كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
( منذ متى ؟ )
( منذ أن دخلت حياتي ، وجعلتني زوجتك )
ووبحث بيده . . . فوضعت يدها فيها ، وأغلق أصابعه بإحكام على أصابعها ، وسأل :
( هل أنت آسفة عليّ ؟ )
( آسفة عليك ؟ أنني أسفة على نفسي، لأن عليّ أن أحتملك لمدة الخمسين عاماً المقبلة ،أيها الطاغية ً ، يالها من حياة ! !
( أنا لا أسألك أن تبقي ) .
( أنت لم تسألني أن أحبك ، أخبرتني أن أحتفظ بالحب ، سوف أحتفظ به لنفسي إذا كان لا يزال ما تريد يا بول ولكنك لفترة سوف تحتاج إلي . . . وأنا في خدمتك ) !
ثم أطلقت شهقة عاليه عندما عادت أصابعة تسحق أصابعها من جديد ،ورفع يدها إلى فمه وقال :
( يا لأنوثتك وأنت تهددين وتبكين في الوقت نفسه ) .
( أنا . . . أنا لا...
( لست أنثى ؟ )
( لا . . . لا أبكي . . . )
وسقطت فوق السرير ، ودفنت وجهها في كتفه ، وتركت العنان أخيراً لدموعها المختزنة ،واسند رأسه على صدرها ، وداعبت شعره بأصابعها وهي تقول :
(الدكتور سوبزا متفائل جداً . . . كلنا متفائلون . . . وأنت ؟ )
( هل أستحق أن أكون ؟ لقد انتزعتك من كل ما كان عزيزاً عليك ،وخدعتك تلك الليلة الأولى ، وحطمت قلبك بفقد الطفل ،وعانقته وقالت بنعومة :
( لا تتكلم بعبارات كهذه يا بول فأني أحبك ، جعلتني أحبك منذ فترة طويلة ،ولكن الكبرياء كان دائماً رذيلتي ، ولم أستطع أن أعترف بهذا الحب لنفسي فيكف كنت
أستطيع أن أعترف به لك ؟ أوه يا بول عندما أخبروني أنك تموت ،أردت أن أموت معك ، وحينما قال الدكتور سويزا أن هناك فرصة ولو فرصة عمياء . . . كان لا بد لي أن أدعك تنالها يا حبيبي . )
وتحسست رقبته ، وكتفيه وشعرت بعظامها تتفتت عندما احتواها بين ذراعيه بطريقته القديمه ، وانطلق يهمس بصوت متهدج :
( ضقت ذرعا بهذا المستشفى ، يجب أن ينزعوا هذه الأربطة سريعاً ،
أريد يا دومني أن أعود معك إلى البيت ) .
وضمها أكثر وقال هامساً :
( الشمس والقمر والنجوم مظلمة الآن يا دومني ، ماذا لو ظلت هكذا بالنسبة إلي ؟)
( إن شخصين يستطيعان الرؤية عبر الجبال والمحيطات يا بول ،إذا كانا معاً ، وكل منهما بحاجة إلى الآخر ) .
منتديات ليلاس
(تبدو الآن يا حبيبي أنعم ملمساً ، كنت تبدو قبيحاً بعد العملية ) .
( هل أرهبتك ؟ )
( ومضى أبداً وقت لم ترهبني فيه ! )
*****
وعادا إلى البيت بعد أيام قليلة ، حيث وقف بول في الشرفة ، وقد لف ذراعاً حول خصر دومني ،ورأى من جديد زرقة البحر الأيوني العميقة منعكسة في عينيها اللتين رفعتهما نحو وجهه في حب ،ولم يكن ملحوظاً أن بول فقد بصر عينه اليمنى كلية ، ولكن الرؤية في العين اليسرى كانت تشتد يوماً بعد يوم .
وشردت أفكار دومني ، العينان اللتان تشبهان عيني النمر . . .
وازدادت التصاقاً ببول . . . أحست أنها تحبه كثيراً . . .العزيز المسيطر ، الذي سيرت منه أبناؤه الشجاعة والجرأة .
وقال بول :
( سنعيش حياة طيبة معاً يا دومني ، الآن سيكون حالنا كذلك اليوم الذي كنا فيه معاً
في كورنويل ، هل تذكرين الثقالة النحاسية . ) ؟
وأومأت في سعادة وقالت :
( كانت في حقيبة يدي كل يوم ذهبت فيه لزيارتك في المستشفى ، هذا الحيوان الخرافي جلب لنا الحظ ،والسعادة يا بول )
أضاف وهو يضمها أكثر ، وبلا نهاية :
( وأنت جلبت لي الحب ) .
ولم يتركها حتى أقبل يانيس ليخبرهما أن الشاي في إنتظارهما .
النهاية
|