كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ولم تنظر اليه لكنها أحست فجأة بالدماء تتصاعد الى وجنتيها ، وسألت :
( هل أنت بخير ؟)
( بكل تأكيد يا زوجتي العزيزة )
وفتح ذراعيه مثل قط قوي سريع الحركة ، ولاحظت على السترةالتي يرتديها علامة بيت أزياء مشهور في اسكتلندا ، فسألته عما اذا كان قد زارها ، فأجاب :
( لقد سافرت الى أماكن عديدة ، ولكني أشعر دائما باللهفة للعودة الى أنديلوس,الشمس هناك حارة يادومني ،وعليك أن تأخذي حذرك حتى لا يحترق جلدك الأنكليزي الرقيق)
وشعرت بخفقان عصبي في قلبها لاشارته الى الجزيرة حيث ينتظرها مستقبل مجهول ، وقالت :
( بل سأتعرض للشمس قدر الأمكان ، لأكتسب سمرتك نفسها ).
وأسند ذقنة الى يديه ، وأظهرت ابتسامتة مدى جاذبية فمه ، وقال مازحاً :
(هل تجرؤين على أفساد هذه البشرة البديعة ؟أنك ملكي الآن يا سيدة ستيفانوس ، ببشرتك البيضاء وكل شيء فيك ).
علقت ساخرة :
(بالطبع ،أختطفتني كأسيرة ،أليس كذلك ؟)
وأختلج صوته وهو يسألها :
(هل أنت نادمة يا دومني على ليلة أمس ؟
كنت جميلة للغاية ورائعه ، لم أستطع أن أتركك ، أعرف أنني لست رجلاً يسهل
اكتشافه والتعامل معه لكني أعتقد أنه يمكنني أن أسعدك ، أذا سمحت لي بذلك).
والتقت عيناها بعينيه ، وتذكرت من جديد السعادة المتبادلة غير المتوقعه التي غمرتها ليلة الزفاف,والتي كانت نهاية غريبة ليوم عصيب . وتركته يحتضن يدها ، ويلمس خاتم الزواج الذهبي في إصبعها .
ثم قالت :
( حدثني أكثر عن الجزيرة ).
ولم تسأله من قبل مطلقاُ عن وطنه وأهله بمثل هذه اللهفه ,والآن عرفت أن أخاً يصغرة مات منذ ثمانية عشر شهراً ،وله أيضاً أخت غير شقيقه تعيش مع عمته صوفي وأبنها نيكوس ،في بيت قرب ميناء انديلوس ، وعمته تزوجت من ضابط بحري .
فالبحار والسفن في دماء كل أفراد أسرة ستيفانوس ،ونيكوس كان يستعد ليصبح شريكاً في خطوط بول البحرية
عندما يبلغ الواحدة والعشرين من عمره .
وسألته عن أسم أخته التي لم تكن تعرف بوجودها ، وأخذت تتأمله ، مدركة أنها لا تعرف عنه إلا القليل ، وابتسم قائلاً :
(اسمها كارا وهي في السادسة عشر من عمرها وكثيرة الحركةعفريته ولكن لطيفه ومرحه كالغزال البري ) .
منتديات ليلاس
( لا أعرف إلا القليل عنك وعن أهلك يا بول ) .
واستقرت عيناها على الندبة ، واستأنفت قائلة :
( مثلاً ، كيف جرحت ؟)
(آه ، هذه قصة طويلة ، ربما حكيتها لك ذات يوم، ولكن ليس هذا الصباح).
وابتسم وظلت عيناه جامدتين,وبدافع خفي نهضت دومني ،ودارت حول المائدة لتقف بجانبه .
وأمسك بها في صمت, ثم جذبها وتأمل وجهها بعينيه ، هذا هو بول :
رددت ذلك لنفسها ، ودخل يانيس بعدها طرق الباب ،وانتظر لحظة واحتقن وجه دومني وهمت بأن تفلت لكنه تمسك بها بدون حرج ،بينما كان يانيس يسأل إذا كانا يرغبان استعمال الأقدام حتى مدينة لوو،وسيتناولان غداءهما هناك.
|