لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-10, 10:33 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وسكت وحدق بعينيه الداكنتين في نار المدفأة , وعاد يقول:
" اليونان أرض أما أن تحب , أو أن تكره مثل أهلها , والأساطير القديمة ما زالت حية في أطلالها ,وعندما تشاهدي مدينة أثينا الآن من الصعب أن تصدقي أنها منذ أعوام ليست عديدة , كانت ممزقة ببشاعة , الآخ كان يقاتل أخاه , والكثير من أطفالنا أخذوا عبر الجبال الباردة كقطعان غنم الى ألبانيا وبلاد أخرى معادية , ما كنت ألا طفلة يا دومني عندما حدث كل ذلك".

وقالت برقة لأنها عرفت مدى حبه لليونان:
"أنت نفسك يا بول لم تكن كبيرا".
قال في أبتسامةجافة وحزينة أشبه بأوراق الخريف عندما تسقط عن الأشجار لتموت على الأرض:
" كنت كبيرا بما فيه الكفاية لأن أرى الكثير , لكنني لا أتكلم على هذا النحو لأستميلك يا دومني , أو لأكسب ودك".
" بالطبع لا, ليس العطف هو ما تريده يا بول , أليس كذلك؟".
وأعتلت أبتسامة شفتيه , وقال:
" أتساءل أذا كنت تؤمنين بالروابط القدرية , كان من المحتم أن نلتقي .... فما رأيك؟".
" أرى أن القوى الخفية ليست دائما رؤوفة بالبشر".

وأصبح الحديث بينهما متقطعا , وطالت فترات الصمت , وصارت كل حركة تنمي أحساس كليهما بالتوتر , فعندما بدأت النار تخبو في خشب المدفأة , ألتقت عيناهما فوقها , وعندما تحركت الستائر ,متأثرة بتلك التيارات التي تغزو الغرفة عندما تخفت فيها نار المدفأة , ألتقت عندها مرة أخرى عيناهما.

وعقدت دومني يديها في حضنها , يجب عليهما أن ينهضا الآن , وأن يصعدا الى الطابق العلوي , لا يستطيعان البقاء الى ما لا نهاية في غرفة الجلوس التي بدأت تضيق بوجودهما وتحفزهما على الخروج منها.

ثم فجأة بدأت الساعة تدق ,وتعلن منتصف الليل , وقفز بول واقفا ولمحت دومني الخشونة المباغتة التي أكتسى بها وجهه وهو يصيح:
" أصعدي
الى الطابق العلوي فلن ألمسك , اعرف أنك تشمئزين لمجرد رؤيتي".
منتديات ليلاس
ونهضت بدورها , ووضعت كأسها جانبا , وكان وجهها خاليا من التعبير وهي تقول:
" تصبح على خير يا بول".

ورد عليها التحية باليونانية , وخرجت من الغرفة ... رشيقة في ثوبها الأزرق متثاقلة قليلا في مشيتها كطفلة صغيرة متعبة , وتتبعها بول بنظراته حتى أغلقت الباب خلفها , وحينئذ تقلصت أصابعه حول الكأس , فأنكسر محدثا صوتا , وسالت قطرات المشروب على يديه.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-05-10, 10:34 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تسمعه دومني يدخل غرفته المجاورة الا في وقت متأخر , وتمددت متوترة وهي تفكر :
" يجب ألا أصرخ الليلة أذا نمت ".
لكنها في النهاية وقد أنهكتها عواطفها الممزقة نامت نوما عميقا , حتى أيقظتها لينا حاملة اليها شاي الصباح.

كان عليهما أن يغادرا المكان في الثامنة والنصف , لكن كان على دومني أن تتحدث مع عمها قبل الرحيل , التحدث اليه البارحة كان مستحيلا , أذ كانت في حالة أضطراب لا تسمح لها بذلك , ولكن هذا الصباح أستردت بعض الهدوء , وتيقنت أنها تستطيع أن تبدو مقنعة عندما تقول لعمها أنها متشوقة لرؤية الجزيرة التي ولد فيها زوجها , حيث سيعيشان.

وكان بول يقف في غرفة الجلوس مع يانيس أمام الحقائب , عندما أدارت دومني الرقم الذي يوصلها ببيت طفولتها , كانت تريد أن تطمئن عمها مارتن الى أنه لا حاجة به الى القلق على دوغلاس , ودعت الله في صمت أقناعه بأنها سعيدة في زواجها ببول ستيفانوس.

وأقبل زوجها من غرفة الجلوس بينما كانت في أنتظار توصيلها بفردان , ونظرت الى وجهه الطويل الأسمر وهو يصعد السلم , ويمشي في الممر المؤدي الى الجناح الأبيض , تركها تتحدث بحرية ولكنها لم تشعر نحوه بالعرفان , أنه لم يتصرف بشهامة الا بعدما أملى أرادته.
ولكن الدفء أخذ يسري في صوتها وهي تقول:
"عمي مارتن... كيف حالك أيها العزيز!".
منتديات ليلاس
وتكلمت دومني مع عمها خمس عشرة دقيقة ,وقالت له بحزم أنه يجب ألا يقلق بشأن دوغلاس , وأن كل شيء أصبح على ما يرام الآن , وأنها متأكدة أنه بعد تورطه مع بول لن يعود ثانية الى مائدة القمار , أجل , بول كان مصدر أرهاب ,كلا , بالطبع , فهو لم يرميها هي .... يا لها من فكرة!
وأطلقت ضحكة , وأستطردت تقول بسرعة أنها شاهدت بعض الأفلام عن اليونان , عرضها بول في البيت , وأنها تبدو بكل تأكيد بلادا أثرية رائعة.

وقال عمها بصوت متهدج:
" سأفتقدك يا دومني , هل أنت متأكدة أنك سعيدة مع بول؟".
ونظرت الى الجدار الذي يعلو منضدة الهاتف , وقاومت مخاوفها من الحياة التي تنتظرها مع رجل لا يحبها , وقالت تطمئن عمها:
" يستطيع أان يكون لطيفا, وهو رجل وحيد للغاية".
وكان بول في تلك اللحظة يهبط السلم , وفهمت من وجهه أنه حان الوقت لتودع عمها , ولم تعد تخشى أن يدرك من صوتها أنها غير قادرة على حبس دموعها وهي تقول له:
" وداعا... وداعا.... سأكتب اليك بمجرد وصولي الى أثينا".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-05-10, 10:35 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وتردد صدى الكلمات في ذهنها وهي تخرج لركوب سيارة الأجرة مع لينا ويانيس ,ولحق بهم بول بعدما أحكم أغلاق الفيللا , وأنطلقت بهم السيارة الى المطار , كانوا سيطيرون الى باريس , ومن هناك يأخذون طائرة أخرى الى أثينا.

بعد الأجراءات المربكة التي تمت بعد وصولهم الى مطار أثينا , ركبوا عربة الى فندق (هيلينيك) الكلاسيكي الذي كان ذا شرفة واسعة تستخدم مطعما ومقاصف للرقص , ومن نوافذ جناحهما كان ( الأكروبوليس ) يظهر على ضوء النجوم ,وذكر بول أن سحره التاريخي يتجلى في الليل ومع الفجر.

وكان يانيس وزوجته قد أعفيا من واجباتهما , وأخذا أجازة , وكان عليهما أن يتوجها بعد ثلاث أسابيع الى جزيرة ( أنديلوس) قبل وصول بول وعروسه اليها بأسبوع.
وشعرت دومني بالتوتر لوجودها وحدها مع بول , عروس غريبة في أرض غريبة , ولكن لم يكن في المستطاع تجنب ذلك , وكان عليها أن تعتاد زوجها عاجلا أو آجلا".

كانت متعبة بعد الرحلة الطويلة , لذلك تناولت الطعام ذلك المساء مع بول في حجرة الأستقبال في جناحهما , وعندما تمنى لها نوما هنيئا أنحنى برأسه الداكن , وطبع قبلة على وجنتها , وفي الحال أستدار مبتعدا وهو يبدو فاترا , ألا أنها لم تستطع أن تتجاهل الرجفة التي أكتسحتها.

وتسللت أشعة شمس اليونان الذهبية من خلال نوافذ غرفتها صباح اليوم التالي , وأيقظتها من نومها .
منتديات ليلاس
وتناولا أفطارا مكونا من عصير الفواكه , والكريما والعسل وفطائر السمسم , بعد ذلك أكلا التين العنبري اللون ,وشربا القهوة اليونانية ,وهمست دومني :
" أنها لذيذة".
وأستقرت عيناها في سرور على أزهار الليمون وسط أوراقها اللامعة التي كانت تحيط بسور الشرفة .
وقال لها بول محذرا:
" لا تشربي رواسب القهوة".

تلاعبت بالفنجان الصغير وهي تفكر بأن مرارة الرواسب شأن أشياء أخرى كثيرة تبدو حلوة ثم تترك مرارة في نهايتها.
وسأل بول وهو يعتدل في مقعده ويشعل سيكارة:
" ماذا سنفعل هذا الصباح؟".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-05-10, 10:37 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لم تستطع أن تتجنب النظر اليه, كان شعره بريق أخاذ تحت أشعة الشمس , وكان يرتدي قميصا قصير الأكمام , وبنطلونا ضيقا , وحلقات الدخان تتصاعد أمام عينيه الذهبيتين , فتضيقان وتشع نظرة نمر مفترس.

