقت به وأحتبست أنفاسها وأعتقدت أنه سيعانقها , لكنه أخلى سبيلها , وتابعت صعود السلم , محاولة ألا تبدو متعجلة , وتبعها في صمت حتى وصلا الى الخارج , حيث يوجد ممر يخترق حديقة تعلوها شرفات فسيحة ,وكانت أشجار السرو تملأ المكان بألوانها الخضراء والذهبية ,وأشجار الفلفل مليئة بالعصافير المغردة , وقال بول وهو ينحني ليجمع باقة من الياسمين ذي الرائحة العطرة ويضعها في شعر دومني:
" في الجانب الآخر من البيت غابة صنوبر".
منتديات ليلاس
وتدلى الياسمين من شعر دومني وأحاط بوجهها , وملأ برائحته أنفها , لكن ما معنى أن يتوجها بورود الحب في تلك الحديقة التي بدت معلقة فوق البحر , كأنه يريد أن يقول لها بدون كلمات , أنها في تلك الليلة ستكون لأول مرة وحدها معه في بيته.

كان البيت فوق قمة الصخرة , معزولا عن العالم , وكان يبدو غامضا في عيني الفتاة التي جاءت اليه عروسا , كانت جدرانه ذهبية , مع وجود سلالم تقود الى شرفة واسعة رصت حولها المقاعد والأرائك والموائد ,
وعدد هائل من الأواني تنبت فيها أنواع مختلفة من النباتات , ومن فوق السور لم تر دومني سوى هوة سحيقة عميقة يليها البحر والصخور , وتراجعت لاهثة بعض الشيء , ثم أستدارت لتواجه بول وهو يقول وقد مد يده السمراء اليها:
" تعالي.... دعيني أريك البيت".

وذهبت معه , وما زالت متوترة من منظر الهوة , ودخلت البيت ويدها في يده من خلال باب زجاج , وقال وهو يشير في أتجاه الغرفة الكبيرة بمقاعدها الوثيرة , ومراياها الأثرية القديمة قال:
" هذه هي غرفة الأستقبال".
ثم أستدار ناحية المدفأة الحجرية وسألها:
" هل أعجبتك؟ الليل هنا بارد والأنكليز يحبون النار في المدفأة أليس كذلك؟
ورمته بنظرة طويلة , فجأة بدا لها أكثر غرابة من أي وقت مضى وأومأت برأسها بسرعة ردا على سؤاله , ثم أدارت بصرها بعيدا عنه , الى الجانب الآخر , حيث رأت سلما خشبيا نصف دائري يقود الى منصة يرتكز فوقها بيانو , كان سواده لامعا , وكان يبدو رائعا , ورقت نظرات دومني ,كان البيانو من وسائلها الترفيهية المفضلة , ورغم أنها لم تدرس العزف,ألا أنها كانت ذات أذن موسيقية , وكان عمها يحب أن تعزف له على البيانو القديم في فردان.
وهمس بول:
" هل أعجبك يا دومني؟".

وأومأت بالأيجاب , ورغبت في الجلوس أمامه , وأن ترفع عنه الغطاء اللامع الذي يحجب عالما كانت تستطيع دائما أن تنسى فيه نفسها .
وقال بول:
" أنه لك".
وأستدارت تنظر اليه بعينين مرتابتين وهي تقول:
" لي أنا؟".
أبتسم قائلا:
" جيء به من أثينا منذ ثلاثة أسابيع , أما هذه المنصة فكانت لأستعمال جدي الخاص , حيث كان يوجد مكتبه المهيب , وفي الواقع فأن هذه الغرفة كانت مكتبا , وهذه القطع من الأثاث جمعتها من أركان غريبة في البيت وأمرت بتنظيفها ونظفت حتى أستعادت لمعانها , وهذه الأبسطة من جلود الدببة كانت في غرفة المختلفات أيام زوجة أبي.... آه ... ولكنك لا تهتمين بهذا كله!".

ولمست معصمه بحياء , حيث الشعر الذي يحيط بالساعة , وقالت:
" بالعكس يا بول , هذه الغرفة رائعة , ولكن أخبرني , ما هذه الكلمات المحفورة على حجر المدفأة؟".
وسار نحو المدفأة ,وتبعته ,ولاحظته وهو يمر على الحروف اليونانية بأصبعه قائلا بصوت خافت خال من التعبير :
" هذه الكلمات تقول: تحدوا قوى الظلام مثل أبوللو".

همست وهي تفكر في عجز بول عن مواجهة الضوء القوي , أو أشعة شمس اليونان التي يحبها:
" أبوللو كان رمز الضوء".

وتذكرت أنهما أستمتعا مرات عديدة بحمامات الشمس على شاطىء يبعد عدة أميال عن أثينا ,حيث يدفن وجهه في الرمال , ويترك بقية جسده للشمس التي توجه الطعنات لعينيه ما لم يحمها خلف النظاراتين , وأحست دومني أن لذلك علاقة بالضوء الذي تعرض له , والذي نتجت عنه تلك الندبة المخيفة فوق عينه اليمنى , وسألته:
" متى سأرى أختك غير الشقيقة؟".
وكانت قد فهمت من أحاديثه أنه يحب هذه الأخت كثيرا , لكنه لم يكن على وفاق مع أمها , وكانت أمه قد ماتت وهو في الرابعة من عمره , وأخوه ما زال طفلا , وتزوج والده بعد ذلك بسنوات , وكانت كارا ثمرة هذا الزواج غير السعيد , وقد مات والد بول فجأة أثر أزمة قلبية , بينما كان يقود يخته في البحر الأبوني , وكانت زوجته معه فغرقت عندما فقد اليخت توازنه وهو تحت قيادة رجل فارق الحياة.

وكانت كارا تعيش مع عمة بول , لأن مسؤوليات العمل كانت تبعده كثيرا عن أنديلوس , وخططت دومني أن تستضيف الفتاة خلال عطلات نهاية الأسبوع , لقد أحست غريزيا بأنهما ستكونان صديقتين.

وقال بول:
" سنذهب غدا لنرى كارا والعمة صوفيولا , والآن لنكمل جولتنا في بيتك الجديد يا سيدة ستيفانوس".
بيتها الجديد! كان مليئا بالممرات والأبواب غير المتوقعة , والأثاث الداكن , والأبسطة اليونانية المصنوعة يدويا ,وأخيرا الغرفة التي ستنام فيها , الغرفة المجاورة مباشرة كانت غرفة بول, وقد أستقرت حقائب كل منهما في حجرته , وذهب هو ليأخذ حقييبته الصغيرة الخاصة وظهر من جديد قائلا أنه سيهبط الى الطابق السفلي ليعمل ساعة أو ساعتين , ووقفت تختبر بأصابعها المشاغل الأيطالية الجميلة الموضوعة على مائدة زينتها , ثم قالت:
" شكرا يا بول على البيانو".

وعكست لها المرآة صورته , كان طويلا فارعا , وكان رأسها بمحاذاة قلبه , وجذبها نحوه وهو يطوق خصرها , وهمس في طيات شعرها الناعم حيث كانت باقة الياسمين ما زالت معلقة وقد أنتشر شذاها :
" الآن يا دومني تبدأ حياتنا معا بالفعل".

وألتقت نظراتهما في المرآة , ودب الأضطراب القديم في أعماق دومني عندما لمحت نظرة الرغبة في عينيه النحاسيتين.
ثم دار في غرفتها وسألها:
" هل أعجبك مخدعك؟".

قالت وهي ترتعش:
" أنه جميل جدا".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, شهر عسل مر, the honey is bitter, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية