لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-10, 09:58 PM   المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

( لست جائعة يا دكتور ) .
( ولكنك يجب تحاولي يا أبنتي ، وإلا استغرقت وقتاً طويلاً في الشفاء .هاك شطيرة دجاج ، وآخرى بالجبن ، وأنا أصر على أن تأكلي ) .

وكانت طيبة الطبيب ومودته لا يمكن أغفالها ، ووجدت دومني نفسها تأكل ،وتتبادل معه بعض انطباعاتها عن بلاد اليونان ، وعلمت منه أنه أرمل ،وله أبن واحد يدرس الطب في أثينا .
وقال الدكتور سويزا مبتسماً :
( لن يسره أن يعمل طبيبا في جزيرة ، أما أنا ، فالعمل يلائمني هنا ،أمارس مهنتي في عيادة الأطفال التي تبرع بها زوجك والمرضى الأثرياء مثله يعاونون في دفع نفقات غير القادرين ) .

( هل تعالج بول يا دكتور من صداعه ) .
وكان الطبيب يهم بإختيار فطيرة ، وظلت الشوكة بين أصابعه على الاقل لمدة دقيقة ، وأخيراُ بعدما وقع أختياره على القطعة التي يريدها أثر تباطؤ لا يقتضيه مجرد الإختيار ،رفع عينيه نحو دومني وسألها :
( هل حدثك بول عن صداعه ؟ )
( ليس تماماً . . . يبدو متضايقاً لكما فتحت الموضوع ، لأنه قوي للغاية فيما عدا هذا الصداع .لذلك أعتقد أنه يكره الإعتراف بناحية ضعف لديه ) .

وتشاغل الطبيب يأكل الفطيرة ، وبمشاهدة النحل يمتص الرحيق من الإزهار التي تتسلق الجدران ، ثم قال فجأة :
( ربما ، فبول يوناني للغاية ، واليونانيون ليسوا سهلي الفهم أنهم أشبه بجبال الجليد التي يظهر منها جزء بسيط فوق السطح ويختفي الأكثر في الإعماق ) .
همست دومني :
( جبال الجليد يمكن أن تسبب الكثير من الأضرار ) .
( ولكنها يمكن أن تذوب إلى درجة حرارة عالية ) .

وضحكت دومني ، وابتسم الطبيب للرنين وللحيوية والجمال التي أضفتها الضحكة على الوجه الذي لم يكن قد عرفه إلا
متألماً . . . فاتراً . . . رصيناً . . . ولمعت عيناه ، وأدرك أنه أخطأ في إعتقاده أنها باردة ،كم كانت عيناها تعكسان زرقة السماء والبحر ،وكم كان فمها لذيذاً ، لم تكن سوى طفلة ، حساسة ، خجول ،وليس من النوع الذي يستطيع أن يفصح عن مشاعره .

وأنثنى إلى الأمام ، ونظر إليها مباشرة ، وقال :
( لا توجد سوى شعلة واحدة يمكن أن تقهر كل شيء ،وقليلون يستطيعون التصدي لها ) .
( هل هذا لغز يا دكتور ؟ )
( ممكن يا صغيرتي أن تطلق عليه وصف لغز ،أنه أعقد ما في الدنيا ، ولم تفك طلاسمه تماماُ رغم مرور كل هذه السنين منذ
قدمت حواء التفاحة المحرمة لآدم .
منتديات ليلاس
وتشابكت يدا دومني ، كان كل منهما تجد الراحة لدى الأخرى . . . وقالت :
(فهمت ، أنك تتكلم عن الحب يا دكتور ) .
( ألست متفقه معي أنه موضوع ساحر ، يا سيدتي ؟ )
وأشاحت بنظرها بعيداُ ، وتساءلت إذا كانت في غيبوبتها أفضت إليه بمكنون نفسها ،
كان طيباُ ، وناضجاً ، وكان يذكرها بعض الشيء بالعم مارتن ،ولكن أن تفضي لآخر بأسرارها كان راحة وقتيه يعقبها الضيق والندم .

ونظرت دومني إلى الطبيب ، وأحست من نظرة عينيه أن يعرف شيئأً ،هل تراها ذكرت باري خلال ساعات الغيبوبة بعد الحادثة ؟
ونهض الدكتور سويزا واقفاً ، معلناً أن عليه زيارة مرضى آخرين ، وعندما أمسك بيد دومني ، كان لضغطة عليها معنى ،وابتسم قائلاً :
( يجب أن نتحدث معاًُ مرة آخرى ، قريباً عندما تشعرين على أستعداد ؟ )
( نتحدث عن ماذا يادكتور ؟ )

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 10:00 PM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

( عن الأشياء التي لا تستطيع أن نهرب منها يا طفلتي ،والأشياء المحتمة الولادة . . . والحب . . . والموت ) .
وحدقت فيه بعينيها لحظة ، ثم أحنى رأسه الرمادي وقبل يدها وحياها باليونانية ومضى .

وبعد نصف دقيقة خلت الشرفة إلا من وجودها ،وجلست ساكنة تماماً ، وقد تملك عليها أحساس غريب بالوحدة ، وكان
البيت كله غارقاً في الصمت ، كانت فترة القيلوله ، التي يخلد فيها الجميع إلى الراحة ، حتى الطيور تبدو هادئة منكمشة فوق الإغصان .

واسترخت دومني في جلستها ، وأغمضت عينيها ، وسمعت حفيف أشجار الصنوبر ، وهمس أمواج البحر ،وبدأ لها كما لو كان طفلها الميت يدق على قلبها ، لقد ذهب الحب الذي كان يمكن أن يأتي به ،وأن يمنحه ، وانحدرت دمعة على خد دومني .

وتأملت لفترة قصيرة ، واستيقظت فجأة وهي تشعر بالبرد .
لم تعد الشمس تضيء الشرفة ، ولاحظت أنه خلال غفوتها ،زحف الضباب الذي كان يعلو البحر وغطى الجزيرة كلها ،وكون حزاماً حول البيت ،
وكانت دومني قد نبهت إلى توقع مثل هذاالضباب ، ولكنها لم تكن تتصور أنه يمكن أن يصل إلى نهاية الأريكة ،وذهبت إلى نهاية الشرفة لتنظر من فوق الصخور إلى البحر ،
ولكنها بصعوبة استطاعت التمييز ، وأن سمعت صوت تلاطم الأمواج وزحف الضباب ببطء ليلامس شعرها . . .وساورها أحساس بأنها معلقة مع البيت في السحب .

وسمعت وقع أقدام ولكن عندما ألتفتت سريعاً ، وجدت يانيس قادماً في إتجاهها ، وصاحت :
( يبدو أننا منعزلون هنا يا نيس ) .
وأومأ بجدية قائلاً :
(نعم ، يا سيدتي ، الرطوبة شديدة هنا في الخارج ويجب أن تدخلي ) .
(سأدخل يا يانيس ) .
وأشعرها اهتمامه بالدفء ، وقالت :
( هنا ، فوق أشعر كأنني هيلين تسير على أسوار طروادة ،هل تعتقد أن الضباب سيتسمر طويلاً ؟ )
( بضعة ساعات يا سيدتي ) .

( أوه . . . إذاًً فسيؤخر ذلك عودة زوجي وأخته ، إلا تعتقد ذلك ؟الطريق الموصلة إلى هنا ملتوية ومنحدره ، ومع صعوبة الرؤية
بسبب الضباب ، لا أعتقد أن بول سيجازف بقيادة السيارة ومعه أخته ) .
( أشك في ذلك يا سيدتي ) .
منتديات ليلاس
وأمسك يانيس بالباب ، ريثما نفذت دومني إلى الداخل ،حيث وجدت المدفأة موقدة ، وتقدمت منها فرحة وهي تجمع أطراف ثوبها ،ولم تستطع بسبب جروحها أن تنحني كما كانت تحب لتستمتع بدفئها ،فجلست على مقعد بول ، ومدت يديها لتدفئهما ، وكانت ليتا تعد عشاء خاصاً إحتفالاً بقدوم
كارا، ولما كان من الأرجح أنهما سيتأخران بسبب الضباب ،أخبرت دومني يانيس أنها ستتناول شيئاً خفيفاً بجانب المدفأة حاولي الساعة السابعة ،وأضافت أنها ترجو إلا يضايق ليتا التأخير في تقديم الوجبة الخاصة بإستقبالهما .

وابتسم يانيس وهز رأسه قائلاُ :
( سعادتنا في أن تستردي صحتك من جديد ، هل تحبين فنحان شاي الآن ،يا سيدتي ؟ )
وأومأت بالشكر والقبول ، بينما أغرورقت عيناها بالدموع وهي تراقب يانيس عند خروجه من الغرفة وبذلت دومني جهداً في مقاومة الدموع التي أحست بالرغبة في ذرفها ، وكان فنجان الشاي ممتعاُ ، بجانب المدفأة حيث مدت قدميها ، وكان الضباب قد امتد أكثر ، وسمعت دومني دقات الساعة ، وقررت أن تصعد إلى غرفتها لترتدي ثوباً .

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 10:01 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


كانت تشعر بالإرهاق ، ولكنها صممت على إلا تأوي إلى الفراش ،فالضباب كان يمكن أن ينجلي في أية لحظة ، وسيكون ترحيباً أنيقاً لكارا وبول أن يجداها في إنتظارهما .
وارتدت ثوباً أزرق طويل الأكمام لتخفي جروح ذراعيها عن عيني كارا لئلا تزيد من قلقها ،ولمحت وجهها شاحباً في المرآة ، ووجود هالات سوداء حول عينيها ،
استعملت أدوات الزينة لإخفائها ، وبدأ لها الثوب متواضعاً بعض الشيء واحتاجت لعقد يضفي عليه رونقاً .

وفتحت الدرج الذي تحتفظ فيه بمجوهراتها ، ووجدت بدلاً من العلبة الجلدية البسيطة
صندوقاً رائعاً حفرت عليه أشكال طيور ، وأصداف . وفتحت دومني الصندوق ،
أجل . . . كانت مجوهراتها فيه ، مرتبة في أدراج دقيقة الصنع أشبة بالإعشاش .

كان الصندوق الأثري لحفظ المجوهرات هدية من بول ،تعبيراً صامتاً عن مشاركته ومودته ، لأنه طيلة الأيام الثمانية المنصرمة ،
لم يذكر مرة واحدة شيئاً عن فقد الطفل ، وكان تصرفه في الواقع تجاهلاً غريباً .

ولمست هديته ، وهي تشعر ببهجة لم تتغلغل داخل قلبها ،وأخرجت العقد البسيط الذي كان ملكاً لأمها ،والذي لبسته يوم زواجها ،اللآلئ تعتبر دليل نحس للعروس ،لكنها توقعت دموعاً بعدد حبات العقد في ذلك اليوم ، لم يكن يهمها أنها تتحدى القدر .

في طريقها إلى الدور السفلي ، توقفت أمام النافذة ، وأطلت منها ورأت أن الضباب ما زال يغشى المكان كله ،ولمحت الاشجار في الغابة أشبة بالإشباح ، وشعرت بالبيت خالياً ،خاوياً ، وسرت إذ وجدت يانيس في غرفة الجلوس ، يسدل الستائر ،وكانت الأنوار مضاءة ونار المدفأة مشتعله .

وبدا لها أن التوتر يفقد حدته بتأثير دفء هذه الغرفة وأناقتهاوابتسمت وهي تشم رائحة الورد التي وضعهايانيس على منضدة قرب المدفأة ،وفتحت الراديو فانسابت منه ألحان الفرق . .
وتهالكت دومني على المقعد الذي قدمه يانيس ، وقالت :
( أما زال الضباب كثيفاً ) . ؟
وسكب له كأساً من الشراب وقال :
( ما زال على حاله يا سيدتي ) .
وتأملت كأس الشراب اليوناني الذي كان بول يقول دائماً أنه يحب أن يؤكل معه التين وفطائر العسل ، لأنه ما من مأدبة عشاء في القديم كانت تكمل بدونه أبداً .
منتديات ليلاس
وشعرت برجفة إذ بدأ لها أنها تسمع ضحكته ، ودفأت نفسها برشفة . . .
وسمع يانيس يقول وهو يحرك نار المدفأة لتزداد اشتعالاً :
( أنا متأكد أن السيد ستيفانوس لن يخاطر بالعودة في هذا الضباب يا سيدتي ،والآن سأحضر لك الشورباء ) .