وقالت دومني :
" جولة لمشاهدة الآثار ستكون شيئا لطيفا".
" أذن سآخذك الى بلاكا المنطقة القديمة في أثينا".
وأنفرجت شفتاه عن أبتسامة كشفت بياض أسنانه, وأستطرد يقول:
" ألبسي صندلا لأن الطرق الحجرية قديمة ومتآكلة , وبعد أن تلقي نظرة على المحلات التجارية , ربما تريدين مشاهدة الأكروبوليس".
" بكل تأكيد".

ولمحت قلادة يونانية تلمع خلال فتحة قميصه ذكرتها هذه القلادة الملتصقة بصدره بما كانت تحاول جاهدة أن تنساه , أحساسها بها في الظلام .... تلك الليلة الأولى....
ونهضت مسرعة , وقالت:
" يجب أن أذهب لأمشط شعري , وأضع أحمر الشفاه".

وأستدارت وذهبت الى غرفتها , وتجنبت النظر في عينيها في المرآة , وأرتجفت يدها وهي تضع أحمر الشفاه , وكان عليها أن تمسحه وتعيد طلاء شفتيها باللون الوردي.

وحدقت دومني في فمها ذي الشفة العليا الرقيقة الحساسة والشفة السفلى السخية المتلئة , وأحست أنه تمزق عندما أستسلم بصمت لفمه الذي قال لها بفتور:
" أحتفظي بحبك .... هل طلبته منك مرة؟".
منتديات ليلاس
وأشاحت بوجهها بسرعة , ووضعت الصندل في قدميها , ثم أخذت حقيبة يدها , وألقت نظرة أخيرة على صورتها , كانت رقيقة ورشيقة , ولم تتزين ألا بخاتمين , الدبلة الذهبية البسيطة , والخاتم الفيروزي الذي كانت زرقته تضاهي زرقة عينيها.

دومني ستيفانوس , أبتسمت للفكرة وأن أرتجفت لغرابة الأسم , دومني دان ذهبت الى الأبد , تاركة فقط الكيان والوجه اللذين دفعا رجلا الى طرق ملتوية ليفوز بأمتلاكهما... وأبتعدت عن المرآة , ولحقت بزوجها لزيارة بلاكا والأكروبوليس.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-05-10, 10:38 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكانت شوارع البلاكا مهملة وضيقة ,ومليئة بمحلات مفتحة الأبواب كالسوق وبيوت ذات شرفات خشبية ....
وشعرت دومني بأصابع بول الدافئة على مرفقها وهو يشير الى الثوم والفلفل الأسود في واجهة محل بقالة , والأحذية الشعبية القديمة خارج محل أحذية ,
سلال الفاكهة الجميلة , وكان هناك بائع أسفنج يحمل مجموعة أشبه بالجالونات الملونة , وبائع بطيخ يجر عربة خشبية (كارو) , وأشترى بول شرائح من البطيخ ,وبعدما أكلت دومني قطعتها تلاشى أحمر الشفا مع العصير , وبدت كمراهقة في أجازة وهي تحملق حولها في الناس الذين أمتلأت بهم الشوارع الصاخبة الزاهية .
منتديات ليلاس
وضحكت من فوق كتفها لبول وقالت:
" أنه مثل زقاق أعرفه في بلادنا , بائع الأسفنج سيختفي أذا داهمته الرياح".
وأبتسم , وأقترب منها قليلا ,وقال:
" هل أنت سعيدة؟".

وأومأت برأسها , ذلك أن البلاكا كانت ذات سحر لا يقاوم , وأمسك بول بأصابعها المبللة بماء البطيخ ,وصعدا معا السلالم غير المستوية , ومرا أمام المقاهي القديمة حيث جلس الشيوخ أمام أكواب القهوة التركية , يمضغون الكلمات اليونانية , فيبدون كما لو كانوا يتشاجرون.

ورأت دومني اليونانيات , ذوات الأجسام الضخمة بصحبة بناتهن الرشيقات , ولاحظت أن شبانا عديدين كانوا على الكثير من الوسامة بتشبههم الأسود وكثيرون بالملابس العسكرية , وأخبرها بول أن الخدمة العسكرية أجبارية , وعندما نظرت اليه لمحت ظلالا تتحرك على صفحة وجهه , ثم نظر جانبا الى أحد المحلات , ولم تستطع أن ترى عينيه وكانت نظارته الشمسية في جيب قميصه , لأنه لم يكن بحاجة اليها في ذلك المكان حيث أختفت الشمس وراء سطوح المنازل.

