لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-10, 01:09 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأنحنت أمامه لتصل الى سلة الطعام... وأمتدت يده الى خصرها وهو يقول:
" أجل , أطعمي الوحش , فينام لمدة ساعة ,ويمكنك أن تستمتعي برؤية الأسماك الملونة , والبحث عن الأعشاب المرجانية".

وأحتقن وجهها للسخرية في صوته , وناولته فطيرة باللحم مع علبة الزبدة وبعض شرائح البندورة وأتكأ على مرفقه , وأنطلق يأكل وهو ينظر للبحر ,وسكبت دومني القهوة وأضافت اليها العسل البري الذي كان بول يحبه , وأخذ الفنجان ورفعه نحوها قائلا باليونانية:
" في صحتك".

وردت على تحيته بالأنكليزية ثم أشاحت عنه بوجهها وهي تشرب القهوة , وتأكل غدائها , كانت صحتها تهمه لأمر واحد فقط , كانت تعتقد أنه يريد منها أن تمنحه طفلا.

وما كادا ينتهيان من طعامهما ,حتى أغلقت سلة الطعام , وتركته لتلهو في حوض وسط الضخور , حيث كانت الأسماك الصغيرة تقفز بين أصابعها ,
وتمدد بول غير بعيد عنها فوق الرمال , ظهره للشمس ووجهه بين ذراعيه المعقودتين , ولم تكن تدري ما أذا كان مسترخيا ليأخذ غفوة حقا , أم أنه كان خداع النمر الذي يفكر في مكيدة لفريسته.

وأخذت دومني تعبث بحبات الرمال , وهي تفكر في الطريقة التي طوح بها بول بلوحة باري قائلا:
" أنا لا أهتم بوجودها في بيتي.... يجب أن تفكري يا عزيزتي في شيء آخر هدية لي".

وفي الليلة الماضية , من شدة غضبها منه , أرضت نفسها بأغلاق باب غرفتها في وجهه , وتمددت متوترة , تتنصت الى صوت حركاته في الغرفة المجاورة , ولكنه لم يحاول أن يعالج بابها , وأنتهى بها الأمر أخيرا الى الأستغراق في النوم , ولم تستيقظ ألا على صوت لينا وهي تفتح الستائر.
منتديات ليلاس
ولم تكن لينا بالمرأة التي تبتسم كثيرا , ولكن أبتسامة علقت بفمها وهي تتأمل دومني وقد أفترش شعرها العسلي الغزير الوسادة , وبدا لون جلدها العسلي الشاحب منسجما في تناقضه مع لون قميص نومها الأزرق ,وجلست دومني في سريرها ,وقالت وهي تراقب لينا تسكب لها شاي الصباح:
" كم تبدو الشمس رائعة!".
" هذه هي أجمل أيام الجزيرة طقسا يا سيدتي ... العنب ينضج ويغمق لونه والجبال تمتلىء بالمواشي وبالأغنام".

وسألت دومني وهي ترشف الشاي الساخن:
" هل ولدت في الجزيرة يا لينا؟".
" أنني من الجبال يا سيدتي, مكان قطاع الطريق في الماضي, والأساطير الخرافية , تعرفين طبعا أن الدماء الرومانية تسري في عروقي؟".
وأومأت دومني وهي مأخوذة بعض الشيء بما كان يبدو على لينا من معرفتها للأشياء الخفية في الحياة , وقالت لينا:
" لقد أعتدي على الجزيرة خلال الحرب يا سيدتي عندما كنت صبية , وأحرقت المزارع ,ونهبت غابات الزيتون , وأخذت الفتيات أسيرات".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-05-10, 01:10 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وشعرت دومني برجفة وهي تحدق في خادمتها , وأضافت لينا بسرعة:
" كنت محظوظة , أذ خبأ جدي كل أفراد الأسرة في كهف وسط الجبال , بينما حارب أبي وأخوتي , ولم يكن ذلك آخر ما عانته اليونان , فقد قامت حركة التمرد , ومن جديد المتاعب والمعاناة والسلب والنهب".
قالت دومني برقة:
" لا بد أنها كانت مرحلة حزينة ومفزعة لكم جميعا".

أبتسمت لينا بطريقتها الجادة وقالت:
" ولكنها أنتهت, والآن هنا في الجزيرة يجد الناس السلام والعمل , والطعام الكافي".
وتناولت دومني بعض الحلوى , ثم ضحكت قائلة:
" بدأت أحب ألوان الطعام اليونان يا لينا , جو جزيرتكم يفتح الشهية ".
ورمقت لينا سيدتها بنظرة متفحصة , ثم ألتقطت فنجان الشاي الفارغ ونظرت فيه فقالت دومني:
" هل ترين فيه أن أمامي يوما سعيدا؟".
وأرتجفت أهداب دومني وهي تلقي نظرة سريعة على الباب المغلق بينها وبين بول .بينما قالت لينا وهي تتمعن في أوراق الشاي:
" سيحدث شيء مزعج ,أرى ذلك بوضوح".
" عاصفة؟".
" سيحدث شيء غير سار يا سيدتي".
وأحتد صوتها وهي تستطرد قائلة :
" سيحدث هذا اليوم".

وسكتت عن الكلام عندما سمعت محاولة لفتح الباب المغلق وأستدارت لتسمع تكرار الصوت , وأحتقن وجه دومني تحت وهج نظرات لينا المتعجبة , ثم قالت:
" أفتحي الباب يا لينا".

وحيت لينا السيد تحية الصباح , ثم أنصرفت من الغرفة على عجل , وبقيت دومني في مكانها وقد شحب وجهها بعض الشيء , وهي تنظر الى بول , كان يرتدي قميصا حريريا غامقا , وبنطلونا رماديا , وقال وهو يشير ناحية الباب الذي فتحته لينا:
"أفعلي ذلك ثانية يا فتاتي , ولن أنتظر حتى تسمح لي خادمتك بالمثول بيد يديك , سأحطم الباب".
منتديات ليلاس
وكان يبدو غاضبا بما فيه الكفاية لأن يفعل ذلك , أما دومني فقد تملكتها رغبة في الضحك, ورفعت يدها وعضت على أصابعها عندما أقترب من سريرها وبدا كقط هائج , ووقف يتأملها , ولمحت نظراته تنزلق من كتفيها الى الشيفون الأزرق الذي يغطي صدرها- وأسرعت تحجب نفسها بالغطاء , فرفع حاجبه لتصرفها , ثم أطلق ضحكة قاسية عالية كشفت عن أسنانه البيضاء , وقال:
" أغلاق الأبواب , والتظاهر بالأحتشام من شأنه أن يضاعف حرارتي لا أن يخفضها".

وفي اللحظة التالية كان جالسا على حافة السرير , محملقا فيها , كان وجهه خاليا من التعبير , لم تعرف دومني ما أذا كان متضايقا أو مسرورا , ثم قال وعيناه فوق الخاتم الذهبي في يدها:
" أنا أدرك جيدا يا دومني أنك لا تريدينني , ولكن أخشى أن تكوني مضطرة الى أحتمال نوبات عاطفتي ,وفي أي حال يمكنك أن تواسي نفسك أنه سيأتي يوم لن أكون فيه محتاجا اليك أبدا".

وكان ينطق بكلماته ببرود وسخرية , ووجدت دومني نفسها تجفل منه كأنه صفعها , وأخذت كلماته تتردد في ذهنها , وأسلمتها صراحته الصارخة الى حالة من الغضب , وقالت وعيناها تقدحان لهيبا:
" فهمت يا بول , أفسدت حياتي لمجرد أرضاء نزوة عابرة في حياتك سحقت كبريائي , وأرغمتني على الزواج بك , لتمتلكني بعض الوقت لا غير , لقد عرفت دائما أن هذه هي دوافعك للزواج مني ,ولكنني لم أتصورك قط من القسوة فتصارحني بها".

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-05-10, 01:13 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


وسكتت ريثما تلتقط أنفاسها اللاهثة , قبل أن تقول بغضب مليء بالألم:
" حسنا , وشكرا على أخباري , الآن لن أهتم بأنه من الخطأ كراهية أنسان آخر , سأشعر بأن في ذلك عدالة".
قال بكسل:
" أجل , دعي نفسك تشعرين بأن في ذلك عدالة , شيء يدهش حقا كيف أن مثل هذا التبرير يمكن أن يريح الضمير".
" أشك في أن لك ضميرا ولكنني أعرف أنك بدون قلب".

وبأبتسامة ماكرة تحسس عضلات صدره , ثم أنحنى فوق المنضدة بجوار السرير , وأخذ الكتاب الموضوع فوقها , وفتحه وأنطلق يقرأ جملة من رواية مترجمة الى الأنكليزية لكاتب يوناني معروف أسمه( نيكوس كازانتراكيس) , وسالها:
" هل في نيتك أن تكتشفي عمق الشخصية اليونانية؟".
أجابت ببرود:
" أنا أقرأ كارانتزاكيس للتسلية , فهذا بالنسبة الي هو الهدف الوحيد من قراءة الروايات".
منتديات ليلاس
قال بول بأبتسامة باهتة:
" لكل شخص أسير ردود فعله في الحياة , لذلك فهو لا يستطيع أن يتحدث بلسان الجمع ,(كازانتراكيس ) يكتب عن الحب كما لو كان سيفا يغمد في القلب , هل تعتقدين أنه على حق؟".
" لا أعرف".
قال وعيناه تضيقان:
" مع أنك أحبب , ألم تحبي يا دومني ؟".
قالت ببرود:
" أن تقع في الحب , هو أن تسلم نفسك لأهواء , ربما لقسوة شخص آخر , وأنا لن أخاطر ثانية".
وأشار بول ناحية الباب الذي أغلقته في وجهه في الليلة السابقة , وقال:
" هل فعلت ذلك, لأنني طوحت بلوحة سوتيرن؟ ألم يكن ذلك عدم مبالاة فحسب؟".

" عدم مبالاة في مواجهة من؟".
وألتقت عيناهما ... وتراجعت دومني الى الوراء محتمية بوسادتها حينما أنحنى بول فوقها , وقرب وجهه من وجههاثم نهض واقفا , وقال وهو يعيد الكتاب الى مكانه على المنضدة:
" علي أن أذهب لمقابلة شخص هذا الصباح , ولكنني سألحق بك لنتناول الغداء معا على الشاطىء ... سأطلب أعداد سلة طعام".

" كما تشاء يا بول".
وراقبته وهو يخرج من الغرفة , ويغلق الباب خلفه , ووضعت ذراعا فوق عينيها , وظلت ساكنة عدة دقائق , لكنها لم تذرف الدموع , كان عذابها أعمق من أن تنهمر له الدموع.

وبعد أفطار يوناني خفيف من القهوة , والفطائر والعسل , أخذت دومني كتابها وخرجت الى الحديقة , حيث جلست تحت عريشة ومن حولها شجر الفلفل ,والصنوبر , ومجموعة من الورود ذات الألوان الجميلة , والرائحة الزكية.

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-05-10, 01:24 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وأستغرقت دومني في قراءة القصة وجاء يانيس حوالي الساعة الحادية عشرة حاملا سلة الطعام التي أمر بها بول , ولم تكن السلة ثقيلة ,ولكن يا نيس أصر على أن يحملها الى الشاطىء وكانت دومني تشعر بأعزاز نحو خادم بول الجاد ,
الذي كان يستطيع أن يذكر كل أسماء طيور الجزيرة وورودها النامية على جانبي الممر المؤدي الى البحر , ولم يكن هو وليتا قد أنجبا , وبدا لدومني أنهما بطريقة ما ينظران اليها : طفلة , وكانا يديران البيت بمهارة ,حتى أنه لم يكن لدى دومني ما تفعله سوى أكتشاف الغرف الكبيرة , والسلالم الملتوية المؤدية الى مخازن الأمتعة القديمة .

وقالت دومني:
" كم تبدو الجزيرة هادئة وجميلة اليوم يا يانيس".
ووقفت مبهورة أمام منظر البحر , وأشعة الشمس تنعكس فوقه والرمال والصخور , وأبتسم يا نيس وهو يرى مدى أنبهار دومني التي أخذ النسيم يداعب خصلات شعرها وصاحت وهي تشير ناحية البحيرة التي ظهر فيها الدرفيل يقفز كما لو كانت لها أجنحة ثم يغوص في الأعماق.

" أوه , أنظر هناك يا يانيس!".
وكانت دومني تأخذ حمام شمس عندما لحق بها بول على الشاطىء , لم تسمع وقع أقدامه وهو قادم فوق الرمال, لكنها أحست بظله الطويل فوقها , وعندما جلست ورأت وجهه , بدا لها أنه مرهق وسألته:
" هل تريد الغداء حالا؟".

" كلا , ألا أذا كنت تريدين , أعتقد أننا ربما نخرج في نزهة بحرية أولا".
وقفزت قائلة:
" أنت على حق".
ومن جديد تمهلت عيناها فوق وجهه , وتبينت أنه يعاني من الصداع وأنه كان يتمنى أن يخفف نسيم البحر من حدة األألم , ولمست ذراعه بأصابع مرتجفة , وقالت:
" بول , ماذا يقول الأطباء عن صداعك؟".
منتديات ليلاس
وواجهها بأبتسامة ساخرة , وعينين غير مقرؤتين خلف نظارة الشمس , وقال:
" يا عزيزتي .... هل أنت فعلا مهتمة بي؟".
" أنا لا أحب أن أرى أحدا يتألم".
ثم سحبت يدها من فوق ذراعه , وقالت:
" آسفة أذا كنت تطفلت".
" سيتلاشى الألم بعد فترة".

وقفز الى الزورق ,وفك الرباط ودفعه في المياه , وخلع قميصه وساعد دومني على القفز بدورها , وظل ممسكا بها لحظة , وهو يبتسم مثل قرصان أغريقي , وهمس:
" أحيانا , يا أسيرتي الصغيرة , لا أظن أنك تكرهينني".
ورفعت بصرها نحوه , ومن جديد تذكرت الكلمات التي تفوه بها في ذلك الصباح , وقالت بفتور:
" أنا أبذل ما في وسعي لأنقاذ صفقة سيئة , لكنني أعرف الآن أن عقوبتي ليست مؤبدة".

وضحك وتركها , وقاد الزورق , ولفترة ظلت الدرافيل تجذب أنتباه دومني , وأعادت لعينيها بريقهما , وصاحت ليصله صوتها خلال هدير المحرك :
" كيف حال صداعك ؟".
صاح بدوره من فوق كتفيه :
" أحسن كثيرا.... الدرافيل تجيد اللعب.... هيه؟ أنظري الى ذلك البرونزي اللون!".

وكان الدرفيل الضخم كبيرا , حتى أنه أستطاع أن يميل الزورق عدة مرات ,وأوشك أن يلقي دومني في الماء , وضحكت من أعماقها ,ولكن بول حذرها قائلا:
" لا يوجد فقد درافيل في هذه المياه".
وكان يقصد سمك القرش , ورفض أن يدع دومني تقفز للسباحة حتى يدخلا منطقة الأمان في البحيرة , حيث الأسماك صغيرة جدا , ولا تجتذب الأنواع المفترسة .

وعادا الى الشاطىء , وجلست دومني على صخرة , شاردة تماما مع أفكارها , فجفت الرمال بين أصابعها , ونهضت وركضت في أتجاه المياه لتغسلها , لكنها أحست بشيء ما يطعن باطن قدمها اليسرى , فأطلقت صرخة ألم.
وأتضح أنها داست فوق قنفذا مائي صغير , وتبينت أن بعض الشوك نفذ تحت الجلد , وكانت دومني تعرف أنها لا بد أن تتقيح أذا لم تنزع , وجلست فوق صخرة قريبة , وحاولت أن تنزع الشوك بأظافرها.

وجاء بول بجانبها متسائلا:
" ماذا فعلت؟".
وأخبرته, فركع أمامها , وأمسك بقدمها الصغيرة في يده.... وبعد لحظة نظر اليها قائلا:
" لا بد من نزع الشوك بملقاط .... لكن أذا سرت على قدميك , فستتغلغل الأشواك داخل جلدك , تعالي ,سأحملك حتى البيت".
وضحكت بعصبية وهي تبتعد عنه قائلة:
" لن يمكنك أن تصعد بي التلة يا بول , أزداد وزني منذ جئت الى اليونان".
" أما زلت تشعرين بالتوتر معي يا دومني؟".

وعبر بها الشاطىء , ومنه تحت قوس الكهف الموصل الى البيت وأحست بخفقات قلبه كاللمسات , وفجأة وكما حدث في المركب منذ ساعة أو أكثر , أحست في كيانها ضعفا ,
وبدأت تدرك حقيقة لم تكن واضحة بعد في ذهنها , ولكنها في المركب أستطاعت أن تهرب من رقابة بول في الجانب الآخر , أما هنا بين ذراعيه.... فكانت أسيرة , وأزدادت ظلمة الكهف , وهما يتوغلان داخله ,وفجأة ,
مثل زئير حيوان مختفي , ترددت أصداء من فوقهم , وأصوات ضوضاء مخيفة , وتسمر بول في مكانه , وقد أزداد ضغط ذراعيه حول دومني , التي أمسكت بكتفه العاري بقوة ,وغرست دون وعي أظافرها في جلده وهي تقول:
" ما هذا يا بول؟".

ولم يجبها في الحال , لكنه ظل يرهف السمع, وهو يحدق كالقط في وجود الخطر المفاجىء ومن جديد أرتفع صوت شيء يتصدع , وأهتزت الأرض , وأوقف بول دومني على قدميها وقال ملهوفا:
" أركضي يا صغيرتي , الكهف سينقض علينا ".
منتديات ليلاس
وخفق قلبها وهي تركض , كانت تعرف أنهما على بعد دقائق من الباب الذي يمكن أن ينقذهما من الخطر المحدق بالكهف , ويوصلهما الى البيت ,
ومن جديد أرتفعت أصوات التصدع , وكانت دومني تنظر الى فوق مذعورة , عندما أنفتح سقف الكهف وتهاوت الصخور وقذفت بها على ركبتيها , وأرغمتها على أطلاق صرخة , سرعان ما خمدت وسط سيل الغبار والألم.

...........نهاية الفصل العاشر..........

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 19-05-10, 03:09 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 166175
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: الروح الهائمه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الروح الهائمه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

واااااااااااو مررره حماس
يالللله ياللله متحمسه مررره على التكمله
يعطيك العافيه "اماريج" على هالروايه
نستاك لا تطولي :)

 
 

 

عرض البوم صور الروح الهائمه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير القديمة, رويات عبير المكتوبة, شهر عسل مر, the honey is bitter, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية