كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
12-بين الكبرياء والحب
..............................
تقدم نيكوس بشعره الأسود المجعد من رطوبة الضباب ،واتجه إلى (دومني مباشرة ) وأمسك بيديها ،كانت يداها باردتين مرتجفتين في يديه ، وأدركت أن شيئاً مزعجاً قد حدث ، وانتقلت عيناها إلى باري ، كما لو كانت تستنجد به ،ثم قالت لنيكوس :
( كارا و بول ) أليس كذلك ؟ هل قتلا في حادث سيارة ؟وعض نيكوس شفته ، بينما دس باري يديه بعنف في جيبي سترته .
وبدت عيناه داكنتين وهما تلاقيان عيني دومني التي صاحت وهي تغرس أظافرها في يدي نيكوس :
( أخبرني !)
(كارا بخير ، وأنه بول ، نقلوه إلى المستشفى ).
تلاحقت أنفاس دومني تسأل :
( هل أصيب بسوء )؟
وألقى نيكوس نظرة إلى باري ثم ساعد دومني على الجلوس
وقال :
( لقد نقل بول مريضاً إلى المستشفى وحالته خطرة ).
ووضع باري يداً فوق كتفها ، وباليد الأخرى قرب حافة الكأس من شفتيهاوهو يقول :
( أشربي هذا ).
وشربت ، مدركة أنه أعطاها شراباً قوياً لأن نيكوس كان على وشك أن يضيف ما هو أسوأ مما قاله ، ووقف نيكوس ينظر إليها بوجه شاحب ومكتئب ، وقال :
( ليس من المتوقع أن يعيش أبن خالي ، الأطباء يعطونه بضع ساعات فقط وفكرت أنك لا بد تريدين أن تكوني إلى جانبه يا دومني ).
وحملقت في نيكوس ذاهله ، بول يقترب من الموت ؟شيء لا يصدق ، واستطرد نيكوس يقول :
( لم يكن من الصواب أخبارك بنبأ كهذا هاتفياً .وكان باري معنا في البيت ، فجئنا بالسيارة ، كان الضباب المنخفض سيئاً ،
ولكن الرؤية الآن أكثر وضوحاً .)
الضباب ؟ وما أهميته ؟ وقفزت وافقه لمحت يانيس يقف قلقاً على عتبة الباب .
وكان واضحاً على وجهه أنه سمع ما قاله نيكوس عن بول ،وانطلق يهز رأسه وهو ذاهب ليحضر لها معطفها ووشاحها ،
ذلك المعطف الجميل الذي ساعدها باري على أرتدائه ،ووقف يغلق أزراره لها ، ثم رفع يا قته حول رأسها الذي لفته بالوشاح الذي كانت قد اشترته من البلاكا ..البلاكا التي اكتشفتها مع بول ..بول .. يموت !
ووجدت نفسها تستقر في السيارة بجانب باري على المقعد الخلفي ,ووقف يانيس ولينا على باب البيت الخارجي يراقبان في صمت كشبحين .
بينما كان نيكوس أمام عجلة القيادة ، يلف ليتجه نحو الطريق المنخفض.وكان رأس لينا ملفوفاً بوشاح أسود ، وعيناها دامعتين .وظلت عينا دومني جافتين تماماً ، ولكنها كانت تشعر بهما أشبة بجمرتين في رأسها وأحست كأنها ظلت تتخبط وسط الضباب فترة طويلة ،وبدأت أخيراً ترى بوضوح .
منتديات ليلاس
عرف بول منذ شهور أن هذا العرض أصابه ..نوبات الصداع كانت نذير ..وكانت أيضاً الدافع وراء بعض أقواله وتصرفاته .
بول كان يعرف منذ فترة أنه سيموت !
وأحست دومني بيد باري تغلق في دفء على يديها مواسية .بينما كان نيكوس يتقدم ببطء في الطريق,وتحرك إلى الأمام ياردات عدة، ثم أوشك على التوقف عندما قارب أعشاباً
في منحنى شديد ، وتذكرت دومني ليلة سابقة كانت تجلس بجوار بول وهو يقود السيارة في هذه المنطقة ، لقد شعرت وقتذاك أنهما معلقان في النجوم ، والآن لم يكن هناك نجوم ، الضباب وحده وأشباح الأشجار .
وبعد فترة قال نيكوس أنه أستطاع أن يلمح الفنار الذي يقع في منتصف المسافة بين أنديلوس وجزيرة مجاوره ، وأن ذلك يعني أنهم يقتربون من الميناء ، ومن المستشفى .
|