ووقف أمام واجهة محل صغير يعرض بعض المصنوعات الوطنية , أحذية مطرزة , وحقائب يد , وشرائط حريرية من الخرز وكذلك من المشابك والأقراط , وقال بول وهو ينحني فوق المعروضات:
" دعيني أشتري لك تذكارا لزيارتك بلاكا".
وخرج من المحل رجل معمم ,ووقف يرقب بول وهو ينتقي قرطا على شكل قلب , وسأل الرجل عن الثمن , ودفعه له , ثم جذب دومني , وعلق القلبين الزرقاوين الصغيرين في أذنيها , وهتفت:
" القرط رائع يا بول , يجعلني أشعر كما لو كنت من جواري الحريم ".

ولكن بول لم يبتسم , وأمسك بها فجأة من خصرها , ورفع ذقنها بيده الأخرى وبدا فمه في مثل عنف ذراعه , وحدق بعينيه الذهبيتين في عينيها , وقال في صوت خافت , أجش :
" هل هذا ما تشعرين به؟ مثل جواري الحريم ,اللواتي كن يشترين بالمجوهرات؟".
ونظرت اليه مغلوبة على أمرها , وقالت مرتبكة:
" لم أقصد ذلك, كنت أمزح".

" اللاشعور أحيانا يدفعنا الى نطق كلمات نعتقد أننا لم نكن نعنيها".
ثم حرها من قبضته , وأكملا مسيرتهما الى الأكروبوليس في صمت.... وشعرت دومني بالرغبة في البكاء .... جواري الحريم! أنزلقت الكلمات من فمها لتفسد عليه بهجته بشراء هدية صغيرة لها.

ووقفت دومني وهي تشعر بضآلتها وسط الأعمدة الشامخة تنظر أعلى فأعلى وتستشعر تناسق هذه الأعمدة وعظمتها وهي أشبه بالأصابع تشير نحو السماء.

أخذها بول الى دهليز العذارى حيث صوّب السياح ألات التصوير وأخذوا يلمسون التماثيل التي بدت وكأنها تتحرك- وأراها شجرة الزيتون القديمة التي ما زالت موجودة , رمزا للأمل.
وتسمرت نظراتها عليه وهو واقف على السلم الكبير وقد أغرقته الشمس بأشعتها الذهبية , ولمحت من جديد على وجهه ذلك التعبير , كما لو كانت ذكرى متوحشةداهمته وهو يتأمل عاصمة اليونان القديمة.

وكان بول يحمل معه آلة تصوير , فألتقط لها عدة صور وهي متكئة على عمود أستر , وقال في أبتسامة ساخرة:
" ستتوقع كارا أن نحمل معنا مجموعة من صور شهر العسل".
" أذن لا بد أن نأخذ صورا معا , لنسعد كارا".
وبمساعدة أحد السياح الأمركيين وقفا جنبا الى جنب ,وبدأ هو يستعد لألتقاط عدة صور لهما , وقال الأميركي وهو يداعبهما بلهجته المرحة:
" أعرف أنكم معشر اليونانيين تتحفظون أمام الآخرين , ولكن وضع ذراعك حول السيدة سيبدو لطيفا".
ورمق بول دومني بنظرة متهكمة ثم أحاط خصرها الدقيق بذراعه , وجذبها الى جانبه , وكانت أبتسامتها أمام آلة التصوير متوترة كجسمها , وشعرت بأصابعه تغوص في خصرها وتؤلمها , ثم أنتهى التصوير , وتركها متجها الى السائح الأميركي الذي قال له:
" ستظهر صو زوجتك رائعة , تماما مثل واحدة من بنات الأغريق".

وأبتسم بول للسائح شاكرا وهو يسترد آلة التصوير , فرد الأميركي العفو باليونانية وهو مغتبط بنفسه لأنه تمكن من معرفة هذا القدر من النونانية .
ثم ألقى بول نظرة الى ساعة معصمه وقال لزوجته:
" لا بد أنك جائعة , هل نأكل في أحد المطاعم هنا؟ أم تفضلين أن نعود الى الفندق؟".
منتديات ليلاس
وجزعت من فكرة العودة الى الفندق, ليس بعد ! المطعم قد يكون صاخبا, مكتظا بالغرباء الذين تستطيع أن تنسى بينهم نفسها ساعة أخرى على الأقل , وقالت بسرعة:
" أحب أن آكل هنا في أحد المطاعم طعاما يونانيا".

وهبطا السلم المغطى بالحشائش , وتنبهت الى أن الناس ينظرون اليهما , ينظرون الى اليوناني الطويل الوسيم , وعروسه الأنكليزية , تماما كما حدث في كورنوال ذلك اليوم حين ذهبا الى لوو لأسترجاع الشيكات , ولكن في ذلك اليوم شعرت دومني بفوران جميل يسري في شرايينها , أما الآن , فالفوران ما زال موجودا لكنه لم يعد جميلا

...........نهاية الفصل الرابع...........

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, شهر عسل مر, the honey is bitter, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:35 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية