كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
واحتضنت دومني الفتاة بقوة ، ولكن لم يكن لديها أجابه لكارا ،لم يكن لديها إجابة لنفسها .
وظلوا في الإنتظار ، لا يتحدثون كثيراً ، بينما كانت ساعة الحائط تدق بإنتظام .وكثافة الضباب تخف تدريجياً ، لتترك السماء واضحة بعض الشيء .
وفي منتصف الليل أقبلت ممرضة شابة تحمل صينيه فناجين قهوة ينبعث منها البخار ، وأمسكت دومني بالفنجان بيديها لتحاول أن تدفئها ، حينما انفتح الباب ثانية ، وظهرت الممرضة الأولى ، وأشارت لدومني وعندها قفزت كارا بدورها ،
قالت لها الممرضة بأسف أنه غير مسموح لغير السيدة ستيفانوس برؤيته في الوقت الحالي .
وتماسكت كارا ووجهها ينطق بالألم ، وأخذت من دومني فنجان القهوة ، وقالت بصوت مختلج:
( إذهبي إليه ، أنه حقك ).
وتبعت دومني الممرضة إلى غرفة بول ، وعندما دخلت لم تلاحظ لأول وهلة الرجل الذي كان واقفاً في ردائة الطبي الأبيض بجانب النافذة ، وسارت دومني ببطء حتى السريرالأبيض ، حيث كان بول راقدا في سكون تام ، وعيناه مغمضتان ، وقد ترك الألم علاماته الواضحه على صفحة وجهه ، وبرقة متناهية لمست دومني وجنته ، وأحست بالعظام الشامخة فيها ، ولم يشعر بلمستها ،لأنه كان فاقد
الوعي .
ولم تسمع الطبيب وهو يعبر الغرفة في اتجاهها ، ولكنها أحست بوجوده ، واستدارت لتلتقي بعيني الدكتور ميتروس سويزا الطيبتين وهمست :
( يبدو من الخطأ الجسيم يا دكتور أن يكون بول ..هكذا ،مغلوباً على أمره ، ألا يمكن أن نفعل شيئاً ؟ هل سنقف مكتوفي الأيدي ، ونتركه يموت ؟
وتفحصها الدكتور سويزا لحظة طويلة ، ثم أمسك بيدها وقادها خارج الغرفة ،التي دخلتها الممرضة في الحال ،وأخذها غرفة الأستشارات ، وأغلق الباب خلفهما بإحكام ،
وطلب منها أن تجلس ، وأطاعت ، ونظرت إليه من فوق المكتب ، وسألت بألم :
( ما هذا الذي يقتل زوجي ؟)
( قطعة صغيرة من المعدن ، شظية قنبلة يدوية انفجرت في وجهه عندما كان يحارب في حركة التمرد ).
( ولكن ذلك حدث منذ زمن بعيد ، كيف استطاع أن يعيش طوال تلك السنوات ؟)
( هناك حالات أكثر غرابة يا عزيزتي ، وهذا الجسم المعدني لم يكن يسبب له أي قلق على الأطلاق ،ولكن عقب حادثة معينه منذ سنتين بدأت المتاعب ، هل تعرفين أن بول كان له أخ ؟
( لوكاس مات غرقاً منذ عامين تقريباً ، وكان بول هو الذي غاص في البحر ليحاول انقاذه ).
( بالضبط ، ولكنه بعدها خرج إلى السطح ، تعرض لحالة إغماء ورأينا أنه من الحكمة أن يبقى في المستشفى لمراقبة حالته ، وفي هذه الأيام أجرينا له إختبارات ، واكتشفنا أنه أثناء خروجه من السطح في حالة نقص الهواء ، تحركت الشظية المعدنية تحت الضغط ،واستقرت في مكان أكثر خطورة في المخ .. ومنذ ذلك الحين يا دومني بدأ زوجك يعيش في خطر ).
منتديات ليلاس
ووضعت دومني يدها فوق حلقها المتألم وقالت :
( وهل أخبرته بذلك ؟)
وبابتسامة يختلط الحزن فيها بالإعجاب ، قال ميتروس :
( بول ستيفانوس ليس بالرجل الذي يمكن أن تخفي عنه الحقيقة أنه مقاتل فدائي شجاع منذ السادسة عشر من عمره ،
تحول إلى رجل رائع بمرور السنوات ، رجل شجاع ، جريء ،يحمل كثيراً من الأحترام لحقائق الحياة ، ولا يمكن تضليلة هاجمته موجات الصداع دفعة واحده ،موجات حادة كانت تستعصي أحياناً على الأدوية ، ولكن ليس دائماً ).
|