وقال باري موجها كلامه لدومني :
" لا بد أنك زرت الأكروبوليس عندما كنت في أثينا؟".
" زرته نهارا ومساء وأعجبني".
وقال بول بأبتسامة جافة:
" دومني من النساء اللواتي يفضلن الأشياء المقنعة على السافرة , الأعمدة الأثرية أزعجتها في ضوء النهار".
وقال باري ناظرا الى دومني:
" غالبية النساء خياليات , وأنني أتساءل يا سيد ستيفانوي أذا كنت ستسمح لي برسم زوجتك....".
وأحتقن وجه دومني لكلام باري , ذلك أن العيون كلها أتجهت ناحيتها , حتى عيني بول غير المقرؤتين , خلف عدستي نظارة الشمس الرمادية ,وتمنت لو تقول :
" لا يا باري... لا تجعل الأمور أصعب مما هي عليه الآن".
وأبتسمت كارا في براءة لدومني , ثم نظرت الى بول وقالت:
" يا لها من فكرة رائعة .... يجب أن تدع باري يرسم دومني".
وأضافت :
" أوه , سيثير ذلك غيرة ( ألكسيس ) أنها تعتقد أنه لا توجد من تماثلها جاذبية".
وسأل بول:
" على فكرة أين ألكسيس؟".
وفهمت دومني من تعبير فمه أن طلب باري لم يعجبه , ووجد في السؤال عن زوجة أخيه ألكسيس منفذا لتغيير دفة الحديث.
وقالت كارا:
" ذهبت ألكسيس في نزهة بحرية مع ناس يستأجرون منزلا على مقربة منا , حيث سيقضون الصيف , أنهم أمريكيون أثرياء , ولذلك أندمجت معهم ألكسيس بطبيعة الحال".
وقالت عمتها بحدة:
" هذا يكفي, هذا شأن ألكسيس أذا كانت تفضل صحبة المتحضرين على الصيادين والمتجولين على الشاطىء".
وضحكت كارا وهي تنظر الى قدمي باري العاريتين , ألا من صندل على الطراز الروماني وقالت:
"أعتقد أن العمة صوفيولا تعنيك , يا باري , لأنك تسكن في كوخ على الشاطىء".
منتديات ليلاس
وبعدم أكتراث عقد ساقيه , ونظف بنطلونه من فتات الحلوى , وفهمت دومني من تقطيبة وجهه أنه يفكر في الأيام القديمة , ذات أمسية , في مركب على الشاطىء الأنكليزي , لمح بأنه يجب أن يرحل ورغم ذلك لم تشعر بالحزن ,
ذلك أنها كانت تحس أنهما لا بد سيلتقيان مرة أخرى , وأفاقت دومني من شرود أفكارها , لتجد أن كارا جلست منكمشة بين ذراعي بول مثل قطة صغيرة , وهزت العمة رأسها وهي تتأمل الأثنين ,وقالت:
" أنك تفسدها يا بول , كارا بلغت السابعة عشرة ,ويجب أن تبدأ في تعلم الأتزان , أنك تعاملها كقطة , وليس كل الرجال يحبون أن تتخذهم زوجاتهم مقاعد مريحة".
وجرت الضحكات أشبه بالريح على فم بول , وربت على شعر أخته الداكن , كان معقوصا بطريقة غريبة , كما كانت قد عبثت فيه بالمقص.
وأبتسم بول قائلا:
" آه , حسن , أن أحدنا لم ير الآخر منذ حوالي ثلاثة شهور , وأنا مدين لها ببعض التدليل".
وأغمض كارا عينيها الداكنتين , وبدت كقطة فعلا وهي تمسح وجنتيها في صدر أخيها , أما دومني فجعلها صوته الحاني تتذكر الليلة في الفيللا عندما بدأ شهر العسل ... ذلك الصوت العميق الدافىء , نقلها الى الجنة , وكم آلمها , ولا يزال يؤلمها , أكتشافها أن بول خدعها.
وأبتسمت كارا لدومني وقالت:
" كم يبدو غريبا أن أفكر الآن في بول كزوج , وأرجو ألا يضايقك أنني أستعمل زوجك كمقعد مريح".
وقالت دومني بأستخفاف:
"أهلا وسهلا بك".
ولكن لم يخف عليها أن بول قطب جبينه , ولا النظرة التي ألقاها باري على ساعة معصمه , كما لو أنه لاحظ شيئا في سلوكها أرتسم صداه في عينيه , فأسرع يخفيهما حتى يسيطر على نفسه من جديد , وتلاحقت نبضاتها وقد أحست بالخطر يحدق بالأجواء.