عندما شاهدت ايف الجدة ماسترز ، اجهشت بالبكاء . فربتت السيدة العجوز على ظهرها بلطف : اهلا بك فى بيتك يا صغيرتى 0
انها سيدة مختلفة كل الاختلاف عن السيدة الباردة المخيفة التى يظنها الجميع : اننى حمقاء حتى ابكى هكذا 0
كانت الجدة قديما طويلة اما الان وهى فى الثمانين من عمرها فكان طولها يقارب طول ايف القصيرة القامة 0
قالت الجدة : لا ادرى يعجبنى هذا 0
التفتت ايف لدى سماعها حركة : كريستين 0
خفق قلبها لمواجهة نظرة كريستين العميقة : عجيب امر هذه المرأة فمعظم الناس يحاولون اظهار المحبة ، ولو باسم الاخلاق الحميدة ، اما كريستين فلم تكن تزعج نفسها الا مع الجدة ...
سالت بدون ود ، وبدون طلب الرد : كيف حالك ايف ؟
نظرت ايف حول المرأة : اين صديقتى الصغيرة ؟ احضرت لها شيئا 0
ردت كريستين بقسوة : لا ادرى ان كنت سترينها اليوم . لقد عضت الانسة بورتون هذا الصباح ، ثم اخذت تصرخ حتى بح صوتها 0
هزت الجدة راسها الابيض بعجز : يا للصغيرة المسكينة 0
صرت كريستين على اسنانها الصغيرة البيضاء : انها مصيبة 0
فكرت ايف : بل هى سجينة نفسها .. انها واثقة بان انيتا اذكى مما يعتقد الجميع .. ففى عينيها نوع من الادراك ، حتى وان كانت لا تتجاوب . عندما اخذوها الى الاطباء ليعاينوها اجمع الاطباء على ان لاعيب فيها ولكنها ظلت تتقلب من حالة الى اخرى 0
تغير وجه كريستين الغريب النحيل فجاة ، فالتفتت ايف . كان غارث يدخل من الباب الامامى الذى يشبة باب القلعة حاملا حقائب ايف .. وفكرت فى نفسها : يالهى ! .. انها تحبه !
سالت كريستين : اكانت رحلتك موفقة غارث ؟
هز راسه باختصار : نعم ، لاباس بها 0
وضع الحقائب امام الدرج الضخم ذى الاتجاهين ، وتقدم نحو الجدة ، التى رفعت له خدها ليقبله .. فطبع قبلته وقال بلطف : مرحبا .. الان احضرت لك ايف ، فارجو ان تمنحينى قليلا من الراحة 0
منتديات ليلاس
-شكرا لك حبيبى .. انا احاول الاستفادة بمقدار ما استطع من قواك الرائعة 0
وقفت كريستين جامدة ، تراقب عرض المحبة هذا : الرجل والعجوز ، والفتاة الشابة .. ثم قالت بصوتها الخفيف : يا لك من فتاة محظوظة ايف ! .. فكرى كم يكلف مجئ غارث اليك 0
لم يرد عليها احد ، وضغطت الجدة على يد ايف وسالت : لماذا لم يرافقك خطيبك ...
قال غارث بعذوبة : تخاصما 0
سالته كريستين : هل انت واثق انك لم تطرده ؟
هز كتفيه العريضتين : اسالى ايف 0