وتناولت دومني الطعام لتسعد يانيس و زوجته ،وليس عن شهية ، ورفعت المائدة ، وكانت تشرب القهوة وهي جالسة على مقعد بول ،عندما سمعت طرقاً عالياً على الباب الخارجي ،وخفق قلب دومني اضطراباً ، وكانت قد وقفت عندما فتح الباب وأقبل نيكوس ستيفانوس مسرعاً ،يتبعه باري سوتيرن .

..........نهاية الفصل 11..........

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 10:04 PM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

12-بين الكبرياء والحب
..............................

تقدم نيكوس بشعره الأسود المجعد من رطوبة الضباب ،واتجه إلى (دومني مباشرة ) وأمسك بيديها ،كانت يداها باردتين مرتجفتين في يديه ، وأدركت أن شيئاً مزعجاً قد حدث ، وانتقلت عيناها إلى باري ، كما لو كانت تستنجد به ،ثم قالت لنيكوس :
( كارا و بول ) أليس كذلك ؟ هل قتلا في حادث سيارة ؟وعض نيكوس شفته ، بينما دس باري يديه بعنف في جيبي سترته .

وبدت عيناه داكنتين وهما تلاقيان عيني دومني التي صاحت وهي تغرس أظافرها في يدي نيكوس :
( أخبرني !)
(كارا بخير ، وأنه بول ، نقلوه إلى المستشفى ).
تلاحقت أنفاس دومني تسأل :
( هل أصيب بسوء )؟

وألقى نيكوس نظرة إلى باري ثم ساعد دومني على الجلوس
وقال :
( لقد نقل بول مريضاً إلى المستشفى وحالته خطرة ).
ووضع باري يداً فوق كتفها ، وباليد الأخرى قرب حافة الكأس من شفتيهاوهو يقول :
( أشربي هذا ).

وشربت ، مدركة أنه أعطاها شراباً قوياً لأن نيكوس كان على وشك أن يضيف ما هو أسوأ مما قاله ، ووقف نيكوس ينظر إليها بوجه شاحب ومكتئب ، وقال :
( ليس من المتوقع أن يعيش أبن خالي ، الأطباء يعطونه بضع ساعات فقط وفكرت أنك لا بد تريدين أن تكوني إلى جانبه يا دومني ).

وحملقت في نيكوس ذاهله ، بول يقترب من الموت ؟شيء لا يصدق ، واستطرد نيكوس يقول :
( لم يكن من الصواب أخبارك بنبأ كهذا هاتفياً .وكان باري معنا في البيت ، فجئنا بالسيارة ، كان الضباب المنخفض سيئاً ،
ولكن الرؤية الآن أكثر وضوحاً .)

الضباب ؟ وما أهميته ؟ وقفزت وافقه لمحت يانيس يقف قلقاً على عتبة الباب .
وكان واضحاً على وجهه أنه سمع ما قاله نيكوس عن بول ،وانطلق يهز رأسه وهو ذاهب ليحضر لها معطفها ووشاحها ،
ذلك المعطف الجميل الذي ساعدها باري على أرتدائه ،ووقف يغلق أزراره لها ، ثم رفع يا قته حول رأسها الذي لفته بالوشاح الذي كانت قد اشترته من البلاكا ..البلاكا التي اكتشفتها مع بول ..بول .. يموت !

ووجدت نفسها تستقر في السيارة بجانب باري على المقعد الخلفي ,ووقف يانيس ولينا على باب البيت الخارجي يراقبان في صمت كشبحين .
بينما كان نيكوس أمام عجلة القيادة ، يلف ليتجه نحو الطريق المنخفض.وكان رأس لينا ملفوفاً بوشاح أسود ، وعيناها دامعتين .وظلت عينا دومني جافتين تماماً ، ولكنها كانت تشعر بهما أشبة بجمرتين في رأسها وأحست كأنها ظلت تتخبط وسط الضباب فترة طويلة ،وبدأت أخيراً ترى بوضوح .
منتديات ليلاس
عرف بول منذ شهور أن هذا العرض أصابه ..نوبات الصداع كانت نذير ..وكانت أيضاً الدافع وراء بعض أقواله وتصرفاته .
بول كان يعرف منذ فترة أنه سيموت !

وأحست دومني بيد باري تغلق في دفء على يديها مواسية .بينما كان نيكوس يتقدم ببطء في الطريق,وتحرك إلى الأمام ياردات عدة، ثم أوشك على التوقف عندما قارب أعشاباً
في منحنى شديد ، وتذكرت دومني ليلة سابقة كانت تجلس بجوار بول وهو يقود السيارة في هذه المنطقة ، لقد شعرت وقتذاك أنهما معلقان في النجوم ، والآن لم يكن هناك نجوم ، الضباب وحده وأشباح الأشجار .

وبعد فترة قال نيكوس أنه أستطاع أن يلمح الفنار الذي يقع في منتصف المسافة بين أنديلوس وجزيرة مجاوره ، وأن ذلك يعني أنهم يقتربون من الميناء ، ومن المستشفى .

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 20-05-10, 10:05 PM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وخفق قلب دومني عنيفاًُ سريعاً بتأثير التوتر النفسي والعقلي ،ومالت على كتف باري ، مقدرة رفقته الصامته ، القويه ،ما الذي كان يفكر فيه وقد جلس ممسكاً بيدها ؟أن القدر يلعب دوره ، وأنه يجمعهما متقاربين ثانية ..

والحياة توشك أن تفارق الرجل الذي وقف بينهما ؟وقطعت دومني الصمت وقد انفك رباط حلقها وقالت :
( ماذا حدث يا باري ؟ هل كنت في بيت العمه صوفيولا عندما ..عندما سقط بول مريضاً؟

( كنت في الخارج في نزهة بحرية مع آل فانهوزن والكسيس ..وبدأ الضباب يتكاثف ، وحينئذ عدنا إلى الميناء .. وتناولت والكسيس كأسا عند آل فانهوزن ، ثم رافقتها حتى البيت لأن تكاثف الضباب بدأ يزداد ، ووصلنا إلى البيت في لحظة كانت سيارة الأسعاف تنقل بول ، وقد ذهبت كارا وعمته معه ، وكان نيكوس في البيت فشرح لي ولألكسيس الموقف .

وهمست دومني وهي تتصور حالة الفتاة التي كانت تحب بول كثيراً:
( مسكينه الصغيرة كارا ، لا بد أنها صدمت صدمة شديدة ).
وقال نيكوس وهو يدقق النظر من خلال أنصاف الأمتار التي تتركها مساحات السيارة خلفها:
( ذهبت معه دون دموع ، بدت وكأنها كبيرة فجأة ).

بلا دموع ، لأن اليونانيين الذين يبكون فرحاً ، يواجهون الكوارث في صمت والألم يحرق قلوبهم .وفكرت دومني أنه من الأشياء الطيبة ، أن كارا ستجد نيكوس بجانبها .
منتديات ليلاس
واستغرقت رحلتهم إلى المستشفى وسط الضباب ساعتين ،ولكنهم أخيراً وصلوا إلى فناء المبنى وساعد نيكوس دومني
في الخروج من السيارة ، وسار الثلاثة إلى الداخل ، حيث وجههم موظف الأستقبال نحو السلم المؤدي للطابق الذي يرقد السيد ستيفانوس في أحدى غرفة الخاصة .

وكان ضؤ الممر خافتاً ، وغرفة بول في منتصف المسافة ،وعندما اقتربوا من الباب ، كانت ممرضة تخرج حاملة صينية
فوقها أدوات مغطاة بغطاء أبيض ، واتجه نيكوس إليها ،وسألها أذا كان من الممكن أن تدخل زوجة المريض لتراه ،واستدارت الممرضة نحو دومني وقالت لها شيئاً ، لكنها كانت تتكلم اليوناينة ، وكان على نيكوس أن يشرح لها أن السيدة ستيفانوس انكليزية ،ثم أخبر دومني أن الأطباء حالياً مع بول ، وأن عليها أن تنضم إلى الأقارب الأخرين في غرفة الأنتظار ، وهناك وجدوا كارا وعمتها ، وقفزت كارا وهرعت نحو دومني ،عيناها أشبه بعيني ظبي مطعون ، داكنتان وكسيرتان وحزينتان ، وهتفت بيأس :
( آوه ، دومني ، ماذا سنفعل بدون بول ؟)

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, شهر عسل مر, the honey is bitter, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية